أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوخصيب - حتمية تجديد النخب السياسية














المزيد.....

حتمية تجديد النخب السياسية


محمد أبوخصيب

الحوار المتمدن-العدد: 5088 - 2016 / 2 / 28 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعد فكرة تجديد النخب من أهم و أبرز معالم تقدم و تطور أي مجتمع سياسي بناء على فرضيات و أسس منها الثابت و المتحول و أيضا من خلال صراع الحقب و الأجيال و ترجمة حقيقية لدينامية المجتمع و تماهيه مع التحولات سوسيوسياسية و إقتصادية و حتى المجتمعة التي يعرفها العالم و مدى تقبله لمشاريع عقلانية حداثية تستوعب خصوصيات المجتمع الذي سيتم تبيئة جل الأفكار المتقدمة داخله و صهر جميع المكنيزمات الممكنة من أجل استمرارية الفكر الإنتاجي المتجدد .
في ظل ما يعرفه المجتمع السياسي المغربي من تحولات العمل الحزبي عجلت ببروز خطابات تصب في خندق تشبيب الهياكل و إعادة سيرورة التنظيمات بضخ نخب جديدة شابة قادرة على دفع عجلة التنمية السياسية للأمام في ظل ما عرفه المجال الإقليمي العربي بتنوع تمذهباته من ديناميكية وحراك شعبي قادته نخب شابة طمحت للتغير و أعادت خلط الأوراق من جديد لكن ظل الأمر حبيس الصالونات الثقافية و الندوات العلمية دون تفعيله بشكل جدي يبرز القيمة الحقيقية لهاته للطاقات الخلاقة داخل الجسم السياسي المغربي أضف إلى ذلك تخلف الأحزاب ذات المرجعية التقدمية عن إنتاج مثقفين عضوين أصحاب النزعة الفكرية القوية من أمثال العروي و الجابري و كسوس و الخطيبي و أمليل .....وغيرهم و غياب تام داخل السجال التنظيمي للأحزاب لمشاريع تروم لزرع نبت مثقفين قادرين على إرساء مبادئ فكرية حقيقية في حين نرى مشاكسات قوية تروم لإقصاء الفئة المثقفة الغير المتحزبة و نهج سياسة العداء نحوها كلما طفت على السطح الخطابات الرامية للإنفتاح و التعدد.
و أمام تعنت و عدم قدرة قادة الأحزاب المغربية على استيعاب قدرة الفعاليات الشابة و المثقفة على خلق حياة متطورة داخل المحيط السياسي المغربي و تلويحها كلما دعت الضرورة بورقة الشرعية التاريخية و تشبثها بحتميات كلاسيكية متجاوزة و التعامل بمنطق الوصاية و الإرشاد وخطاباتهم الطوباوية الفوقية و رفع شعار التعالي و استحاء فكر الزوايا الدينية في إرساء معالم سياسة الشيخ و المريد كما عبر عنها الأستاذ عبدالله حمودي في كتابته و تعبيراته عن مفهوم السلطة في دراسته الأنثربولوجية للموضوع و تأصيله للمفاهيم بطريقة مدققة و محاولة تصريف خطاباتهم و ترانيمهم بأسلوب دغمائي يكرس الطابع الأفقي و فرض أسلوب التلقي و اجترار صادرتهم المتهالكة من طرف الشباب , أضف إلى ذلك غياب الديمقراطية الداخلية في عمق الكيانات الحزبية المغربية فكلما اقتربت من مراكز القرار تراءت لك معالم السلطوية و الدكتاتورية الإدارية .
إن مظاهر الصراع بين الشبيبات الحزبية و قيادتها لا يمكن فصلها عن الحالة المترهلة التي تعيشها الأحزاب السياسية و عدم قدرتها على مواكبة السير المجتمعي و خلق نظرة شاملة لما يعرفه المجتمع من تحولات بالإضافة إلى ما تعيشه من معضلة مرضية تنخر جسد الأحزاب المغربية في تدبير اختلافاتها الداخلية مما يترتب عليها انشقاقات متعددة في بناءها التنظيمي مما عجل بميلاد العديد من الأحزاب السياسية فاقت الأربعة و ثلاثين حزبا دون وجود بدائل حقيقية تسرع بوضع قطيعة مع الماضي و تدبر المراحل المتاعبقة بأسلوب عقلاني يتمشى و الخصوصية المغربية التي تعرف تحولات حقيقية يستلزم معها بلورة وظائفها الداخلية بشكل جاد لا من الناحية الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية و التربوية و فك العزلة عن سياساتها المتبعة بالإنفتاح على جل أطياف الواقع الإجتماعي و الإبتعاد عن شخصنة المواضيع و خلق صراعات جانبية تميع العمل السياسي بخطابات شعبوية تبخس المجال و تنفر منه .
فسلوك بعض زعماء الأحزاب السياسية المغربية في سياق الموضوع لا يعرض النظرة المجتمعية للأحزاب بالتآكل بل يؤثر على المشهد السياسي بمجمله و يجعل منه باحة لمجموعة من السلوكيات تكرس الذاتية و تعيد تكرار نفس المنطق البراغماتي و توطيد الطابع الهش للواقع الحزبي بالمغرب .
من الحتمي اليوم فتح المجال أمام نخب شابة و مثقفة و جيل جديد من الأطر النيرة لإعتلاء مراتب قيادية داخل الفكر الحزبي قاطعين مع منطلق مزاجية الزعماء في اختيار الخلف و تجاوز سياسة التوريث و مأسسته عبر وضع مناهج و قواعد تنظيمية لا تترك المجال لإنتاج نخب بنفس عقلية السالفة عبر الإنغلاق و الإنحصار , فطبيعة المرحلة الآنية المنفتحة على جل الأوساط و المجالات تجعل من إشارك المثقف و الشاب المغربي ضرورة ملحة بلعبه أدوار ريادية داخل المشهد السياسي و الحزب المغربي متناسين هوس تأثيث الساحة و إكتفاءه بدور الكومبارس السياسي .



#محمد_أبوخصيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بإعداد -خطة- ضد إيران ووكلائها و ...
- ماجد الأنصاري يتحدث لـCNN حول توسط قطر بين إيران والولايات ا ...
- كيف تحوّلت مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في غزة إلى -ساحات ...
- حفل زفاف بيزوس: من هو العريس؟ ومن هي العروس؟
- الحياة تعود إلى طهران، لكن سكانها يشعرون بصدمة عميقة
- حركة حماس بين فكي العشائر الفلسطينية وتراجع الدعم الإيراني.. ...
- كيف تحمي طفلك من ضربة الشمس والإجهاد الحراري؟
- موجة عداء للمسلمين بعد فوز ممداني في انتخابات نيويورك التمهي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض للمرة الثانية طلب نتنياهو تأجيل محاكمته ...
- غزة توثق العثور على أقراص مخدرة داخل أكياس الطحين


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوخصيب - حتمية تجديد النخب السياسية