مباحث في الاستخبارات (8) الاستخبارات العسكرية

بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 08:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

مباحث في الاستخبارات (8)

الاستخبارات العسكرية

بشير الوندي
======
مدخل
======
استكمالاً لسلسلة مباحثنا الموجزة في الاستخبارات , فاننا سنتناول في هذه الحلقة الاستخبارات العسكرية باعتبارها تعمل في الجوانب الاخطر على مستقبل اية دولة .
فالاستخبارات واي عمل مخابراتي هي في جوهرها جمع معلومات وتحليلها وتهيئتها الى السلطة لاتخاذ القرارات وفق المعطيات الحقيقية الدقيقة .
ولاشك فإن اخطر المعلومات التي تسعى لها اية دولة هي المعلومات السرية العسكرية للعدو ونواياه تجاه بلادنا , فهذه المعلومات هي التي تمكن اي بلد من توقّي ابشع المخاطر .
كما ان المعلومات العسكرية هي التي تتيح لاية دولة ان تبني قدراتها العسكرية وفق توازن القوى مع الجيران ومع العدو التقليدي والعدو المحتمل , وهي التي تتيح للسلطة من اتخاذ اخطر القرارات في الحروب .
ومن هنا فان الاستخبارات العسكرية هي دوماً الاخطر والاهم في اية دولة لانها هي المعنية بالمعلومات العسكرية للعدو وبالحفاظ على اسرارا البلاد العسكرية , وقد تختلف الدول في مستوى مؤسساتها الاستخبارية حسب وضعها الجغرافي والسياسي ولكن لا توجد دولة في العالم لا تمتلك استخبارات عسكرية.
======================
الواجبات المناطة بالاستخبارات العسكرية
======================
ذكرنا في مقالات سابقة ان الاستخبارات تقسم جغرافيا الى داخلية وطنية ودفاعية وهجومية , ووفق هذا التقسيم فان الاستخبارات العسكرية عليها واجبات لاحصر لها سواء ماكان منها داخل حدود البلاد وخارج البلاد خلف خطوط العدو .
ان اولوية الاستخبارات العسكرية هي المناطق الرخوة ضمن اقليم الدولة و الحدود ودول الجوار ودول العدو ودول العدو المحتمل والدول المتحالفة عسكرياً والتنظيمات الإرهابية والعصابية المسلحة.
ففي الشأن الداخلي تعمل الاستخبارات داخل الوحدات العسكرية على
التخطيط والتنسيق مع الشرطة العسكرية لضمان أمن المنشات العسكرية والثكنات , ومراقبة مستوي الامن في المنشات العسكرية والامن بما في ذلك أمن الوثائق والافراد والأسلحة وغيره والتاكد من حسن انضباط وولاء الضباط والافراد, والتثقيف الأمني لمنسوبي القوات المسلحة, والاشراف والتخطيط والتنفيذ لتدريب الاستخبارات, التنسيق مع الشرطة العسكرية (الأمن العسكري )والعمل معا علي مكافحة الجريمة في الوحدات العسكرية بما في ذلك مكافحة المخدرات, و التحقيق مع اسرى العدو والعسكريين العائدين من الاسر, ومحاربة الشائعات المضادة , وتهيئة الخرائط العسكرية لاراضي البلاد وتحديثها ناهيك عن التعاون مع ألاجهزة الامنية والاستخبارية في ذات الدولة (اي الوطن)لتبادل المعلومات وانجاز المهمات مما يضمن تحقيق الامن الوطني.كما تستخدم الاستخبارات العسكرية في الجهد الوطني ايضا بالضد من :
١-;-- عصابات المخدرات القوية والمسلحة حين تعجز الأجهزة الامنية المكافحة من معالجتها
٢-;-- المجاميع الإرهابية التي تعمل بالأسلوب العلني وتمسك الارض
٣-;-- المليشيات المسلحة المتمردة
٤-;-- التمرد المسلح
فعندما تعجز الأجهزة الامنية المعالجة , يتم طلب تدخل الجيش لفرض الأمن والقضاء على المسلحين , وهنا يجب ان تكون الاستخبارات جاهزة وتواكب سير تصاعد التمرد وتكون مستعدة لتقديم الجهد الاستخباري عند الضرورة لقوات الجيش
