أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ظافر موسى - هل أتاك حديث ابن عبّاس ؟















المزيد.....

هل أتاك حديث ابن عبّاس ؟


ظافر موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 03:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل أتاك حديث ابن عباس ؟!

"سبحان الله؟ أفما تؤمن بالمعاد ولا تخاف سوء الحساب ؟ أما تعلم أنك تأكل حراما وتشرب حراما ؟ أو ما يعظم عليك وعندك .. أنك تستثمن الإماء وتنكح النساء بأموال اليتامى وألارامل والمجاهدين …؟" من رسالة علي بن أبي طالب إلى أحد عمّاله!


من تراه هذا الذي ينكح النساء بأموال اليتامى و الأرامل و المساكين؟

ربما تكون الرسالة أعلاه متوقعة من شخصية كعلي بن أبي طالب لأحد عمّاله حينما بلغه هروبه ببيت مال المسلمين ، و هي كما سيأتيك من أنباءها رسالة تحمل خيبةً و حسرةٍ و ألماً من غدرةٍ ، و لكنك ربما ستصاب بالذهول و الصدمة إذا علمت أن المعني بهذه الرسالة هو عبد الله بن عباس .. "حبر الأمة و بحرها" و "ترجمان القرآن" و أكثر من نقلت عنه الأحاديث ، الذي كان عاملاً لعلي بن أبي طالب على البصرة قبل أن يستولي على بيت المال فيها و يهرب به إلى مكة.
إن هذا حديث لن تسمعه من أهل المنابر و لن يحدثك به خطيب أو شيخ ، و لن تجده صريحاً في المجلدات الأنيقة أو الكتيبات و الأحاديث التي تحدثك عن "خير القرون" أو "السلف الصالح" ، لكنه حديث وثقه التأريخ و ثبتته المراجع رغم محاولات التتم و الإعتذار عن صاحبه. و قبل أن آتي إلى تفاصيل الحادثة - و هي موثقة في مصادر التأريخ المعتمدة - ربما يسأل سائل و يقول : ما هو الغرض من طرح هذه القضية و نبش تأريخ إبن عباس ؟ و أقول ليس الغرض من هذه المقالة تناول شخصية ابن عباس ، فهو كأي شخص عادي وجد نفسه ضعيفاً أمام فرصة نهب المال العام ، لكن الغرض هو ابراز دور التأريخ و ثقافة السلطة المستبدة في صناعة الأوهام و نسج الأساطير حول الأشخاص و تأثير هؤلاء على المسار الثقافي ، خصوصاً عندما تتصدر هذه الشخصيات ملامح أمة يراد لنا أن نقتدي بها رغماً عنا و عن التأريخ الذي لوثت صفحاته بأعمالها ، و لأننا أمة لا نزال نتنفس هواء الماضي و نعيش أحداثه و ملامحه و لا ننتمي بأي صورة من الصور لعالم اليوم ، و ليس للغد عندنا نصيب.

ربما سترى في هذه أحداثاً لم تخطر لك على بال ، و لكن رويداً ، فقبل أن تستذكر أحاديثاً مثل "اللهم فقه في الدين و علمه التأويل" تذكر أن بني العباس ملكوا فقه الأمة و صنعوا أحاديثها فزينوا لمجدهم و اشتروا لذكرهم و ألبسوا جدهم مسوح الزهد و العلم ، و الأقربون أولى بالمعروف !

كان ابن عباس ابن عم الخليفة علي بن أبي طالب و ذراعه الأيمن، و صاحب إحدى راياته في مواقعه كلها بدءاً من البصرة و انتهاءاً بصفين مرواً بالنهروان. ، فلا يشك في ولائه أحد ، فهو الخطيب المتكلم و السياسي الحاذق ، و كان موضع ثقة علي بن أبي طالب في مواقفه كلها ، حتى ضربت فتنة المال ضربتها في قلبه.

