أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد أحمد حرب - حوار مع عبد السلام أديب (2)















المزيد.....

حوار مع عبد السلام أديب (2)


أحمد أحمد حرب

الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 23:51
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أود الإشارة إلى أن الحلقة الأولى من الحوار مع الرفيق عبد السلام أديب قد وجهت إليها مجموعة من الملاحظات الرائعة والمشجعة من طرف الأصدقاء المتتبعين للنقاش وبهذا الشأن أتوجه لهم بالشكر النضالي لأنهم عبروا بالفعل عن غريزتهم الثورية تجاه قضايا شعبنا المغربي وأبانوا لي بالملموس مدى الأهمية العلمية التي يضطلع بها النقد في تطوير الناقد والمنتقد معا.

لنتابع النقاش،
لا عيب في تذكير القراء ومحاوري العزيز أن الحلقات ليست نقدا لمقال ما من المقالات للرفيق لأنني عبرت في الحلقة الأولى عن رأيي تجاه هذه الصراعات، إنها جدال رفاقي بخصوص عدة قضايا فكرية وسياسية ملحة. حاول الرفيق أديب في مقال بؤس النقد... الدفاع عن نفسه ضد النقد التجريحي الذي تعرض له فراح يبرأ نفسه من كونه ينتمي إلى مرتبة من مراتب البرجوازية الصغيرة (بؤس النقد....ج1، الفقرة 5 ) لقد استغربت للتبريرات التي قدمتها وكأن انتمائك إلى البرجوازية الصغيرة أصبح في المغرب تهمة يحكم على صاحبها بحرمانه من الانتصار لمشروع الطبقة العاملة الثوري فكيف بالأحرى المساهمة في صياغته، هكذا لاحظت أنك كنت تحاول على ما أظن أن تنزع عن شخصك صفة البرجوازي الصغير فكريا لكن إذا ما كان هو هذا هدفك فقد أخطأت الوسيلة الموصلة لغايتك المشروعة، فبدل عرض أفكارك - وقد حاولت إلى حد ما في الفقرات الأخرى- وربط مستوى استيعابك للماركسية اللينينية بأوضاع طبقتنا العاملة وإمكانياتها الآنية والمستقبلية والحزب الثوري وغيرها من الأسس الفكرية والسياسية والتنظيمية ( لا شك أن إلى الأمام أرست مجملها منذ 1970 ) والتي تقف سدا منيعا أمام الفكر البرجوازي الصغير النقيض قلبا وقالبا لفكر الطبقة العاملة وتكون هكذا قد دحضت فكرة كونك مفكر برجوازي صغير، أخذت في تقديم شبه ورقة تعريفية عن نفسك ونشأتك في أوساط عائلة فقيرة.... وهذا ما خلق لي نوع من الضبابية حول البرجوازية* الصغيرة وأود أن أدلي برأيي حول هذه المسألة نظرا لما لفهمها الضبابي من انعكاسات قاتلة على العمل الثوري بالمغرب، وهو فهم مازال – للأسف - موجودا في صلب الحركة الثورية وإن كان أصحابه ينكرون ذلك نظريا.

