أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - حوار بين الأزهر وداعش (5)















المزيد.....

حوار بين الأزهر وداعش (5)


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5114 - 2016 / 3 / 26 - 19:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سؤال داعش التي وجهته للشيخ عبدالعال سلاح ذو حدين، إما أن يقر بتدخل الدولة لو أخل القانون بالشريعة الإسلامية كما يفهمها الأزهر، وقتها سيفلت من مقصلة داعش، لكن وقتها لن يفلت من مقصلة النظام الحداثي الذي يحكم الدولة المصرية ويمنع التمييز بين شهادة المسلم والمسيحي في القضاء ، أو يعطي حق المسئولية لدين ومذهب دون آخر، وإما أن يقر بعدم تدخل الدولة وقتها تبطل حجته بصحة فتوى الأزهر القاضية بكفر الديمقراطية لكن جوازها من حيث لا تتعارض مع الشريعة.

جال بخاطر الشيخ عبدالعال تجارب عديدة في المناظرات ورأى أن أسلم خيار للرد على السؤال المحرج هو أن يفصل بين الدولة ككيان ثابت ومقدس وإسلامي..وبين طبيعة السلطة والنظام العالمي..وبناءً عليه قال:

"الدولة لو تدخلت أو لم تتدخل هذا خيار السلطة وقد تكون ظالمة، أي لا ندعمها في الأزهر، لكن حتى الآن لم يصدر من الرئيس السيسي أي قرار يخالف الشريعة الإسلامية، ولو صدر سواء منه أو من البرلمان سنتصدى لهم بكل قوة"..

الشيخ أبو علي الشامي: ماذا في أيديكم من قوة كي تواجهون بها الرئيس وتتحدوا بها البرلمان؟

الشيخ عبدالعال: قوة الدين والحق الإلهي والشعب المسلم الذي لن يرضى أن تنتهك شريعته على أرضه..

الشيخ أبو علي الشامي: وماذا لو خذلكم هذا الشعب أو لم يؤيدكم الله بنصره..هل سنقول أن مصر ضاعت في براثن الإلحاد والكفر؟

الشيخ عبدالعال: لن يخذلنا الشعب ولن يخذلنا الله لأننا على الحق

الشيخ أبو علي الشامي: بل خذلكم الله لأنكم لستم صادقين، هؤلاء الزنادقة المرتدين كإسلام بحيري وعبده ماهر وميزو وابراهيم عيسى وغيرهم..بكام حلقة تلفزيونية أجبروكم على مراجعة بعض مناهج التعليم، واضطررتم لموقف الدفاع بدلا من الهجوم، وشاع تيار في مصر على الأزهر حتى وصل بعض الأحيان لأن يكون رأي عام..هل تظننا أننا نجهل مصر ولا ما يدور فيها؟..كلا..بل نعلم أيضا كم راتبك وكم المكافأة التي تنتظرك في حال نجاحك معنا..

الشيخ عبدالعال: هذه إهانة لا أقبلها..أنا هنا في بيتكم بدلا من إكرامنا أهنتمونا..لسنا من يباعوا ويشتروا بالمال..وأقسم أنني هنا دون أي مقابل...

الشيخ أبو علي الشامي: ليس موضوعنا رغم أن ما بأيدينا صورة التكليف من المشيخة لكم.. وبها وعد بالمقابل

الشيخ عبدالعال تصبب عرقا وشعر بضعف موقفه معنويا، فقد علم صحة ادعاء الشامي، وأنه بالفعل على وعد بمكافأة كبيرة هو وسائر الوفد الأزهري في حال نجاحه، والمكافأة ليست فقط تخص الأوقاف..بل مؤسسة الرئاسة على علم بالمهمة ولديها حافز مادي قوي لأعضاء الوفد..لكن هذا لم ينل من عزيمة الشيخ وصمم على إكمال المهمة وبسرعة بديهة قال:

"حتى لو كلامك صحيح هذا أمر يخصني..فلعن الله للراشي والمرتشي والرائش لن يضرك ، بل سيضرك إن خرجنا هنا من غير اتفاق وتسببت بإزهاق الأرواح من جنودك"

الشيخ أبو علي الشامي: هذا تهديد غير مقبول..نعلم جيدا ما نقوم به والثمن الذي سندفعه..وعلى استعداد بتقديم أرواحنا ثمنا لمرضاة الله..ولن نتنازل عن شبر واحد من الدولة الإسلامية التي بنيت بالتضحيات ودماء الشهداء.

الشيخ عبدالعال: وصلنا لنقطة اللاعودة..وءأسف على عدم إكمالي الحوار، وسنتشاور داخل الوفد لترشيح عضو آخر لمحاورتكم

اجتماع دائري لأعضاء الوفد الأزهري وشبه إجماع على ترشيح الشيخ د عطية، وهو مساعد وزير الأوقاف على درجة دكتوراه في الشريعة، ولديه مؤلفات عديدة في العقائد والتاريخ والاستشراق، ومن تخصصه يظهر أن لديه ميول انفتاحية وقدرة أكبر على الحوار وربما المناورة لو لزم الأمر..

