أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عزيز - نحن والدين، -فوبيا- التغيير...














المزيد.....

نحن والدين، -فوبيا- التغيير...


محمد عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5082 - 2016 / 2 / 22 - 22:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما ان هلت علينا التعليمات الملكية السامية بتعديل مضامين التربية الدينية بالمدارس حتى انبرت الأقلام المنافحة والمدافعة عن الإسلام والايمان ضد هذه الخطوة. وغصت جنبات الفضاءات الاجتماعية والصحف بالمقالات والتعاليق التي تحذر من مغبة خوض غمار هذه التجربة قبل أن نقف على مضامين هذا التعديل ومستوياته والمجالات التي سيمسها. إحساس لطالما تكرر أمامنا كلما تمت الإشارة بالأصبع لما يتعلق بالدين خوفا من أن يصاب الايمان بالزلزلة والتخلخل وتمس العقيدة بسوء.
الدين باق ولا يحتاج للجهل ليستر عوراته، فلا عورات لديننا الحنيف الذي لا يخشى الأسئلة ولا يهاب منطق التشكيك وتوابثه راسخة الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
هنا نرى من اللازم التذكير بالعملية الجراحية التي قامت بها أوروبا للتخلص من الأمراض بالاستعانة بالعلم والعقل بعيدا عن التقاليد البائسة والتصورات والأوهام التي أحاطت بمجموعة من الأحداث وعمرت لقرون رؤوس البشر.
عملية أماطت اللثام وفضحت الدوافع الدنيوية الكامنة وراء سلوكات رجال الدين بعد خوض معارك شرسة ودامية الى أن انتصر المنطق وأخضع الكنيسة معلنا عن تشكيل حضارة وحداثة بلغ مداها كل أصقاع العالم.
قد يظن البعض أن حالتنا تختلف بكثير عن الحالة الأوروبية، نعم هو كذلك، نحن أمام وضع أفضل من ذاك الذي وجد الغرب نفسه فيه. نحن امام تجربة غربية وجب الوقوف عليها وقفة نقدية نستمد منها ايجابياتها ونتجنب سلبياتها لإقلاع أسرع وأمتن نتجنب فيه تلك الانحرافات التي عرفتها الحداثة الأوروبية (الالحاد المفرط بالغلو في استخدام العقل والتجريب) خصوصا وأن العرب المسلمين ذوو نهضة سبقت نهضة الغرب بقرون أعمل فيها العرب العقل واستعانوا بالعلم بكل حماسة واندفاع الى أن شكلوا حضارة صمدت طويلا حتى سقوط الأندلس.
هي الحاجة اذن اليوم الى شجاعة وتصميم على التغيير لن تكون طريقه خالية من جيوب المقاومة التي تجد في التفكير اللاعقلاني تهديدا لسيادتها ومصالحها، وهو ما يجعل النكوص والظلام يتهدداننا باستمرار باعتبار تجذر وسيادة الفكر اللاعقلاني في ثقافتنا، وتجدنا في غالب الأحيان نصاب بالرعب إزاء كل تغيير يهم مكون الدين.
نحن اذن أمام عقبة داخلية تدعونا للوقوف ضد الانغلاق الذي تشكل في دواخلنا، ضد الكوابح النفسية التي تعجز عن التفكير أمام كل ما يتعلق بالمقدس وهو خوف مشروع ومبرر بحكم تنشئتنا الاجتماعية والتي ترسم معالم شخصياتنا الحاملة لعواطف الايمان.
وجدير بالتذكير بموقف النخبة المغربية وطبقة علماء الدين بالأخص في القرن التاسع عشر من الحداثة الأوروبية حيث رفضوا رغبة السلطان المغربي في ارسال بعثات طلابية الى أوروبا لدراسة القانون والإدارة والطب والفنون العسكرية مع الوقوف ضد استقطاب الخبراء والمدرسين والتقنيين الغربيين للاستفادة من علومهم وخبراتهم وتلقينها للشباب المغربي على غرار دول أخرى اختارت أن تخوض التجربة لنجدها اليوم قد حققت فعلا قفزات وساهمت في الحداثة الغربية من موقع المشارك لا التابع كما في حالتنا.
قد يكون المغرب اليوم بهذا الاجراء التعديلي قد أزاح النقاب عن موضوع لطالما تهرب منه الجميع، وتبقى في اعتقادي تجربة محترمة قد تزيل مجموعة من الشوائب التي ارتبطت بهذا المكون وتعري حقيقة الأمور لتخرجنا من القصور العقلي الذي لازمنا لسنوات.
اننا اليوم أمام منعطف تاريخي سيقينا ان أحسنا التصرف اضطرابات واختلالات منظومتنا الدينية التي أصبحت تعج "بالإيديولوجيات" المستوردة من كل حدب وصوب...
لذلك فالثقل الأكبر في اعتقادي يجب أن يتحمله عالم التاريخ العضوي الملتزم في فك رموز التاريخ والعودة الى أصل الأحداث بحفر أركيولوجي "فوكوي" يزيح عنها حجب المبالغة والأوهام اللصيقة بها مع ضرورة العودة للتجربة التأسيسية الحقيقية، عصر النبي صلى الله عليه وسلم، الروح الإسلامية المطهرة من كل شائبة، الإسلام الحقيقي كمنهج دنيوي بامتياز رسم حياة الأفراد وأطرها وارتقى بهم الى مصاف العظماء محركي التاريخ، العصر الحافل بالإنجازات المضيئة حيث لا طوائف، لا أساطير، لا تفكير خرافي، ولا أحزاب دينية...



#محمد_عزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبعاد النفسية والاجتماعية لظاهرة الزحام.
- الشباب.
- السعادة


المزيد.....




- تدخل بطولي في لحظة حاسمة ينقذ حياة رجل عالق بسيارة مشتعلة.. ...
- ماسات ضخمة وأسعار مذهلة..خواتم خطوبة المشاهير تحت الأضواء
- قتلى إثر انهيار أرضي ابتلع قرية بالسودان ولم -ينج سوى شخص وا ...
- مئات القتلى في زلزال أفغانستان.. ماذا نعرف عمّا حدث؟
- سكّان قرية كاملة يلقون حتفهم إثر انزلاق أرضي غربي السودان
- جثة شوهدت في مشرحة سرية يمكن أن تحل لغز اختفاء زعيم ديني
- جدل في إسرائيل بعد شراء أحد أقارب اسماعيل هنية منزلاً قرب بئ ...
- ألف قتيل في انهيارات أرضية بإقليم دارفور مسحت قرية عن آخرها ...
- حرب غزة في يومها 697: مقتل العشرات منذ الفجر وإسرائيل تستدعي ...
- الأسوأ في تاريخ السودان.. أكثر من ألف قتيل في انزلاق أرضي


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عزيز - نحن والدين، -فوبيا- التغيير...