أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ياسين الحاج صالح - حوار مبتور مع جريدة منحازة















المزيد.....



حوار مبتور مع جريدة منحازة


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1382 - 2005 / 11 / 18 - 11:39
المحور: مقابلات و حوارات
    


تتضمن هذه المادة أربعة نصوص. الأول ردي على كيفية نشر جريدة "الوطن" القطرية يوم 31/10 حوارا أجرته معي في ايلول الماضي وعلى المقدمة التي وضعتها له، وقد نشر في نشرة "كلنا شركاء الإلكترونية السورية يوم 1/11/2005؛ الثاني رد مراسلها في دمشق السيد غسان يوسف على ردي، وقد نشر في "كلنا شركاء" يوم 6/11؛ والثالث هو المقدمة التي كانت وضعتها الجريدة القطرية للحوار؛ والرابع هو النص الأصلي والكامل للحوار ذاته.
****
"الوطن" القطرية جريدة غير محترمة!
أمرها غريب جريدة "الوطن" القطرية. تطلب حوارا مع كاتب، ثم تتهكم عليه لأنه لم يقل ما يناسبها. كان الأستاذ غسان يوسف على علم بآرائي ومواقفي حين اتصل يطلب مني حوارا مع الجريدة التي يعمل مراسلا لها في دمشق. قلت له لا مانع لدي، لكن لي قصة غير لطيفة مع الجريدة. كانت قد ترجمت مقالين لي نشرا في جريدة "ديلي ستار" اللبنانية الناطقة بالانكليزية. والواقع أني لم أكن سمعت بالجريدة القطرية حتى فوجئت بنشرة "كلنا شركاء" تنشر مقالا لي، في أيار الماضي إن لم تخني الذاكرة، منقولا عن جريدة اسمها "الوطن". بعد القراءة تبينت أنه مقالي المنشور منذ أيام، وقتها، في "ديلي ستار". كانت الترجمة سيئة جدا. وما زلت أذكر أن السطر الأول من النص الانكليزي كان يقول "لا يمكن للديمقراطي السوري إلا أن يسر بانسحاب القوات السورية من لبنان.."، فأضحى على يد "الوطن" (وأنا انقل من الذاكرة): لا يمكن للديمقراطي السوري إلا أن يشمت بانسحاب الجيش السوري.. أرسلت حينها سطرين إلى "كلنا شركاء"، أقول فيهما إن ما نشر هو ترجمة رديئة لمقال لي نشر في "ديلي ستار".. وقتها ارتأى الأستاذ أيمن عبد النور، لسبب ما، أن يحذف كلمة: رديئة.
بعد شهر أو نحوه نشرت الجريدة ذاتها مقالا آخر لي، مترجما أيضا عن "ديلي ستار". هذه المرة لم تكتف بسوء الترجمة بل أضافت إلى مقالي قرابة 800 كلمة من عندها. اضطررت هنا إلى فتح موقعها على الانترنت، وبعثت لرئيس تحريرها رسالة، قلت فيها إنه يسعدني أن تنشر الجريدة مقالاتي، لكن ربما من اللائق أن تحيطني علما بذلك أو تبلغ الجريدة التي نشر فيها النص في الأصل، وبالخصوص ألا تضيف إليه شيئا لم يقله صاحبه. والحقيقية أني افترضت وقتها أن خطأ تقنيا هو الذي تسبب بإضافة ما يعادل حجم مقالي الأصلي إليه. وما زلت لا أعرف حتى اليوم سبب تلك الإضافة، ذلك أن جريدة "الوطن" القطرية لم تتفضل بالرد.
رويت القصة غير اللطيفة هذه للأستاذ غسان يوسف الذي كان يعرف من أنا وماذا أقول، حين بادر للاتصال بي طالبا حوارا لصالح الجريدة. سلمني أسئلته في الأسبوع الأول من أيلول وقدمت له أجوبتي بعد خمسة أيام، حوالي العاشر من أيلول (يقول كمبيوتري في 14 أيلول). بعد أسبوعين أو ثلاثة، استعوقت النشر، فاتصلت بالأستاذ يوسف وقلت له إذا كانت الجريدة محرجة من نشر حديثي فليست مضطرة لنشره. أريد فقط أن أعلم إن كانوا سينشرونه أم لا، كي أبادر أنا إلى نشره في موقع إلكتروني. تصورت حرجا في الأمر لأن متابعتي لما تأخذه "كلنا شركاء" من الجريدة القطرية أعطتني انطباعا بأنها شديدة المحاباة للنظام السوري. قال الأستاذ يوسف إنه متأكد أن الحديث سينشر، وان من المعتاد أن يتأخر نشر مقابلات يجريها مع كتاب ومثقفين سوريين (تعريفي كمفكر أمر يخص الجريدة وحدها، لا أتبناه ولم أزعمه يوما).
ورغم ترجيحي لتعذر نشر الحوار، لم أعمد إلى نشره في مكان آخر، لأنه كان مرتبطا بشيئين ظرفيين: حوار نشر مع السيد عطري رئيس الوزراء في ذلك الوقت، وحوار آخر مع الرئيس بشار الأسد في در شبيغل الألمانية في وقت مقارب. وكان يمكن أن أنسى الموضوع كله لولا أني وجدت الحوار منشورا يوم 31/10 في "كلنا شركاء" نقلا عن الجريدة نفسها. لا مجال لسوء الترجمة هذه المرة، وأقر أن الجريدة لم تنسب لي كلاما لم اقله، لكنها أبت إلا أن تسدي لي معروفا: (1) حذفت إجاباتي على أسئلتها الأربعة الأخيرة وثلاثة أسطر من إجابتي على السؤال السادس؛ (2) وضعت علامات الترقيم بطريقة غريبة ومبتكرة: لا تضع نقطة إلا في نهاية إجابة كل سؤال، مكتفية ما عدا ذلك بالفواصل، وهذا عدوان على نصي الذي اهتم بترقيمه وتحريره بما يعفي محرري الصحف من أي عبء تقريبا؛ والأسوأ (3) أنها وضعت مقدمة لحوار مع معارض سوري تشتم فيها المعارضة السورية دون تمييز، وتصفها بأنها "لاهثة للاستقواء بالخارج"، وتؤكد أن مواطنين عاديين عبروا عن عدم ثقتهم بها، وتتوج ذلك كله بان تنسب لي بطريقة تهكمية أني وصفت نفسي كمراقب، آخذة لنفسها دور المحقق الأمني النبيه، قبل أن تختم بعبارة لم انجح في تبين مغزاها: "وسنجد في هذا اللقاء أن نصف الكأس (المليان) قد فرغ!"
من جهتي الثالثة ثابتة. ويؤسفني القول إني تورطت مع جريدة غير محترمة. إني أضع هذه المعلومات في تصرف المثقفين والكتاب السوريين والعرب، والقطريين بالتأكيد، كي يكونوا على بينة من أمر هذه الجريدة وأسلوبها في العمل.
*************
رد هادىء ولازم على ياسين الحاج صالح
غسان يوسف : ( كلنا شركاء ) 6/11/2005
ترددت كثيراً قبل أن أرد على ياسين الحاج صالح ولكني رأيت أن ذلك ضرورة كونه يتهجم على الصحيفة التي أعمل بها ( الوطن القطرية ) ويتجاهل من حاوره ومن كتب مقدمة الحوار وهنا كان لا بد لي أن أوضح عدداً من النقاط الهامة .
أولا : لم يخطر في ذهني يوما أن أجري لقاء مع هذا الشخص , ولكن كتاباته (النشاذ ) والبعيدة عن المنطق والعقلانية جعلتني أحاول أن أعرفه عن قرب , فقررت أن أخذ رأيه حول وصف رئيس مجلس الوزراء السيد محمد ناجي عطري للمعارضة السورية بالمعارضة الوطنية والإيجابية !
وبعد لقائي معه في مقهى الروضة تطور الأمر إلى لقاء صحفي مطول كونه ارتأى أن يكون الحديث أكثر من مجرد رأي فقلت له لا مانع لدي لأن الصحيفة تفتح منبرها لكل الاتجاهات بدون استثناء .
ثانيا : إن صحيفة الوطن القطرية لم تطلب لقاءً مع السيد ياسين الحاج صالح وربما كان اختياري له خطأً أتحمل مسؤوليته أنا وليس الصحيفة , وعن روايته أن صحيفة الوطن أخذت مقالات له من صحيفة الديلي ستار اللبنانية فهذا عرف شائع أن تترجم أي صحيفة بعض المقالات وتنشرها على صفحاتها وهذا ما حدث وقد نوهت الصحيفة في طبعتها الورقية إلى ذلك .
وعن قوله إن الصحيفة حذفت له بعض الأجوبة من اللقاء الذي أجريته معه , فهذا غير صحيح لأن النص الكامل منشور في الصحيفة الورقية والحذف على موقع الصحيفة في الانترنت كان بسبب طول اللقاء وعدم اتساع الصفحة الالكترونية له !
ثالثا: بالنسبة للمقدمة فهو يقول إن الصحيفة هي التي كتبت المقدمة وهذا شيء مستغرب فأي مبتدىء في الصحافة يعرف أن المحاور هو الذي يكتب المقدمة ويضع فيها ما يريد ولا علاقة للصحيفة بما يدعي ويقول !!
وبالنسبة للاستبيان الذي يتحرق غيظاً منه فقد كنت قد أجريته بنفسي مع عدد من المواطنين السوريين في إطار التحضير لكتاب أعده بعنوان " الحراك السياسي السوري في عهد الرئيس بشار الأسد " وقد جاءت النتيجة إدانة للأحزاب المؤيدة والمعارضة للنظام السوري حيث لم تستطع هذه الأحزاب - حسب العينة العشوائية التي أخذتها - أن تحقق للمواطن العادي أي شيء وهذا الأمر ليس بخاف على أحد وليس فيه شيء من التحيز .