فما قصة ابن عباس و بيت المال ؟
بعد فشل التحكيم و استفحال تمرد الخوارج ، ضعفت جبهة علي و قويت شوكة معاوية ، و بدأت الأمور تسير بالمسلمين نحو الهاوية ، فعاد ابن عباس إلى البصرة بعد أن ولاه عليٌّ عملها ، و البصرة هي أعظم الأمصار و أجلها خطراً و أغناها مالاً لأنها مركز أرض السواد و إليها يجبى الخراج بالإضافة إلى أن فيها غلة العراق ، و يبدو أن ابن عباس قد أطلق يده في مالها ينفق فيه لنفسه كما يشاء. فشكاه أبو الأسود الدؤلي و كتب كتاباً إلى علي بن أبي طالب ، جاء فيه: "إن عاملك و ابن عمك قد أكل ما تحت يده بغير علمك"


ففزع عليّ من هذا الخبر ، و تمنى أن أن يكون خطاً و سوء فهم ، و لم يكن أمامه إلا أن يرسل إلى أبن عباس يستفسر منه ، فبعث إليه خطاباً مختصرا جاء فيه:
" أما بعد، فقد بلغني عنك أمر، إن كنت فعلته فقد أسخطت ربك، وأخربت أمانتك، وعصيت إمامك، وخنت المسلمين: بلغني أنك جردت الأرض وأكلت ما تحت يديك، فارفع إلى حسابك واعلم أن حساب الله أشد من حساب الناس"

و هنا يطلب منه الخليفة أن يرفع اليه كشف حسابه و ما أنفق ، فيأتيه الجواب مبهماً من ابن عباس:
"أما بعد، فإن الذي بلغك باطل، وأنا لما تحت يدي أضبط وأحفظ، فلا تصدق على الأظناء، رحمك الله، والسلام"


و هذا رد لا يغني من جوع ، بل يزيد الشكوك فيه ، فعلي قد طلب كشف حساب بيت المال فلم يظفر من ابن عباس إلا بنفي التهمة ، فعاد عليه الكرة، موضحاً ما يطلبه و مؤكداً عليه، محاولا استثارة النخوة الدينية لديه ، ولنقرأ خطاب علي:
"أما بعد، فإنه لا يسعني تركك حتى تعلمني ما أخذت من الجزية، ومن أين أخذته، وفيما وضعت ما أنفقت منه، فاتق الله فيما ائتمنتك عليه واسترعيتك حفظه، فإن المتاع بما أنت رازئ منه قليل، وتبعة ذلك شديدة، والسلام"

فلم يعد الأمر اتهاماً ينفيه ابن عباس ، بل طلبا ًواضحاً لكشف الحساب ، يورد فيه موارد الخراج و مواضع الإنفاق. و هنا موقف لابد أن نقف عنده :
ترى مالذي كان سيفعله شخص آخر غير علي إبن أبي طالب في هذا الموقف عندما تأتيه وشاية عن ابن عمه و صاحب رايته و موضع أمانته و عامله و من وقف بجانبه في حروبه كلها؟ ماذا يعني أن يأخذ شيئاً من بيت المال يتقوى به ، , فهو من شيعته و أنصاره على عدوه و هو بحاجته ليشد عضده به؟ أي شخص آخر كان سيغض الطرف عن تجاوزات ابن عباس ، و وربما كان ليعاقب الرسول و المبلغ و من يجتريء على أقرباء الخليفة و مواليه ! فالأمة في حالة حرب ، و للحرب أحكامها و تسهيلاتها ، و من حق الإمام و جند الإمام بسط ايديهم ، فهذا حقهم ؟
هذا بالضبط ما كان سيفعله أي شخص آخر ... غير علي إبن أبي طالب ! فضرب بذلك مثلاً ناصعاً لمن لا تأخذه في الحق لومة لائم.


و نعود لإبن عباس ، فقد تلقى رسالة الخليفة ، و بدل أن يتلافى الموقف و يدفع عن نفسه التهمة بدليل يشفي الغليل ، نراه في رده الآتي يزداد خصومة و اصراراً و استخفافاً بقدر ابن عمه بدلاً أن يواسيه ، فيرد على التهمة بالتهمة ، فعلي يتهمه باغتصاب المال و هو يتهم علياً بأنه سفك الدماء من أجل الإمارة و الملك ، و هكذا جريمة بجريمة ، فجريمة سفك الدماء أعظم عند الله من جريمة اغتصاب المال التي لا ينفيها أو يعتذر عنها ، و إليك ما قاله أبن عباس لعليّ :
"أما بعد، فقد فهمت تعظميك على مرزئة ما بلغك أني رزأته أهل هذه البلاد، والله لأن ألقى الله بما في بطن هذه الأرض من عقيانها ولجينها وبطلاع ما على ظهرها، أحب إلى من أن ألقاه وقد سفكت دماء الأمة لأنال بذلك الملك والإمارة. فابعث إلى عملك من أحببت"


