أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بيان الدفاع عن الماركسية - انتفاضة ضواحي المدن الفرنسية















المزيد.....

انتفاضة ضواحي المدن الفرنسية


بيان الدفاع عن الماركسية

الحوار المتمدن-العدد: 1382 - 2005 / 11 / 18 - 11:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


طيلة الأيام الأخيرة لم تتوقف رقعة الاضطرابات عن الاتساع. لقد شملت أزيد من200 بلدية. آلاف السيارات تعرضت للحرق مئات المحلات والمخازن خربت. قوات مكافحة الشغب الفرنسية(compagnie républicaine de sécurité) والشرطة تعبوا وأًحبطوا وأصابهم الإرهاق بسب الأحداث. لقد تحولت ضواحي مدننا الكبرى إلى ساحات معارك حقيقية.
كان السبب المباشر في انفجار هذه الانتفاضة هو موت شابين دفعهم خوفهم من السقوط في يد الشرطة، التي تطاردهم باستمرار، إلى الاختباء في مولد للكهرباء لكن اتساع رقعة الاضطرابات وقوتها يعود إلى تراكم دام عدة عقود من البطالة والفقر والتمييز الاجتماعي والعنصري إنها أيضا انتفاضة ضد كلبية كل تلك الطبقة الطفيلية والفاسدة التي تتربع على قمة "النظام الجمهوري" والتي تعبر يوميا عن احتقارها "لحثالة الضواحي" والتي تجسد لغة نيكولا ساركوزي، الاستفزازية والاحتقارية والعدوانية، عقليتها الرجعية بشكل واضح.
جميع الجهود بذلت للتنديد بهذه الانتفاضة ولستر الأسباب الحقيقية التي أدت إلى انفجارها إذ تم وصف المشاركين فيها بالرعاع والمجرمين والأغبياء الذين يحركهم بعض "القادة" لكن الواقع عكس هذا تماما. إنها انتفاضة شباب ليس الشباب المترف، بل الشباب الأكثر اضطهادا والأكثر انسحاقا والأكثر إحباطا. إن البرجوازيين تفاجئوا بالطرق التي يستعملها هؤلاء للتعبير عن غضبهم ﴿؟﴾ إذ أنهم ليسوا "متحضرين" بما فيه الكفاية ﴿؟﴾ لكن تلك الطرق العنيفة، من وجهة نظرهم، تجد تفسيرها في كون أغلبهم ترعرعوا في ظل بؤس فضيع، علاوة على الاعتداءات البوليسية التي يتعرضون لها بشكل مستمر!
ليس هناك من بين هؤلاء الشباب من لم يتعرض للاعتداء والتمييز. نعم إنهم حاقدون، لكن وعلى عكس ما نسمعه في كثير من الأحيان ليس الحقد دائما شعور سلبي، إن الحقد يمكنه أن يشكل دافعا قويا للتحرر الإنساني عندما يتم توجيهه ضد الظلم الذي ينتجه هذا النظام الرجعي.
يمكننا، نحن المناضلون الشيوعيون والنقابيون، أن نقول الشيء الكثير حول الطرق المستعملة من طرف هؤلاء الشباب الغاضبين. إنها ليست طرق الحركة العمالية. إن هؤلاء الشباب يخطأون الهدف. لا يمكن لنا أن نوافق على تدمير المدارس ودور الحضانة والشركات ولا حتى السيارات، إلا أن مثل هذه التصرفات نابعة من طبيعة هذا النوع من التحركات فقبل ظهور أولى المنظمات النقابية خلال القرن 19 كان يحدث كثيرا أن يعمد العمال اليائسون إلى تدمير المصانع والآلات أو استهداف الملكية بدون تمييز. إن هؤلاء الشباب الدين نتحدث عنهم لا يعرفون عالم الشغل وكثير من آباءهم تم إقصاؤهم منه. في الكثير من المدن يلامس معدل البطالة نسبة الـ40% ومن بين هؤلاء الشباب أنفسهم، هناك من يعارض تلك الممارسات لكنهم، وعلى عكس العمال المضربين الذين يمتلكون تنظيمات وآليات لاتخاذ القرار الجماعي، ليست لديهم أي وسيلة لإيقافها.
لكن مهما كان، فإن موقف الحكومة ووسائل الإعلام اتجاه أعمال التخريب موقف منافق. إذ أن الدموع التي يذرفونها ليست سوى دموع التماسيح. نحن نتفهم جيدا غضب العمال والأسر الذين يعانون من جراء هذا التخريب والذين لا يد لهم في الأسباب الاجتماعية التي أدت لحدوث هذه الانتفاضة، فهم أيضا ضحايا للرأسمالية. لكن من الضروري أن نفهم المسألة التالية حتى ولو استمرت الاضطرابات سنة كاملة، فسوف لن تتمكن من تدمير نفس العدد من الشركات ومناصب الشغل التي دمرتها بربرية الرعاع - الذين يلبسون البدل الأنيقة وربطات العنق - أعضاء MEDEF (حركة أرباب العمل الفرنسيين) وحزب اتحاد الحركات الشعبية.
يدعو دوفيلبان وشيراك إلى عودة "النظام". دوفيلبان طالب أيضا بإرسال الجيش لسحق التمرد. لكن عن أي "نظام" يتحدثون؟ إنه نظام جمهورية متعفنة حتى النخاع باستغلال النفوذ والفساد. إنه نظام تقوم في ظله حفنة من كبار الرأسماليين بإخضاع كل المجتمع لسعيها من أجل الربح والسلطة. إنه نظام يجب فيه على الشباب أن يقبلوا بسلبية قدرهم وحيث العمال ينحنون بخشوع أمام قوانين السوق وحيث الأغنياء يزدادون غنى بينما يتعمم الفقر وهشاشة العمل. إن العداء الشديد الذي يكنه ساركوزي "للضواحي" (التي يتم تصويرها بكل ازدراء بكونها أوكارا للإسلاميين المتشددين والمجرمين بل وحتى الإرهابيين﴾ ليس سوى الوجه الآخر لعدائه اتجاه عمال (Société Nationale Maritime Corse Méditerranée) وعمال RTM، أو أي شريحة من الأجراء الذين يحاولون النضال ضد الخوصصة والتدني الاجتماعي.
إن هذا الانفجار يشبه ذلك الذي يعتمل في عالم الشغل. إنه يطرح التحدي على الحركة النقابية والاشتراكية والشيوعية، التي يجب عليها ألا تقف مكتوفة الأيدي أمام حركة بمثل هذه الأهمية. عندما يتعلق الأمر بالاختيار بين هؤلاء الشباب الشجعان المكافحين الجريئين الثائرين - بالرغم من جميع نواقصهم الراجعة إلى انعدام خبرتهم السياسية وغياب التنظيم - وبين ممثلي الرأسمالية المحنكين، الذين يبعثون لهم بقوات CRS، لا نتردد في تحديد موقعنا.
عندما يرفض فرونسوا هولاند أن يطالب باستقالة ساركوزي بحجة أنه لا يريد أن يشجع التمرد، فإنه لا يعمل بذلك إلا على تشجيع ساركوزي نفسه. إننا إذ نقول هذا نؤكد أن مجرد تقديم ساركوزي لاستقالته ليس كافيا. إن ما يجب المطالبة به هو تنظيم انتخابات تشريعية عاجلة للتخلص من هذه الحكومة في أسرع وقت.
إن الشباب ليس في حاجة إلى الخطابات الأخلاقية، بل إلى برنامج عمل جريء، برنامج ثوري، يعادي الرأسمالية بشراسة أكثر من عدائها هي لهؤلاء الشباب. إن الانتفاضات "العمياء" من هذا القبيل ليست فقط نتيجة المأزق التي توجد فيه الرأسمالية بل كذلك لفشل 15 سنة من حكومات اليسار منذ 1981، والتي خلالها أكتفي الحزب الاشتراكي الفرنسي والحزب الشيوعي بإدخال إصلاحات بسيطة لا تغير شيئا في الطبيعة الجشعة والرجعية للنظام الرأسمالي، بل إن حكومة اليسار الأخيرة قد عملت على تطبيق برنامج خوصصة واسع النطاق، لم يعمل شيراك ورافاران ودوفيلبان، منذ 2002، إلا على مواصلته.
واليوم إن مهمتنا، باعتبارنا مناضلين شيوعيين، هو أن نشرح بصبر ولكن بدون لف أو دوران لكل شاب ولكل عامل ولكل عاطل ولكل متقاعد أن الرأسمالية لا تعني سوى الانحطاط الاجتماعي الدائم، وبأنه لا توجد أية طريقة لتغيير هذا الاتجاه ما دامت الأبناك والشركات الكبرى تحت سيطرة الرأسماليين. يتوجب علينا مد يد الأخوة والتضامن لهؤلاء الشباب المنتفضين، وأن نشرح لهم أنه ليس هنالك من تمرد، مهما اتسع مداه، يمكنه أن يحل مشاكلهم ونقترح عليهم أن ينتظموا معنا من أجل التحضير الواعي والجدي للنضال ولأجل تدمير النظام الرأسمالي.
إن ممثلي الرأسمالية سوف يوفرون العصي والقنابل المسيلة للدموع والأغلال الضرورية من أجل "إعادة النظام" لكنهم لا يستطيعون حل أي من المشاكل التي تسحق هؤلاء الشباب. بالتأكيد سوف تنتهي حركة التمرد هاته حتما بأن تنطفئ. لكن أسبابها العميقة سوف تظل قائمة. ومن بين هؤلاء الشباب الذين يتحدون اليوم همجية قوات CRS، سوف نجد غدا عددا لا بأس به من المناضلين لأجل قضية الاشتراكية، شريطة أن نتوجه إليهم بلغة يفهمونها: أي بلغة ثورية.
إنها في النهاية ثورة تنضج. إن النظام الرأسمالي عاجز تماما عن الاستجابة لحاجيات الجماهير. وبقاؤه صار مناقضا لبقاء المكتسبات الاجتماعية التي تحققت في الماضي. إن ممثلي هذا النظام يهاجمون العمال والعاطلين والمتقاعدين. البطالة والهشاشة والبؤس في تفاقم مستمر. وفي نفس الوقت الذي يتحدث فيه دوفيلبان عن تخفيف "معاناة" الشباب، تشن الحكومة وMEDEF هجوما جديدا على تعويضات العاطلين عن العمل. إن انتفاضة الضواحي تعبير ملموس عن التوترات الشديدة التي تعتمل داخل المجتمع الفرنسي. إنها دليل آخر - من بين العديد من الأدلة الأخرى - على أن فرنسا قد دخلت مرحلة إضرابات اجتماعية عميقة، سوف يجد عمال هذا البلد أنفسهم خلالها أمام الضرورة الملحة لوضع حد للرأسمالية.



