أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - الاسلام هو الحل














المزيد.....

الاسلام هو الحل


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1381 - 2005 / 11 / 17 - 13:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أكد الدكتور عصام العريان العضو البارز في جماعة الإخوان المسلمين في مصر أنه لا يستبعد قيام الجماعة بدراسة ومراجعة شعار "الإسلام هو الحل". ومعروف عن إخوان مصر أنها أكثر الجماعات الدينية في العالم العربي الساعية إلى توظيف الدين في الحياة السياسية والاجتماعية، حيث ترفع هذا الشعار بغية توصيل رسالة إلى الشارع المصري وغير المصري (من خلال تنظيماتها الفرعية في مختلف الدول العربية) مفادها أن الدين الإسلامي قادر على أن يكون مرجعا للحياة العامة بمختلف تفصيلاتها وتعقيداتها، وذلك انطلاقا من القاعدة القائلة بأن الإسلام لديه برنامج عمل للدين والدنيا.
ويقول مراقبون أن الكثير من المصريين لا يحبذون استخدام الشعار لكن جماعة الاخوان مصممة على جعل الشعار عنوانا لحملتها لانتخابات مجلس الشعب التي بدأت في التاسع من نوفمبر الجاري. ويقول العضو القيادي في الاخوان عضو مجلس نقابة الاطباء في مصر علي السيد بطيخ أن شعار "الاسلام هو الحل" ليس شعارا حماسيا... انما هو مرتبط ارتباطا قويا بمشروع واسع للاصلاح في جميع مجالات الحياة. ويقول العريان أن الجماعة سوف تجري بعض الإضافات على الشعار لتوضيحه وسوف يذيل بأربع كلمات هي "تنمية وعدل وشورى ومساواة"، في إشارة إلى أن الشعار يحمل رؤى ومشروع عمل ولم يطرح لمجرد دغدغة العواطف الدينية بغية الحصول على أكبر قدر من الأصوات.
وبالرغم من أن هناك أيضا من رفع شعار الله هو الحل وشعار القرآن هو الحل، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هذه الشعارات والتوضيحات تكفي لرفع الإبهام عما يسعى إليه الشعار من أسلمة المجتمع في ظل سيطرة التفسير الديني المناهض لأسس ومفاهيم الحياة الحديثة، ويأتي على رأسها مفهوم حقوق الإنسان ومبدأ التعددية السياسية والفكرية؟ وبالتالي، هل تلك الشعارات والتوضيحات قادرة على جعل الدين الإسلامي، كما يفسره الإخوان، قادرا على التعايش مع الديموقراطية؟.
يقول حلمي الجزار المتحدث باسم الجماعة في محافظة الجيزة: شعارنا هذا شعار عام فيه من التفاصيل المتصلة بالعقيدة وفيه من الامور التي تخاطب العقل... هو خليط ما بين الأمرين. ويرجع حازم صلاح أبو اسماعيل عضو مجلس نقابة المحامين ومرشح الاخوان في دائرة الدقي بالجيزة غموض شعار "الاسلام هو الحل" الى منع الاخوان من الحديث عنه وشرحه في وسائل الاعلام المملوكة للدولة واغلاق صحف تتحدث بلسان الجماعة ومنع خطباء ينتمون للجماعة من اعتلاء منابر المساجد. ويقول: أن يقولوا ان الشعار هو شعار عاطفي ويمنعوننا من البيان فهذا الكلام هم يردون به على أنفسهم.
ويرفض الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية محمد السيد سعيد "منهجية المنع والتقييد"، ويقول: في مراحل الانتقال من الافضل أن نأخذ بمعايير ايجابية بمعنى أن نسلط الضوء على الشعار ونخضعه للمناقشة... لدينا من المنع والزجر والتقييد ما يكفي ولا نريد المزيد.
ورغم أن المنع قد قرب كثير من الناس إلى الشعار بوصفه يعبر عن حالة شعورية دينية مفقودة وأحلام إمبراطورية تاريخية اختفت في لحظات التاريخ ولابد من عودتها. لكن آخرين اعتبروا الشعار ضمن مجموعة الشعارات التي تهدف إلى تضليل الواقع بمشكلاته وحلوله، والعودة بالمجتمع إلى صورة الماضي الاجتماعي والديني، والتسلق على دغدغة العواطف لكسب الأصوات، فابتعدوا عنه.
وحسب الدكتور أحمد الربعي، ليس أسهل من ان يقول لك احدهم "الدواء هو الحل" للأمراض، وهذا صحيح ان الدواء هو حل، ولكن السؤال ان هناك امراضا عديدة تحتاج إلي ادوية مختلفة، ولو "لخبطنا" هذه الأدوية التي هي علاج للناس ووضعناها في غير موضعها لأدي ذلك إلي كارثة.
وعلى أن شعار "الإسلام هو الحل" استند إلى النظرية الدينية التقليدية، حيث تنوع في صوره وشروحاته بمثل تنوع الصور والشروحات ووجهات النظر التفسيرية المنضوية في إطار الخطاب الديني التقليدي الراهن، والتي خرجت من تحت عباءتها عدة رؤى وصفت بعضها بالمتشددة وأخرى بالمعتدلة. إلا أن الشعار في النهاية يعبر عن مسعى فكري يهدف لتفعيل الصورة النمطية التاريخية للدين الإسلامي في واقعنا الاجتماعي، حتى لو تعارضت بل وتعادت تلك الصورة مع صور الحياة الحديثة ومضامينها الإنسانية.
فأولا، ما هو نوع "الحل الإسلامي" الذي يطالب به إخوان مصر؟ هل هو مستند إلى رؤية تفسيرية جديدة للدين تراعي الحياة الجديدة ومقومات الجهد العلمي الحديث في التفسير والتحليل والتي من أبرز أسسها النقد واللاتقديس؟ أم هو حل على شاكلة حلول التفسير الديني المتشدد وتجاربها الدينية في المنطقة بدءا من إيران ومرورا بالسودان وباكستان وانتهاء بطالبان أفغانستان، حيث أثبتت التجارب أن الحلول الدينية جعلت تلك الدول في أسوأ حال تنموي وفي أدنى مراتب السلوك الإنساني.
وثانيا، كيف هو "الحل الإسلامي" في ظل انتشار مفاهيم وقيم الحياة الراهنة، ومن أبرزها احترام حقوق المرأة واحترام التعددية الدينية واحترام اختلاف الثقافات واحترام الكرامة الإنسانية والمساواة؟ فالتجربة تؤكد أن المؤسسات القابعة تحت حكم إخوان مصر بل وجميع التنظيمات الدينية في العالم العربي، هي مؤسسات تعيش في ظل ثقافة تاريخية تمجد التمييز الديني وتحارب المساواة وتنظّر لحقوق الإنسان من منظار ذكوري بل وعنصري أيضا، فهل بهذا النوع من الشعارات يريدون أن يتحكموا بالمجتمعات ويحكموها؟.
إن المسلمين هم أشد الناس تمسكا بدينهم، لكنهم الأسوأ في علاقتهم بعصرهم وزمانهم الذي يعتمد مبـدأ "العلـم هو الحل"، كما يقول المتقاعد سيد القمني.

كاتب كويتي



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلغاء حكم الإعدام.. وحق الاختلاف


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - الاسلام هو الحل