أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رنا كواليت - المفتاح














المزيد.....

المفتاح


رنا كواليت

الحوار المتمدن-العدد: 5076 - 2016 / 2 / 16 - 21:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


بدأت قصتي مع المفتاح بعد مشاهدتي للمسلسل البريطاني القصير "الوعد" (The Promise)، والذي يحكي قصة فتاة بريطانية تسافر إلى فلسطين لمعرفة المزيد عن ماضي جدها الذي عمل كجندي هناك فترة الإنتداب البريطاني. وأثناء تواجدها في فلسطين، تتعرف الفتاة على حقيقة واقع حياة الفلسطينيين المؤلمة في ظل الاستيطان الإسرائيلي، وتمر بسلسلة أحداث تربطها بمذكرات جدها، وتصبح مهمتها قبل العودة إلى ديارها هي إيصال مفتاح منزل عائلة فلسطينية، قدم جدها لها يد العون، عندما إضطرت إلى هجر بيتها على أمل العودة عقب الاجتياح الإسرائيلي بين عامي 1946 و 1948. وتنتهي أحداث المسلسل بتمكن الفتاة من الوصول إلى ابنة صاحب البيت العجوز، والتي كانت ترقد على فراش الموت، وإعطائها المفتاح.

وعقب مشاهدتي للمسلسل حدث أن شارك أحد أصدقائي على صفحته على الفيسبوك في شهر نيسان من هذا العام صورة لمفتاح حقيقي قدم إليه كهدية من القدس. ومنذ وقتها وأنا أسعى جاهدة في البحث عن مفتاح حقيقي، لأهمية الرمز الذي يمثله أي مفتاح من تلك الفترة. ولكن كانت الأجوبة التي أتلقاها خلال بحثي تفقدني الأمل في العثور على واحد في الأردن، وذلك لأنه وبكل بساطة لن تتخلى أي أسرة عن مفتاح العائلة الخاص ببيتهم في فلسطين، فهو أحد الأشياء القليلة التي بقيت لهم هناك، وهو يمثل أمل العودة لديهم، فبهذا المفتاح سيتمكنون من تخطي عتبة منزلهم الذي استولى عليه المحتل.

مضت الأيام وما يئست في السؤال عن إمكانية إقتناء مفتاح لما له من معاني رمزية بالنسبة إلي، إلى أن شائت الأقدار أن تجمعني بالصدفة بشابة من رام الله أتت إلى عمان بغية العمل. وقد سمعت هذه الشابة حديثي مع زميلتها في العمل عن المفتاح فهبت بحماس تقول لي بأنه بامكانها الحصول لي على مفتاح أصلي من رام الله. وبعد بضعة أشهر، أتى هذا اليوم الذي حصلت فيه على مفتاح لمنزل في حيفا تركته العائلة، أو أعتقد بأنها ائتمنته عند عائلة أخرى في المدينة، عند خروجها منه مع أحداث النكبة عام 1948.

يحمل هذا المفتاح الحديدي البسيط، الذي يصل طوله إلى قرابة الثلاثة عشر سنتيميترات، العديد من المعاني التي تنقل حامله إلى عالم يبني فيه الأحداث والواقع كما سمعه من أجيال عاشت خلال تلك الفترة. يسرح في خياله راسماً صورة لشكل المنزل، ورقعة الأرض التي وجد عليها، والخضرة وأشجار الزيتون والطبيعة الخلابة التي أحاطت به، وهو بذلك ينسج حنيناً داخلياً غير مباشر إلى منزل أجداده الذي لم يره يوماً، ولكنه سمع العديد من القصص عنه، وكذلك الحال لبيوت أقاربه وأصدقائه ومعارفه الذين ذاقوا الأمرين.

ويبعث هذا المفتاح فيّ خليط من المشاعر التي يصعب علي وصفها. فكلما أنظر إليه أتخيل بأن جدتي هي مالكة مفتاح ذلك المنزل في حيفا، أقفلته في يوم من أيام شهر حزيران، حين قيل لجدي بأن عليها هجر منزله والنزوح مع عائلته إلى إحدى القرى المجاورة والمكوث هناك بضعة أيام إلى أن تهدأ الأوضاع ويتمكنوا من العودة هم وأهل قريتهم إلى بيوتهم. ولكن هذه الأيام القليلة آلت إلى أشهر والأشهر إلى سنوات، تنقلوا فيها من منطقة إلى منطقة، إلى أن أصبحوا لاجئين خارج حدود الوطن. ولم تعد جدتي تملك من بيتها غير هذا المفتاح والذكريات. وتتمسك جدتي بهذا المفتاح لأنه يمثل بالنسبة لها الهوية والعنوان.



#رنا_كواليت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمانيون وعقدة اللغة العربية
- في معاني الوطن
- الهوية
- لماذا القضية الفلسطينية؟
- ما بين المثالية والواقع


المزيد.....




- ما هي -أقصى- طموحات القادة الأوروبيين من قمة ترامب-زيلينسكي ...
- باراك وصل الى بيروت.. الرئيس اللبناني يؤكد أن سلاح حزب الله ...
- هل اقترب الاتفاق؟.. ترامب يشيد بـ-تقدم كبير- بشأن روسيا
- من سيحضر اجتماع واشنطن الحاسم بين ترامب وزيلينسكي؟
- الإمارات تتضامن مع الجزائر وتُعزي بضحايا حادث الحافلة
- الخرطوم.. اتهامات لخلية أمنية -إخوانية- بارتكاب انتهاكات
- غالانت ولابيد ينضمان لمظاهرات -وقف الحرب- ويردان على نتنياهو ...
- سوريا.. انتحاري يفجر نفسه عند مخبز في مدينة حلب
- زيلينسكي يشيد بقرار -الضمانات الأمنية-.. ويعول على التفاصيل ...
- جريمة مروعة.. مقتل لاعبة جودو مصرية برصاص زوجها


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رنا كواليت - المفتاح