مثنى وثلاث ورباع تعني تسع أو أربع زوجات؟

عبد الله بوفيم

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 15:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

أجمع علماء المسلمين السابقين واللاحقين أن تفسير الآية الكريمة التي قال فيها الله عز وجل ﴿-;-وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَـــــــــى وَثُــــــــلاَثَ وَرُبَـــــــــــــــاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ، وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا﴾-;- الآية 3 من سورة النساء, يعني الاقتصار وفقط على أربع زوجات بالنسبة لكل مسلم.
لم أقرأ قط تفسيرا يشرح مثنى وثلاث ورباع على أنه تسعة زوجات, لكن صديقا متفقها لي ( لا داعي لذكر اسمه) أكد لي أن الواو واو العطف ومعناه 2+3+4 = 9 والدليل أن الله عز وجل قال بعد, (إن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم) أو وليس و, ولو كان المقصود أربعا فقط لكان قال الله عز وجل وهو العليم الحفيظ ( مثنى أو ثلاث أو رباع) هنا حينها يكون الشك قد زال.
نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم جمع فقط بين تسع زوجات والنساء اللاتي عقد عليهن ودخل بهن ثنتا عشرة امرأة وهن على الترتيب : خديجة بنت خويلد ـ سودة بنت زمعة ـ عائشة بنت أبي بكر الصديق التيمية ـ حفصة بنت عمر بن الخطاب العدوية ـ زينب بنت خزيمة الهلالية ـ أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية ـ زينب بنت جحش الأسدية ـ جويرية بنت الحارث الخزاعية ـ ريحانة بنت زيد بن عمرو القرظية ـ أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان الأموية ـ صفية بنت حيي بن أخطب النضيرية ـ ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية. وقد توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وتحته تسع نسوة وهن : سودة وعائشة وحفصة وأم سلمة وزينب بنت جحش وأم حبيبة وجويرية وصفية وميمونة. والله تعالى أعلم.
وقد قال الله عز وجل(لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ-;- وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا) آية 52 من سورة الأحزاب والخطاب بالطبع موجه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحيث أنه لا يوجد نص صريح حسب علمي يؤكد صراحة أن عدد الزوجات المسوح به لكل مسلم هو 4 ولرسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة, مما يطرح باب النقاش والاجتهاد مفتوحا أما علماء المسلمين الملزمين بايجاد حلول شرعية للمشاكل الاجتماعية التي لم تكن تعرفها أمة المسلمين من كثرة العوانس, وكثرة عدد المؤمنات بأضعاف أحيانا عن عدد المؤمنين.
لقد كان علماء المسلمين من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين محتاطين أيما احتياط في أمور كثيرة, واجتهدوا اجتهادات كبيرة في أمور مهمة, منها اسقاط عمر بن الخطاب رضوان الله عليه لنصيب المؤلفة قلوبهم, ومنها جعل تعدد الزوجات مشروطا بالعدل وفي كل شيء, والحال أن العدل بين النساء امر مستحيل مصداقا لقوله عز وجل (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ-;- فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ-;- وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) آية 129 من سورة النساء.
وحيث أن الله عز وجل ذكر وفي آيات كثيرة ملك اليمين وأحل نكاحه, وشرحه أغلب علماء المسلمين على أن الإماء خاصة يكن من الفيء لكن الله عز وجل قال في كتابة العزيز(وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيـــــــَاتِكُــــــــمُ الْمُؤْمِنَــــــــــــاتِ ۚ-;- وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ-;- بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ-;- فَانكِحُوهُنَّ بِـــــــــــــإِذْنِ أَهْلِهِــــــــــنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُـــــورَهُنَّ بِالْمَعْــــــرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ-;- فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْـــــــــــــــفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ-;- ذَٰ-;-لِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ-;- وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۗ-;- وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الآية 25 من سورة النساء.
في الآية ذكر واضح للإماء من فتيات المسلمين المؤمنات, وتوجب الآية الكريمة نكاحهن بإذن أهلهن كإماء لا كزوجات, والدليل أن ما بعده قال فيه عز وجل (فَإِذَا أُحْصِـــــنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنـــــــَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ-;-) وهنا ميز الله عز وجل بين المحصنات من الإماء والمحصنات الاتي هن الزوجات, وجعل لمن آتت بفاحشة من ملك اليمين نصف العذاب فقط وجعل للزوجة التي تأتي بفاحشة, العذاب كاملا كما هو منصوص عليه.
المقال هذا الهدف منه فتح باب للنقاش العلمي الحصيف من العلماء الشجعان الذين يبحثون عن حلول لمشكلات الأمة الاسلامية في الوقت الراهن وليس العلماء الذين يخافون ويجبنون ويؤثرون السلامة لأنفسهم ويفكرون في أنفسهم لا في حلول مشاكل المسلمين.
لولا جبن علماء المسلمين ما ذل المسلمون ولا غلبهم سفهاؤهم, وإننا اليوم لنجد بعض الزنادقة التافهين يهاجمون الإسلام وبصراحة وجرأة ووقاحة ولا يرد عليهم من علماء المسلمين إلا وأحد أو اثنين في حين أن الباقي منشغل بالتوافه.
ومن دلالة تفاهة علماء المسلمين أن يطرح الزنادقة نقاش صريح القرآن الكريم ويصمت أغلب العلماء في حين يدافع الشباب الزنادقة بينما علماء الأمة صم بكم عمي لا يتكلمون, ينتظرون إذن الكلام من السلطات, وهم مفروض فيهم الكلام وتوجيه السلطات نفسها لا أن يتلقوا التوجيه من السلطات.
هل يعلم علماء المسلمين أن ارقام العنوسة في كل بلدان المسلمين تنذر بخراب الأمة الإسلامية؟ هل يعلم علماء المسلمين أن ارقام العهر والزنى مخيفة؟ هل يعلم علماء المسلمين أن العلمانيين يشجعون تعدد العشيقات والخليلات وانتم عاجزون عن تبيان طرق الجنس الحلال؟
كونوا شجعانا في قول الحق سادتي علماء المسلمين, ولا تكونوا أجبن من الزنادقة الذين اصبحوا يفتون ويشرعون ويسعون لتغيير صريح القرآن الكريم, في تحد صارخ للشعب المغربي المسلم.
احذروا سادتي العلماء أن ينطبق عليكم الحديث القدسي هذا (يا رب, إن فيها رجلاً صالحاً, قال: به فابدؤوا, قالوا: ولم؟ قال: لأنه كان لا يتمعر وجهه إذا رأى منكراً). ويتحقق فيكم قول الله عز وجل : ﴿-;-وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾-;- الأية 177 من سورة هود.
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بواقعنا اليوم فقال عليه الصلاة والسلام ( كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟ قالوا: أو كائن هذا يا رسول الله؟ قال: وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه؟ قال: كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر وأمرتم عن المعروف؟ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله؟ قال: وأشد منه سيكون، قال: كيف بكم إذا أصبح المعروف منكرا والمنكر معروفاً؟).

#عبد_الله_بوفيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات