ما وراء فيديو بيع أحجار الهرم

رامز ممدوح

الحوار المتمدن-العدد: 5069 - 2016 / 2 / 8 - 16:51
المحور: الصحافة والاعلام
    

_ أنا اتسرقت ياعلي،اتسرقت ياعلي
_ احنا اتسرقنا بكل الاشكال ياحسن
_ كويس إن ابو الهول والأهرام لسه متسرقوش
_ عشان دول حجارة ياحسن
_ هو لازم كل حاجة في بلادنا تبقى حجارة عشان متتسرقش ياعلي..!!

دار هذا الحوار بين عادل إمام ومحمود الجندي في مشهد من فيلم اللعب مع الكبار، حيث لم يخطر على بال وحيد حامد كاتب سيناريو الفيلم أنه يمكن أن تسرق أحجار الأهرام، ولكن حدث ذلك اليوم كما شاهدنا في فيديو قام بإعداده مجموعة من الصحفيين الشبان اللذين اخفوا هويتهم وظهروا كانهم زائرين عاديين أوصاهم صديقهم الغير مصري أن يحضروا له حجر من الهرم واتفقوا مع شخص يعمل سائق حنطور على أن يتمم لهم امنية صديقهم، ويذكر في نفس الفيديو أنه يبيع هذه الأحجار للسائحين ب 500 يورو..

وهناك سؤال بسيط يطرح نفسه في هذه الحادثة
هو ما اللذي يجعل "سائحا" يدفع 500 يورو في قطعة من الحجارة وما الذي يجعل "مصري" يقوم بتكسير هذه الأحجار؟

هذا السائح يعرف جيدا أن ما بين أيديه ليست مجرد حجارة بل هي كنز وحين يعود الي موطنه سيضع هذا الحجر في الركن الباز من منزله ليراه جميع زواره اللذين في الحقيقة سيندهشون لأمرين أولهما إنهم يلمسون بايديهم قطعة من أعظم معلم اثري في العالم ربما حلموا أن ياتوا إلى مصر ويروه بأعينهم. والثاني إنه كيف حصل صديقهم على هذا الحجر!!

أما بخصوص الشخص الذي يبيع الأحجار فهو كما السائح ينظر إليها على أنها كنز، ولكن مادي إستحل بجهل وجشع بيعه، والسائح نظر إليها كأنها كنز إنساني إستحل شراءه، وبالإضافة إلي ذلك هناك أمر مهم جدا هو مشاعر عدم الانتماء التي يشعر بها كثير من المصريين تجاه الحضارة الفرعونية جعلت هذا الرجل يبيع أحجار أعظم أثر في العالم دون شعور بالمسئولية أو إنه يفرط في شئ هو ينتمي اليه.. كمن ترك له أبوه تذكارا قبل وفاته فيبيع الإبن هذا التذكار دون شعور بوخز الضمير...

أمر أخر أين وزارتي السياحة والأثار من واحدة من أكثر الأماكن المخيبة للأمال في العالم، لماذا لا يتم منع أي شخص يحاول أن يتجاوز السلاسل التي تحيط بالهرم ليتسلق درجاته وينحت على أحجاره ذكرى وجوده في المكان. لماذا لا يتم منع الباعة الجائلين الذين يستغلون ويضايقون السائحين. لماذا كل هذه الأوراق التي تحيط بالهرم وتشوه مظهره ومظهرنا أيضا.
أين المسؤلون.. ؟!!

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل