أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فادي كمال يوسف - حوارات زمن الشسمة ... ام دانيال المسيحية














المزيد.....

حوارات زمن الشسمة ... ام دانيال المسيحية


فادي كمال يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5071 - 2016 / 2 / 10 - 18:51
المحور: الادب والفن
    


حوارات زمن الشسمة ... "ام دانيال المسيحية"

ايليشوا العجوزة، ام دانيال المسيحية، هكذا يناديها جيرانها، فصعب عليهم بلكنتهم البغدادية نطق اسمها الأول، البتاويين حيث لم يعد يمثل المسيحيون اغلبية وباتو جزرا متناثرة هنا وهناك في ذلك الحي القديم، والذي كان مستقرهم الأول حين هجروا من مناطقم قبل مئة عام.
"هذي مرية بيها البركة"، هكذا يعرف أهالي الجوار هذة المرأة الآثورية التي تجاوزت عقدها الثامن، وبين كنيسة مار عوديشو في الصناعة و"القشب" مع النسوة رفيقات الزمن الجميل، وصلوات ترميها بين الحين والآخر وهي جاثية أمام صورة قديسها الشهيد مار كيوركيس، تطلب شفاعته ليحقق لها حلمها في عودة بكرها وفلذة كبدها "دنو" دانيال، الذي غيبته حرب الثمان سنوات، تتلخص حياة تلك العجوز.
أمل مفقود، ما تبحث عنه ام دانيال، بعد ان تركها الأحبة وفلذات الكبد، تيادروس زوجها رقد منذ سنوات بجانب قبر دانيال الفارغ، بناتها اللواتي هاجرن الى بلاد الغربة، أقاربها واحبابها ...
"بس دانيال عايش وراح يرجع فد يوم، واني لازم انتظره" هكذا تردد دائماً وهذا ما صرخت به بوجه القس يوشيا راعي الكنيسة، وهو يحاول ان يخبرها بالحاح بناتها لارغامها على الهجرة، رغم عدم اقتناعه بالأمر.
يقدم احمد السعداوي بروايته، فرانكشتاين في بغداد، حال مسيحي العاصمة، وكم جانبه الصواب برسم صورة من عمق الواقع تلامس ما تعانيه هذة المجموعة الاصيلة من تحديات جمه في هذة الفوضى، بعد ان تركوا ليواجهوا مصيرهم المجهول بمفردهم.
لا امل لمن تبقى منهم سوى أحلام بماض جميل في "سنوات الخير"، ينتظرون بلهفة عودتها يوميا كما يفعل اغلب العراقيين، لكنهم غير مدركين ان تلك السنوات ماتت ودفنت منذ زمن بعيد، وأحلامهم هي محض جنون وخيال، فالميت لا يعود الى الحياة.
رغم مكابرتهم وتمسكهم بأرضهم، وإطلاقهم شعارات البقاء والصمود، الا ان الضغوط تتعاظم هي الأخرى يوما بعد يوم، مستنزفة طاقتهم في مقاومة مغريات الهجرة.
ورغم ان الكنيسة التي يظهرها السعداوي بشخص الأب يوشيا، ترفض هذة الهجرة وتدعو الى التمسك بالبقاء، الا ان رفضها لم يكن هو الآخر حازما، وهي تترك الأمور معلقة، ولا تقدم الحلول الناجعة، وتزيد من حيرة رعاياها في معالجة الكثير من الأزمات التي يتعرضون لها.
التهديدات، قانون الغابة، الفوضى، عوامل لم تدع للمسيحي فرصة في التفكير بمجموعة المقتنيات والتحف التراثية التي ما يزال محتفظ بها، حفنة من القيم الممزوجة بكثير من الثقافة والتعليم المتميز حينا وليس غالبا، هذا ما احتفظ بها مسيحيو بغداد، وهذا ما يميزهم طوال سنوات عن الآخرين فعبارة "هذا مسيحي ميجذب"، غدت لا تساوي شيئا في عالم اليوم.
هذة الجماعة استسلمت في نهاية المطاف الى كل تلك الضغوط، فيما فقدت قدرة المطاولة عندما وجدت نفسها وحيدة تتقاذفها أمواج خرائب بغداد، فقرر السعداوي، ان ينقذها من كل ذلك ويدفع بها الى حياة ملؤها امل جديد، ولكن في مكان آخر، فهو يدرك انها قادرة على بناء مستقبل واعد في اي بقعة من هذا العالم.



#فادي_كمال_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحاسب السلطة القضائية؟
- حوارات زمن الشسمة
- دولة الملاهي وأمراء الحرب
- جمهورية الملك


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فادي كمال يوسف - حوارات زمن الشسمة ... ام دانيال المسيحية