أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود العكري - هوية على المحك














المزيد.....

هوية على المحك


محمود العكري

الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 19:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إننا نعيش ولا نعيش، مسلوبي الحرية، واقعنا ليس واقعا لنا، حياتنا ليس حياة لنا، وفي الأخير نقول: اللعنة، نحن من؟ إن السؤال خالد لا يقبل الحل السريع، والعرب بطبعهم رشيقوا اللياقة في مسائل سوق الركض الكبرى، إن أكبر المخاطر التي تواجهنا اليوم كعرب هي هويتنا، هي سؤالنا عن أصلنا، فهل نحن أحرار فعلا في الرد السليم!
إن بورصة الإغتراب قد إستولت على ملابسنا، مائدتنا، منازلنا، بل وحتى على عقولنا، فمن نحن يا ترى! الإجابة سهلة تكمن في كوننا شعب كسول يقبل الحلول دون البحث عنها، إننا نقبل المصير دون معرفة مآله، لقد تم إستعمارنا، إننا مجرد لاجئين الآن ولا حل لنا غير القبول بقول سيادتكم العظمى أنتم أصحاب القرار، أنتم الأذكياء، تديرون اللعبة على شهيتكم، وننال حصتنا من سوقكم، ولست نسأل عن أصل ومنبع الخدمة المقدمة من طرفكم.
فمن المسؤول يا ترى عن ما آلت إليه أمورنا؟ أين دور مثقفينا؟ أين هم نخبة هذا المتجمع الذي ما إنفك يقال عنه أنه فاضل؟ أين نحن منا؟ لقد حان الدور، دور لعب المسرحية المفضلة للشعب، إن السماء لم تعد تطيق إحتواء النخبة، وهي لا تنفك تصرخ في وجههم: ابتعدوا عني وانزلوا لوطنكم، إن شعبكم في أمس الحاجة لكم فكفوا عن التعالي، لم تحققوا في المثال شيئا إن لم تلتقوا والواقع السفلي، واقعكم.
لقد هبت رياح التغيير، وأخذت معها سيلا من الدماء، تارة تكون دماء بريئة وفي كثير من الأحيان دماء شريرة، وكل هذا حصل من أجل مطلب واحد وهي " الحرية ". فهل حققنا شيئا مما كنا نصبو إليه؟ لا زلنا نعاني في أوطاننا من القمع، من الخوف، من الترهيب، ولعل هذه أسباب كافية لتجعلنا نيام لفترة طريلة من الزمن، فلسنا أحرارا بعد لنعبر عن قضايا، عن أفكار، عن ما نريد، بل نحن مقيدون بمنهج سلطوي القرار يفتي خطابه المقدس من الفوق..
إن الإصلاح السياسي والإقتصادي والفكري مرهون بإصلاح منظومة بأكملها، فكر بأكمله، ولن يتحصل هذا إلا إذا حققنا القطيعة مع التقاليد الموروثة والتي لا صلة لها بثقافتنا كعرب، إننا شعب مستبد، ورغم هذا نحن شعب مستلب، إن العنوان الأبرز لمحطتنا التي نقف فيها جميعا الآن هو " الإغتراب " لقد صرنا غرباء عن أهلنا وواقعنا وحياتنا، لقد صرنا غرباء عن كل شيء والسبب؟ إننا مقلدون بدرجة فارس، لقد أعمى التقليد بصيرتنا، فاندثرت ثقافتنا، ومات الوعي داخلنا، إننا السبب عن كل شيء يحدث، لأننا لم نقف يوما واحدا وقفة رجل واحد.. خلقنا الحدود فزاد بعدنا، خلقنا اللهجات فزاد تغيرنا.
مثقفنا، الذي يعود إلينا، ابن بيئته.. ورغم هذا ينال ذلك اللقب المشؤوم، على المثقف لكي تتجمع فيه كل خاصيات المثقف أن يتجاوز حدوده الجغرافية، أن يحلق بعيدا فوق بيئته، أن يبتعد بمخيلته، وأن يعيش هناك من هنا، عليه أن يكون كونيا بمعنى ما..
وللأسف الشديد، هذا غير موجود إلا عند القلة القليلة من شعبنا العربي الحبيب، فلم نعد عربا بل صرنا مجموعات عرب.. فإلى أين المصير؟



#محمود_العكري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيتشه وحكمة الإغريق الأولى.. 3
- نيتشه وحكمة الإغريق الأولى.. 2
- نيتشه وحكمة الإغريق الأولى


المزيد.....




- البلجيكي ياسبر فيليبسن يفوز بالمرحلة الأولى لسباق فرنسا للدر ...
- عشرات الشهداء في غزة والاحتلال يستهدف محطة تحلية مياه
- الشرطة البريطانية تعتقل مؤيدين لـ-حركة العمل من أجل فلسطين- ...
- الأمين العام للناتو: روسيا تعيد بناء نفسها عسكريا بسرعة غير ...
- حماس: المشاورات مع القوى الفلسطينية أنتجت الرد على مقترح اله ...
- مرحلون من أميركا يصلون إلى جنوب السودان
- -هونر- تكشف عن أنحف هاتف قابل للطي لديها
- قائد الجيش الأوكراني يحذر من هجوم روسي وموسكو تتصدى لمسيّرات ...
- فيديو.. خامنئي في أول ظهور منذ انتهاء الحرب مع إسرائيل
- قبل ناسا وأوروبا.. الصين تسرع خطواتها لجلب -صخور المريخ-


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود العكري - هوية على المحك