أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أخلاص داود - التقاليد هي من قتل سعدية














المزيد.....

التقاليد هي من قتل سعدية


أخلاص داود

الحوار المتمدن-العدد: 5078 - 2016 / 2 / 18 - 23:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


التقاليد هي من قتل سعدية
يحكي ابن الجوزي فيقول: سمع عقيل بن علقمة المّري بنتاً له ضحكت ,وشهقت في آخر ضحكها ,فأخذ السيف وحمل عليها وهو يقول :(فرقت ,أنّي رجلٌ فروقٌ...من ضحكةٍ آخرها شهيق ).
فعلته هذه ولدت من مجموعة أفعال وسلوكيات متخلفة وظالمة دفعتها افكار الجاهلية والبداوة وبقيت فتية ومتداولة الى يومنا هذا كونها متجذرة فينا
وسميت بالعادات والتقاليد ,وبما ان العادات هي ما يكرره الناس ويعتادون عليه في المناسبات ,والتقاليد هي منظومة ثقافية اخلاقية يسيرعليها جيل لاحق على نهج جيل سابق وتقليده بأمور كثيرة ,والتمسك بهذه المنظومة والأخذ بها مغلفة وبما تحمله من ايجابيات وسلبيات دون فحص وتفكر وفهم وملاءمة احكامها لواقعنا الحالي وزماننا .
وما أشبه الماضي البعيد بحاضرنا القريب !!!
وما أشبه روح بنت عقيل المرّي بروح سعدية، الفتاة السمراء المراهقة يتيمة الأب والتي خطفت روحها في ثمانينات القرن الماضي ضمن مأرب الشرف والعرض ذنبها انها أعجبت بابن الجيران وجرفهاالحب، فنصب اولاد عمومتها القرويون السذج أنفسهم محكمة هم كانوا فيها القضاة والمحامين والمنفذين .
سندهم شائعات هنا وهناك من دون التحقق من مصداقية الاقوال, وصدر الحكم خاضع وفقاً لآعتبارات العرف والعادات والتقاليد.
ولكي تبقى (شواربهم )مرفوعة تلاعبها رياح الشرف والكرامة ,ذهبت سعدية مغدورة, لتقتل في اطراف المدينة بمنطقة مهجورة تحت خزان ماء كبير في ليلة سوادها كسواد عقولهم وقلوبهم .
خزان كبير وروح صغيرة!!!
لكن هذه العادات وتقاليد تمنح الفرد الأمان والاطمئنان والحرية وتضمن تماسكه مع المجتمع أذا كان أيجابياً, لو نظرنا مثلاً الى ما إعتاد عليه الاوربين وساروا على نهجه، لوجدنا ان الرجال يعدون المرأة مسؤولة بشكل كامل عن تصرفاتها وعملها وأفكارها وأحلامها,لكنها حين تواجه اي اذى نفسي او جسدي مع حبيبها او اي شخص كان, فهم يحملونه المسؤولية نصفها او كلها وهذا الامر ينسحب على البنت او الاخت ووو...الخ
في حين تجدهم في المنطقة العربية يتعاملون المرأة على انها انسانة ضعيفة الشخصية مغلوبة على أمرها، ولا تستطع أن تتحمل المسؤولية، وعقلها اصغر من عقل الرجل, وعاطفتها تغلب عقلها .
وعندما يكتشف الأب او الزوج وو...مجرد سلوك انحرافي وقع بحقها, يجرمها وتصل العقوبة الى القتل احيانا, وفي الغالب لا يحاسب الجاني خوفاً من الفضيحة وتدفع المرأة الثمن لانها بإعتقادهم هي المسؤول الأول والأخير، وهي من سمحت لنفسها بهذا .
مجتمع غريب ومتناقض يفصل الامور كيفما يريد, وهذا أنتج شخصيتين مختلفتين تماماً الأولى أن الرجل يقيم علاقات غرامية كثيرة، ويتفاخر بها أمام الاصدقاء والاهل, ووالآخر أن المرأة مهما كانت مشاعرها صادقة تجاه من تحب، تبقى مبتورة ومشوشة فيها مخاتلات وخوف وأسرار وتأنيب ضمير وكذب.
ولا ننسى العادات الضارة مثل الخرافات والمعتقدات الدخيلة والشعوذة ,التي اسهمت بتفكك وتهرء المجتمع وجعله متآكلا ومختلا وما من شيء لديه واضح , انه مجتمع يتأرحج بين الجاهلية والبداوة والمدنية دون ان يقف على ارض واضحة ,دون ان يشعر الانسان فيه بصدق انه جاء الوقت الذي عليه ان يتعامل مع اخيه الانسان تحت ضوء التكافيء والحقوق المشتركة والمدنية المتحضرة على وفق التطور الحضاري الانساني الثقافي والعلمي الذي لم يتحمل ابداً الكثير الكثير من وحشية وخزعبلات وخرافات العصور الغابرة.



#أخلاص_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أخلاص داود - التقاليد هي من قتل سعدية