أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام أبو النصر - فتح صراع الوظيفيون والثوريون














المزيد.....

فتح صراع الوظيفيون والثوريون


حسام أبو النصر

الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 23 - 02:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا احد يختلف على ان حركة فتح نشأت بالأساس كحالة ثورية بكل مكوناتها منذ الانطلاق وكان لها اهداف واضحة ومحددة من اجل التحرير الوطن وطرد الاحتلال الاسرائيلي الاحلالي ، وقد ساهمت شخصيات ثورية في استقطاب الحشد الجماهيري من خلال كاريزما عنفوانية اقنعت الشعب الذي وقع بين الحركات اليسارية والقومية انذاك ثم الاسلامية فيما بعد ، فكان لابد لوجود حركة تستطيع ان تكون بمستوى هذه التحديات الفكرية وتتحدى هذه الافكار لإقناع الملتحقين بمبادىء وقوة الحركة ، ويرجع الفضل في تحقيق ذلك للثوريين في حركة فتح ، لكن وراءهم كان هناك جيش من الوظيفيين الموكلة لهم مهمات توفير اللوجستيات وأساسها المال والإدارة وما يلزم من مقومات الاستمرار وبتوفير امكانيات تحقق المنطلقات الثورية في المقاومة .
ومع نهاية الثمانينات فقدت الحركة كبار الثوار من خلال الاغتيال الجسدي في محاولة لوأد افكارهم التي انتشرت كالنار في الهشيم وبوصول اول التسعينات ولم يبقى سوى رمز الثورة ياسر عرفات وعدد من رفقاء الدرب ، وكان ابو عمار يمثل رمزية النضال والثبات التي تأجج مشاعر الفتحاويين وتطمئنهم ، وبالتوازي اخذت قوة الوظيفيون تتنامى في الحركة حتى سيطروا على زمام الامور فيها وفي منظمة التحرير بالاشتراك مع بعض الوظيفيين اليساريين وشمل ذلك تغلغل في مؤسسات وإدارات واقاليم ، خاصة بعد تأسيس السلطة فقد قام هؤلاء الوظيفيون بعملية بناء وتحويل العمل الجماهيري الى الشكل الاداري بطريقة خفية فيما الظاهر الثوري كان يتمثل في وجود الرمز ياسر عرفات وانصاره الباقون ، بل وأزاح الوظيفيون الثوريين وقيادتهم من القرار وعملوا على تأطير بعضهم لتحويلهم الى الحالة الوظيفية المهنية المادية والانتقال من مرحلة التطوع في الحركة الى اعتلاء وتقلد المناصب والكسب والامتيازات ، فيما استبعد ثوريون اخرون رفضوا هذا التوجه وتمسكوا بالمنطلقات ورفضوا العودة بعد اوسلو ومنهم من اكمل في المشروع مع ياسر عرفات تحت شعار اوسلو مرحلة نقل المعركة الى الداخل .
لكن الوظيفيون كانوا يؤمنون ان نهاية المطاف هي السلطة التي تعني الدولة ، ويبقى التفاوض على شكلها مؤقتا وفق حالة ادارية للصراع وليست ثورية مسلحة بما يتناقض مع منطلقات الماضي .
وبعد رحيل ياسر عرفات حكم زعيم الوظيفيون الرئيس محمود عباس بقوة وحزم فيما كثيرا من الثوريين غابوا عن المشهد ومنهم من غيب ومنهم من حاول الحفاظ على وجوده داخل اروقة الوظيفيين كي يحمي ما تبقى من حالة جماهيرية التي تتغذى على مبادئ ثورة فتح بالأصل وهي وقودها وليست مؤسساتها لأنها حركة شعبية جامعة مرنة في التأطير والسلوك وهذا كله عاد بسلبيات كثيرة إلا انها كحركة حافظت على جمعها وحشدها وتأثيرها الفكري .