لست بصدد تقديم عرض تاريخي لظهور وتطور البرجوازية الصغيرة، لهذا سأتطرق فقط لمجموعة من الجوانب التي تخدم غرض الحوار. البرجوازية الصغيرة هي فئة اجتماعية تتكون من مراتب متعددة وما يوحد فيما بينها هو موقعها في سلسلة الانتاج الرأسمالي، أي كيفية حصولها على جزء من الأرباح إذ أنها فئة اجتماعية لا تستغل الطبقة العاملة أو غيرها من طبقات وفئات الشعب للحصول على هذا الجزء من الأرباح وفي نفس الوقت لا تعتمد على بيع قوة عملها للحصول عليه، هي باختصار فئة اجتماعية لا تستَغِل ولا تستَغَل ، وكما هو معروف إن وعي الناس لا يحدد وجودهم الاجتماعي بل على العكس من ذلك وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم بالواقع الموضوعي أي أن أسلوب تفكيرهم ينسجم مع أسلوب انتاجهم المادي، لهذا نجد البرجوازية الصغيرة بكل مراتبها تفكر من موقعها البيني أو الوسطي بين البرجوازية مالكة وسائل الانتاج والإنتاج والطبقة العاملة التي لا تملك غير قوة عملها، إن مراتب الفئة الاجتماعية المذكورة متدبدبة من حيث أفكارها ومبادئها بين الطبقتين الأساسيتين في النظام الرأسمالي، فهي دائمة البحث عن العمل المريح والمهام المريحة وتتحكم فيها رغبتها الدائمة إلى التسلق الطبقي السريع ورعبها من المستقبل الشخصي... هذه كلها طموحات مشروعة ( لكنها خاطئة من وجهة النظر العلمية المادية التاريخية) وهي باختصار تحارب البرجوازية من أجل الحفاظ على وجودها كما جاء في البيان الشيوعي لهذا لعبت أدوارا سياسية خبيثة في العديد من المراحل التاريخية بالمغرب مثلا بعد الاستقلال الشكلي فخانت الشعب مرات عديدة وعبرت عن روحها الطبقية البرجوازية الصغيرة التي يميزها الاحتقار للجماهير والخوف من نضالاتها، ونفس الشيء قامت به على المستوى الفكري والسياسي مشوهة ومزيفة وعي العمال وعموم الكادحين ومعطلة المسيرة الكفاحية لشعبنا.

إلا أنه في التطور المستمر لصراع الطبقات وتطور معرفة الناس العلمية تجد إحدى مراتب البرجوازية الصغيرة أساسا ماديا لانتقالها الموضوعي نحو مناصرة مصالح الطبقة العاملة وتبنيها بالكامل والتضحية بمصالحها الاقتصادية البرجوازية الصغيرة، وهنا الحديث عن المثقفين البرجوازيين و البرجوازيين الصغار الذين تمكنوا من الإحاطة بمجموع الحركة التاريخية وفهمها بصورة نظرية فشكلوا طلائع ثورية حقيقية للطبقة العاملة.

لقد لعب المثقفون البرجوازيون الصغار دورا بارزا في ظهور الوعي السياسي للطبقة العاملة التي لم تكن لتبلغه من داخل دائرة العلاقات بين العمال وأصحاب الأعمال، كان يجب حمله للعمال من خارج النضال الاقتصادي وهذا هو دور المثقفين، في هذا السياق جاء معلمي الطبقة العاملة ماركس وانجلز، فالأول برجوازي صغير والثاني برجوازي وابن برجوازي إلا أنهما استطاعا بحكم شروط فكرية سياسية وتاريخية الاحاطة بمجموع الحركة التاريخية منتقلان من الهيغلية إلى الفورباخية وصولا للاشتراكية العلمية "روى كارل ماركس – يقول انجلز – في مقدمة لكتابه مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي ... كيف أننا نحن الاثنين، قررنا في بروكسل عام 1845، أن نصوغ نظراتنا معا – أي الفهم المادي للتاريخ الذي صاغه ماركس على الأخص – خلافا للنظرات الايديولوجية للفلسفة الهيغلية الالمانية، وان نحاسب وجداننا من حيث الأمر، وجداننا الفلسفي" (انجلز، مقدمة لودفيغ فورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية)، كذلك برز لينين الطالب الجامعي سابقا ومحامي الفلاحين الماهر أثناء نفيه (الاقتباس من الذاكرة ورد في موجز حياة لينين) البرجوازي الصغير الذي تحول بحكم " نفس " الشروط إلى أحد أبرز مربي الطبقة العاملة والماركسيين اللينينيين في العالم، مثل بليخانوف وكاوتسكي في وقت معين - ستالين – مولوتوف - ماو تسي تونغ - هوشي منه –...إلخ. وفي المغرب كان للمثقفين البرجوازيين الصغار دور العامل المساعد في ظهور فكر طبقتنا العاملة منذ الاعلان عن ولادة المنظمات الماركسية اللينينية المغربية إلى الامام و 23 مارس ثم لنخدم الشعب، وكلما ذكرت أو قرأت عن هذه التجربة تذكرت الشهيد القائد عبد اللطيف زروال أحد مؤسسي منظمة إلى الأمام والثوري الذي لا ينضب له معين، كان زروال ينتمي طبقيا للبرجوازية الصغيرة حيث كان يشغل منصب أستاذ لمادة الفلسفة لكنه تنازل عن كل أحلامه البرجوازية الصغيرة دون تركه لوظيفته (أنظر بيانات الجمعية المغربية للفلسفة أثناء اعتقال الشهيد) وحقق ما يمكن أن أسميه الانتحار الطبقي في سبيل الطبقة العاملة المالكة الوحيدة للمستقبل والآن بعد أن أفرج عن بعض وثائق منظمة إلى الأمام يستطيع الشباب الثوري المغربي أن يطلع على فكر هذا النابغة من خلال وثائقها الأساسية التي ساهم في صياغة جزء هام منها. لقد وصفه أبراهام السرفاتي بـ "معلمي زروال" (وردت العبارة في كتاباته بالفرنسية).

بيد أن الأمر لا يتوقف عند هذه الحدود، فالمثقف الثوري البرجوازي الصغير من وجهة نظر الديالكتيك الماركسي يظل في صراع دائم عنيف وشاق بين نقيضين على مستوى الفكر هما انعكاس طبيعي لصراع الطبقات في المادة المفكرة، الطرف الأول هو الفكر الرجعي البرجوازي والبرجوازي الصغير أما الطرف الثاني فهو الفكر الثوري الناشئ بحكم شروط فكرية وسياسية محددة ومستوى تطور المادة العالية التنظيم لديه، فالفكر المحافظ والرجعي يتغذى دائما من الظروف الاقتصادية الحالية ويحاول النيل من القناعات الثورية للرفيق البرجوازي الصغير وبالنتيجة تتغلب عليه في الكثير من الأحيان نفسياته الحالمة فتجده يحلم بالسيارة الفاخرة والمنزل الفيلا والعمل المريح والمربح والزوجة المثالية وغيرها من الأحلام التي سبق أن اعترفت بمشروعيتها بله وتتعمق تحت ضغط الأزمات الاقتصادية والواجبات العائلية اليومية، وفي حقل السياسة تجده يحاول التقاعس دائما على القيام بواجباته النضالية ويبحث عن مهام بسيطة وسهلة وحين تزداد حمية الصراع الطبقي في هذا الحقل أو ذاك ينسحب ويترك واجباته التنظيمية على كاهل رفاقه ويبقى مع ذلك مصرا على كونه مناصرا لأهداف الطبقة العاملة ويصل إلى مستوى التظاهر شكلا أنه ينتمي للكادحين، أود هنا أن أفتح قوسا صغيرا لأشير إلى الطرائف التي يؤدي لها هذا الفهم الساذج في الممارسة، فما زلت لحدود الآن أشاهد رفاقا يلبسون لباسا مرقعا وحلاقة شعر مبعثرة ودون استحمام أو روائح زكية تحت طائلة من المبررات الواهية من قبيل كسب التعاطف من طرف الجماهير أو نقص الموارد المالية في أغلب الأحيان حتى أنني التقيت مؤخرا برفيق عزيز متقدم في العمر فقال لي أنه لا يطمح للسيارة أو المنزل وكأن هذين شرطين في غيابهما تتحقق ثوريته، أغلق هذا القوس وأعود للموضوع، في جوهر الأمر البرجوازي الصغير يخجل كل الخجل من انتمائه للبرجوازية الصغيرة ويحاول التنصل منها ويبعد نفسه عن التهمة. إن هذا الفهم ينطوي على نتائج وأخطاء قاتلة تهدد الحركة الثورية كما أشرت أعلاه لأنه يلغي صوريا التناقضات المعتملة داخل ذات المناضل ويمنعه من خوض الصراع الدائم والشاق والدؤوب ضد برجوازيته الصغيرة من خلال المراكمة النظرية الدائمة والمستمرة واكتساب الفهم المادي الديالكتيكي للواقع والاقتناع أن الماركسية اللينينية هي علم ومحاولة إتقان دمج التعاليم الماركسية اللينينية بالواقع المغربي على هدى البراكسيس لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية، وقد عرف التاريخ ارتداد وتراجع العديد من القادة البرجوازيين الصغار الثوريين البارزين نتيجة لانعدام الايمان بعلمية قوانين الماركسية حتى النهاية، وهو ما يفسر ارتداد وتراجع بعض الشيوعيين المغاربة عن كل الأسس الفكرية والسياسية والتنظيمية لمنظمة إلى الأمام، لقد كان أبراهام السرفاتي المثل الأعلى للعشرات من الماركسيين اللينينين وقدوتهم مع بداية السبعينات من القرن الماضي لكنه تراجع وارتد عن مبادئه ويمكننا أن نطلع في النقد الذاتي الذي أصدره باسمه سنة 1979 ولم يطبقه كيف نالت منه الأمراض البرجوازية الصغيرة في تلك المرحلة وفي كل المراحل التي تلتها إلى حين وفاته. إن أكثر المناضلين مبدئية وعطاء على المستوى النضالي الميداني حين ينسى صراع النقيضين ذاك ويعجز عن خوض الصراع المفروض يظل نضاله حبيس عفوية رغباته المتغيرة والمتأثرة بالظروف الخارجية ويغلب عليه مزاج البرجوازية الصغيرة ويجعل منه معارضا يساريا متشددا – يقول ستالين- في البدء وبطانة للمعارضة اليمينية المنشفية العلنية الانتهازية. فإذا كان اليساري المتشدد يؤيد الثورة ويعمل من أجلها لأنه يأمل ان تنتصر غدا، فمن الواضح جدا أنه سوف يشعر باليأس، وسوف يفقد الأمل بالثورة إذا حدث عائق ما ولم تنتصر الثورة غدا ويتحول من مقدس للجماهير وقوة الجماهير وثورية الجماهير إلى محتقر لها ولقوتها وثوريتها ويصفها بكل الأوصاف الحقيرة.