د عطية: الأخوة الكرام..بفضل الله تشرفنا باختيار الأزهر لنا لمحاورتكم..نأمل من الله أن يتم نعمته علينا ولو كره الكافرون..

الشيخ أبو علي الشامي: جميل أن تبدأ حديثك بهذا الدعاء الجميل والمفضل لدي..وأرى أن ثمة اتفاق بيننا يقضي على ما جناه سلفكم ، فقد كنا نود أن يكون الشيخ عبدالعال أكثر أفقا ودراية بالعلم الشرعي بل وبتاريخ الأزهر لكن يبدو أن اختياره لم يكن صائبا من جانبكم

د عطية: الشيخ عبدالعال رجل فاضل وعلّامة كبير لكنه فضل الانسحاب كي لا نخسر أخوتنا في الدولة الإسلامية ونصبح أعداء حقيقيين، ونحن جميعا نود أن ينتهي هذا الحوار باتفاق ولو على مجموعة مبادئ عامة وورقة مشتركة تمكننا من حقن الدماء، فكلها دماء عزيزة غالية نراها أثمن شئ في الوجود..

الشيخ أبو علي الشامي: ثمة فارق كبير بيننا وبينكم عرضته لسلفك عبدالعال، ولا يكفي أن يكون مذهبنا واحد ومرجعيتنا واحدة أن نُكمِل، فحتى لو اتفقنا في أمور السياسة ماذا ستفعل في العقائد؟..أنتم جهمية معطلة في الأزهر ..وجبرية تؤمنون بالكسب

د عطية: أمور العقائد يُحسن أن تكون موضوع ثانوي..فما يهمنا المصالح الآن، وبالنسبة للعقيدة فالحوار والمناظرات هي الحل ولسنا مستعدين لهذه المناقشات الآن، ما يهمنا أن نحقن الدماء وقد تلقينا وعدا من حكومتي العراق وسوريا بقبول مبدأ العفو عنكم مقابل تسليم الرقة دون حرب..وهذا الدافع بالنسبة لنا غير مهم ، فلسنا سياسيين بل جئنا هنا لاختيار مرجعية عظمى نحتكم إليها دون خلاف، وفي نظري أن هذه المرجعية موجودة ويمكنها العمل والبناء شريطة أن نخلص ضمائرنا وديننا لله.

الشيخ أبو علي الشامي: كلامك حلو لا مقارنة بينه وبين سلفك، وأحب أن أبدأ حديثي معك بقوله تعالى.. "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا الله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم. واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، وأنه إليه تحشرون. واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذي ظلموا منكم خاصة، واعلموا أن الله شديد العقاب. واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض، تخافون أن يتخطفكم الناس. فآواكم وأيدكم بنصره، ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون"...(الأنفال: 24-26)
فنحن أخوة الدولة الإسلامية استجبنا لله وللرسول لما يحيينا، وأن فتنة الكفر التي ملأت الأرض حتى ضاع الإيمان بسببها لا علاج لها سوى تقوى الله والجهاد في سبيله والعمل بالتنزيل الحكيم، فنحن نريد أمة نابضة حية تحقق العدل والرخاء لجميع الشعوب، وأن تكون العزة لله وللإسلام والمسلمين

د عطية: نواياكم صافية وجهادكم صادق لا أقلل منه البتة، ولكن لي سؤالين: ماذا لو واجهتكم مشاكل اقتصادية هل ستأخذوا القرض من الكفار؟..والسؤال الثاني: تقولون أن الشريعة يلزمها العدل بالضرورة، فهل يوجد من طبق ذلك الآن ونجح أن يكون عادلا؟

ومع إجابة الشيخ أبو علي الشامي في الجزء السادس



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار بين الأزهر وداعش (4)
- حوار بين الأزهر وداعش (3)
- حوار بين الأزهر وداعش (2)
- حوار بين الأزهر وداعش
- لماذا أعارض السيسي؟
- السعودية تستغفل سنة العرب
- هل ستقرر سوريا الانسحاب من الجامعة العربية؟
- السعادة وعلاقتها بالسياسة
- أيها اللبنانيون..كونوا كرماء
- رسالة من حضرموت
- تنظيم القاعدة يسيطر على 80% من جنوب اليمن
- الغطرسة السعودية وحرب فيتنام
- المشهد اليمني (حوار مع الأصدقاء على الفيس بوك)
- تحديات العلاقات العربية الإيرانية
- الوضع الميداني في اليمن
- رحلتي من الإخوان إلى العلمانية (8)
- التقارب مع إيران ضرورة لتفادي أي فتنة مذهبية
- رحلتي من الإخوان إلى العلمانية (7)
- رحلتي من الإخوان إلى العلمانية (6)
- رحلتي من الإخوان إلى العلمانية (5)


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - حوار بين الأزهر وداعش (5)