ملف الصحراء و السياسة الخارجية للمغرب

سعد مراق

الحوار المتمدن-العدد: 5099 - 2016 / 3 / 10 - 08:21
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

ملف الصحراء و السياسة الخارجية للمغرب

إن المتتبع للشأن الخارجي و خاصة لتداعيات قضية الصحراء عليه أولا وقبل كل شيء محاولة فهم تسلسل الأحداث وفق شريط زمني محدد ، فكما يقول كونراد أديناور :التاريخ هو الحصيلة الإجمالية لأشياء كان من الممكن تفاديها ، وقبل اصدار اي حكم حول مدى نجاعة وزارة الخارجية في تعاطي مع هده المطبات السياسية او هده الخرجات ادا صح التعبير التي مافتئ بعض المسؤولين الاممين يكررونها على مسامعنا بكل صراحة و جرأ ة و أخص بالذكر التصريحات الأخيرة للامين العام للأمم المتحدة عقب زيارته لمخيمات تندوف بالجزائر.
إني لا أشارك الرأي القائل بان هده التصريحات هي أعراض مرض جرثومة الذهب الأسود الجزائري نظرا لاحترامي الشديد للامين العام الأمم المتحدة و مساره المهني بالإضافة لمبدأ الحياد الذي يعتبر أحد المبادئ الأساسية في أبجديات العمل الأممي المتمثل في الوساطة لحل النزاعات الدولية ، رغم ارتفاع الأصوات المنادية بإصلاحات عميقة و جذرية للأمم المتحدة كمؤسسة دولية نظرا لازدواجية المعايير التي تعتري قراراتها و خاصة في مجلس الأمن و خير دليل على دلك مشكلة سوريا، لكن شئنا أم أبينا لن يكون هناك حل بدون المرور عبر دهاليز و كواليس هده المنظمة العريقة مما يطرح التساؤلات الآتية: أين الخلل؟ كيف وصلنا إلى هدا لمستوى أين دور و قيمة المغرب على الساحة الخارجية كفاعل أساسي في منظومة التحالفات الجيوسياسية ؟
أولا يجب قراءة تصريحات بان كي مون قراءه موضوعية داخل سياق تاريخي معين انطلاقا من مبدأ فيزيائي: لكل فعل رد فعل ؛وبالتالي سنقوم بسرد لكرونولوجيا الأحداث المتعاقبة لرسم معالم دلك التحول الغير مسبوق في المواقف السياسية:
1ـ 2015ـ 12 ـ10 الغاء اتفاقية الفلاحية و الصيد البحري السبب اعتراض جبهة البوليساريو في المحكمة الاروبية.
2ـ 2016ـ02ـ04 زيارة الملك محمد السادس للعيون والقيام بتدشين مشاريع كبرى تجسد فكرة الامر الواقع وان أي حل لا يدخل في اطار الحكم الداتي هو مرفوض جملة و تفصيلا.
3ـ2016 _02_25 تعليق التواصل بين المملكة المغربية و الاتحاد الاوروبي إلا فيما يخص الاتفاقية الفلاحية و الصيد البحري.
4ـ التهديد بسحب تمويل بعض المشاريع من طرف الاتحاد الأوروبي و خاصة تمويل مؤتمر المناخ بمراكش
5ـ04ـ03ـ2016زيارةالممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية،
6ـ تصريحات أمين الأمم المتحدة و المتضمنة لكلمة احتلال .
على الخارجية المغربية و المشرفين على ملف الصحراء أن يدركوا أن قواعد اللعبة بدأت تتغير مند موضوع حقوق الإنسان في الصحراء و الإدارة الأمريكية إلى محاولة اعتراف السويد بالصحراء الغربية نهاية بهده التصريحات من اكبر مسؤول أممي ،و بالتالي يتوجب عليها تغيير إستراتيجية التعامل مع هدا الملف الشائك و الذي يستنزفنا ماديا و معنويا مند سنين و يضيع علينا فرص تنموية حقيقية كثيرة .فمثلا حسب رأيي المتواضع يجب التوقف عن معالجة هدا الملف بطريقة سطحية عبر استمالة مواقف بعض الدول العظمى منها و حتى تلك التي في أدغال إفريقيا : فالدول العظمى تتحرك وفق مبدأ وحيد رغم اختلاف المسميات هو المصالح الاقتصادية أما الدول التي ليس لها وزن أو وجود مؤثر على الساحة الإفريقية أو الدولية فهي تتمايل كما تتمايل الريشة فهي اليوم معك و غدا مع خصمك و اقل شيء يمكن لهده الدول أن تساعدنا به هو سحب الاعتراف،هدا ادا لم يكن هدا الأخير يدخل في إطار المقايضة السياسية أو حتى الاقتصادية التي قد تصل إلى درجة الابتزاز خاصة في مواضيع معقدة مثل الهجرة.
و من جهة أخرى لا أرى داع لربط الطرف الأخر(جبهة البوليساريو) بالإرهاب و بمافيات التهريب وهدا ليس دفاعا عن هدا الأخير فالحقيقة يعرفها الجميع ولكن نظرا لمعطى جديد هو اختيار موريطانيا و ليس المغرب؛وهو الأجدر في نظري ودلك نظرا لباعه الكبير في محاربة الإرهاب وبشهادة الجميع ؛لإنشاء قاعدة لمحاربة الإرهاب له دلالات سياسية عميقة قد تنعكس سلبا او إيجابا على المجال الجيوسياسي للمغرب.
وفي نهاية المطاف أقول و بكل صدق : يجب أن يكون هناك حوار جاد ينهي هده الأزمة لكن قبل هدا الحوار والجلوس على الطاولة يجب تهيئ المناخ لإنجاح هكذا مفاوضات،و من هدا المنطلق اقترح الحلول التالية:
•إن مشكلتنا ليست مع جبهة البوليساريو و إنما مع النظام الجزائري لدلك أظن انه لن يكون حل دون فتح الحدود و إرساء علاقات متينة تنبني على حسن الجوار و الاحترام المتبادل وعدم الربط بين مشكلة الصحراء و إغلاق الحدود :يجب تغيير موقف الجزائر من خصم إلى صديق ...........
•يجب معالجة المشكل انطلاقا من بعده الإفريقي و اقصد بدلك رجوع المغرب للحاضنة الإفريقية ومكانه الطبيعي في الاتحاد الإفريقي.
•إحياء فكرة المغرب العربي أولا كتكتل اقتصادي وثانيا ادا أمكن تكتل دو قرار سياسي موحد.

سعد مراق باحث سوسيولوجي

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل