أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علاء هاشم - اللغة والجنس















المزيد.....


اللغة والجنس


علاء هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 5118 - 2016 / 3 / 30 - 20:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اللغة والجنس



لماذا لا تستطيع المرأة أن تكون مثل الرجل؟

Language and Sex

Why can t a woman be more like a man?









ديمتريوس ثاناسولاس

ترجمة: علاء هاشم



لم تزل القضية الرئيسية والمزعجة في علم اللغة الاجتماعي هي العلاقة الوطيدة بين اللغة والجنس. أو بشكل اخص، إن السؤال الوثيق الصلة بمناقشتنا هو: لماذا يختلف كلام النساء عن كلام الرجال؟ بمعنى آخر، سنكون مهتمين ببعض العوامل التي غالبا ما تدعو النسوة لاستخدام لغة رسمية أكثر مما يفعل الرجال، وبالتالي تبدو لغتهن أكثر تهذيبا من الناحية اللغوية. وسيكون تركيزنا مسلطا على الاختلافات الجنسية في المجتمعات الغربية لأن الوضع في المجتمعات غير الغربية مختلف كليا حيث يتكلم الرجال والنساء لغات مختلفة تماما داخل المجتمع الواحد.



لكي نحاول أن نجيب عن تساؤلنا، علينا أن نعامل اللغة كممارسة اجتماعية محملة بالقيم، وهي الممارسة التي تعكس شبكة معقدة من العلاقات الاجتماعية والسياسية والثقافية والعمرية داخل مجتمع معين. على سبيل المثال، في مجتمع ما حيث يكون الرجال هم المتفوقين اجتماعيا على النساء، تصبح الاختلافات اللغوية بين الرجال والنساء هي المثال الوحيد عن الاختلافات الشاملة التي لها علاقة بالبنية الاجتماعية للمجتمع نفسه. لا احد يستطيع أن ينكر أن السلوك اللغوي لا ينفصل عن المجتمع وقيمه. فالاختلاف الطفيف في لغة الجنسين يكشف لنا أن النساء لسن على قدم المساواة مع الرجال. في هذه المقالة، سنحاول تسليط الضوء على هذه القضية التي أشعلت فتيل جدل كبير.



يعتقد بعض اللغويين أن النساء يعين مرتبتهن المتدنية في المجتمع ونتيجة لذلك فهن يستخدمن أشكالا من الكلام الرسمي المعياري في محاولة منهن للمطالبة بالمساواة وتحقيق منزلة اجتماعية رفيعة. بمعنى أنهن يتسلحن ضد مجتمع الرجال. "سيبدو حينها أن النساء لم يتقبلن على المستوى العالمي منزلتهن المتدنية وعليه، وبدون وعي وبطريقة مقبولة اجتماعيا وغير عقابية، فهن ينتفضن" (استشهاد لرالف فاسولد: 1990 الصفحة 95 من كاي: 1975الصفحة 103). ويضيف فاسولد مستشهدا بتراجل الذي يقترح:

إن النساء يتكفلن أكثر بتربية الأطفال ونقل الثقافة، ولذلك فهن واعيات أكثر بأهمية اكتساب المعايير (البرستيج) بالنسبة لأطفالهن...أما الرجال وكما جرى العرف فينظر إليهم اجتماعيا من خلال عملهم واكتسابهم للسلطة وربما قدراتهم؛ بمعنى من المعاني، ينظر إليهم من خلال ما يفعلونه...لذلك، ربما كان ينظر للنساء ليس من خلال ما يفعلنه بل من خلال كيف يبدون.



يتضمن هذا النمط من التفكير الفكرة الآتية: إن النساء اللاتي يتقاضين أجرا لقاء عملهن يجب أن يحظين بالميل لاستخدام معايير رسمية اقل من النساء العاطلات، لأن النساء اللاتي يعملن بدرجة كبيرة أو قليلة، أنجزن مكانة اجتماعية ما. لكن هذه ليست هي القضية. في الواقع، إنها القضية المعاكسة. فقد كشفت دراسة أميركية أن النساء اللاتي يعملن يستخدمن لغة رسمية أكثر من أولئك اللاتي يعملن في المنزل. هذا معناه أن المجموعة الأولى تنفق اغلب وقتها تتحدث إلى أناس غرباء، أما المجموعة الثانية فهي تتعامل مع أعضاء من عائلتها. من الواضح أن هذا الدليل يبث الشكوك في الزعم القائل إن النساء يكونن أكثر رسمية في محاولة منهن لتحقيق منزلة اجتماعية رفيعة أو ليظهرن بمظهر الذكيات أو المهذبات.



بالنسبة للتفسير المعقول الثاني للحقيقة القائلة إن النساء يستخدمن أشكالا لغوية أكثر رسمية من الرجال فهو تفسير مرتبط بالطرق التي من خلالها يعامل المجتمع النساء. فعلى سبيل المثال، يكون الناس متسامحين مع سلوك الأولاد السيء، بينما تعنف وتعاقب الفتيات الصغيرات في الحال إذا ما أسأن السلوك. وبحسب جانيت هولمز، فهي تقول "إن النساء مصاغات ليلعبن دور تشكيل السلوك الحسن في المجتمع" (1992: الصفحة 173). وبهذا الإطار، يتوقع من النساء أن يتكلمن بشكل اسلم. لكن هذا ليس صحيحا دائما. فنحن نعرف جيدا أن التفاعلات بين الأم وطفلها أو بين الزوج وزوجته هي عادة ما تكون غير رسمية وتتخللها أشكال الكلام العامي والدارج.



إضافة إلى هذا، فمن غير المتخيل لامرأة ما أن تستخدم الشتائم كـ (اللعنة) أو (تبا)؛ فهي تستطيع أن تقول فقط (أوه يا الهي) أو (هراء). إن روبن لاكوف تعتقد أن الخاصية النحوية التي تكثر استخدامها النساء هي السؤال الذيلي مثل (لن تفعل هذا أبدا، أليس كذلك؟) أما فاسولد فيعلق قائلا: "إن الإكثار من استخدام هذا الشكل من طرف النساء قد يعني أن النسوة، أكثر من الرجال، يقدمن أنفسهن ككيانات غير واثقة من آرائها ونتيجة لذلك فهي كيانات لا تمتلك آراء يحسب لها حساب كبير" (الصفحة 104).



أما التفسير الثالث فهو أن المرأة، باستخدامها أشكال لغوية رسمية أو مهذبة، إنما تحاول حماية وجهها (مصطلح غالبا ما يستخدم في علم اللغة الاجتماعي للدلالة على حاجات الشخص ورغباته بعلاقته مع الآخرين—لتفصيلات أكثر، راجع براون وليفنسون: 1978). بمعنى آخر، تطالب المرأة بمنزلة أفضل في المجتمع. فاستخدامها الكبير لأشكال لغوية أكثر رسمية قد يوحي أيضا بأنها لا تولي اهتماما لأمورها الخاصة فقط، بل لأولئك الذين تتعامل معهم وذلك أولا لتتجنب الاختلاف معهم وثانيا لتسعى وراء القبول والرضا.



في مقالتها المعنونة "اللغة ومكانة المرأة" التي نشرت قبل فترة، تلاحظ لاكوف ببصيرة نافذة: "اعتقد أننا سنجد أن النساء يرزحن تحت تمييز لغوي من خلال طريقتين: الأولى هي أنهن يتم تعليمهن كيفية استخدام اللغة، وثانيا من خلال الطريقة العامة التي يعاملهن فيها ذلك الاستخدام" (التوكيد من الكاتب). من البادي أنها تشير إلى استخدامات معجمية متعددة كالمواضيع العامة التي يكون لها تأثير في إقصاء النساء. دعونا نلقي نظرة على الأمثلة التالية:



- للأسف، فإن الإنسان (man) قد قام بانتهاكات ضد بيئته (his).

- تم سبر (manned) الفضاء من قبل العلماء ذوي الخبرة.