هل يجب أن أكون منتمي أو أدعي على الأقل أنني منتمي للطبقة العاملة لكي أكون ثوريا ماركسيا لينينيا بالرغم من أنني برجوازي صغير من حيث الأساس المادي ؟ بطبيعة الحال لا. إنها قمة السذاجة والغباء، فمناصرة مشروع الطبقة العاملة لا يكون بتظاهر البرجوازي الصغير أنه عامل مأجور أو بتنازله على مصدر رزقه البرجوازي الصغير. إن البرجوازي الصغير الثوري لا يجب ان يتبرأ من انتمائه الطبقي أو يخجل منه كشرط لتحقيق ثوريته، بل على العكس من ذلك، عليه أن لا ينسى ولو لثانية هذه الحقيقة ويدرك صراع الطبقات المنعكس في دماغه ويعمل على توجيه وتطوير النقيض الثوري النامي دائما ويحقق التوازن أو حتى نفي النفي لنقيضه الرجعي، وهذا هدف لا يصله إلا القليل القليل من الثوريين.

وكما أن الانتماء للبرجوازية الصغيرة لا يعني أننا برجوازيين صغار في الفكر فإن تحول البرجوازي الصغير إلى عامل مأجور لا يعني أنه ثوري الفكر.

في معرض حديثه عن الصراع الحزبي داخل الحزب الشيوعي البلشفي يقدم الرفيق ستالين عرضا رائعا لصراع الطبقات المنعكس داخل الحزب، ويحدد مصدر التناقضات داخله ويرجعها إلى سببين رئيسيين هما كون الطبقة العاملة غير معزولة عن باقي فئات المجتمع الأخرى وعلى رأسها البرجوازية الصغيرة التي تأثر أيما تأثير على الطبقة العاملة وحزبها الثوري، والسبب الثاني هو عدم تجانس الطبقة العاملة ويصنفها إلى ثلاث فئات أساسية هي الكتلة التي قطعت نهائيا مع طبقة الرأسماليين وهي الركيزة الثابتة للماركسية وفئة المتحدرين من الطبقات غير البروليتارية ومن الفلاحين وصفوف البرجوازية الصغيرة ومن المثقفين الذين يدمجون عاداتهم وتقاليدهم وترددهم وتأرجحهم داخل الحزب ويكونون مصدرا لانبعاث الفوضويين وأشباههم واليساريين المتشددين، ثم الفئة الثالثة والأخيرة وهي زعماء الطبقة العاملة الميسورة الحال كما يقال وتكون مصدرا لانبعاث الاصلاحيين والانتهازيين، وتشكل هاتين الفئتين الأخيرتين المصدر الأساسي للانتهازية والانتهازية العلنية. من هنا نستنتج ان التحاق بعض مراتب البرجوازية الصغيرة بصفوف الطبقة العاملة بعد تدهور أوضاعها الاقتصادية أمام الاحتكار المستمر ونزع كافة حقوقها هو عملية اقتصادية محضة وهي متى نهضت للنضال (البرجوازية الصغرى) فهي تنهض للحفاظ على مصالحها البرجوازية الصغيرة فحسب، إنها في جوهر الأمر محافظة حتى في ظل عضويتها داخل الأحزاب والمنظمات الثورية تظل معبرة عن المواقف البينية والوسطية وتصر على هذه المواقف كلما ازداد صراع الطبقات شراسة، إلا أن الفارق هنا بين طبيعة التعاطي مع مواقفها داخل النقابات والأحزاب البرجوازية الصغيرة التي يسود فيها الفكر البرجوازي تختلف عن طبيعة التعاطي معها داخل الأحزاب والمنظمات الثورية فهذه الأخيرة لها قيادة ثورية تخوض الصراع المبدئي الدائم ضد أفكارها المحافظة وتسيد النظرية وتجرها للنضال الثوري الدؤوب وتقوم بعملية تثقيفها من جديد على أسس ثورية حفاظا على صحة خط الحزب وقوته ويفتح الحزب إذا ما بدأ يشعر بسيادة المنهزمين والمستسلمين أبوابه على مصراعيها ليسمح للفارين طبقيا بالخروج الهادئ وهذا ما يقصده الرفيق ماو بأننا ننطلق من الرغبة في الوحدة ثم نمارس النقد، الصراع... لنصل الى وحدة أرقى وأمتن أي وحدة – صراع – وحدة، ويخوض الحزب صراعا مع الأحزاب البرجوازية الصغيرة التي تشكل في كل مرحلة على حدة الركيزة المتينة للطبقات المسيطرة فيعزلها عن حركة الجماهير ويعطل حركتها، ولنا في تاريخ الحزب البلشفي منذ مؤتمر التجميع دروسا بهذا الصدد.

إذن، هل تحول البرجوازي الصغير إلى عامل مأجور يجعله ثوري بالضرورة؟؟ بطبيعة الحال لا أيضا. إن تحول البرجوازي الصغير إلى عامل مأجور هو تحول اقتصادي، ولا يرغمه على تبني الفكر الثوري بل يمنعه أكثر فأكثر من ذلك خصوصا في ظل غياب التنظيم الثوري.