رابعاً : إذا كان صالح يقول إنني تهجمت على المعارضة فأنا أقول هذه هي المقدمة أمامكم أقرؤوها كما تشاؤون ولن تصل بي الوطنية لأن أدافع ع ن فريد الغادري وشركاه !
خامساً : إذا كان الحاج صالح ينبه المثقفين من هذه الصحيفة كونها كما يقول تحابي النظام السوري ويا للمصيبة من هذا الفهم ! فما عليه إلا العودة إلى أرشيف كلنا شركاء وقراءة الحوارات التي أجريتها مع أقطاب المعارضة السورية , وندعوه للإشادة بصحيفة النهار التي يكتب بها والتي رقص رئيس تحريرها على العلم السوري وهو يغني " توت توت سورية عم بتموت " !! والتي مازلت تعتبر قضية العملاء لإسرائيل قضيتها الأولى !!
سادساً: أعترف حقيقة بأنني تورطت في هذا اللقاء كون محاوري من النوع الذي لا يعجبه أي شيء , وحاقد على كل شيء في هذا البلد ! وكونه من النوع الذي يعمل على مبدأ خالف تعرف !!
ويبدو أنه قد عبر عن ذلك بنفيه عن نفسه صفة التفكير كونه يكتب بحقد وبانفعال بعيد عن التفكير والعقلانية وهو يستغرب أنني وصفته بالمراقب على الرغم من أنه هو من استعمل هذا اللقب وذلك عندما قلت له هل تريد أن أكتب لقاء مع المعارض السوري ............ فرد قائلا لا أنا لست معارضاً بل أعتبر نفسي مراقباً ولكنه يبدو أنه غير رأيه في اللحظات الأخيرة !!
أخيرا يقول إنه لا يعرف لماذا كتبت في نهاية المقدمة " أننا سنجد أن نصف الكأس المليان قد فرغ " ولكن من يقرأ اللقاء سيكتشف بنفسه معنى هذه العبارة التي لم نقصد بها التهكم أبداً بل وصف واقع الحال !
****************
وهنا المقدمة التي وضعتها الجريدة القطرية للحوار:
حوار مع الكاتب والمفكر ياسين الحاج صالح
الوطن القطرية 31/10/2005
مع الانفتاح السياسي الذي شهدته الساحة السورية في السنوات الأخيرة‚ سارع كل من هو معارض للنظام‚ إلى تأسيس حزب‚ حتى بات لا يمر يوم إلا ويعلن فيه عن تأسيس حزب جديد‚ وأصبح البعض يطرح نفسه مزادا على أميركا وأوروبا‚ كما حدث فيما سمي المجلس الوطني السوري أو مؤتمر المعارضة السورية الذي فشل في واشنطن مؤخرا‚ حيث أظهرت الأحزاب العاملة في الخارج هشاشة وضعف وعمالة هذه المعارضة وعدم قدرتها على إقناع العدو قبل الصديق‚ فقد أعرب مستشار وزارة الدفاع الأميركية السابق ريتشارد بيرل في حديث صحفي عن أسفه لتشرذم هذه المعارضة‚ ما يدل على انها لم تحظ بالمصداقية لدى الإدارة الأميركية‚ كونها ذاهبة للتسول دون أي قاعدة شعبية‚ وقال بيرل: لقد اعتقدت أننا سنلتقي بمعارضة موحدة ذات برنامج‚ لكن المجموعة التي التقيتها ماضية في اتجاه مختلف تماما‚
وأضاف: اعترف انني اجهل الكثير عن تلك الأحزاب‚ كوني لا اتابع نشاطاتها أو تاريخ تأسيسها إلا فيما ندر‚ وكثيرا من الاحيان اتجاهل أخبارها للغموض الذي يكتنف أهدافها وأوراقها المبعثرة‚ وقد كان هذا التصريح بمثابة الضربة القاضية للمعارضة السورية اللاهثة للاستقواء بالخارج‚ في استبيان قمنا به في دمشق طرحنا السؤال التالي: ما رأيك بالأحزاب السياسية السورية المؤيدة والمعارضة؟ وكانت العينة مواطنين عاديين من عامة الشعب‚ كان الجواب يأتي متقاربا‚ حيث أعرب الجميع عن عدم ثقتهم بهذه الأحزاب وتوجهاتها‚ فلا الأحزاب القومية حققت لهم الدولة القومية‚ ولا الوحدوية حققت لهم الوحدة‚ ولا الاشتراكية حققت الاشتراكية‚ ولا التحررية حققت الحرية‚ والأحزاب اليسارية تحولت إلى اليمين‚ والتقدمية عادت إلى السلفية‚ فبأي فكر أو حزب سيؤمن المواطن السوري بعد تلك التجربة العقيمة مع الأحزاب‚ الرئيس بشار الاسد قال في حديث لصحيفة دير شبيغل الألمانية ان أكثر المواطنين الذين قابلتهم يرغبون بالتخلص من الفقر قبل وضع الدستور الديمقراطي‚ أي ان المواطن السوري يبحث عن تحسين أوضاعه الاقتصادية والزراعية والاجتماعية والثقافية والتعليمية‚ ويأمل ان تأتي مرحلة يكون فيها الشريك الأكبر وهي مرحلة إعادة بناء الدولة‚ من خلال لُحمة وطنية تعمل يدا واحدة لبناء الوطن والمواطن والدولة‚