- هذا الاكتشاف سيفيد كل البشرية (mankind).* (هذا المثال مأخوذ من فاسولد، الصفحة 111)



بعيدا عن المشكلة التي لها علاقة باستخدام الأشكال المذكرة العامة، ثمة العديد من الكلمات المتقابلة الجنس (تنطبق على كلا الجنسين) التي تحمل إيحاءات سلبية عندما تخاطب النساء، في حين أن نفس تلك المصطلحات تحمل دلالات ايجابية عندما تقال على الرجال. ومن الأمثلة التي كثيرا ما يستشهد بها هي زوج المتقابلات: الأعزب—العانس. وحيث يُنظر إلى العازب كرجل سعيد يتمتع بالحرية، فإن العانس لطالما تستدعي صورة المرأة القبيحة الهزيلة التي تغرق في رثاء ذاتها نتيجة لكونها ملقاة على الرف! علاوة على ذلك، يبدو أن استخدام اللغة إنما يعزو للنساء درجة من اللا أخلاقية الجنسية أو الفجور. فعلى سبيل المثال، قد تشير كلمة مدام madam إلى رئيسة ماخور، لكن لا احد ينعت القواد بكلمة سيدي sir.



أخيرا، نستطيع أن نقول إن فحص استخدام اللغة ربما يقودنا إلى كشوفات مهمة تتعلق ببنية المجتمع أو القيم—والتوقعات المصاحبة—التي تتخلله وتحديد الطرق التي ننظر فيها إلى الأفراد وكيفية معاملتهم. ومن المثير للاهتمام أن اللغة دائما ما تفصح عن نفسها ضمنيا أكثر مما تعني حرفيا. فكل ما فعلناه هو توجيه اهتمامنا إلى بعض العوامل المسؤولة عن الاختلافات في سلوك النساء اللغوي، رغم أننا لم نقل ولا كلمة واحدة عن سلوك الرجال اللغوي. إذ علينا أن نعترف أن الميل العام قد جرفنا بعيدا ولم نتعرض لسلوك الرجال بشكل عام والسلوك اللغوي بشكل خاص كمقياس مع السلوك الذي يقيم أفعال النساء. إن مقالتنا هذه هي ابعد ما تكون عن الشمولية. فهي ليست سوى تحريك لسطح الموضوع بأكمله. أما بالنسبة لكل أخطائها وثغراتها فنأمل أنها لم تبتعد عن إصابة هدفها الرئيسي.





ببلوغرافيا



Fasold, R. W. (1990) The Sociolinguistics of Language. Oxford: Blackwell.
Holmes, J. (1992) An Introduction to Sociolinguistics. London: Longman.


* رغم أن الكلمات التي تحتها خط تشير إلى صيغ لغوية مذكرة إلا أنها تعبر عن كلا الجنسين، فكلمة man تعني رجل وإنسان . أما ضمائر الغائب في الكلام العام فتشير إلى ضمائر مذكرة أيضا ككلمة بيئته (وليس بيئتها). المترجم



ملاحظة: إن القضية التي يلخصها العنوان الفرعي (لماذا لا تستطيع المرأة أن تكون مثل الرجل؟) تمثل إدانة لكل المجتمع بفريقيه: المتدين ومن يزعم انه غير متدين. فالفريق الأول سيجيب عن تلك القضية ببساطة فائقة قائلا إن الله يريد ذلك وبالتالي نحن نستفيد من هذا الوضع. أما الفريق الآخر فقضيته مختلفة. إنه يزعم أنه يتفق مع ما يأتي في هذا المقال الذي ينصف المرأة من خلال تحليله للغة والمجتمع، لكنه في الحقيقة ليس سوى اتفاق على مستوى التنظير والقول، أما على ارض الواقع فهو يفكر ويمارس كممارسات الفريق الأول. فالفريقان، أي كل المجتمع متدين (متشابه) لأن الدين ليس ممارسة طقوس ميتافيزيقية بل هو تناقض الفكر والممارسة. المترجم





Dimitrios Thanasoulas, B.A.



المصدر: EnglishClub.com












اللغة

Alaa Hachem
to me
4 minutes agoDetails
اللغة والجنس



لماذا لا تستطيع المرأة أن تكون مثل الرجل؟

Language and Sex

Why can t a woman be more like a man?









