أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سالم الخياط - قصة قصيرة - موت المسافات














المزيد.....

قصة قصيرة - موت المسافات


سالم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 5069 - 2016 / 2 / 8 - 20:09
المحور: الادب والفن
    


موت المسافات
قصة قصيرة
سالم الخياط .

لا شيء يرجع على مدار الزمن غيرخطواتنا المنبعثة من الروح ستشير حتماً الى ضوء بعيد بالجانب الخفيالذي لا يراه الاخر ؟
كان يجلس في حديقة البيت ينظر للعشب منفرداً يتمتع بالشمس الدافئة أخذ يقلب أفكاره القلقة ويسرح بعيداً في عزلة مريرة. ثمة عصفور وحيد على غصن شجرة ينتف ريشه بمنقاره الصغير .. بدأ يبحث عن شيء ما ضاع منه منذ زمان.. شيء لم يرد البحث عنه.. أو يدخل بتفاصيله.. كان خائفاً أن يهمس حتى لنفسه : آه .. سمع ضجيجا في مكان ما.. همس في دخيلته وأطرق السمع ..
قطرات ماء تقرع في إناء تسبب له صداعا بايقاعها الرتيب.. أراد ان ينهض لإيقاف هذه القطرات حين حاول النهوض طار العصفور من الشجرة بينما ذهب ليشرب الماء .. تراجع بهدوء وهو ينظر الى العصفور وكأنه يسمع بعض انفاسه وحركة الطائر الصغير وارتعاشه ..
حين هبت ريح فجأتاً تمايلت الزهرة فطار العصفور .. وسقطت ريشة من جناحيه حاول ان يمسكها بيديه فأخذتها الريح .. كان يريد ان يداري عزلته .. ربما لو حط العصفور على كتفه لكان رفيقاً له .. لكن الامر مختلف الآن .. تساءل في ذات نفسه. وبدأ يتحسس أعضاء جسده ثم رأى احلامه كيف تخرج من ثقوب أضلعه الممزقة ودخان سكارته التي لم يطفئها. لم يبغي ايقاظ احلامه التائهة وذاكرته التي أصبحت عتيقة ويريد دفنها في ركام روحه المحطمة كان يهمس فقط.. يريد اقداما تلتصق بجسد حتى ولو كانت محطمة اومستعملة حاول عبثا ان يتحسس بيديه جسده كاملاً ارتطم بساقيه المبتورتين وصرخ فزعا !
همس مرة اخرى لماذا عليه التمسك بهذا الحبل فهو لا ميت ولا حي,, سراباً في درب الطريق الطويل .. معاق على كرسي حاول ان يمشي ليرى جسده أخذ يتذكر تلك المسافات في الطريق الطويل وراح يحلم بجسده كاملاً ثم همس مع نفسه: أناس كثيرون يمشون بأعضاء ناقصة يعرفون موت المسافات ؟
بدأت أشعة الشمس تغيب وتلبد وراء غيمة.. ربما قريبا سوف تمطر نهض لإيقاف قطرات الماء وتنقيطها الرتيب وهو يتكىء بعكازته ؟
ثم تراجع وجلس على مقعده ينتظرالمطر ليسقي روحه المنكسرة وأخذ يفتح أبواب روحه للريح لتعود الى الامكنة..
ينتظر هبوب نسمات ريح لروحه المنسحبة بخفة من طيف المكان.. هذا ما تبقى من حطام الروح ؟
ليس هناك ما يتحدث عنه.. فقط أراد ان يصير جسراً ليصل للآخرين.. لم يتوقع ان يكون فريسة حرب ..
طال انحباس المطر وأخذت تنجلي الغيوم عبس وضجر لعدم هطول المطر كانت روحة باردة حزينة كان يريد استسقائها .. حد أنه تخيل العصفور يرتجف وهو يغادر الزهرة ؟




#سالم_الخياط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة
- رجوع متأخر
- دخان
- رحلة بعمق المتاهة


المزيد.....




- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سالم الخياط - قصة قصيرة - موت المسافات