أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - .عبير خالد يحيي - قراءة نقدية














المزيد.....

قراءة نقدية


.عبير خالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 19:14
المحور: الادب والفن
    


قراءة نقدية لقصيدة الأستاذ الكبير Razak Alghalibi مقدمة من الأستاذة Intissar Kammoun Rebai

سندباد

عبد الرزاق عوده الغالبي

برقت سيوف الرمش
فشطرتني نصفين
وتثور غابات النخل غضباً
لتحتل الصوبين
يغمض سكان الأرض أعينهم
هلعاً من فرط
شعاع لحاظ الشمسين
قضيت سنيّ العمر هياما
أتفحص قلبي
في أيّ من الجهتين
تمزقت أشرعتي
وضاعت سفني
بين أرصفة الهمس
وموانئ الشفتين
فقررت أن أقطع صحراء الثلج
و بحار الشهد

وأسكن بين عتبات الساقين
اتغذى رحيقاً من حلمات الزهر
ويهز أذني خرير النهر
واتجه في سفري شمالاً
كي أملأ سلالي
من نور الجفنين
تحرك غمارهما قليلاً
فأفلتني صريعاً
بين عناقيد الثغر وتفاح الخدين
فتدحرجت قتيلاً
وضاع دمي
وقطعت هضاباً و صحارى
وتسلقت جبالاً
أتبع ثأري
وأبحث عن نفسي الضائعة
فسمعت خبراً أنها تسكن
بين ربوع التلين
حملت بقايايَ لأكمل
سفري وأتيه في دنيا
يحكمها حرفين
تعرفت الى انس
ورافقت جن في سفري
نحو رحاب أرى قدري
يسير أمامي على قدمين
فسلمني صك خروجي
من دنيا يحكمها الواقع
لأعيش أسيراً
طوال حياتي
أعد حركات الرمشين
أنتظر هناك طويلاً
كي تبدأ رحلتيَ الأخرى
نحو بلاد النهرين

سندباد _ هو عنوان القصيدة و هو لفظ مفرد ضارب في القدم و حتى ان أورده الكاتب نكرة فهو عند القارئ عاشق الحكايات معرفة فالسندباد بطل خيالي من أبطال ألف ليلة و ليلة و هو بحار من بغداد قام بسبع رحلات تميزت بالمخاطر و الصعوبات فما العلاقة بين العنوان و القصيدة ؟ هل يقصد الشاعر نفسه بالسندباد و قد عرفنا ه شاعرا عراقيا ؟ الشاعر و السندباد اذن ينتميان الى وطن واحد هو العراق وهل في القصيدة ما يدل على الرحلة و الابحار ؟ ثم ما الغاية من الرحلة ان وجدت ؟أهي الاقلاع ام الارساء ؟ هل هي رحلة مغادر للوطن ؟أم هي رحلة عائد مشتاق الى الارض.. و الأهل.. الى عذوبة النهرين ... الى تينك العينين غابتي النخيل ساعة السحر ............
الروي في هذه القصيدة هو روي متنوع ينسجم مع خصوصية الشعر الحر الذي قد تحررمن وحدة الروي الا اننا يمكن ان نتحدث في هذه القصيدة عما نسميه بالروي النواة و أقصد بذلك أكثر حرف تكرر في نهاية الأسطر الشعرية و الروي النواة هنا هو حرف النون و تحديدا نون المثنى في كلمات كثيرة مثل _نصفين _الصوبين _الشمسين _الجهتين _الشفتين ..............فما دلالة هذين الاثنين اللذين أثرى تواترهما ايقاع القصيدة ؟لقد قامت القصيدة أساسا على قطبين اثنين هما قطبا العلاقة الغرامية ..الشاعر العاشق من جهة و المرأة المعشوقة من جهة اخرى و قد اتضح هذا الثنائي من خلال تكثيف استعمال المعجم الغزلي _الرمش _لحاظ _هياما _قلبي الهمس _الشفتين _الساقين ................الا ان حضور المرأة في القصيدة كان حضورا رمزيا اذ من خلالها تجسدت صورة الوطن العراق تلك التي تحتضن النهرين دجلة و الفرات و التي تسكن في مقلتي الشاعر عنها يبحث و اليها يهزه الشوق و الحنين حنين السندباد الى بغداد فمهما طالت الرحلة و امتد زمن البعد هام الشاعر السندباد شوقا للعودة و اللقاء بالأرض بالأم بالوطن ...شوق يخضّ دمه الى العراق كأن كل دمه اشتهاء ....كما قال السياب
ان حضور السندباد في القصيدة واضح من خلال استعمال الشاعر لمعجم الرحلة _سفري _أشرعتي _سفني _موانئ _بحار _صحارى ......تلك رحلة تبحث لنفسها عن مرسى ..و مرفأ الشاعر هو العراق ..عراق ...ليس سوى عراق ...يقول في آخر القصيدة أنتظر هناك طويلا _كي تبدأ رحلتي الاخرى _نحو بلاد النهرين ..هي رحلة للارساء اذن للاستقرار و الاحساس بالسكينة في الوطن هكذا هو الانسان يحمل وطنه في أعماقه اينما ذهب و تظل مشاهد الوطن عالقة في أحداقه مهما ابتعد ...ان أوطاننا تسكننا أبدا و مهما تغرّبنا سنظل نردد منشدين _سنرجع يوما الى حينا ..سنرجع مهما يمرّ الزمان ..و تنأى المسافات ما بيننا .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الخبير في الثقافة الإسرائيلية أورن شالوم: إسرائيل تتجه نحو ا ...
- تونس.. وفاة مغني الراب أحمد العبيدي الشهير باسم --كافون-- عن ...
- رغم خلاف قديم بينهما.. فنانة مصرية شهيرة تفجّر مفاجآت مع إعل ...
- أزمة ورثة الفنان محمود عبد العزيز وبوسي شلبي تفتح ملف توثيق ...
- الفنان الشهير سيلاوي يكشف أسرارا عن معاناته وعن الظلم الذي ت ...
- المواطنة في فكر محمد بن زايد... أطروحة دكتوراه بامتياز لعلي ...
- تمثالان عملاقان من فيلم -ملك الخواتم- بمطار.. فرصة اخيرة لرؤ ...
- حمدان يعقد ندوة حوارية حول واقع الثقافة الفلسطينية في معرض ا ...
- نزلت حالًا مترجمة على جميع القنوات “مسلسل المؤسس عثمان الحلق ...
- دميترييف: عصر الروايات الكاذبة انتهى


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - .عبير خالد يحيي - قراءة نقدية