" حول واقع المعارضة السورية في الداخل والخارج وعلاقة هذه المعارضة بالنظام كان لنا هذا اللقاء مع السيد ياسين الحاج صالح الكاتب والمفكر السياسي والذي يصف نفسه بالمراقب وسنجد في هذا اللقاء أن نصف الكأس (المليان) قد فرغ! "
***********
وهنا النص الكامل للحوار:
1-بداية هناك من يرى ان المعارضة السورية في الداًًًًخل أو الخارج في مأزق ويتم التأكيد بان حضورها السياسي والجماهيري لا يؤهلها لتسلم دفة الحكم انتم كأحد المراقبين كيف تنظرون إلى هذه المسألة؟
إذا كان المقصود بمأزق المعارضة السورية أنها ضعيفة، ولا تشكل راهنا قطبا سياسي ا يقف مقابل النظام، فإن هذا صحيح. لكننا لسنا في انكلترا أو السويد، ولا حتى في الأردن أو مصر. إننا نتحدث عن بلد حُطّمت وتحطم كل أشكال الانتظام الاجتماعي المستقل فيه، حتى لو كانت اجتماعا للنقاش في منزل؛ بلد يفتقر إلى نظام قانوني مستقل، وتتحكم فيه حالة طوارئ اعتباطية هي الأقدم عالميا، ويحكمه نظام حزب واحد فائق التعصب، يستلم السوريين منذ سن السادسة في منظمة مستعارة من كوريا الشمالية (منظمة طلائع البعث)، ولا يترك لهم فرصة للاحتجاج العلني أو حتى للتعبير الحر عن الرأي في داخل بلدهم. هو أيضا نظام يحتكر الإعلام بالكامل، ويلاحق بالتخوين والاتهام مثقفي البلاد الذين يكتبون في صحف عربية. أريد من ذلك أن من يأخذ على المعارضة ضعفها ينبغي أن يرى القيود التي تشل حركتها وتطرد عموم السوريين من المجال العام في بلدهم. سياسيا نحن عبيد، محرومون من حقوقنا السياسية ومعرضون للاعتقال والمحاكمة أمام أجهزة قضائية هي عار على سوريا مثل "محكمة أمن الدولة العليا". إدراك المعارضة لضعفها من جهة، وعسر الأوضاع المحيطة بالبلاد من جهة أخرى، دفعاها إلى طرح مبادرات متكررة للمصالحة الوطنية منذ عام 2001 وعقد مؤتمر وطني لا تستبعد منه السلطة منذ عام 2003. لكن غرور النظام وأنانيته، وتطرف ولا عقلانية المصالح الجزئية المتحصنة به، أوديا بتلك المبادرات العقلانية وهما اليوم يفتحان أبواب البلاد على المجهول.
2- أكدت التجارب العربية وتجارب أخرى في بلدان العالم الثالث ان أي معارضة غير قادرة على تسلم السلطة دون دعم من الخارج خصوصا من الولايات المتحدة هل ينطبق هذا على سوريا؟
هل "أكدت التجارب العربية وفي بلدان العالم الثالث" بالفعل أن "أي معارضة غير قادرة على تسلم السلطة دون دعم من الخارج، وخصوصا الولايات المتحدة"؟ ربما يتعين أن نصوغ السؤال بطريقة مختلفة، مثلا: تميل تجارب عربية وغير عربية إلى الإيحاء بأن بلدانا محكومة من أنظمة مغلقة تتعامل مع شعوبها بفظاظة وتعادي حريتها وتقمع مبادراتها ...يتعذر إصلاحها أو تغييرها من الداخل، ألا يعني ذلك أنها تفتح الأبواب أمام مواطنيها لانتظار الغوث من قوى خارجية على غرار ما جرى في العراق؟ ألا يعني أيضا أنها تشوه وعي شعوبها وانتمائها الوطني إلى درجة التماس الخلاص ولو من أيدي الأميركيين، أو على الأقل اللامبالاة بالمصير الوطني؟ إذا صغنا السؤال بهذه الطريقة فإنه ينطبق على سوريا للأسف. ما هو الموقف المناسب من هذه المعضلة؟ الجواب الذي أتعاطف معه يتمثل في جهود معارضين سوريين لبلورة خط ثالث، يعمل على طي صفحة نظام الحزب الواحد وتنظيماته دون الاندراج في خطط الأميركيين، ويرفض التغيير عن طريق الغزو دون أن يلتحق بالنظام. كما ترى فإنه خيار صعب عمليا، وبالخصوص في ظل ضعف المعارضة. لكني لا أعرف خيارا أفضل.
