أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - العياشي عنصر - - الربيع العربي- في الذكرى الخامسة لاختطافه















المزيد.....



- الربيع العربي- في الذكرى الخامسة لاختطافه


العياشي عنصر

الحوار المتمدن-العدد: 5068 - 2016 / 2 / 7 - 21:35
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


"الربيع العربي":
في الذكرى الخامسة لاختطافه

العياشي عنصر -

مقدمــــة
أعود في هذا المقال للحديث عما سمي "بالربيع العربي" في ذكراه الخامسة. في الحقيقة لست أروم من وراء ذلك تقديم حصيلة، أو تقييم للأحداث التي عصفت بالمنطقة العربية ذات يوم من أواخر شهر ديسمبر 2010 انطلاقا من تونس، لتجرف المنطقة بكاملها. بل لعل ما أحاول القيام به هو التفكير بصوت عال، كما يقال، حول تلك الأحداث، وتسجيل بعض الانطباعات الشخصية التي بقيت دفينة اللاشعور منذ ذلك الحين. هي محاولة لطرح بعض التساؤلات، والبحث بذات الوقت عن الإجابات المحتملة لها من وجهة نظري الشخصية. سأبدأ بمساءلة كنه الأحداث ذاتها، والتسميات التي ألحقت بها في محاولة لمعرفة طبيعتها، وكيف يمكن توصيفها، هل هي ثورة ، أم حركات احتجاجية، وانتفاضة، وتمرد. ثم التعريج على العوامل المختلفة التي تظافرت لتلد تلك الأحداث وتساعد على اكتساحها لرقعة المنطقة العربية بسرعة فائقة ومذهلة. وبعدها أحاول التعرف على القوى الاجتماعية الأساسية، أو الفاعلين الرئيسيين وراءها، ومن ثم اسكشاف الآثار التي تركتها على المنطقة برمتها. وأقوم في جزء آخر من الورقة بمحاولة سريعة ومقتضبة للتنظير لتلك الاحتجاجات، أي وضعها ضمن إطار نظري تفسيري. بينما أحاول في الجزء الأخير استشراف مستقبل المنطقة انطلاقا من حالة الفوضى العارمة التي تميزها في الوقت الراهن.
1. في طبيعة الأحداث؛ ثورة، تمرد، أم احتجاج ؟
تسميات عديدة تلك التي استخدمت لتوصيف الأحداث التي بدأت في تونس أواخر شهر ديسمبر 2010، بعد حادثة إضرام الشاب بوعزيزي النار بنفسه، في "سيدي بوزيد" إحدى بلدات الجنوب الشرقي التونسي الفقير، احتجاجا على وضعه الاجتماعي كونه شاب عاطل عن العمل، مهمش ومقهور تعرض للحيف والظلم من قبل أحد ممثلي آلة الأمن في بلده تونس. انتقلت الانتفاضة مثل النار في الهشيم إلى عديد البلدان العربية، فأطاحت بنظم ظنها كثيرون بمنأى عن التغيير. وسرعان ما ألصقت وسائل الإعلام الغربية تعبير "الربيع العربي" بتلك الأحداث، فمن أين جاءت هذه التسمية وعلى ما ذا تحيل؟
يحيلنا لفظ "الربيع العربي" إلى ثورات أوربا منتصف القرن التاسع عشر (1848)، التي عادة ما يشار لها أيضا باسم "زمن ربيع الأمم"، كما يحيل إلى ربيع براغ 1968 أين وقعت مظاهرات شعبية ضد الحكم الشيوعي الموالي والمدعوم من قبل الاتحاد السوفييتي آنذاك. استُعمل التعبير بعد حرب احتلال العراق من قبل عدد من الصحافيين والمعلقين السياسيين وكتاب وسائط التواصل الاجتماعي الذين تنبؤوا بموجة من الحركات الاجتماعية المطالبة بدمقرطة الحياة السياسية . ربما يعود الاستخدام الأول لتعبير "الربيع العربي" إلى المجلة السياسية الأمريكية: "السياسة الخارجية"، في إشارة إلى الأحداث التي وقعت في البلدان العربية. ويقول مارك لينش Marc Lynch في إشارة إلى مقال نشره في مجلة "السياسة الخارجية" بتاريخ 06 يناير 2011 أنه هو صاحب الفضل في صياغة هذا اللفظ من غير قصد. بينما يؤكد جوزيف مسعد أن اللفظ "جزء من استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية لمراقبة غايات وأهداف هذا "الحراك الاجتماعي" وتوجيهه نحو الديمقراطية الليبرالية على الصيغة الغربية. كما أدى النجاح الانتخابي للأحزاب الإسلامية عقب ذلك الحرك الاجتماعي في العديد من البلدان العربية، إلى شيوع تسمية هذه الأحداث، تارة "بالربيع الإسلامي" وتارة أخرى "بالشتاء الإسلامي"، حسب اختلاف المواقف من هذه الأحزاب ومشاريعها.
كما شاع استعمال لفظ الثورة لتوصيف تلك الحركات الاحتجاجية، أو الانتفاضات، وحالات العصيان المدني، والتمرد التي عرفتها المنطقة. لكني، مع كثيرين، لا أرى في تلك الأحداث ثورة، لأن هذا المفهوم يحيل إلى فعل اجتماعي جماهيري يروم التغيير الجذري للأوضاع واستبدالها بوضع جديد مغاير . ما يعني وجود استراتيجية معينة أو خطة محددة للتغيير تتميز بالحد الأدنى من الانسجام والتماسك بين عناصرها. فالاستراتيجية تعني ببساطة وجود أهداف وغايات واضحة نسبيا، وكذا وسائل وأدوات على درجة من الفعالية لتحقيقها. وهو ما تفتقد إليه هذه الحركات الاحتجاجية برمتها. فلا هي كانت تروم التغيير الجذري للأوضاع، ولا كان لديها غايات واضحة أو أهدافا محددة، ولا امتلكت وسائل وأدوات فعالة لتحقيقها. لذلك أعتقد أنه من الملائم توصيفها بكونها حركة احتجاجات شعبية قامت بها الفئات الفقيرة المهمشة، والشباب العاطل عن العمل بالأساس بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. ثم انضمت إليها بقايا الطبقات الوسطى في هذه المجتمعات التي عانت أيضا من تراجع خطير في أحوالها الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عما يمكن تسميته تجاوزا منظمات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية، بمختلف توجهاتها. لكن هذه القوى الاجتماعية عموما لم تكن تتوفر على أدنى شروط التنظيم التي يتطلبها الفعل الثوري، ولا قدرات التنسيق الضرورية بين فاعليها والقوى الأساسية المشاركة فيها. لقد كان القاسم المشترك بين هؤلاء جميعا تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وحالة التضييق الشديد على الحريات العامة والفردية التي ميزت الأنظمة السلطوية السائدة في البلاد العربية لفترة طويلة من الزمن. وبالتالي فإن ما كانت تصبو إليه تلك القوى هو تحسين أوضاعها، وفي أقصى الحالات التخلص من النظام السائد، أما ما بعد ذلك فيبقى في حكم المجهول.
