أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لقاء موسى - المرأة العراقية وريادة الكتابة في السيرة الذاتية














المزيد.....

المرأة العراقية وريادة الكتابة في السيرة الذاتية


لقاء موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 22:54
المحور: الادب والفن
    



لا احب خطب الثناء وكلمات العطف التي تنثال على النساء كل عام في عيد المراة, تتخللها عبارات رنانة وانشاء بلاغي لايلبث ان تذروه الذاكرة فلا يمس شغاف قلب جرحته القطيعة بين دفئ عالم المرأة وعالم الصراع الذي يحيط برجال العالم, والاولى عندي هو الاخذ بيدها ووضع انجازاتها الثقافية موضع اهتمام, وتقصي مواضع الضعف والقوة فيه حتى ترتفع بذاتها وبانجازها الى موقع الشريك المساوي في واجبات المواطنة والانسانية التي تغيب هنا وتحضر هناك حتى ضاع الصواب والخطأ بينما نحن ندبج خطب الثناء العاجز.
في هذا المقال سنضع جانبا مغيبا من ابداع السيدات العراقيات يمكن ان نقول ان لهن الريادة فيه عربيا,امام القارئ, لتنجلي صورة اخرى من معالم طريق رسمنه باقلامهن, وبرعن به بصبرهن على افتراءات الشريك وتجاهله لهن.
هذا الجانب المهم من نتاج المراة العراقية يتمثل في كتابتها المبكرة لادب السيرة الذاتية, بتاريخ يسبق ما هو معروف ومدون لادب السيرة العربي, اذ يبدا المؤرخون لتاريخ الادب العربي السيرة الذاتية العربية بكتاب الايام لطه حسين حتى صار من البديهيات الثقافية المعروفة, وتشير بعض المصادر الى سيرة الاميرة سالمة بنت سعيد حاكم عمان وزنجبار التي نشرت في برلين عام 1886 باللغة الالمانية، هذا يعني ان سيرة الاميرة سالمة هي الرائدة الاولى نظرا لسبقها التاريخي في الصدور وتضمنها عناصر السيرة من اعترافات واحداث شخصية واجتماعية تجمع بينها الذاتي والاجتماعي في وقت واحد.لكن الكاتبة والروائية امل بورتر قدمت ترجمة لسيرة ذاتية نسوية عراقية يعود تاريخ نشرها بالانكليزية الى عام 1844 اي انها صدرت قبل مذكرات الاميرة سالمة بما يزيد عن 40 عاما , وهي مذكرات اميرة بابلية لماري تريز اسمر.
اذن فالريادة لهذا الفن هي عراقية ونسائية ايضا وهذا في تصوري مهم جدا لما للسيرة الذاتية من اهمية كونها فنا توثيقيا يرسم معالم الشخصية ومحيطها الاجتماعي والسياسي في الوقت ذاته.وفي السيرتين المبكرتين في عمر الثقافة العربية نجد نضوجا واضحا وقرارات فردية تعكس شخصية مميزة في عصرها فالاميرة سالمة تزوجت رجلا المانيا وغادرت زنجبار الى المانيا لتعيش حياة مليئة بالاحداث،اما ماري تريز اسمر العراقية فقد حفلت مذكراتها باهتمامات متقدمة جدا على عصرها، ففي الوقت الذي كان العراق كله يغط في سبات عميق في ظل الحكم العثماني،تعمل هذه السيدة المنحدرة من تلكيف العراق على فتح مدرسة لتعليم النساء يساندها والدها الرجل الثري الذي كرس امواله للكنيسة وخدمة ابناء رعيتها،في كل سطر من سيرة الاميرة البابلية بوح بشغف عن الانتماء لارض الرافدين واعتزاز بكل كبيرة وصغيرة لاسيما حين عاشت في الغرب حيث المسيحية الحقة كما كانت تعتقد،بينما اكتشفت ان الانسان والمسيح هناك في الشرق حيث تتكاتف الناس وتفرض الروح الشرقية تقاليد التعاون والمساندة والاخوة ، مصداق ذلك حياتها مع البدو العرب وحياتها في قصر الاميرة اللبنانية الشهابية ..كما قدمت ماري تريز اسمرنقضا مبكرا للمركزية الغربية, واجرت مقارنات بين حضارة الشرق والغرب ورفضت التعالي الغربي من منطلق مسيحي ديني, اذ اكدت على ان الروح الاستعمارية هي عدوان لا يتناسب مع تعاليم الديانة المسيحية, ولااريد ان انسى انها مع الدعوة لتعليم النساء فقد الفت مسرحيات واخرجتها لتمثلها نساء قصر بيت الدين في لبنان وتشيع جوا من الثقافة والمرح في جناح النساء في ذلك القصر.كثيرة هي التفاصيل المبهرة في هذا الكتاب الريادي. ويكفينا هنا ان نفخر بان المراة العراقية البداية الرائدة والمميزة لهذا الفن العريق في الثقافة العالمية.بعدها جاء دور رائدات النهضة النسوية العراقية في ثلاثينيات واربعينيات القرن المنصرم, وتتمثل بكتاب اول الطريق لصبيحة الشيخ داود, وكتاب مذكرات طبيبة عراقية لسانحة امين زكي ومؤخرا طبع في دار المدى مذكرات بلقيس شرارة هكذا مرت الايام.اتسمت هذه المرحلة بحرص الكاتبات على تدوين نضالات المراة لاجل الحصول على حق التعليم والمساهمة في النشاطات المجتمعية الخيري.
بعد هذه المرحلة ازدادت الكتابات النسائية في هذا الميدان بفعل ازدياد الوعي وارتفاع معدلات التعليم,فظهرت كتابات تشهد على حقب السياسة العراقية منذ العهد الملكي وحتى الان, نذكر منها مذكرات وريثة العروش للاميرة بديعة ,طوارق الظلام لابتسام الرومي, يوميات بغدادية لنهى الراضي,في حديقة الملك لميادة العسكري,التقرير الاخير لنجاة نايف سلطان, هروب المونليزا لبقيس حميد حسن, جدار بين ظلمتين لبلقيس شرارة ورفعة الجادرجي, شهدت اختطاف وطن لنيران السامرائي...الخ, هذه اهم السير الذاتية النسائية العراقية دفعني لتتبعها ملاحظة كتبتها الكاتبة المصرية امل التميمي في كتابها السيرة الذاتية النسائية في الادب العربي,حيث ذكرت الكاتبة انها تقصت السير الذاتية النسوية في مصر ولبنان وسوريا والمغرب العربي بينما لم تعثر في العراق على شيئ يذكر...ولا احسب ان العتب في هذا الاستنتاج يقع على امل التميمي وانما على قصور النقد العراقي في تقديم نفسه للاخرين بصورة صحيحة.
وهذا بعض اعتذاري لابداعهن في عيدهن المبارك بصبرهن وعطائهن الملون بالامل.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيبة النسائية لخالد مطلك مفاهيم الجمال والاستهلاك


المزيد.....




- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لقاء موسى - المرأة العراقية وريادة الكتابة في السيرة الذاتية