3- لا بد من وجود اجنحة وتيارات داخل المعارضة السورية فعلى سبيل المثال هناك أحزاب كردية تقف داخل المعارضة وتستغل ذلك من اجل مطالبها القومية ومن أجل الحصول على حقوق ذات طابع قومي ما أثار خلافات بين أحزاب المعارضة والأحزاب الكردية‚ إلى أي مدى تعتقدون أن هناك مجالا للتوفيق بين المطالب الكردية ومطالب المعارضة؟
نعم هناك تيارات متعددة داخل الكتلة السورية المعارضة. ووراء الاختلافات البرنامجية والسياسية والفكرية بينها، هناك تباينات دينية (الإخوان المسلمون وتنويعات إسلامية عديدة) وإثنية (الأكراد أساسا). بخصوص التنظيمات الكردية يبدو أن هناك أجندتان. أجندة ديمقراطية تتمحور حول المساواة وحقوق المواطنة ورفع مظالم موصوفة يعاني منها مواطنونا الكرد (حوالي 10% من السكان)، أبرزها قضية المحرومين من الجنسية (في حدود 200 ألف)؛ وهناك أجندة قومية مطلبها الاعتراف بالكرد قومية قائمة بذاتها ولها ثقافتها ولغتها وشخصيتها المتميزة. سياسة الديمقراطيين السوريين تتركز على حل المشكلة ضمن إطار الوطنية السورية، عبر الاعتراف بالمساواة الفردية والجمعية بين مواطني البلاد على اختلاف أصولهم الإثنية. ضمن هذه المساحة نحن شركاء. هناك بالمقابل شيئان نرفضهما: الوضع الراهن الذي ينكر حقوق مواطنينا الأكراد، والنزعة الانفصالية التي تخالج مجموعات كردية. ونعتقد انه كلما تمادى إنكار المساواة على الأكراد غذى ذلك نزعات التطرف في أوساطهم. لا يمكن توقع الاعتدال من محروم من حقوقه.
4- هناك إشكالية تواجه المعارضة السورية وهي تكمن في عدم قدرة هذه المعارضة على الافصاح عن أهدافها الحقيقية فمن جهة تسعى لإلغاء بعض القوانين والمطالبة بانتخابات حرة وبإلغاء الطوارئ وهناك بعض فصائل المعارضة تقول بانه لا بد من إحداث تغيير جذري في النظام أين تقفون من هذين الموقفين؟
هل "إلغاء بعض القوانين (الاستثنائية) وانتخابات حرة وإلغاء حالة الطوارئ" شيء قليل؟ انتخابات حرة تعني انتهاء نظام الحزب الواحد ونظام الاستفتاءات و51% موضوعة سلفا في جيب حزب البعث (آخرها في مجلس اتحاد الكتاب العرب حيث حصة البعثيين سلفا 13 من 25 عضوا) وبرلمان حقيقي وانتخابات رئاسية متعددة المرشحين. حالة الطوارئ اليوم هي الدستور الحقيقي، وإلغاؤها يعني وضع حد لنظام الاعتباط واللاقانون والازدواجية القضائية: محاكم وقوانين استثنائية لحماية السلطة من مواطنيها، ومحاكم عادية فاسدة يفترض أن مهمتها تحصيل حقوق المواطنين، أي عدالة امتيازية للسلطة وعدالة مبتذلة ومهملة للمواطنين. أعتقد أن عنوان مطالب المعارضة هو التحول نحو الديمقراطية أي متعدد الأحزاب، وان تكون الدولة لجميع المواطنين، وأن يتمتع السوريين بحقوق متساوية، وأن يكون هناك دستور ديمقراطي يضمن سيادة القانون واستقلال السلطات الثلاث وحريات الرأي والتعبير والتجمع والاحتجاج السلمي، فضلا عن انتخابات حرة دورية على جميع المستويات: البرلماني والرئاسي والبلدي. هل هذا تغيير جذري؟ أعتقد أنه معتدل وعادل. لكن تطرف النظام حرم سوريا والشعب السوري من الإحساس بالعدل والاعتدال. ما يطلبه هذا التوجه لا يتعدى التخلص من نظام الامتيازات غير العقلانية التي وضعت سوريا في ذيل الدول العربية والتوجه نحو الانفتاح على الشعب وتحقيق العدالة السياسية.
5- نفى أكثر من طرف معارض وجود أي تنسيق مع الجماعات في الخارج خاصة جماعة واشنطن هل تعتقدون ان المعارضة في الخارج تعمل بمعزل عن المعارضة في الداخل وما هو سر الانشقاقات التي حدثت في صفوف بعض أحزاب المعارضة مثل المسلط والبواني والبيطار والأحرار ما سبب هذه الانشقاقات؟
أنا اقرب إلى المعارضة التقليدية، أي القديمة والداخلية وذات الأصول اليسارية أو القومية العربية. هذه المعارضة حريصة على استقلاليتها حيال أية قوى خارجية مثلما حيال النظام. وهي لا تدخل في مشاريع وخطط مرتجلة، إن مع النظام أيضا أو مع جهات غير واضحة المعالم والتوجهات. ورأيي أن نشوء جماعات "معارضة" تابعة هو حصيلة تقاطع ثلاثة أوضاع: أولها انغلاق النظام وقمعيته ومصادرته للمجتمع السوري، ثانيها ضعف المعارضة المستقلة والديمقراطية، ثالثها خطط قوى كبرى للضغط على النظام أو تخويفه وابتزازه عن طريق اختراع "معارضين" مناسبين قد تحركهم يوما. أما ما سميته أنت "سر الانشقاقات التي حدثت في صفوف بعض تنظيمات المعارضة" فإن أصله في اعتقادي شيئان: الأول هو الصراع على السلطة داخل هذه التنظيمات، بما في هذه من وجاهة ونفوذ وأضواء وصيت، وربما مال؛ والثاني هو لعب أجهزة الأمن السورية فيها وتفخيخها بمخبرين وعملاء يفجرونها عند اللزوم. ووراء هذا وذاك ثمة ضعف تقاليد العمل العام، السياسي والثقافي والحقوقي، في البلاد.
6- رئيس مجلس الوزراء محمد ناجي عطري قال إن أحزاب المعارضة أحزاب إيجابية مقارنة مع أحزاب وفصائل أخرى هل تعني هذه التسمية بأن هذه المعارضة باتت محكومة بسقف في عملها بمعنى غير قادرة على تجاوز طروحاتها أو المطالبة بإسقاط أو تغيير النظام؟
قول عطري يُسْأل عنه عطري. أرى أنه تفوح منه رائحة التعصب وروح الوصاية التي تنظر إلى الشعب كله كقاصر يحدد لهم عطري ورفاقه سبل الرشاد و"الإيجابية". وبالنظر إلى السجل الفعلي لهؤلاء الرفاق على المستويات السياسية والاقتصادية والإستراتيجية فإن المرء يأمل لو أن الله رزقهم فضيلة السكوت. على كل حال، أظن أن رئيس الوزراء يوزع الإيجابية (قصد بها "أنها لم ترهن قرارها للخارج" حسب قوله) على بعضنا والسلبية على آخرين ليجعل من نفسه وموقعه تجسيدا للوطنية. كان يمكن أن يكون ذلك مقنعا لو كان السيد عطري منتخبا. ولعلك تذكر أن مسؤولين سوريين أعلنوا صراحة أن ثمة قضية مشتركة تجمعهم بالأميركيين هي مواجهة التطرف الديني. الأميركيون هم الذين لم يقبضوا هذا الكلام. أما بخصوص "السقف" فإن ما يحدد سقف المعارضة حاليا في رأيي كمراقب هو ما تتعرض له من قمع وما قد تحوزه من قدرة على الابتكار والمبادرة، فضلا عن حركية الشعب السوري. وهي عوامل لا شك في ارتباطها بدرجة متفاوتة بتغيرات الظروف الإقليمية حول سوريا.
7- تعرض الليبراليون والنهضويون العرب الجدد إلى ما يشبه الخسارة الكبيرة وبعد ان انكشفت حقيقة الطروحات الأميركية وما يجري في العراق من مخططات لتقسيم العراق أثار مخاوف كثيرة في العالم العربي حتى ضمن القوى المحسوبة على الغرب انت كمراقب [في النص الأصلي للسؤال والذي أرد عليه هنا، ثمة بدل كلمة "كمراقب"، "كمعارض قريب من هذا الخط"] هل تعتقد ان المشاريع الأميركية فقدت مصداقيتها؟
لا أعرف من تعني بـ"الليبراليين والنهضويين العرب الجدد" أو بـ"القوى المحسوبة على الغرب". أفترض أنك حسن النية، ولا تتعمد تشويه موقف أو سمعة المعارضين الديمقراطيين أو المثقفين النهضويين والليبراليين، السوريين والعرب. ويبدو لي أن قولك إني شخصيا "قريب من هذا الخط" يستند إلى مزيج من ضعف الاطلاع واستهلاك مؤسف لخطاب السلطة. أتساءل من جهتي: متى كانت "المشاريع الأميركية" تتمتع بصدقية في اوساطنا حتى تخسرها؟ من منا تيتّم بانكشاف "حقيقة الطروحات الأميركية" حسب تعبيرك؟ الواقع أن العلاقة بين المثقفين الديمقراطيين والنهضويين والليبراليين وبين بعض المتحمسين للمشاريع الأميركية مثل العلاقة بين المعارضة الديمقراطية والليبرالية وتلك التي اخترعها الأميركيون خلال العامين الأخيرين. رأيي كذلك أنه في العمق هناك تماثل جوهري بين نموذج المعارضة المفبركة والسلطات الحاكمة والسلطة الامبراطورية الأميركية: جميعهم أعداء للديمقراطية وجميعهم فاسدون لا يؤمنون بما يعلنون من قيم. ولا أقول ذلك عن عداء أعمى وغير سياسي للأميركيين بل عن حرص على استقلالية العمل الديمقراطي عن قوى لها خططها وبرامجها التي تناسب مصالحها هي ولا تناسب مصالح السوريين أو العرب. رغم ضعفنا فإننا نحن قوى الديمقراطية ونحن الذين لم ننتظر احتلال العراق ولا 11 أيلول ولا حتى نهاية الحرب الباردة لنكتشف الديمقراطية. لقد تقدم معارضون سورين ببرنامج للتغيير الديمقراطي منذ نهاية السبعينات، على أعتاب أخطر أزمة اجتماعية ووطنية واجهتها سوريا بعد كارثة حزيران 1967، وكانت كلفتها السياسية والإنسانية لا تقل عن كلفة تلك الهزيمة (ولا نزال نتخبط في أوحالهما معا). وقد تعرضنا للاعتقال والتعذيب والمحاكمات على أرضية معارضتنا الديمقراطية للنظام.