و صلت رسالة ابن عباس هذه لعلي أبن أبي طالب و هو بالكوفة ، فضرب كفاً بكف ، و قال بحسرة المغدور "وابن عباس لم يشاركنا في سفك هذه الدماء؟" فهو كان معه في مواقعه كلها.

لا تحزن يا أبا الحسن و لا تضرب كفاً بكف ، فسيأتي من بعدك أقوامٌ أخسّاء ضِحالٌ لئام ، لو رأيت صنيعهم بأموال الناس و أكلهم السحت الحرام باسمك لضربت بكفيك على رأسك حتى يصدع ، و لهانت عليك مصيبتك بابن عباس!

و لكن إبن عباس لم يكتفي بهذه الرسالة اللئيمة ، و ليته اكتفى ، لأننا ربما كنا سنلتمس له عذراً و لو كان واهيا ، و لبررناها بغضبه من اتهام ظالم و جسيم أطلق منه نوازع الغضب و انفعالات الثورة ، فكتب ما كتب ، لكنه فعل بعد كتابة هذه الخطاب مالم يخطر لعليّ على بال ، و ما لا يخطر لنا نحن على بال !
لقد جمع كل ما تبقى من أموال في بيت مال البصرة ، و قدره نحو ستة ملايين درهم ، و دعا إليه من كان في البصرة من أخواله من بنى هلال، وطلب إليهم أن يجيروه حتى يبلغ مأمنه ففعلوا، وحاول أهل البصرة مقاومتهم وناوشوا بنى هلال قليلاً، ثم أقنعوا أنفسهم بترك المال عوضاً عن سفك الدماء، ومضى ابن عباس بالمال، آمناً، محروساً، قريراً، هانئاً، حتى بلغ البيت الحرام في مكة، فاستأمن به، وأوسع على نفسه، واشترى ثلاثة جوار مولدات حور بثلاثة آلاف دينار..!
صدمة هائلة ، و طعنة نجلاء ، لا لعلي فقط ، بل لنا جميعاً ، أيعقل هذا من ابن عباس و نحن الذين قضينا دهراً نقرأ عن فقه و ورعه و علمه و زهده؟ أم أنها الدعاية العباسية اتبييض صفحات جدهم الأول؟

