أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهان المشعان - قصة قصيرة - هواجس ليلية















المزيد.....

قصة قصيرة - هواجس ليلية


جهان المشعان

الحوار المتمدن-العدد: 1386 - 2005 / 11 / 22 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


يقدم خطوة ويؤخر أخرى مقترباً
يسدد عصاه نحو هدف يبدو مجهولاً
يتوقف...
يلامس بحذر سكة الحديد بطرف عصاه ويصغي بانتباه شديد...
تنم تعابيره عن إصرار عميق
تنتصب أذناه..
تتقلص عضلات وجهه .... تصطك أسنانه ...
يبصق بغضب معلناً:
ـsheet*
ثم يبتعد مسرعاً بخطوات واسعة نزقة
* * *
ـ الحمد لله
قالتها حنان وهي تداري عيناها بأصابع صغيرة مرتجفة
لا تريد حنان أن ترى ....
تخاف أن ترى....
يقتلها الرعب إن رأت ...
إنها لم تكد تنسى....!!
يهتف محمد بعد أن تلاشى إحساسه بالخطر :
ـأمي ...انظري ...إنه مازال حياً...!
ترخي قبضتها عن الأيدي الصغيرة المضطربة التي اشتبكت معها في لحظة رعب حقيقية
تخاف على فلذات كبدها من المفاجآت غير المتوقعة ....وغير السارة ...
تريد أن تنسى ...!
ـ الحمد لله ...لقد ذهب
تطمئنها نقرات عصاه على الرصيف البارد …يدخل في دائرة الضوء...وتبتلعه الزحمة
* * *
تسمع من بعيد لغط المسافرين وطرقعات حقائبهم ...تعلن أصوات الميكرفونات حركة الإقلاع والوصول لقطارات منتصف الليل برتابة متثائبة
ـ آه لو يأتي القطار
ـ ربما سيتأخر كما في المرة الماضية
ـ صغيرتي ...المرة الماضية كانت استثناءً
تضحك في سرها من صديقتها (نجاة)التي تصر على ضبط ساعتها على مواعيد القطار ثقة منها بـ (الدقة السويسرية) المعروفة ...لكن ماذا سيحدث لو أن نجاة عرفت بأن القطار قد تأخر ساعة كاملة في المرة الماضية ...هل ستقبل عندئذ بمقولة بأن لكل قاعدة استثناء أم ستصر على (التجحيش)كما هي عادتها ....!؟
* * *
ـ ماما ...ليتنا بقينا في الداخل
قاطعت حنان تتابع سلسلة أفكارها
ـ ماما ...ضميني إلى صدرك ...يكاد البرد أن يخترق عظامي
ـ يا عيون ماما ...أنا آسفة
ـ وأنا أيضاً تجمدت يداي من البرد
ـ حقكما عليَّ...أنا آسفة ...هيا يا شباب...دعونا نشرب في الداخل شيئاً ساخناً
ـ همم....شوكولاته ساخنة مثلاً
قالت حنان
ـ نعم شوكولاته ساخنة ...هيا يا شباب... هيا بسرعة
يبتسم محمد بزهو كعادته كلما نفحت طفولته سنوات إضافية بكلمتها العذبة (يا شباب)
يحبها ...يعشقها ...يلوذ بصدرها ...ليس لأنها أم رؤوم فحسب بل لأنها أكثر أم في الدنيا لديها القدرة على تقمص الطفولة
طفلة الأربعين تضحك...تقفز...تركض...وتناديهم بـ (يا شباب)