ديمتريوس ثاناسولاس

ترجمة: علاء هاشم



لم تزل القضية الرئيسية والمزعجة في علم اللغة الاجتماعي هي العلاقة الوطيدة بين اللغة والجنس. أو بشكل اخص، إن السؤال الوثيق الصلة بمناقشتنا هو: لماذا يختلف كلام النساء عن كلام الرجال؟ بمعنى آخر، سنكون مهتمين ببعض العوامل التي غالبا ما تدعو النسوة لاستخدام لغة رسمية أكثر مما يفعل الرجال، وبالتالي تبدو لغتهن أكثر تهذيبا من الناحية اللغوية. وسيكون تركيزنا مسلطا على الاختلافات الجنسية في المجتمعات الغربية لأن الوضع في المجتمعات غير الغربية مختلف كليا حيث يتكلم الرجال والنساء لغات مختلفة تماما داخل المجتمع الواحد.



لكي نحاول أن نجيب عن تساؤلنا، علينا أن نعامل اللغة كممارسة اجتماعية محملة بالقيم، وهي الممارسة التي تعكس شبكة معقدة من العلاقات الاجتماعية والسياسية والثقافية والعمرية داخل مجتمع معين. على سبيل المثال، في مجتمع ما حيث يكون الرجال هم المتفوقين اجتماعيا على النساء، تصبح الاختلافات اللغوية بين الرجال والنساء هي المثال الوحيد عن الاختلافات الشاملة التي لها علاقة بالبنية الاجتماعية للمجتمع نفسه. لا احد يستطيع أن ينكر أن السلوك اللغوي لا ينفصل عن المجتمع وقيمه. فالاختلاف الطفيف في لغة الجنسين يكشف لنا أن النساء لسن على قدم المساواة مع الرجال. في هذه المقالة، سنحاول تسليط الضوء على هذه القضية التي أشعلت فتيل جدل كبير.



يعتقد بعض اللغويين أن النساء يعين مرتبتهن المتدنية في المجتمع ونتيجة لذلك فهن يستخدمن أشكالا من الكلام الرسمي المعياري في محاولة منهن للمطالبة بالمساواة وتحقيق منزلة اجتماعية رفيعة. بمعنى أنهن يتسلحن ضد مجتمع الرجال. "سيبدو حينها أن النساء لم يتقبلن على المستوى العالمي منزلتهن المتدنية وعليه، وبدون وعي وبطريقة مقبولة اجتماعيا وغير عقابية، فهن ينتفضن" (استشهاد لرالف فاسولد: 1990 الصفحة 95 من كاي: 1975الصفحة 103). ويضيف فاسولد مستشهدا بتراجل الذي يقترح:

إن النساء يتكفلن أكثر بتربية الأطفال ونقل الثقافة، ولذلك فهن واعيات أكثر بأهمية اكتساب المعايير (البرستيج) بالنسبة لأطفالهن...أما الرجال وكما جرى العرف فينظر إليهم اجتماعيا من خلال عملهم واكتسابهم للسلطة وربما قدراتهم؛ بمعنى من المعاني، ينظر إليهم من خلال ما يفعلونه...لذلك، ربما كان ينظر للنساء ليس من خلال ما يفعلنه بل من خلال كيف يبدون.



يتضمن هذا النمط من التفكير الفكرة الآتية: إن النساء اللاتي يتقاضين أجرا لقاء عملهن يجب أن يحظين بالميل لاستخدام معايير رسمية اقل من النساء العاطلات، لأن النساء اللاتي يعملن بدرجة كبيرة أو قليلة، أنجزن مكانة اجتماعية ما. لكن هذه ليست هي القضية. في الواقع، إنها القضية المعاكسة. فقد كشفت دراسة أميركية أن النساء اللاتي يعملن يستخدمن لغة رسمية أكثر من أولئك اللاتي يعملن في المنزل. هذا معناه أن المجموعة الأولى تنفق اغلب وقتها تتحدث إلى أناس غرباء، أما المجموعة الثانية فهي تتعامل مع أعضاء من عائلتها. من الواضح أن هذا الدليل يبث الشكوك في الزعم القائل إن النساء يكونن أكثر رسمية في محاولة منهن لتحقيق منزلة اجتماعية رفيعة أو ليظهرن بمظهر الذكيات أو المهذبات.



بالنسبة للتفسير المعقول الثاني للحقيقة القائلة إن النساء يستخدمن أشكالا لغوية أكثر رسمية من الرجال فهو تفسير مرتبط بالطرق التي من خلالها يعامل المجتمع النساء. فعلى سبيل المثال، يكون الناس متسامحين مع سلوك الأولاد السيء، بينما تعنف وتعاقب الفتيات الصغيرات في الحال إذا ما أسأن السلوك. وبحسب جانيت هولمز، فهي تقول "إن النساء مصاغات ليلعبن دور تشكيل السلوك الحسن في المجتمع" (1992: الصفحة 173). وبهذا الإطار، يتوقع من النساء أن يتكلمن بشكل اسلم. لكن هذا ليس صحيحا دائما. فنحن نعرف جيدا أن التفاعلات بين الأم وطفلها أو بين الزوج وزوجته هي عادة ما تكون غير رسمية وتتخللها أشكال الكلام العامي والدارج.



إضافة إلى هذا، فمن غير المتخيل لامرأة ما أن تستخدم الشتائم كـ (اللعنة) أو (تبا)؛ فهي تستطيع أن تقول فقط (أوه يا الهي) أو (هراء). إن روبن لاكوف تعتقد أن الخاصية النحوية التي تكثر استخدامها النساء هي السؤال الذيلي مثل (لن تفعل هذا أبدا، أليس كذلك؟) أما فاسولد فيعلق قائلا: "إن الإكثار من استخدام هذا الشكل من طرف النساء قد يعني أن النسوة، أكثر من الرجال، يقدمن أنفسهن ككيانات غير واثقة من آرائها ونتيجة لذلك فهي كيانات لا تمتلك آراء يحسب لها حساب كبير" (الصفحة 104).



أما التفسير الثالث فهو أن المرأة، باستخدامها أشكال لغوية رسمية أو مهذبة، إنما تحاول حماية وجهها (مصطلح غالبا ما يستخدم في علم اللغة الاجتماعي للدلالة على حاجات الشخص ورغباته بعلاقته مع الآخرين—لتفصيلات أكثر، راجع براون وليفنسون: 1978). بمعنى آخر، تطالب المرأة بمنزلة أفضل في المجتمع. فاستخدامها الكبير لأشكال لغوية أكثر رسمية قد يوحي أيضا بأنها لا تولي اهتماما لأمورها الخاصة فقط، بل لأولئك الذين تتعامل معهم وذلك أولا لتتجنب الاختلاف معهم وثانيا لتسعى وراء القبول والرضا.



في مقالتها المعنونة "اللغة ومكانة المرأة" التي نشرت قبل فترة، تلاحظ لاكوف ببصيرة نافذة: "اعتقد أننا سنجد أن النساء يرزحن تحت تمييز لغوي من خلال طريقتين: الأولى هي أنهن يتم تعليمهن كيفية استخدام اللغة، وثانيا من خلال الطريقة العامة التي يعاملهن فيها ذلك الاستخدام" (التوكيد من الكاتب). من البادي أنها تشير إلى استخدامات معجمية متعددة كالمواضيع العامة التي يكون لها تأثير في إقصاء النساء. دعونا نلقي نظرة على الأمثلة التالية:



- للأسف، فإن الإنسان (man) قد قام بانتهاكات ضد بيئته (his).

- تم سبر (manned) الفضاء من قبل العلماء ذوي الخبرة.

- هذا الاكتشاف سيفيد كل البشرية (mankind).* (هذا المثال مأخوذ من فاسولد، الصفحة 111)



بعيدا عن المشكلة التي لها علاقة باستخدام الأشكال المذكرة العامة، ثمة العديد من الكلمات المتقابلة الجنس (تنطبق على كلا الجنسين) التي تحمل إيحاءات سلبية عندما تخاطب النساء، في حين أن نفس تلك المصطلحات تحمل دلالات ايجابية عندما تقال على الرجال. ومن الأمثلة التي كثيرا ما يستشهد بها هي زوج المتقابلات: الأعزب—العانس. وحيث يُنظر إلى العازب كرجل سعيد يتمتع بالحرية، فإن العانس لطالما تستدعي صورة المرأة القبيحة الهزيلة التي تغرق في رثاء ذاتها نتيجة لكونها ملقاة على الرف! علاوة على ذلك، يبدو أن استخدام اللغة إنما يعزو للنساء درجة من اللا أخلاقية الجنسية أو الفجور. فعلى سبيل المثال، قد تشير كلمة مدام madam إلى رئيسة ماخور، لكن لا احد ينعت القواد بكلمة سيدي sir.