و هنا يسجل التأريخ هذه الحادثة و يوثقها و يجليها للناظر في الرسالة التي أرسلها علي ابن أبي طالب إلى ابن عباس ، بعد أن إستقر في مكة ، هانئاً بين جواريه ، قانعاً بأموال الناس ، و هذه الرسالة موجودة في نهج البلاغة ج 1 ص 378، و في العقد الفريد لابن عبد ربه 2/243 ، و موجودة في عيون الأخبار 1/57 ، و في الأوائل للعسكري و نثر الدر للآبي ، و أنساب الأشراف ، و البصائر والذخائر ، و البداية والنهاية لابن كثير ، و المجالسة وجواهر العلم للدينوري )
تأمل معي رسالة علي بن أبي طالب لابن عباس ، و هي من آخر ما كان بينهما:
"أما بعد فإني كنت أشركتك في أمانتي ، وجعلتك شعاري وبطانتي ، ولم يكن رجل من أهلي أوثق منك في نفسي لمواساتي وموازرتي وأداء الأمانة إلي ، فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كَلِب ، والعدو قد حَرِب ، وأمانة الناس قد خزيت ، وهذه الأمة قد فنكت وشغرت ، قلبت لابن عمك ظهر المجن ، ففارقته مع المفارقين ، وخذلته مع الخاذلين ، وخنته مع الخائنين ، فلا ابن عمك آسيت ، ولا الأمانة أديت ! وكأنك لم تكن الله تريد بجهادك ؟ وكأنك لم تكن على بينة من ربك؟ وكأنك إنما كنت تكيد هذه الأمة عن دنياهم؟ وتنوي غرتهم عن فيئهم؟ فلما أمكنتك الشدة في خيانة الأمة ، أسرعت الكرة ، وعاجلت الوثبة ، واختطفت ما قدرت عليه من أموالهم المصونة لأراملهم وأيتامهم اختطاف الذئب الأزل دامية المعزى الكسيرة ، فحملته إلى الحجاز ، رحيب الصدر بحمله ، غير متأثم من أخذه ، كأنك - لا أبا لغيرك - حدرت إلى أهلك تراثك من أبيك وأمك ؟ فسبحان الله!! أما تؤمن بالمعاد ؟ أوما تخاف نقاش الحساب ؟ أيها المعدود كان عندنا من أولي الألباب ! كيف تسيغ شرابا وطعاما وأنت تعلم أنك تأكل حراما وتشرب حراما وتبتاع الإماء وتنكح النساء من أموال اليتامى والمساكين والمؤمنين والمجاهدين الذين أفاء الله عليهم هذه الأموال وأحرز بهم هذه البلاد؟ فاتق الله واردد إلى هؤلاء القوم أموالهم فإنك إن لم تفعل ثم أمكنني الله منك لأعذرن إلى الله فيك ! ولأضربنك بسيفي الذي ما ضربت به أحدا إلا دخل النار! و والله لو أن الحسن و الحسين فعلا مثل الذي فعلت ما كانت لهما عندي هوادة ، ولا ظفرا مني بإرادة ، حتى آخذ الحق منهما وأزيح الباطل عن مظلمتهما ! وأقسم بالله رب العالمين .. ما يسرني أن ما أخذته من أموالهم حلال لي أتركه ميراثا لمن بعدي ! فضح رويدا فكأنك قد بلغت المدى ! ودفنت تحت الثرى ! وعرضت عليك أعمالك بالمحل الذي ينادي الظالم فيه بالحسرة ويتمنى المضيع فيه الرجعة ! ولات حين مناص!"

خطاب بليغ يقطر دماً ، فيه لوعة المغدور و ألم المفجوع من هذه الضربة التي أتته من حيث لم يحتسب ، و لو استقبله ابن عباس بقلب فيه ذرة من إيمان لخشع و تاب ، و رجع عن فعله و أناب ، لكنه يتمادى فيرد مستخفاً ، و يبعث إليه برد جامعٍ قاطعاَ على على بن أبى طالب كل أمل فى إصلاحه والعودة بمال المسلمين ، جاء فيه .
"أما بعد : بلغنى كتابك تعظم على إصابة المال الذى اصبته من مال البصره ، ولعمرى إن حقى فى بيت المال لأعظم مما أخذت .. ولئن لم تدعنى من اساطيرك لأحملن هذا المال إلى معاوية يقاتلك به ".

فالتهمة حقيقة إذن؟ فهاهوذا يبرر فعلته بأن ما نهبه من بيت مال المسلمين والذى قدر بحوالى ستة ملايين درهم هو أقل من حقه من أموال المسلمين! عن أي حق يتحدث ابن عباس؟ و بأي حق استباح هذا المال؟ و هل لابن عباس حق في مال المسلمين غير للذي غيره فيه؟ مات على بن أبى طالب بعد ذلك بفترة قصيره ولم يتمكن من إبن عباس ، مات و كلمات أبن عباس تتردد في مسامعه:
"لئن لم تدعني من أساطيرك لأحملن هذا المال إلى معاوية يقاتلك به". !
وهكذا أصبحت الموعظة الحسنة أساطير لدى عبد الله بن عباس، وأصبحنا نحن في حيص بيص كما يقولون، نضرب كفا بكف، ونتساءل في مرارة، هل جائنا ديننا من هؤلاء؟