إن الضباب الكثيف المسلط على هذه المسألة، مسألة البرجوازية الصغيرة، تفقد بعض الماركسيين اللينينيين الساعين بجهد ومبدئية لا تنضب إلى خلق الحلقة الوسيطة بين الفكر الثوري والممارسة العملية اليوم بالمغرب البوصلة الثورية فتحجب عنهم الرؤية، ويتناسون أن وعي الطبقة العاملة يأتي من خارجها وأنهم هم أنفسهم - وبنسب هائلة - برجوازيون صغار ويضحون بالآلاف من العناصر الثورية التي يمكن ويجب أن تولد أيضا من قلب القطاعات البرجوازية الصغيرة القابلة ( العناصر الثورية ) بشكل تدريجي للإيديولوجية الثورية وتقوم بدور تزداد أهميته مع الأيام، وهو تغلغل ونمو الإيديولوجية الثورية وسط الجماهير الكادحة ويعجزون عن تحديد أصدقاء الشعب الحقيقيين الذين يمكنهم التقدم خطوة أو أكثر في سيرورة العمل الثوري (وهذا رهين باستراتيجية ثورية سليمة تضمن تطلعات هذه الفئة) ولهذا أرى أن الهتافات الحالية التي تزعج الأذن لكثرة ترددها " ابتعدوا عن الطلبة والتلاميذ والأساتذة انهم برجوازيون صغار سيجنون على الحركة الثورية كما جنوا عليها في بداية السبعينات !!" تكاد تكون ضربا من الشعوذة لا الماركسية ودليل قاطع على استمرار الفهم الساذج من هذه الناحية على الأقل للماركسية اللينينية.
----------------------
* عندما نسمع لأول وهلة عن مفهوم البرجوازية الصغيرة يتمثل لنا وكأن هذه الفئة الاجتماعية تملك رأسمالا صغيرا وهذا غير صحيح تماما. المشكل هو في ترجمة المفهوم الى اللغة العربية.

أحمد أحمد حرب
03-04-2016







#أحمد_أحمد_حرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع عبد السلام أديب (1)
- جواب على تعليق بصدد قسم الرفيق ستالين
- خطاب الرفيق جورج حبش في زيارته للشعب الصحراوي الشقيق سنة 197 ...
- على هامش تخليد الذكرى الثانية لاغتيال أحمد بنعمار
- قسَم الرفيق ستالين
- مجموعة من التقدميين المغاربة - الصراع الطبقي في المغرب
- ملاحظات حول كتاب الصراع الطبقي في المغرب
- الشهيد أحمد بنعمار: أهم الاحداث السياسية بالمغرب بعد الاستقل ...
- الحزب البلشفي وحركة التحرر الوطني
- الندوة الصحافية حول المؤتمر 15 وأعضاء اللجنة التنفيذية الجدي ...
- ملتمسات التضامن مع حركات التحرر الوطني - وثائق المؤتمر الوطن ...
- ملتمس حول الرجال الزرق - وثائق المؤتمر الوطني 15 لأوطم المنع ...
- ملتمسات التضامن مع المنظمات الطلابية الشقيقة والصديقة - وثائ ...
- بيان حول الوضع العربي - وثائق المؤتمر الوطني 15 لأوطم المنعق ...
- ملتمس حول المعتقلين الفلسطينيين بالمغرب - وثائق المؤتمر الوط ...
- رسالة من المؤتمر الى كل المناضلين المعتقلين السياسيين - وثائ ...
- مقرر لجنة الثقافة - وثائق المؤتمر الوطني 15 لأوطم المنعقد با ...
- قرار المؤتمر حول اللجنة التنفيذية والادارية والمهمات التي وك ...
- بيان حول الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في ظل القيادة السابقة(ن ...
- مقرر حول التنظيم: وثائق المؤتمر الوطني الخامس عشر لأوطم المن ...


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد أحمد حرب - حوار مع عبد السلام أديب (2)