واليوم نحن امام ارثين يتمثل اولهم في الثوريين وهم ابناء وأحفاد الثورة الاولى والذين ما زالوا مؤمنين بالحركة كعنفوان نحو التحرير ومنه خرج الجيل الذي ينتمي للانتفاضة الاولى والثانية وشكل حالة من التوازن ارعبت الوظيفيون وأكدوا انه لا يمكن تحييدهم عن المشهد باعتبارهم حالة وطنية لا يرتبطون بمصالح وظيفية بالوطن وغير مقرون نشاطهم الوطني بوقت محدد وانتفاع من الحركة ، فيما هو حال كثير من مؤسسات الحركة التي يسيطر عليها الوظيفيون وهو الارث الثاني وهذا ما اختلف عنه اجنحة فتح الثورية التي لا تنام من اجل الدفاع وصد أي هجوم احتلال في أي مكان وزمان دون مقابل .
وبالتأكيد بعد غياب زعيم الثوريين وما بعد حكم الرئيس ابو مازن اصبح السؤال الاكبر كيفية رجوع الحركة لأوجها خاصة مع تنامي قوة الحركات الاسلامية على راسها حماس ، وبذلك اصبح لابد من رجوع الثوريون الى سدة قيادة الحركة وبالتأكيد سيعيدون زمام الامور الى نصابها بقوة جديدة خاصة ان تيار الانتفاضة الاولى وصولا الى قيادة الانتفاضة الثانية ورمزها مروان البرغوتي يشكلون لبنة الثوريون الجدد رغم من خانهم وتحولوا الى الوظيفية ، وإذا حكم الثوريون سيعود الوظيفيون الى وظائفهم وعملهم الاداري في كل مؤسسات القرار داخل الحركة الذي لا يمكن له ان يرتقى لمستوى الحكم ، فمهمتهم لعب دور ثاني لإنجاح مهمة الدور الاول للثوار مما يخلق حالة توازن مهم ، فيما الثوريون لا يمكن لهم لعب الدور الثاني خاصة في هذه المرحلة الحساسة . وبتأكيد ان الرئيس محمود عباس استطاع تحقيق حلم الوظيفيون في حكم الحركة باعتباره من القيادات التاريخية وهو مؤسس هذه العقيدة والفكر داخل فتح وحاول استقطاب البعض لتحويله الى الوظيفية ومنهجيته المؤسساتية لا الثورية ، وفي الحالتين هما شكل نضالي مع تفاوت في القدرة على قيادة وتحقيق الهدف مصحوبة بسلبيات مصالح الوظيفيين ، فالأصل في الموضوع عدم وجود دولة حقيقية المعالم وفق استحقاقات عام 1967 وعودة اللاجئين على الاقل ، وهذا لا يسمح بحكم الوظيفيين على حساب الثوريين الذين يعملون بشكل علني على تحقيق المشروع السياسي الوطني الفلسطيني ، فيما الوظيفيون يريدون ادارة دولة قبل نهاية الثورة وهذا الذي ادى الى تراجع الحركة وأداءها بالشكل السلبي ، ولكن بالشكل الايجابي ادى ذلك الى تقدم فرص الثوريون الذين يطمحون لإعادة حكمهم والإمساك بزمام الامور من جديد على يد الثوريون الجدد لتحقيق حلم الوطنيين بالتحرر .



#حسام_أبو_النصر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع المقدسات الاسلامية والمسيحية في ظل الاحتلال


المزيد.....




- -نساء الزرافات- في تايلاند..هكذا وثق مغامر إماراتي واحدة من ...
- كيف تحوّلت ألعاب الفيديو إلى ساحة لتجنيد المتطرفين؟
- فاديفول في زيارة رسمية لأوكرانيا تأكيدا لمواصلة الدعم الألما ...
- حرب السودان.. عندما يصبح الصحفي سائقا والمهندس مزارعا
- هل تحتوي الإيصالات الورقية على مادة سامة؟
- هل تنجح ضغوط واشنطن في التوصل إلى صفقة تنهي حرب غزة؟
- سلاح حزب الله بين الضغوط والجدل اللبناني وترقب الرد
- أوسع هجوم روسي منذ بدء الحرب.. رسالة حادة للغرب
- غروسي ينسف رواية ترامب.. مشروع إيران النووي لم يُقبر بعد
- ضربات ترامب على إيران تعزز تمسّك كوريا الشمالية بترسانتها ال ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام أبو النصر - فتح صراع الوظيفيون والثوريون