أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد آيت بناصر - اليسار والديمقراطيون بين خيار دعم المقاومة والممانعة في سوريا أو مساندة الإمبريالية والصهيونية وداعش وأخواتها















المزيد.....

اليسار والديمقراطيون بين خيار دعم المقاومة والممانعة في سوريا أو مساندة الإمبريالية والصهيونية وداعش وأخواتها


أحمد آيت بناصر

الحوار المتمدن-العدد: 5077 - 2016 / 2 / 17 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    







ما أن انطلق الحراك الجماهيري المغاربي والعربي في نهاية 2010 وبداية 2011، حتى التحم به اليساريون والديمقراطيون والإسلاميون في محاولة منهم للفعل فيه وتوجيهه وتطويره فبلوروا له شعار "عيش- حرية- كرامة- عدالة اجتماعية".

غير أن هذا الحراك الجماهيري (الذي يسميه البعض بالثورة والبعض الأخر بالربيع العربي) ما أن اتخذ شكل زلزال عاتي، وقذف ببعض رموز الاستبداد في مزبلة التاريخ كما وقع لبن علي بتونس ومبارك وعلي صالح باليمن، حتى استيقظت الامبريالية والصهيونية والأنظمة الرجعية فدخلت على الخط بقوة، بهدف احتواء هذا الحراك وتحويله لخدمة أهدافها وإفراغ مضمونه من محتواه الثوري والتقدمي والاجتماعي، مستدركةً ما تفاجأت به في زخم هذا الحراك.

إن تطور الشروط الدولية والإقليمية والحرب الضروس التي مورست على اليسار بشكل عام واليسار بشكل خاص، أضعفت هذا القطب إلى حد كبير لم تثنيه عن التواجد والالتحام بأغلب النضالات والحركات الجماهيرية ومن موقع مؤثر لكن ضعيف. وفي هذا السياق وهذه الظروف، تموقع اليسار والديمقراطيون بما فيهم الشيوعيون.

وإن عدم تقدير قوة هذا الحراك الجماهيري وآثاره على المنطقة والعالم، من طرف بعض الأنظمة الوطنية كما هو حال النظام السوري والنظام الليبي والعراقي، وعدم التفاعل الإيجابي مع هذا الحراك، بالإضافة إلى ثقتها بنفسها الموهومة، سهلت على القطب الإمبريالي الصهيوني الرجعي مأمورية تحويل مسار هذا الحراك الجماهيري عن توجهه السلمي السياسي الاقتصادي والاجتماعي، وتحويله إلى صراع ديني ومذهبي وعشائري وقبلي وحرب بالوكالة، لينتهي بالمواطن في هذه المنطقة إلى البحث فقط عن السلم والأمن والاستقرار العائلي وتسلم بعض الإعانات الإنسانية في أماكن اللجوء والتشرد، المأساوية حقيقة.

فقد لجأت الإمبريالية والصهيونية إلى امتشاق ورقة الإسلام السياسي بعد التلاؤم مع الجزء منه الذي كان قد خرج عن طاعتها إثر استعماله في أفغانستان ضد الشيوعية والاتحاد السوفياتي، وتطويع الجزء الأخر منه لكونه مؤهلا سلفا لذلك ما دام لا يطرح مسألة الصراع الطبقي ومقاومة الإمبريالية والصهيونية ولا يطرح برنامجا يضرب في العمق المصالح الطبقية للامبريالية والرجعية.

ولأجل احتواء هذا الحراك الجماهيري العارم في المنطقة بل وتحويله إلى نقمة على الجماهير الشعبية من جهة، وتطويع نتائجه لمصلحتها من جهة ثانية، لجأت إلى تحريك الآلة الإعلامية الضخمة وبمختلف أنواعها بما فيها وسائط التواصل الاجتماعي بهدف محورة الصراع بين الشعوب وأنظمة وطنية بدعوى كونها مستبدة وديكتاتورية (سوريا، ليبيا) أو صراع بين السنة والشيعة (العراق، سوريا، لبنان، البحرين) أو صراع بين القبائل والعشائر والأقاليم (العراق، سوريا، اليمن، ليبيا) أي طمس جوهر الصراع.

ولجأت الإمبريالية إلى التدخل العسكري المباشر لما توفرت لها الإمكانية كما حصل في ليبيا إلى أن أسقطت نظام القدافي ودمرت كل مقومات الدولة الليبية.