#بيان_الدفاع_عن_الماركسية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيطاليا: ساسوولو نضال -البناية الخضراء- متواصل
- التضامن مع الثورة في فنزويلا
- الجامعة العالمية للتيار الماركسي الأممي، لسنة 2005: آفاق رحب ...
- إعصار كاترينا: تحول في التاريخ السياسي للولايات المتحدة
- انتخابات على الطريقة الأمريكية في مصر
- برنامج الخداع البصري لأطاك
- من قتل موسى عرفات ولماذا؟
- الرأسمالية: تهديد للثقافة
- بديل عن الانفجار العظيم او ال *Big Bang:
- رسالة من ماركسي إسرائيلي إلى رفاق نمساويين
- -يجب تدمير قرطاج- الامبريالية الامريكية مصممة في حربها على ا ...
- بخصوص المسعى -الوحدوي- الجديد للعصبة الشيوعية الثورية
- إسرائيل: الانسحاب من غزة... هل هو خطوة نحو السلام؟
- الثورة الفنزويلية طليعة الثورة العالمية إن عالما آخرا ممكن ف ...
- النازيون لا هم حزب عمال و لا هم اشتراكيون
- أسباب انهيار الأممية الرابعة و محاولات التروتسكيين البريطاني ...
- الثورة في بوليفيا كل السلطة للجمعيات الشعبية
- من اجل فدرالية اشتراكية في الصحراء الغربية
- بوليفيا: الرئيس الجديد يحاول إيقاع حركة الجماهير في الفخ الب ...
- موضوعات حول الثورة و الثورة المضادة في فنزويلا - تتمة


المزيد.....




- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بيان الدفاع عن الماركسية - انتفاضة ضواحي المدن الفرنسية