8- بعض فصائل المعارضة قبلت الحوار والتنسيق مع الإخوان المسلمين والتيار الديني هل ترى ان هناك إمكانية لتحقيق مثل هذا التقارب في تفكير الإخوان واستراتيجيتهم؟
ربما تعني حزب الشعب الديمقراطي السوري. في حدود ما أعلم فإنه جرى حوار بين رياض الترك، عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب، وإسلاميين منفيين في الخارج. ورأى سوريون كثيرون لقاء مباشرا بين الترك والمراقب العام للإخوان المسلمين السوريين، علي صدر الدين البيانوني، على قناة "المستقلة" الفضائية. بالمقابل ليس لدي معلومات حول التنسيق في المواقف والسياسات. على كل حال، عبر طيف واسع من الديمقراطيين السوريين، سواء كانوا ناشطين حزبيين أم حقوقيين أم مثقفين، عن ضرورة الحوار والتفاوض مع الإسلاميين وطي جملة الملفات السياسية والإنسانية التي ترتبت على صراع بداية الثمانينات بين النظام البعثي والإسلاميين. لم يحل دون تلك المطالبة اختلاف التفكير بين الطرفين. ففي الأصل لا يتحاور المرء إلا مع المختلفين عنه. على أية أرضية يمكن أن يلتقي الطرفان اليساري والليبرالي والقومي من جهة، والإسلامي من جهة ثانية؟ على أرضية الديمقراطية بالطبع. هل هناك ضمانات لأن لا ينقلب احد الطرفين، الإسلاميون بخاصة، على الاتفاق؟ لا أحد يملك الضمانات، وفي الأصل لا يمكن تحديدها والمطالبة بها قبل الاعتراف الشامل المتبادل بين الفاعلين السياسيين ببعضهم وبحاجتهم جميعا إلى تسوية الخلافات والنزاعات بينهم عن طريق التفاوض والتعهد بنبذ العنف. لكن تحرير النقاش العام حول هذه القضية ضروري ومهم منذ الآن. فالاتفاقات المحتملة بين القوى السياسية هي ثمرة نقاش مفصل وواسع سابق على التفاوض وليس ثمرة التفاوض وحده.
9- حدث تغير كبير في طريقة النظام مع قوى المعارضة ففي الساق كانت تجري المحاسبة على الكلام في حين أكد الرئيس بشار الأسد أن الدولة لن تتعرض إلا لمن يقوم بأعمال تهدد أمن البلد؟
لا، لم يحدث "تغيير كبير في طريقة النظام مع قوى المعارضة" في الاتجاه الذي يحدده سؤالك. الواقع انه حدث "تغير كبير" حقا بعد الانسحاب السوري من لبنان، لكن في الاتجاه المعاكس. ويبدو لي أنه ليس لدى النظام سياسة متماسكة للتعامل مع الحراك السياسي والثقافي والإعلامي المستقل داخل البلاد. بدلا من ذلك هناك الارتجال، وتشغل غريزة النظام القمعية موقع السياسة العقلانية المطلوبة. المشكلة أن عند النظام مفهوما بالغ التطرف عن الأعمال التي تهدد أمن البلد: كل شيء لا يقع تحت عباءته، حتى لو كان اجتماعا منزليا للنقاش. هذا المفهوم هو الخطر الأول على أمن سوريا الوطني. لماذا؟ لأنه لا يستأمن الشعب السوري على أمن وطنه. وهو في الواقع نتيجة خلط عمره من عمر النظام البعثي بين أمن سوريا وأمن النظام.
10- السيد الرئيس قال إننا نخاف من تطورات مماثلة لما حدث في الجزائر. برأيكم هل إطلاق الحريات التامة وإجراء انتخابات مستقلة سيؤدي إلى ما حدث في الجزائر؟
ترى لو فاز الإسلاميون واستلموا الحكم في الجزائر، هل كان وضعها سيكون أسوأ أم أحسن من الوضع الحالي؟ أهدرت خمسة عشر عاما قبل أن تقترب السلطات الجزائرية من صوت العقل، وتتقدم بمبادرة الوفاق الوطني. أود أن أذكر بان الانتخابات التي ألغاها عسكر الجزائر مدعومين من فرنسا وأميركا كانت انتخابات بلدية وليست رئاسية ولا برلمانية، وأنه كان يمكن أن تبدأ مفاوضات بين الإسلاميين الذي سجلوا تقدما لافتا في جولتها الأولى وبين كل من العسكر وحزب جبهة التحرير من اجل تنظيم الحياة السياسية. لكن العسكر فضلوا منطق الاستئصال المتطرف الذي كلف الجزائر أكثر من 150 ألف ضحية. أذكر أيضا أن تقدم الإسلاميين في الجزائر جرى نتيجة إفلاس نظام حزب واحد كان يجمع بين القمعية والفساد، هو نظام حزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية. القصد أن النظام يزرع الجزأرة من حيث يزين لنفسه انه يقطع الطريق عليها. من جهة أخرى، لم يدع أحد من المعارضة السورية إلى انتخابات حرة فورية في البلاد. أظننا محتاجون إلى فترة انتقالية من عامين أو ثلاثة قبل الانتخابات العامة، وخلالها يجري اعتراف القوى السياسية ببعضها والحوار فيما بينها، وتستكشف توجهات الأطراف ويعمل على بلورة القواسم المشتركة الوطنية. إذا خلصت النيات يمكن أن نصل إلى صيغة للحياة السياسية تقدم ضمانات للجميع.