2. ميـلاد الحـركات الاحتجاجــية
أعتقد أن هناك عوامل كثيرة متشابهة أدت في جميع الحالات إلى انفجار حركات الاحتجاج الشعبي، مع شيء من الاختلاف حسب كل بلد. وكانت العوامل المشتركة كما أشرت قبل قليل تتعلق عموما بتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لدرجة أن قطاعات واسعة من السكان تعيش تحت خط الفقر رغم المظاهر الخارجية الخادعة، ورغم المؤشرات الاقتصادية التي تستخدمها المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية التي تخفي حقيقة الأوضاع المزرية، والفوارق الاجتماعية العميقة التي قسمت معظم هذه المجتمعات إلى أقليات غنية ومتنفذة من جهة، وأغلبية فقيرة ومهمشة من جهة أخرى . لقد دأبت بعض المؤسسات الدولية (مثل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي) على استخدام بعض المؤشرات الاقتصادية الخادعة التي لا تجسد الواقع الفعلي لقطاعات عريضة من المجتمع. تلك كانت خاصة حالة مصر واليمن وتونس وسوريا، والمغرب. أما العامل الثاني المهم والمشترك بين جميع هذه البلدان هو الطبيعة التسلطية للأنظمة السياسية، وقمع الحريات العامة والخاصة، والانسداد الذي ميز الحقل السياسي، وغياب أية إمكانية للتغيير السلمي. لقد بلغت درجت الصلافة بهذه الأنظمة حد أنها تحولت في معظمها إلى أنظمة أوليغاركية، ذات طبيعة موروثيه جديدة، أي صنف من أنظمة الحكم الوراثي الجديد التي قامت على التحالف بين المال الفاسد والسلطة السياسية، تشكلت فيها عائلات وأقليات متنفذة تتوارث المال والسلطة. لذلك فإن الاختلافات كانت نسبية جدا بين وضعيات هذه البلدان. ربما كان الوضع الاقتصادي والاجتماعي أفضل نسبيا في الجزائر وليبيا وتونس مثلا مقارنة مع اليمن أو مصر، أو كان الوضع السياسي أفضل نسبيا في المغرب والجزائر ومصر واليمن مقارنة بتونس وسوريا والعراق. لكن هذه الاختلافات بنظري كانت في الدرجة وليست في النوعية. وبالتالي فإن الوضع العام كان متماثلا إلى درجة كبيرة.
3. الفاعلون الرئيسيون في الاحتجاجات
كما كانت الأوضاع متماثلة إلى حد كبير، كان الفاعلون الأساسيون أيضا متشابهين تقريبا في جميع هذه البلدان مع شيء من الاختلاف فيما يخص دور المجتمع المدني ومؤسسة الجيش. فالحركات الاحتجاجية عموما في جميع البلاد العربية صنعتها الفئات الشعبية الفقيرة المكونة من الشباب العاطل عن العمل، أو العاملين في قطاعات هامشية تتميز بمستويات منخفضة من الأجور وقساوة ظروف العمل بخاصة في القطاع غير الرسمي وجزء كبير من القطاع الخاص، وقطاعات واسعة من الإدارة العمومية، مثل النقل العمومي، والتعليم والصحة وغيرها حيث تسود مستويات منخفضة من الأجور على حد الكفاف تقريبا في مصر واليمن وتونس. كما شاركت في هذه الحركات الاحتجاجية منظمات المجتمع المدني من نقابات عمالية (تونس، مصر) ومنظمات طلابية (مصر، تونس، اليمن، سوريا). وكانت الأحزاب السياسية بخاصة من التيارات الإسلامية فاعلا مهما في هذه الاحتجاجات في جميع الحالات دون استثناء بسبب ما لها من تأثير على الجماهير الشعبية، وقطاعات واسعة من الطبقات الوسطى كما في حالة مصر وتونس واليمين. كما لعب الجيش في حالات أخرى مثل مصر ، واليمن إلى حد ما دورا فاعلا أو رئيسيا في "إسقاط النظام". لكن دور الجيش في هذه الحركات الاحتجاجية كما الأحزاب الإسلامية يلفه كثير من الغموض. فضلا عن أن هذه القوى لعبت بعد ذلك دورا أساسيا في الالتفاف على الحركات الاحتجاجية واختطافها وتحويلها لصالح قوى اجتماعية غير تلك التي أشعلت شراراتها الأولى، وشاركت بقوة في تأجيجها، وشكلت وقودها الرئيسي، أعني جموع الشباب العاطلين عن العمل، والعاملين في القطاعات الهامشية التي تردت أوضاعها الاقتصادية الاجتماعية.