لقد ذكر خبر سرقة بن عباس لاموال البصرة في كتاب الكامل لابن الأثير ج3 ص 386. وتاريخ الطبري ج4 ص 108، وتذكرة الخواص ص 107 ، وفي أنساب الأشراف، ج1 ص 405.
و لها شواهد كثيرة في ثنايا الأخبار ، فابن عباس كان له أخ يدعى عبيد الله ابن عباس و كان عاملا ًلعلي على اليمن ، هجم عليهم جيش لمعاوية فتركها و هرب ، ثم عينه الحسن بن علي على مقدمة الجيش لقتال معاوية ، فترك الجيش و لحق بمعاوية بن أبي سفيان ، فقام قيس بن سعد بن عبادة (صاحب علي و أخلص أصحابه) ، فخطب في الجند حينئذٍ مشيراً إلى عبيد الله بن عباس (أخو عبد الله بن عباس) ، وقال:
«إن هذا، وأباه، وأخاه لم يأتوا بيوم خير قط: إن أباه عم النبي، خرج يقاتله ببدر؛ فأسره أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري؛ فأتى به رسول الله، فأخذ فداءه وقسمه بين المسلمين، وان أخاه ولاه علي أمير المؤمنين على البصرة؛ فسرق مال الله، ومال المسلمين، فاشترى به الجواري، وزعم أن ذلك له حلال» مقاتل الطالبيين ص 65.

كما أن عبد الله بن الزبير قد عرّض بابن عباس، وسرقته لبيت مال البصرة؛ فقال بحيث يسمعه ابن عباس:
«.. وأن ههنا رجلاً قد أعمى الله قلبه، كما أعمى بصيرته، يزعم: إن متعة النساء حلال من الله ورسوله، ويفتي في القملة والنملة؛ وقد احتمل بيت مال البصرة بالأمس، وترك المسلمين بها يرتضخون النوى"

توفي النبي و عمر ابن عباس 10 أو 12 عاماً على قل تقدير ، فمن أين جاء بهذا الكم الهائل من الأحاديث ؟ لكن السؤال الذي نطرحه ، كيف أفلت أبن عباس من مشرط الجرح و التعديل مع كل هذه الروايات و الإتهامات و الرسائل الغليظة التي تتحدث عن سرقته لبيت مال المسلمين ؟ ألم يحدثوننا عن شدة تعصب الرواة و دقة منهجيتهم و خصوصاً البخاري في انتقاء الأحاديث الصحيحة و عدم تساهلهم فيها ، حتى أنهم ردوا حديث من يكذب على دابته ! ألا تكفي هذه التهمة لتلقي بظلال الريب على صحة روايات و أحاديث و فتاوى ابن عباس ؟

أفلت إبن عباس من مشرط الجرح و التعديل عند أقوام لأنه ينتمي إلى طبقة "الصحابة" ، و "الصحبة" حسنة لا تضر معها سيئة! و لو طعنوا بمصداقية ابن عباس فستسقط أعمدة المذهب و سيسقط معها 1700 حديثاً "صحيحاً" !

وأفلت عباس من لعنات أقوام آخرين لأنه ينتمي عملياً إلى صنف "الموالين" ، و ابن عباس يحمل كل صفات "الموالين" ، و "الولاية" حسنة لا تضر معها أي سيئة ! و لو ردّوا أحاديث ابن عباس فستهوي معه روايات من أدبيات المذهب كالخطبة "الشقشقية" و "رزية يوم الخميس"!

كيف أصبح ابن عباس "حبر الأمة و بحرها" و "ترجمان القرآن" ؟ تعرف الجواب حينما تعلم أن أحفاده ملكوا الدنيا و صنعوا الفقه و الأحاديث التي صاغت فكر و تراث هذه الأمة ، فخلعوا على جدهم خلع الألقاب و المآثر ليغسلوا صفحته مما أعتراها ، فأختاروا له ألقاب كهنة بني اسرائيل من الأحبار ، و فاتهم أن القرآن لم يذكر الأحبار و الرهبان إلا بالذم .. و سبحان الله ، أكبر ذمهم أنهم يأكلون أموال الناس بالباطل (( يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل )) التوبة 34

فانطبق الوصف على الموصوف !




#ظافر_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أديسون إلى الخوئي ... في ذكرى ولادة إمام المخترعين !
- عزانا و عزاهم !
- محنة ابراهيم !!
- فرخندة ! باي ذنب قتلت؟


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ظافر موسى - هل أتاك حديث ابن عبّاس ؟