حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1384 - 2005 / 11 / 20 - 09:54
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
إعتادت الأنظمة الدكتاتورية والإستبدادية أن تجعل من الشعوب رهينة نتيجة لسياساتها الطائشة ، وأن تعرض البلدان لكل أشكال المخاطر الداخلية والخارجية على حد سواء .
وهذا ما فعله نظام صدام الدموي في العراق ، طيلة فترة حكمه الدكتاتوري ، ولكن للأسف الشديد لازالت بعض الأنظمة تمارس ذات الإسلوب في التعامل مع شعوبها ، وكأن هذه الشعوب تعيش في مقاطعات هؤلاء الحكام ، وأن أصواتهم مهما إرتفعت لا تسمع ، لأن مصير حاضر ومستقبل هذه الشعوب بيد مثل هذه الأنظمة وحكامها، الذين يقدمون مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الشعوب والأوطان .
حيث أن أخطاء الحكام القاتله وهي كثيرة ومغامراتهم العدوانية ، يجب أن تتحمل نتائجها المدمرة والمأساوية الشعوب وليس الحكام وأعوانهم ، والأمثلة كثيرة على ذلك ولا زالت مستمرة وتتكرر في أكثر من بلد عربي .
وأتذكر هنا ما حدث فو منتصف سبعينيات القرن الماضي ، عندما إنقطعت العلاقات بين العراق وسورية وتأزم الوضع بين قطبي حزب البعث العراقي والسوري ، وكان قائدهم المؤسس ميشيل عفلق في العراق ، وهو المطلوب للسلطات السورية ومحكوم عليه بالإعدام من قبلهم .
حيث أقدمت السلطات السورية على محاولة أعاقت ضخ الماء عبر أراضيها الى العراق ، مما جعل أن هناك أزمة حقيقية في شحة الماء الى العراق ، وهذا أثر تأثيرا كبيرا على الحياة وخاصة في مجال الزراعة والري .
فكثرت الشكاوي وإرتفعت الأصوات لمعالجة هذه المسألة الحساسة جدا ، فتحرك نظام صدام من أجل إقناع الناس المتضررين من هذه الخطوة السورية الغير مسبوقة .
فقامت بعض منظمات البعث ، بعقد إجتماعات وندوات من أجل توضيح الأسباب والدوافع التي جعلت من سورية أن تخطو مثل هذه الخطوة إتجاه العراق ، وخاصة في هذه المرحلة التي تأزمت فيها العلاقات بين البلدين .
فقد قامت منظمة حزب البعث في أحد أرياف المدن العراقية ، ندوة للفلاحين من أجل إقناعهم ، بأن ما حصل هو نتيجة لمطالبة السلطات السورية المستمرة لتسليمها قائدهم المؤسس ميشيل عفلق مقابل ضخ الماء بشكل طبيعي للعراق ، وقال المسؤول البعثي ، أن هذا لا يمكن أن يحدث ، كيف نسلم القائد المؤسس مقابل مجرد ضخ الماء، فهل تقبلون أنتم بذلك ؟.
فقام أحد الحضور وهو رجل كبير السن وطلب الكلام ، فقال بصوت واضح ومسموع للجميع إذا كان هذا هو السبب ( عمي سلموه وخلصونا من هذه المصيبة ).
هذا حال بعض أنظمتنا وحكامنا ، لا يهمهم شيئ إلا السلطة والمصالح الذاتية ، حتى لو تعرضت الشعوب للهلاك والأوطان للدمار والعدوان .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