كما أطلقت العنان للمخابرات لتجميع الجماعات الدينية وتدريبها وتسليحها تحت عناوين مناسبة لكل منطقة (العراق، سوريا، مصر، لبنان، اليمن، ليبيا، الجزائر، مالي ودول الساحل)، كما استعملت المنظمات الدولية والمنتديات الدولية لاستصدار القرارات المدعِّمة لتوجهاتها كلما سمحت لها الظروف بذلك. في حين وظفت أنظمة الخليج الاستبدادية لكبح نضالات وقمع تحركات الجماهير بالخليج، واستعملتها كأداة للتمويل والتسليح تنفيذا لمخططاتها في المنطقة المغاربية والعربية خاصة نظام آل سعود والنظام القطري والنظامين بالإمارات والكويت. واستخدمت يافطة الديمقراطية وحقوق الإنسان في الوقت الذي تدعم فيه أنظمة الخليج الغارقة في الاستبداد والتخلف وتساند الكيان الصهيوني في مشروع الاجتثاث الذي يمارس في حق الشعب الفلسطيني بأرضه المحتلة، والأدهى أننا نلاحظ أنها تبتعد اليوم عن تطبيق قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان حتى داخل مجتمعاتها بأوربا والولايات المتحدة الأمريكية...

صحيح أنه في بداية الحراك الجماهيري المغاربي-العربي، كان هناك ربما ارتباك وضبابية في الرؤية لدى بعض مناضلي اليسار وبعض التقدميين، يتمثل في تحديد التناقضات -الأساسي منها والثانوي أو العارض-، لكن التطورات اللاّحقة كشفت عن الحقائق وبرزت المحاور والأوراق جلية. فشعارات الحراك ما زالت صحيحة بما فيها "محاربة الاستبداد والفساد". لكن التشبت بتلك الشعارات والنضال من أجلها لا يعفي من الإمعان والتمييز فيما يخص العمل مع من وكيف؟ وبالخصوص الجانب المتعلق بالتحالفات وتحديد مصلحة الجماهير الشعبية والشعارات المناسبة في كل مرحلة.

إن العشرات من الفصائل المسلحة بسوريا (ومثلها بالعراق وليبيا واليمن) المدربة على يد خبراء الغرب والمسلحة بأحدث الأسلحة المدمرة والممولة إلى درجة التخمة والتي يتم تسهيل الالتحاق بها من جميع بقاع العالم، لا يمكن أن يتم ذلك حبا في الشعب السوري وباقي شعوب المنطقة. وإن تدمير معظم المناطق بما فيها المدن وتشريد أكثر من نصف الشعب السوري بالداخل والخارج ما هو إلا المشهد الأولي للفصل النهائي من السيناريو الدرامي الذي أعدته الأجهزة المعلومة لسوريا ولمنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي ومحيطه، خدمة لأهداف الامبريالية والصهيونية والرجعية. نعم إن النظام السوري ارتكب أخطاء كبيرة في التعاطي مع المظاهرات السلمية في بدايتها مطلع سنة 2011، ولم يقم بالإجراءات والإصلاحات المتطلبة في إبانها، ولم يستوعب حجم التآمر على سوريا ليس كنظام وطني ممانع فحسب بل كسوريا بقوتها وتنوعها وطاقاتها وموقعها وتاريخها ورصيدها...

إن رصد التحولات الجارية في المنطقة والعالم ودعم الحل السلمي ودعم النظام السوري مع قيامه بتغييرات لازمة ودعم المعارضة السلمية الداعية إلى تحقيق شعارات الحراك الشعبي من شأنه إسناد القوى المقاومة لتطوير برنامجها من أجل دحر مخطط تدمير البشر والشجر والحجر ومواجهة المشاريع الظلامية الغارقة في الاستبداد والرجعية على شاكلة النظام السعودي المتعفن والمشايخ الخليجية والتركية الأردغانية.

الحراك الجماهيري المغاربي-العربي لم ينته ولم يتوقف، ولا يمكن النظر إليه من زاوية النتائج السلبية التي فرضتها موازين القوى بالمجتمعات وقواها السياسية ودور الرجعية الخليجية وسيدتها الإمبريالية. فارتداداته لازالت مستمرة حتى داخل الأنظمة، ولازال مفتوحا عل طريق فرض تنفيذ شعاراته.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. ضجة وفاة -الأمير النائم- بين تداول تصريح سابق لوا ...
- مصر.. رد علاء مبارك على تعليق ساويرس عن عمر سليمان نائب حسني ...
- سوريا.. السفارة الأمريكية بعد لقاء مع مظلوم عبدي: الوقت قد ح ...
- أسرار الحياة المزدوجة لـ-السلطان- زعيم المخدرات المولع بالبو ...
- هجوم على النائب العربي أيمن عودة.. كسروا زجاج سيارته وبصقوا ...
- بالفيديو.. الجزيرة نت داخل سفينة حنظلة المتجهة لكسر حصار غزة ...
- إسرائيل تستهدف صيادين حاولوا دخول بحر غزة
- تداول فيديو لـ-الشرع بين أنصاره على تخوم السويداء-.. ما صحة ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشيد بعملية -مطرقة منتصف الليل-
- العشائر السورية تعلن إخراج كافة مقاتليها من السويداء


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد آيت بناصر - اليسار والديمقراطيون بين خيار دعم المقاومة والممانعة في سوريا أو مساندة الإمبريالية والصهيونية وداعش وأخواتها