4. آثـار الحـراكات الاحتجاجية على المنطقــة
يمكن اعتبار هذا الحراك بذاته حالة تطور إيجابي على الخارطة السياسية العربية لأنه يجسد حالة من الوعي بالظروف الصعبة والقاسية التي آلت إليها أوضاع شرائح وفئات واسعة في المجتمعات العربية، ومؤشرا على رفض أشكال التسلط والظلم والحيف الذين تمادت الأنظمة التسلطية في ممارسته لسنوات طويلة. لكن الإشكال يكمن في طبيعة التكوين غير المتجانس للفئات التي شاركت في الحركة الاحتجاجية، ونقص التنظيم، وفي معظم الأحيان غياب مشروع أو برنامج عمل واضح. وهو ما استغلته أحزاب التيارات الإسلامية التي تتمتع بقاعدة شعبية مهمة، وقدرة على التعبئة والتنظيم بسبب أيديولوجيتها الشعبوية الدينية التي تلقى قبولا لدى جماهير ذات وعي سياسي محدود. إن عدم تجانس التركيبة الديمغرافية وضعف تماسكها، و الاختلافات الأيديولوجية بين الفئات المشاركة في الحركة الاحتجاجية ساعد على الالتفاف على هذه الحركة، وكان مآلها إما اختطافها من قبل التيارات الإسلامية (مثال ليبيا، وتونس)، أو قوى منتمية للأنظمة القديمة التي استولت على السلطة (مصر، اليمين) وأعادت بناء النظام القديم. أو أنها واجهت بطش النظام المتسلط الذي عمل على قمع كل محاولة للتغيير بقوة السلاح ما أدى إلى حالة من الحرب الأهلية وتفكك المجتمع نفسه (حالة ليبيا ، وسوريا، والبحرين).
جاءت النتائج النهائية في جميع الحالات كارثية؛ فكانت الحرب الأهلية والتدمير الكامل للمجتمع والبنية التحتية من نصيب ليبيا وسوريا، واليمن، وفي مصر كانت عودة النظام القديم من النافذة، بفضل سيطرة الجيش، وكذلك كان الحال في تونس بفضل قيادات تنتمي إلى حرس النظام القديم، فضلا عن التدهور الاقتصادي والاجتماعي، وتصاعد قوى الإرهاب الدموي في مصر وتونس. ويمكن القول أن السلطة في هذه البلدان مرشحة لمزيد من المواجهات مع الشارع الذي نفذ صبره بسبب عدم قدرة النظام على الوفاء بوعوده لتحسين وضعية الغالبية من المواطنين الذين تفجرت طموحاتهم مع هذه الحركات الاحتجاجية، لكن الأنظمة الجديدة خيبت آمالهم، وهشمت أحلامهم في العيش الكريم، وفي العدالة والحرية.
5. صعــود التيـارات الدينـية المتطرفــة
كان صعو د نجم حركات الإسلام السياسي والتيارات الدينية المتطرفة من أبرز نتائج الحركات الاحتجاجية، لكن هذه ليست ظاهرة جديدة في جميع البلدان العربية. بل لقد وفر لها ضعف التنظيم والتنسيق بين قوى الحركات الاحتجاجية، وحالة عدم الاستقرار، والتناحر بين القوى السياسية المتنافسة مناخا ملائما للصعود بقوة إلى الواجهة، وامتلاك زمام المبادرة في كثير من الأحيان. فالحركات الإسلامية، عموما، والمتطرفة منها بخاصة، تتغذى من تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وعدم الاستقرار السياسي، ومن ضعف مستوى الوعي السياسي لدى غالبية الفئات الشعبية، وانتشار الأمية بينها. كما تستمد قوتها من تشظي القوى السياسية البديلة ممثلة في مجموع الأحزاب اليسارية والليبرالية التي تفتقد إلى قواعد عريضة بسبب نخبويتها من جهة، وفشلها في التوافق على الحد الأدنى من الأهداف المرحلية، وضعف الوعي السياسي لدى شرائح واسعة من السكان بسبب الأمية من جهة ثانية. ومن أجل قطع الطريق على الحركات الإسلامية عموما، والمتطرفة خصوصا تحتاج هذه البلدان إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية التي ترتبط بدورها بتوفير الاستثمارات، وهذه لا تتحقق طالما بقيت هذه البلدان في حالة من التناحر بين القوى السياسية، وانعدام الاستقرار، وغياب الأمن، بخاصة في سياق عالمي يتميز بأزمة اقتصادية صعبة طالت حتى البلدان الغنية والمتقدمة صناعيا.