11- قال الرئيس لصحيفة دير شبيغل لا نجري محاسبة أي شخص لأنه هاجمني شخصيا لكن المساس بوحدة المجتمع قضية أخرى خطيرة. كيف تقرؤون كلام الرئيس؟
يبدو أن لدى السلطات قلقا متزايدا بصدد حال "وحدة المجتمع"، أو الوحدة الوطنية حسب اللغة البعثية المعتمدة. هذا مشروع، لكن ما لا تتبينه السلطات أنها تزرع الانقسامات الطائفية والإثنية حين هي تصادر الحياة السياسية والنقابية والثقافية أو تحتكرها احتكارا تاما. لا تستطيع أن تغلق منتدى علنيا للحوار يلتقي فيه سوريون من أحزاب متعددة ومن اصول دينية ومذهبية مختلفة، دون أن تفتح للناس دروب الطوائف والعشائر. إن وحدة المجتمع تصان بالمساواة والعدالة والحقوق لا باعتقال المعارضين وطردهم من الميدان العام. وأخطر تهديد لوحدة المجتمع السوري، في تقديري، هو الشقوق المتزايدة التي تتولد عن تقاطع جمود بنية النظام والحركية الشديدة للأوضاع الإقليمية بعد احتلال العراق وإخراج سوريا من لبنان. لدينا جرم سياسي ضخم في جوارنا (الأميركيون في العراق)، وهذا يتسبب في ميول نابذة قوية، رأينا أمثلة متكررة عليها في القامشلي منذ آذار 2004.
12- الرئيس قال خلال حديثه لصحيفة دير شبيغل إن اكثر المواطنين السوريين الذين قابلتهم يرغبون الخلاص من الفقر قبل وضع الدستور الديمقراطي. ما ردكم على هذا القول؟
هل يعوق الدستور الديمقراطي الخلاص من الفقر؟ اتجاهات البحث الاجتماعي والاقتصادي الحديث، بما فيها تقارير التنمية الإنسانية العربية الثلاثة (2002،2003،2004) تقول العكس. يبدو لي أن النظام يبحث عن سند جديد لرفض الانفتاح السياسي والتحول الديمقراطي. بالأمس المواجهة مع العدو، واليوم مواجهة الإرهاب أو ال خلاص من الفقر أو العلمانية.. الثابت من وراء اختلاف الأسانيد هو الرغبة في احتكار السلطة وصناعة المعارك المناسبة لتسويغ هذا الاحتكار. ثم إن الفقر في سوريا ليس نتيجة نقص موارد البلاد، بل بسبب سوء إدارة وتخصيص وتحريك الموارد الوطنية، وبالخصوص الفساد والهدر وانعدام المحاسبة. وهي جميعا ممارسات تنتعش بفضل افتقار البلاد لدستور ديمقراطي يضمن تداول السلطة ويحرر الرقابة الاجتماعية وينص على مبدأ المحاسبة والمساءلة العلنية للسلطات العمومية.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد -إعلان دمشق- ونقد نقده
- معارضة، إسرائيل، أميركا، مخابرات، شيبس، إلخ
- هل من سبيل لإبطال المخاتلة الطائفية؟
- الكتابة السياسية وسياسة الكتابة
- بين فراغ النماذج وضعف الطالبين، أي تغيير في سوريا؟
- -إعلان دمشق-: أوفاقٌ في زمن الانشقاق!؟
- عن نقد السياسة الأميركية ونقد نقدها
- المسألة المدنية: ضد العنف والتعصب والريعية
- المأزق العربي الأميركي المتبادل
- نحو جامعة متقدمة وديمقراطية: المسألة الجامعية وقضية الطلاب ف ...
- أربع تنويعات على فكرة التسييس
- فحص الضمير الوطني السوري
- العقيدة والهوية ونزع العلمانية
- أخلاق بلا أخلاق
- أوجه اللاعقلانية في السياسة السورية
- لماذا لن ينجح تصدير الديمقراطية من أميركا للعرب؟
- تسمية الأشياء بغير أسمائها: الإعلام محصنا ضد الحقيقة
- خوض الحرب السابقة
- إصلاح سوريا ولبنان للإصلاح بينهما
- سياسة الفرط والبعثرة: إعادة احتلال الميدان العام في سوريا


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ياسين الحاج صالح - حوار مبتور مع جريدة منحازة