وعندما تطلب الأجهزة الامنية دعم ومساندة الجيش في اي واجب أمني تكون الاستخبارات العسكرية وقوات النخبة في الجيش هما المعنيان بتقديم الدعم الجوي والبري والبحري
ومن هنا يكون من واجبات الاستخبارات العسكرية انها تؤشر وتمسح المناطق التي تتوافر فيها مقومات التمرد كالجبال والصحراء والاهوار وتسجل وتعد ملف كامل عن عقد الطرق واحداثيات المنطقة للاستخدام عند الضرورة, فالاستخبارات العسكرية معنية بتثبيت المتغيرات على الارض داخل البلد لغرض تصحيح وتدقيق الخرائط العسكرية وايضا معنية بالمتغيرات في دول الجوار لتحديث الخرائط دوماً.
===========
خلف خطوط العدو
===========
اما في باب الاستخبارات الدفاعية والهجومية والاستخبارات المضادة عموماً , فان الاستخبارات العسكرية تقوم باخطر الواجبات بحكم تعاملها مع اخطر الاسرار العسكرية للعدو , والتي يحرص على ابعادها عن اعين الجميع , حيث تكون واجبات الاستخبارات ان توفر الخرائط العسكرية الارضية والجوية للعدو التقليدي والمحتمل وحتى للدول الصديقة والمجاورة , كما تقوم الاستخبارات العسكرية بكل الجهود في مجال الاشارة والتنصت على العدو واختراق شفراته العسكرية ومراقبة تجهيزات دول الجوار العسكرية لاسيما دول العدوان المحتمل بالاضافة الى تجنيد شبكات المصادر داخل المؤسسات العسكرية في الدول المستهدفة وتتولى الاستخبارات كافة مهام حرب الشائعات ضد العدو .
=====================
مفاصل الاستخبارات العسكرية
=====================
تنتشر مؤسسة الاستخبارات العسكرية في كل التشكيلات والصنوف العسكرية من قمتها الى ادناها في القوات البرية و الجوية و البحرية و المدفعية و الدفاع الجوي والقوات الخاصة وغيرها.
يعتبر تخصص الاستخبارات العسكرية من الدروس الاساسية التي تدرس في جميع الدورات ومعسكرات التدريب والكليات العسكرية ولمختلف المستويات , من اهم مفاصل دوائر الاستخبارات العسكرية
١-;-- دائرة جمع المعلومات والمصادر في اتجاهين :
أ- الاستكشاف الميداني او استخبارات المعركة .
ب- الاستطلاع العميق .
٢-;-- الملحقيات العسكرية .
٣-;-- الدائرة الفنية ومهمتها :التنصت والمراقبة الجوية والصور الجوية والتشويش والتشفير ( وتدعى بمجموعها باستخبارات الاشارة ).
٤-;-- دائرة التحقيق مع الأسرى .
٥-;-- الحرب النفسية العسكرية .
٦-;-- الخرائط.
٧-;-- التحليل والدراسات .
٨-;-- دائرة الموقف العام والاهداف (عن العدوا).
٩-;-- الدعم اللوجستي .
وغيرها من الدوائر التي تفرضها بعض خصوصيات الدولة.
======
خلاصة
======
مهما تنوعت المخاطر التي تأتي من العدو التقليدي والمحتمل , فانها في النهاية تترجم الى قوة عسكرية , سواء بالتهديد المبطن او بالهجوم الصريح , فالصراع العسكري هو قمة الصراع ولاينفع معه لدفعه سوى الاستعداد القتالي المبني على المعلومات الاستخبارية الدقيقة عن العدو , وبما ان العلاقات بين الدول لاتحكمها صداقات دائمة ولاعداوات دائمة , لذا فان الاستخبارات العسكرية تمتد في معلوماتها حتى لدول الجوار والدول الصديقة التي تربطنا معها علاقات حسن الجوار .
ومن هنا فان الاستخبارات العسكرية هي العمود الفقري للمؤسسة الاستخبارية والتي تسمى في بعض الدول بالمخابرات الحربية اعلاناً عن اهميتها .

#بشير_الوندي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات