أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيمان بلبلي - لست طائفيا














المزيد.....

لست طائفيا


أيمان بلبلي

الحوار المتمدن-العدد: 5081 - 2016 / 2 / 21 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


لست طائفيا ...ولكن
_ هل أنت عراقية؟
: نعم.
_ من وين؟
: من العراق.
_ أقصد من أي منطقة؟
‎: من العرااااق!
_ نعم، أعلم ولكن من أي جزء من العراق؟
: أنا أكره الطائفية.
_ نعم، وأنا كذلك... لكني أحببت أن أعرف من أي منطقة من العراق؟
: وما شأنك بذلك، إن كنّا جميعاً نقتسم الوطن الواحد.
_أنا لست طائفيا، ولكن..
: ولكن ماذا؟ .... إن قلت إني من طائفة ما، ستشعر بالراحة وأنت تنتقد الطائفة الأخرى؟ وإن قلت إني من دين معين، ستذكر الدين الآخر بالسوء؟ وإن قلت إني من عرق معين، ستسهب بذكر مساوئ الأعراق الأخرى؟ وإن قلت إني من منطقة ما ستذكر أهل المناطق الأخرى بكل أنفة؟ أو.. أو.. أو....اليس كذلك؟
_ كلا، لست كذلك إني أتعاطف وأحترم الجميع.
: من أي منطلق تتعاطف؟ من منطلق إنك تشعر في داخلك بأنك أفضل وستعتبر تعاطفك منّة تمنُّ بها على تلك الطائفة؟
لا شك إن الشعور بالفخروالزهو لإنتمائنا هو علامة صحية، تجعلنا مواطنين فخورين ومتفائلين، لكن عندما ننتقص من غيرنا ونعتقد إننا المختارين دون غيرنا لمجرد إنتمائنا لطائفة أو دين أو عرق معين... تلك هي العنصرية.
نحن جميعاً ننبذ الطائفية لا إرادياً، ولكن أكثرنا يمارسها في اللاوعي، فالشعور بتفوّق العنصر، هو نتيجة قلق داخلي من عدم الإندماج بالمجتمع وعدم ثقة الفرد بمقدراته الذاتية، فيشعر إن الطائفة أوالجماعة هي من ستحميه في أي ظرف يطرأ له، وبقلة الوعي تتضخم هذه المشاعر لتخفي خوفا قهريا لا وجود له إلاّ بمخيلته، يساعد على ترسيخها قلق الجماعة من إنسلاخ الفرد، فتكبّل أفرادها بهذه القيود الوهمية للسيطرة عليهم وتحرص على ترسيخ أهمية الولاء بشكل غير قابل للنقاش.
ليس سراً إن المجتمعات المتحضّرة المستقّرة، تحرص على أشاعة التسامح والتقبّل والإندماج، بينما تزيد هذه الحالة في المجتمعات البدائية القلقة على وجودها وديمومتها، فهل فكّرنا بممارساتنا وطريقة تفكيرنا إن كانت فعلا بعيدة عن ما نمقته بمنطقنا الواعي؟ فننأى عن ما نخاف أن يكون قد تشبّع في عمق ذاكرتنا اللاواعية؟
فعلى سبيل المثال.. هل أستطعنا أن ننصف بقية الطوائف بشكل كامل؟ أم إن أفكارنا وأحكامنا المسبقة هي التي تحركنا؟ هل أستطعنا أن نخرج فكرة إننا الأفضل من رؤوسنا؟ شعورنا بعد إطرائنا لطائفة أخرى أو التعاطف معها، بزهو وكأننا قد قدّمنا خدمة للبشرية وإننا قد تفضلنا على غيرنا وأكسبناهم فخرا بذلك؟
_ ولكن...هم لا يحبوننا كما نحبهم....
_ ولكن عندما تحصل لنا مصيبة لا يتعاطفون معنا...
_ ولكن كلما أردنا التقّرب يحصل ما يمنع ذلك.....ولكن ..ولكن.. الى ما لانهاية من التبريرات ثم ندفن رؤوسنا في الرمال لئلا نسمع ما ينتقص من نزاهتنا.
عندما نتخلص من هذه المشاعر، حينها فقط نستطيع أن نقول إننا لسنا طائفيين... بدون لكن...
سينشأ جيل متحابّ، متسامح، متفهّم، يدلي بولائه للوطن وليس للجماعة، فالوطن حاضنة الكل، حب الوطن يستطيع أن يطوّر من مفاهيمنا الأنسانية، ولائنا له سينقلنا لمستوى فكري أرقى، يعطينا الفرص المتكافئة بدون أن نلجأ لولاء الجماعة وتزكياتها الغير منصفة، وبفضل المشاعرالأيجابية يستطيع الجميع أن يعطي بكل طاقاته ولا يبخل على الآخرين بشئ لمجرد أنهم من طائفة أخرى، يفخر بكونه عضواً فعّالاً ومنتجاً في ذات الوطن، ننشئ أولادنا على حب الوطن الشامل والإعتزاز بإنتمائنا للطائفة كسمة خاصة لا تضفي علينا هالة من التميّز، بل نحن من نضيف اليها بتطوير ذاتنا والحفاظ على هويتنا، فتزدهر الأمة ويعم الرخاء.
: إذن لا تناقشني ولا تقتعني بشئ، لأنّي أؤمن بأن التغيير يحصل من الداخل..
أستدارت لتكمل ما جاءت من أجله، وفي عينيها حلم بلون النخيل وتعلم إنه سيتحقق يوماً ما.

إيمان بلبلي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بيت المدى يستذكر الشاعر القتيل محمود البريكان
- -سرقتُ منهم كل أسرارهم-.. كتاب يكشف خفايا 20 مخرجاً عالمياً ...
- الرئيس يستقبل رئيس مكتب الممثلية الكندية لدى فلسطين
- كتاب -عربية القرآن-: منهج جديد لتعليم اللغة العربية عبر النص ...
- حين تثور السينما.. السياسة العربية بعدسة 4 مخرجين
- إبراهيم نصر الله يفوز بجائزة نيستاد العالمية للأدب
- وفاة الممثل المغربي عبد القادر مطاع عن سن ناهزت 85 سنة
- الرئيس الإسرائيلي لنائب ترامب: يجب أن نقدم الأمل للمنطقة ولإ ...
- إسبانيا تصدر طابعًا بريديًا تكريمًا لأول مصارع ثيران عربي في ...
- حين تثور السينما.. السياسة العربية بعدسة 4 مخرجين


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيمان بلبلي - لست طائفيا