أخيرا، نستطيع أن نقول إن فحص استخدام اللغة ربما يقودنا إلى كشوفات مهمة تتعلق ببنية المجتمع أو القيم—والتوقعات المصاحبة—التي تتخلله وتحديد الطرق التي ننظر فيها إلى الأفراد وكيفية معاملتهم. ومن المثير للاهتمام أن اللغة دائما ما تفصح عن نفسها ضمنيا أكثر مما تعني حرفيا. فكل ما فعلناه هو توجيه اهتمامنا إلى بعض العوامل المسؤولة عن الاختلافات في سلوك النساء اللغوي، رغم أننا لم نقل ولا كلمة واحدة عن سلوك الرجال اللغوي. إذ علينا أن نعترف أن الميل العام قد جرفنا بعيدا ولم نتعرض لسلوك الرجال بشكل عام والسلوك اللغوي بشكل خاص كمقياس مع السلوك الذي يقيم أفعال النساء. إن مقالتنا هذه هي ابعد ما تكون عن الشمولية. فهي ليست سوى تحريك لسطح الموضوع بأكمله. أما بالنسبة لكل أخطائها وثغراتها فنأمل أنها لم تبتعد عن إصابة هدفها الرئيسي.





ببلوغرافيا



Fasold, R. W. (1990) The Sociolinguistics of Language. Oxford: Blackwell.
Holmes, J. (1992) An Introduction to Sociolinguistics. London: Longman.


* رغم أن الكلمات التي تحتها خط تشير إلى صيغ لغوية مذكرة إلا أنها تعبر عن كلا الجنسين، فكلمة man تعني رجل وإنسان . أما ضمائر الغائب في الكلام العام فتشير إلى ضمائر مذكرة أيضا ككلمة بيئته (وليس بيئتها). المترجم



ملاحظة: إن القضية التي يلخصها العنوان الفرعي (لماذا لا تستطيع المرأة أن تكون مثل الرجل؟) تمثل إدانة لكل المجتمع بفريقيه: المتدين ومن يزعم انه غير متدين. فالفريق الأول سيجيب عن تلك القضية ببساطة فائقة قائلا إن الله يريد ذلك وبالتالي نحن نستفيد من هذا الوضع. أما الفريق الآخر فقضيته مختلفة. إنه يزعم أنه يتفق مع ما يأتي في هذا المقال الذي ينصف المرأة من خلال تحليله للغة والمجتمع، لكنه في الحقيقة ليس سوى اتفاق على مستوى التنظير والقول، أما على ارض الواقع فهو يفكر ويمارس كممارسات الفريق الأول. فالفريقان، أي كل المجتمع متدين (متشابه) لأن الدين ليس ممارسة طقوس ميتافيزيقية بل هو تناقض الفكر والممارسة. المترجم





Dimitrios Thanasoulas, B.A.



المصدر : EnglishClub.com



#علاء_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- “تاجر البندقية” لشكسبير: “المسرحية المعضلة”
- روح الإنسان في ظل الاشتراكية
- دولوز والأسلوب والسخرية
- الثورة العربية 2011: انعكاساتها على الدين والسياسة
- الواقعية السياسية الجديدة في العلاقات الدولية
- صعود وسقوط نظام الدولة الحديثة
- واعظ الصحراء
- سايكولوجيا الميديا
- الانثروبولوجيا والانثروبولوجيا الثقافية
- قراءة في كتاب (هيغل والفلسفة الهيغلية)
- الإسلام والدين والايدولوجيا
- حول الاصولية الاسلامية
- أزمة الهوية العراقية بين الحركات الإسلامية والليبرالية الجدي ...


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علاء هاشم - اللغة والجنس