* * *
ـ إنه هناك
أشارت حنان
سرت في جسدها قشعريرة باردة
ـ تباً لهذه الليلة الزفت
كان يجلس في زاوية شبه معتمة من ( كافتيريا ) تبيع الوجبات السريعة الجاهزة ...
يفرك يديه بعصبية ظاهرة ...
و يحدق في الفراغ ...!
حاولت تجاهله بالنظر إلى مجموعة من الشباب تتبادل النكات والمرح لفت انتباهها غرابة أزيائهم وتسريحاتهم ...وأضحكتها آلة عملاقة يعزف بها أحدهم أنغاماً تبث الحماس في الأجساد الفتية المترنحة
ـ(مسكينة تلك الفتاة كانت ترتدي نفس ثيابهم... وربما كانت تمتلئ بحب الحياة مثلهم لولا أن ....)
* * *
.طلبت ثلاثة أكواب من ( الشوكولاته ) الساخنة وشطيرتي جبن للصغيرين
انقبض قلبها عندما حانت منها إلتفاتة إلى حيث يقبع ساهماً
ـ (ماذا لو أن ما هم به قد تحقق فعلاً...!؟)
تباً لي ....لماذا أفكر هكذا ...!؟
ربما بسبب ذلك الحادث الذي ذهبت ضحيته منذ أسابيع قليلة تلك الفتاة ذات الشعر الأرجواني والنظرات التائهة
كانت المسكينة مضطربة ويائسة ...ويبدو انه لم يكن لديها خيار آخر ...
اقترب القطار...نهضت ...عدلت من هندامها...مجت آخر نفس من سيجارتها ...تركت حقيبتها على المقعد الحديدي...رسمت على صدرها إشارة الصليب و.......
وكانت بقع الدم تلطخ كل شيء.....!
* * *
)ويحي ...كان يجب أن أكون أكثر حذراً...يا صغيريَّ الحبيبين ما كان يجب أن يحدث هذا على مرأى منكما )
لم تختلف إفادتها أمام البوليس عن إفادة أياً من المنتظرين على الرصيف في تلك الليلة المشئومة سوى أن البعض منهم لم يستفيق بعد من هول المفاجأة بعد وتبادلوا الأدوار مع رجال البوليس في طرح الأسئلة فيسأل أحدهم :
ـ ماذا حدث ...!؟
ويجيبه الآخر:
ـ أخبرني أنت ماذا حدث ...!؟
كانت ليلة مروعة تلح عليها في صحوها ...
وتغرقها ببرك الدم في أحلامها
) يا للفتاة المسكينة ...حذاؤها كان الناجي الوحيد لأن البلاستيك لا يفرم ...!)
* * *
قالت الدكتورة سوزان بأننا سننسى ...أكان يجب أن نعود ثانية إلى هنا حتى ننسى ...!؟
لماذا الإصرار على ركوب القطار وقد أصبحنا نخافه ....
مرأى سكة الحديد يصيبنا بالرعب…
وصرير الحقائب على الأرصفة يحرض أحشاءنا على الغثيان ...
ماذا تقولين يا دكتورة سوزان ......!؟ المواجهة جزء أساسي ومهم من العلاج
...شكراً لك ....ها نحن هنا مرة أخرى ...
أي تحد للخوف ذلك الذي تودين زرعه فينا ...!؟
أحاول أن أتماسك ...
والله أنني أحاول ...
لكن ...ذلك الفتى ....آه ...ذلك الفتى يقلب عليَّ المواجع...
هل ستتكرر المأساة ثانية ...!؟
* * *
لماذا لم أقترب منها ...لم أحدثها ....!؟
كانت كئيبة وقد أحنى الهم ظهرها فجعلها تبدو أكبر من سنها... لكنها كانت جميلة.... وشابة .
لأول مرة تخونني ثرثرتي وعادتي الشرقية في التعرف على البشر في المحطات ...
ـ أنا من سوريا ...وأنت...!؟
ـ أوه ...سيريا ...هذا رائع
ـ أهلاً بك ...هل أنت هنا للزيارة أم للإقامة ...أم أنك هنا للسياحة...
وتتلاحق ثرثرتي:
ـ أعزباء أنت أم متزوجة ... موظفة أم طالبة ...ألديك صديق ...أوه... أنا آسفة ...في الشرق تلك جريمة لا تغتفر ...لسنا متوحشين لكن تلك هي قناعاتنا...من تتخذ صديقاً تستحق الموت...!! ها...ها...ها...لاعليك ...تلك هي قناعاتنا ...أيهما أجمل سويسرا أم بلدك ...هل تشعرين بوطأة الغربة كما أشعر بها ...آه ...الوطن غالي ...لا يوجد مكان في الدنيا أكثر دفئاً من بلادي ...لكن ...آه ...ماذا أقول ...يا للشرق وفضوله ...سامحيني ...أنا آسفة ...يبدو أنني أثقلت عليك ...
ـ لا ...لا...بالعكس ...كان ذلك لذيذ حقاً...أنتم بشر طيبون...أتعرفين ...قدرتكم على التواصل مذهلة ونحن نغبطكم ...ليس فضولاً ما تفعلونه...إنه التواصل الإنساني الحميم وأنتم الشرقيون خير من يجيده ...
نغلف قلوبنا بقوالب من زجاج وأنتم قادرون على اقتحامها ببساطة وطيبة ...أنتم بشر طبيعيون ...طبيعيون جداً...لاعليك
* * *
ـ ماما... انظري ...إنه يتجه نحو سكة القطار
أوه ...حنان ...صغيرتي... لا تعبثي بأعصاب أمك... فليذهب... ما شأننا به ..لكن تباً لماذا يتوجه مرة أخرى إلى السكة ...مجنون ...ربما سيلقي بنفسه
_...هيه ...أنت ...ألا تسمع ...أسرعوا يا أولاد ...أسرعوا ...هذا البلد مملوء بالمجانين ...سأحدثه ...سأحاول أن أفهم مشكلته ...سأقنعه بالتراجع ...سأقول له بأن الحياة حلوة وتستحق أن تعاش ...مهلاً...لحظة من فضلك ...
وسأخبره بأن لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس ...وأن الصبر مفتاح الفرج ...و...واشتدي أزمة تنفرجي ...!
طبعاً لن أحدثه عن الحلال والحرام ولاعن العقاب الأخروي لأن ذلك لاجدوى منه هنا ....
وسأخبره بأن دوافع الانتحار لديهم سخيفة...وتافهة...ولا تستحق أن تقايض بروح إنسانية خلقها الله لتحيا...وستموت عندما يحين أجلها وليس لحاملها حق إزهاقها ...ياأخي إنها جريمة ...جريمة بكل المقاييس
* * *
مجانين.... لا ينقصهم شيء.... فلماذا ينتحرون ...!؟
ماذا لو رأى ذلك المجنون شباب بلادي وهم يتخبطون في أوحال اليأس والذل والبطالة ...!؟
هل سيصدق لو قلت له بأن الرغيف نبتة الخلود في بلدي وكلنا جلجاميش الباحث عنه من مهده إلى لحده....!؟
وهل سيصدق بأن الغالبية منهم شيوخ في سن العشرين تذبحهم الأقانيم الثلاثة المستحيلة
(الوظيفة... والمأوى... والزوجة الصالحة )...!؟
أما الوظيفة فحلم إبليس في الجنة ...
والمأوى قد يكون من نصيب أحفاده غداً إذا عمل اليوم بجد لإرساء بنيانه...
ومن سترضى عندها بزوج خالي الوفاض ...!؟
الماضي موجع ...
والحاضر أوجع..
والمستقبل مظلم.... مظلم
و....و.....ورؤوس أدمنت الخضوع و الانحناء....!
أما عن الحب ...والحلم ....والأمل...فتلك ـ لعمري ـ كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء ...!
وماذا أقول له عن حالي وأنا التي (يبكي على بعضيَّ... بعضي)
إذا انتحر الناس لدينا زرافات ...زرافات ...فلن يلاموا ...أما إذ انتحر هو وأمثاله من مواطني الدول المدللة المترفة فهذا هو الجنون ...هذا هو البطر ...نعم ...سأقول له أن انتحاره ترف وبطر ...وربما سأصفعه ...نعم سأصفعه... ما بالكم تبحلقون بي هكذا ...؟
ألا تصدقون ...!؟
حسناً سترون الآن ..
.سأصفعه حتى لو اتهمني بقلة الذوق وعدم الكياسة...حتى لو اتهمني بأنني شرقية... همجية ...إرهابية... لا تجيد إلا ( لغة العنف ) فيما كان بإمكانها استخدام لغة الغرب المتحضرة ...لغة ( الحوار الحضاري) ..لايهم ...يجب أن أحدث لديه ( صدمة حضارية ) لعله يرعوي ...
أليس على من رأى منكراً أن يغيره بيده ...!؟ لا وسيلة لدي الآن سوى الصفعة ....
ألا يستحقها هذا المتبطر ...!؟
أوه ...يبدو أن أعصابي أوشكت على الانهيار ...
شرق ...وغرب ...
صفع ...وإرهاب ...وصدمات حضارية ...
أهذا وقته ...!!؟الشاب بحاجة إلى مساعدتي أما حكمي ومواعظي فلها وقت آخر ...
خطواته تزداد اتساعاً ...والقطار يزداد اقتراباً ...وأنا ألهث ...
يكاد الخوف أن يشلني ...يا إلهي ساعدني ...إنه يبتعد والمسافة تتسع بيننا ...لا...لا ...لن أستطيع اللحاق به ...أوه ...يا إلهي ...حنان ...محمد ...تعالوا يا أحبائي ...دعوني أحميكما بصدري ... لن أسمح لذلك أن يتكرر ثانية ...لن أدعكما تشاهدان عملية ( الفرم المجاني )...ألا يكفينا ما رأيناه سابقاً رأي العين وما تتحفنا به الفضائيات على مدار النهار ...!؟
لن يكون هنالك بعد اليوم دماء ...ولا أحذية ...ولا صرخات ...
نعم ...خلف هذا الحائط سنختبىء...
لا أمل يا صغيري ...لا أمل ...المسافة بيني وبينه تزداد ...
القطارات تهدر مجلجلة صاخبة كوحوش أسطورية تهم بابتلاع المدينة ...والأرض تميد تحت أقدامنا ...ويبدو أن كل شيء قد انتهى ...!!
لكن... ماذا يحدث...لماذا كل شيء هادئ...!؟
لا صراخ ...لا عويل ...لا بوليس ...!!
لاشيء سوى أزيز القطارات وطرقعات حقائب المسافرين وصوت المذيعة المتثائب يعلن مغادرة القطار بعد دقيقة واحدة
* *
بحذر خرجت من مخبئها ...
مدت رأسها أولاًً ثم تبعه باقي جسدها ...
ـ معقوووول ....!!!
أين ذهب ذلك الفتى ...؟ ألم ينتبه إليه أحد ...؟ أين بقع الدم ...!؟
ـ أمي ...انظري ...إنه هناك
أوه ...حنان ...مرة أخرى تفزعينني ...نعم إنه هناك ...الحمد لله ...الحمد لله ...يا لغبائي..!
كيف خطر لي بأنه سينتحر ...!!؟
هاهو يجلس ( مصطهجاً ) في عربة الدرجة الأولى يستمع إلى ( الووكمان ) ويبرطم بشفاهه
هل كان يغني ...!؟
يا إلهي يبدو أنه كان يغني ...!!!



#جهان_المشعان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة - عودة عوليس
- هذا الرجل يستحق أن يقتل
- العنف المدرسي والطفولة المستباحة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهان المشعان - قصة قصيرة - هواجس ليلية