أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير ضهير - الأطفال في غزة ورعب التوبة إلى الله














المزيد.....

الأطفال في غزة ورعب التوبة إلى الله


أمير ضهير
كاتب سوري فلسطيني

(Ameer Doheer)


الحوار المتمدن-العدد: 5128 - 2016 / 4 / 9 - 19:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أيها الأطفال الصغار، هل تريدون دخول النار؟ هل تريدون أن تخسروا الدنيا والأخرة؟ إن كنتم تريدون دخول الجنة توبوا الآن إلى الله.
وأبكوا بأعلى أصواتكم معلنين برائتكم من ارتداء (الجينز) واستخدام (الجل) على رؤسكم، ومن كل مشاعر الحب التي تشعرون بها بينكم وبين أنفسكم تجاه فتاة ما.
إن هذا الخطاب الأحمق والذي يسمونه دعوة إلى الله والذي انتشر في غزة بشكل منظم من حكومة حماس من شأنه تحويل أطفال غزة إلى مجرمين غدا. اولائك الأطفال الذي ولدوا وعاشوا حياتهم القصيرة دون أن يعلموا أنه من الطبيعي أن يلعبوا ويغنوا ويحبوا ويرقصوا كأطفال العالم. ودون أن يلعموا أن هناك أماكن في العالم لا تقطع عنها الكهرباء 18 ساعة يوميا.
إن جلسات الاستتابة هذه ليس جديدة على المنطقة، فسبقت داعش حماس في هذ الأمر، فتنظيم داعش الارهابي كان كلما سيطر على مدينة في سوريا والعراق جمع الاطفال في جلسات الاستتابة والعودة إلى الله ثم مبايعة خليفتهم الأحمق أميرا للمؤمنين. والآن حماس تكرر نفس الأمر في غزة.
إن تربية الأطفال على البكاء والعويل والتوبة والخوف من كل شيء لا يمكن ان ينتج أطفالا قادرين على الحياة بشكل سليم. الأمر له انعكاسات نفسية خطيرة للغاية على تكوينهم الفكري. ألا يكفي الضيق والسعف الذي يعيشون فيه مع ذويهم طوال السنوات الماضية، ألا يكفيهم نداء الحرب والدمار والحرمان الذي صقلت طفولتهم عليها؟
ان اعادة تكوين الاطفال وفق رؤية دينية ضيقة ربما يساعد حماس في غزة على تكوين جيل يدين بالولاء لهم ولدينهم وطموحهم السياسي لكنهم وبالتأكيد لن يستطيعوا السيطرة على نواة التطرف الذي يغرسونه اليوم في أطفالنا لسبب بسيط وهو أن التطرف لا يمكن ان يقف عند حد معين وسيتجاوز كل الخطوط الحمراء التي ترسمها حماس. ستتحول حماس بالتدريج إلى التطرف أكثر عندما يكبر هولاء، وإن لم يحدث ذلك، سيشكل هؤلاء الأطفال مستقبلا نواة لجماعة ستدمر حماس لتنج مسخا جديدا من شانه تحول غزة إلى جحيم أكبر مما هي عليه الآن.
بعد أن انتشر هذا الفيديو على وسائل التواصل، قام أفراد حماس باستحضار كل دليل متطرف من التاريخ والحاضر ليبرروا ذلك زاعمين ان ترهيب الأطفال وترويعهم بهذا الأسلوب الوقح مشروع ومباح ولا شائبة تشوبه. قلت وأقول لهؤلاء لا نحتاج لدليل أو تاريخ او حاضر يبرر هذا (القرف) الذي تسمونه دعوة إلى الله. فالمنطق السليم والفطرة السليمة ترفض تماما استخدام هذا الأسلوب والترويج لهكذا أفكار على الكبار فما بالكم بأطفال لم يبلغوا الحلم بعد.
إنهم الان يبكون لأنه ارتدوا سروالا من الجينز، ويحلموا مساء كل ليلة بأنهم ربما يموتون غدا ويدخلون النار لأنهم لعبوا ببراءة مع فتاة في حلم قصير.
صدقا، اليوم فقط، علمت كيف يمكن ان يصبح الانسان داعشيا؟ كيف يمكن لطفل أن يحمل سلاحا ويقتل طفلا اخر في العراق وسوريا، وقريبا في غزة.



#أمير_ضهير (هاشتاغ)       Ameer_Doheer#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كنت إلها لأدخلت ميركل الجنة
- حماس وخطاب التحريض والانفصال
- تكالب الزمن الردئ على غزة
- بعد التضييق على مركز حقوق الانسان الفلسطيني، أين الفرق بين ح ...
- قانون اعدام جديد وموسع في غزة! صرخة للضمير الإنساني.
- يوسف القرضاوي في غزة غدا، أي رياح مزعجة أتت بك يا شيخ!
- توقيف ومساءلة أي رجل وامرأة يسيران معاً في شوارع غزة!!
- قانون التعليم الجديد في غزة وأخونه المجتمع!


المزيد.....




- من الحركيين إلى التقليديين: إعادة إنتاج الأفيون باسم الإسلام ...
- الكنيست يصوت على تعديل مصطلح -الضفة الغربية- إلى -يهودا والس ...
- حرب غزة وتداعياتها.. هل أثرت على الأقلية اليهودية في تونس؟
- الاضطرابات تجتاح أكبر دولة إسلامية في العالم.. فما الذي يجب ...
- الموصل تستعيد رموزها التاريخية: افتتاح الجامع النوري والحدبا ...
- استنكار واسع في بلجيكا بعد إدراج طبيب كلمة -يهودية- ضمن قائم ...
- السوداني يفتتح رمز مدينة الموصل الجامع النوري ومنارته الحدبا ...
- بين الخلاف المحمود والمذموم.. كيف عالج الإسلام الاختلافات؟
- شاهد كيف استقبل مسيحيو سوريا افتتاح كنيسة القديسة آنا بإدلب ...
- السوداني يفتتح الجامع النوري والمئذنة الحدباء وسط مدينة المو ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير ضهير - الأطفال في غزة ورعب التوبة إلى الله