يمكن القول، في ضوء هذا التحليل، أن البلدان العربية قد وقعت في مصيدة، إذ تجد نفسها في حلقة مغلقة، أو دائرة خبيثة، يصعب الخروج منها، أو كسرها. وبالنظر إلى الوضعين العالمي والإقليمي السائدين اليوم (الأزمة الاقتصادية والمالية، وعودة الصراع بين البلدان الغربية، وروسيا، إلى جانب الصراع بين دول الخليج العربي وإيران، وتراجع النمو الاقتصادي)، يصعب التكهن فيما إذا بقي لهذه البلدان أي مخرج من الوضعية الكارثية التي توجد فيها الآن. وبعيدا عن نظرية المؤامرة، يمكن القول أن القوى الامبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية قد نجحت في تحقيق مخططاتها المتمثلة في تفجير المنطقة، وإدخالها في حالة من "الفوضى الخلاقة" بهدف كسر جمودها وإلحاقها بشكل نهائي في فلكها كأقمار تابعة تدور في مسارات النظام الرأسمالي العالمي الجديد، وتحقق مصالحه في الهيمنة المطلقة على العالم.
6. سوسيــولوجـيا "الربيـع العـــربي"
من الصعب وضع الحركات الاحتجاجية التي عرفتها البلدان العربية ضمن قالب أو إطار نظري محدد. فهي بالتأكيد ليست ثورات بالمعنى التقليدي للمصطلح، حيث لا وجود لمشروع اجتماعي وسياسي بديل على الساحة، ولا وجود لقيادة ثورية ممثلة في طبقة اجتماعية محددة، أو حزب ثوري توجه حركته أيديولوجيا ثورية، أو برنامج عمل واضح المعالم. وبالتالي، لا يمكن مقاربتها من منطلق النظريات الثورية التقليدية كالماركسية مثلا. ولا يمكن اعتبارها عمليات تغير اجتماعي إصلاحي سلمي يمكن مقاربتها ضمن إطار نظريات السوسيولوجيا التقليدية مثل الوضعية والتطورية والوظيفية وغيرها. بل لعل الأقرب والأكثر ملاءمة هو مقاربتها من منطلق البراديغما الجديدة التي تركز على الحركات الاجتماعية التي تقودها فئات هامشية بالمعنيين الاجتماعي-الثقافي، والجغرافي-الفضائي. وتندرج هذه المقاربة ضمن ما يعرف بنظرية المركز والمحيط أو الهامش التي تصف التطورات الحديثة للنظام الرأسمالي العالمي في القرنين الأخيرين. وهي أيضا مقاربة تتقاطع مع نظريات العولمة التي تؤكد هيمنة النظام الرأسمالي العالمي، وضرورة إخضاع بقية البلاد لمنطقه المتسلط. وكذلك بعض استراتيجيات التوسع الحيوي للنفوذ الذي تمارسه القوى الامبريالية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية. أعني هنا استراتيجية "الشرق الأوسط الجديد"، أو "الشرق الأوسط الكبير" التي شكلت برنامج عمل، وخطة طريق للسياسة الخارجية الأمريكية تحت حكم المحافظين الجدد في عهد حكم آل بوش من منتصف الثمانينات من القرن الماضي لغاية منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة. وقد كان الهدف المعلن لها إعادة هيكلة منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية للمنطقة برمتها. كما يمكن النظر إلي الحركات الاحتجاجية وفهمها من زاوية بعض النظريات السياسية الحديثة التي تعبر عن هذا المسعى مثل نظرية "الفوضى الخلاقة" التي ظهرت منتصف التسعينات من القرن الماضي على يد مفكرين وسياسيين من النخبة المثقفة في الجامعات ومراكز البحث وصناعة الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية (بداية بوزير الخارجية الأسبق هنري كيسنغر H. Kesnger ، و مستشار الأمن القومي زيبغنيو بريجنسكي Z. Brzezinski ، ومايكل ليدين Michael Ledeenالعضو البارز في معهد أنتربرايز الأمريكي American Enterprise Institute وصولا إلى صموئيل هنتنغتون S. Huntington، وفرانسيس فوكوياماF. Fukuyama )، حيث أبرزوا جميعهم أهمية فكرة "الفوضى الخلاقة" التي وجدت تعبيرها الأكثر وضوحا في عبارات مايكل ليدين الذي يقول أن (الاستقرار مهمة لا تستحق الجهد الأمريكي)، ويحدد (المهمة التاريخية) الحقيقية لأمريكا بقوله: "التدمير الخلاق هو اسمنا الثاني في الداخل كما في الخارج. فنحن نمزق يوميا الأنماط القديمة في الأعمال والعلوم، كما في الآداب والعمارة والسينما والسياسة والقانون. لقد كره أعداؤنا دائما هذه الطاقة المتدفقة والخلاقة التي طالما هددت تقاليدهم (مهما كانت) وأشعرتهم بالخجل لعدم قدرتهم على التقدم. علينا تدميرهم كي نسير قدماً بمهمتنا التاريخية."
تعتمد نظرية "الفوضى الخلاقة" في الأصل على فكرة صموئيل هنتنغتون الخاصة "بفجوة الاستقرار"، وهي فجوة تتميز بديناميكية الاتساع والضيق حسب الظروف حيث يؤدي اتساعها إلى انتشار مشاعر الإحباط والنقمة في أوساط المجتمع، وبالتالي إلى زعزعة الاستقرار السياسي، بخاصة في حال غياب الحريات العامة والفردية، وتكافؤ الفرص الاجتماعية والاقتصادية، وافتقاد مؤسسات النظام للقابلية والقدرة على التكيف الإيجابي. فمشاعر الاحتقان يمكن أن تتحول في أي وقت إلى مطالب غير متوقعة، وأحيانا صعبة التحقيق. وتقف مؤسسات النظام أمام خيارين؛ إما ضرورة التكيف من خلال إصلاحات سياسية واجتماعية تؤدي إلى توسيع المشاركة، واستيعاب تلك المطالب. أما إذا طغت على النظام الطبيعة السلطوية و الأحادية، فإنه لن يستطيع، بل يرفض الاستجابة لتلك المطالب، ما يؤدي لمزيد من الفوضى التي يعتقد هنتغنتون أنها ستقود حتما إلى تغيير شامل لقواعد اللعبة واللاعبين .
7. مآل احتجاجات "الربيع العربي"
كما لم يكن من السهل التنبؤ بهذه الموجة من الاحتجاجات التي اكتسحت جزءً كبيرا من المنطقة العربية منذ ديسمبر 2010 في تونس ويناير 2011 في مصر، لا أعتقد أنه من السهل اليوم التنبؤ بآفاق هذا التيار الجارف من التغيير، وعدم الاستقرار، والصراعات الطائفية، والمذهبية، والعقائدية، والفوضى، والحروب الأهلية التي تصنع يوميات المنطقة العربية. فالتقلب والتناقض هما السمتان المميزتان لهذه الديناميكية، حيث تبرز أحيانا مؤشرات توحي بقرب انتهاء هذه المحنة المزمنة واقتراب الانفراج مثلما وقع في تونس، بعد توصل الفرقاء إلى صياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة أفرزت نوعا من التوازن في الحياة السياسية، وأعطت بصيصا من النور باقتراب تجاوز الأزمة هناك. لكن الخلافات بين الأجنحة المتصارعة في النظام، وسوء أداء الحكومات المتعاقبة وفشلها في الوفاء بوعود التغيير التي طالما انتظرتها الجماهير العريضة المشاركة بقوة في الحركة الاحتجاجية التي أسقطت نظام بن علي، فضلا عن تنامي متسارع في النشاط الإرهابي من طرف فصائل موالية "للدولة الإسلامية" سرعان ما أعاد عقارب الساعة إلى الصفر، فقد عادت إليها موجة الاحتجاجات عدة مرات عديدة، كانت آخرها في منتصف يناير 2016 حيث انفجرت موجة احتجاج قوية في ولاية القصرين في الشمال الغربي لتعم كامل البلاد بعد أيام قليلة، وعادت المواجهات العنيفة بين جماهير الشباب العاطلين عن العمل وباقي الفئات المهمشة في المجتمع وقوى الأمن، وسقطت معها تونس تحت حالة الطوارئ ومنع التجوال من جديد.
عاشت مصر أوضاعا مشابهة تماما قبل ذلك عند الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين وانتخاب الرئيس الجديد للدولة، حيث جاء ذلك بمثابة منعطف للدخول في مرحلة جديدة، واعدة بالاستقرار والنمو بعد الدعم القوي الذي حظي به النظام الجديد من قبل دول فاعلة في المنطقة (السعودية، الإمارات، الكويت)، والزيارات العديدة للرئيس السيسي إلى أوربا وأمريكا لافتكاك الاعتراف بنظامه، والتحالف معه ودعمه بالاستثمارات، وهو ما وقع فعلا، مع أن مؤشرات عديدة تلوح إلى عودة قوية لرموز النظام القديم. حدث ذلك أيضا في ليبيا مع التفاف قوى المعارضة وفصائلها التي أطاحت بالنظام حول المجلس الاستشاري المؤقت من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة الجديدة مباشرة بعد الإطاحة بنظام القذافي. وكذلك في اليمن حيث وقع التوصل إلى اتفاق بين قوى الحراك الشعبي والسلطة تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي، اتفاق هش ينص بانتقال السلطة سلميا إلى وجوه قديمة من النظام ذاته، رغم أن ذلك لم يحظ بالقبول من طرف جميع الفرقاء بخاصة في الجنوب، وبعض القوى الأخرى الطائفية في الشمال (الحوثيون). لكن جميع هذه التحولات الإيجابية، على محدوديتها، لم تدم سوى لفترة قصيرة، وسرعان ما تهاوت الآمال التي بنيت عليها، وضاعت الفرص التي لاحت في الأفق.
وفي ليبيا عاد الاقتتال بقوة، وهي الآن في حالة من التفكك والانهيار التام، رغم بزوغ بصيص من الأمل بعد الاتفاق الأخير بين الأجنحة المتصارعة على بقايا مؤسسات الدولة المنهارة لتشكيل حكومة وفاق وطني(بداية يناير 2016)، وهو ما وقع فعلا بعد مفاوضات عسيرة ومتعثرة في عدة أماكن وتحت رعاية جهات متعددة ( في المغرب، والجزائر). لكن يبدو أن المؤتمر الشعبي المنتخب في طرابلس غير راض عن الاتفاق، ولا عن حكومة الوفاق الناتجة عنه. كما انزلقت الأوضاع في مصر تدريجيا إلى مواجهة عنيفة بين النظام وقوى التغيير التي ثارت عليه في يناير 2011، وتطور الوضع إلى مواجهة مسلحة مع التيارات الإسلامية المتشددة التي أعلنت ولاءها لما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وسوريا" من جهة، ومواجه بين النظام ومجموع القوى الاجتماعية والسياسية في المجتمع المصري الرافضة لهيمنة الجيش على الحكم من جديد، وعودة الأساليب الاستبدادية والبوليسية لإدارة الحياة السياسية. وفي اليمن تطورت الأوضاع إلى الأسوأ مع استيلاء الحوثيين على الحكم في صنعاء، وقيام السعودية بتشكيل تحالف يضم مجموعة من الدول بينها دول الخليج لشن حملتها العسكرية تحت اسم "عاصفة الحزم" لمواجهة انقلاب الحوثيين على حليفهم الذي نصبوه في الحكم، ولم يستطع حل التناقضات التي خلفها ما يقارب نصف قرن من الحكم الفردي الاستبدادي للرئيس على صالح وزمرته. وفي منطقة الخليج ذاتها عرفت البحرين انتفاضة شعبية من قبل الأغلبية الشيعية التي تشتكي من التهميش والإقصاء المستمر لها، وقد اضطرت السعودية لإرسال جيشها لإخماد الحراك العنيف هناك، وما تزال الأوضاع رغم ذلك مضطربة بسبب الأحكام الثقيلة بالسجن التي طالت قيادات الحراك الشعبي في البحرين، واستمرار التضييق على العمل السياسي.
أما سوريا فقد اتجهت الأوضاع فيها بعد فترة وجيزة من الحراك الشعبي السلمي إلى المواجهة المسلحة العنيفة بين النظام وخصومه، وتفاقمت الأوضاع هناك وتعقدت بدخول أطراف أجنبية إقليمية ودولية على خط الصراع بين النظام والقوى الممثلة للحراك الشعبي المطالب بتغيير النظام. وجرى تدويل الصراع، وأضحت سوريا ساحة معركة مفتوحة بين القوى الإقليمية الرئيسية (تركيا، ودول الخليج العربي بقيادة السعودية، وإيران)، والقوى الدولية (الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا والصين). وما تزال الأوضاع لحد الآن في أسوأ أحوالها، وفي طريق مسدود. كل ذلك رغم محاولات عديدة للتوصل إلى حل سلمي للحرب التي أتت على الأخضر واليابس، وشردت ملايين السوريين في شتى أصقاع العالم. وتجري هذه الأيام آخر المحاولات بتنظيم الدورة الجديدة من المفاوضات بين النظام والمعارضة على خطى مفاوضات جنيف قبل سنتين، وقد افتتحت يوم 30 يناير في جينيف في غياب المعارضة التي لم تستطع حسم أمرها إلا بعد انطلاق المفاوضات. ويبدو حسب الملاحظين والمتتبعين للصراع السوري أن هناك فجوة ضخمة بين الفرقاء، ولن يكون من السهل التوصل إلى توافق بينهما في القريب.
خاتمة
في هذا الوقت تبدو المنطقة العربية تماما مثل الرمال المتحركة التي لا تتوقف الأشكال التي ترتسم بها عن التغير، ويصعب بالتالي التنبؤ بما سيحدث فيها بعد أسابيع، إن لم نقل بعد أيام، أو حتى بضعة ساعات. كما تبدو المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات طالما لم تتوصل القوى الإقليمية والدولية الفاعلة إلى توافقات ترضيها وتحقق مصالحها، وهو أمر يتباعد مع مرور الساعات والأيام، ولن يحدث في القريب العاجل، ولا بسهولة ويسر، أو دون ثمن باهض من الخسائر البشرية ومن التدمير الهائل الذي يطال البنية التحتية بأكملها سواء في اليمن، أو ليبيا، أو سوريا، والعراق، وبصورة أقل في مناطق أخرى.
لكن المثير أكثر من كل ذلك هي التطورات الأخيرة التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط بسبب تعنت القوى العظمى (أمريكا، وروسيا) وإصرار كل طرف على فرض أجندته والدفاع المستميت عن مصاله الحيوية والاستراتيجية في المنطقة. ما أدى إلى الفشل الذريع في التوصل لحل سلمي للحرب الدائرة في سوريا بين القوى الدولية والإقليمية الرئيسية الفاعلة، وأعني الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين من جهة، وروسيا وحلفائها الإقليميين من جهة ثانية. حيث أدى فشل مفاوضات ما سمي "جنيف 3" حول الحرب في سوريا حتى قبل انطلاقها إلى حالة من الاستقطاب غير المسبوق منذراً بدخول الصراع في المنطقة مرحلة نوعية جديدة. إذ طفت على السطح احتمالات التدخل المباشر من قبل الحلف الأمريكي- الغربي– السني (السعودية ودول الخليج وتركيا) للمشاركة فعليا بقواتها البرية في الحرب الدائرة على الأراضي السورية، في مواجهة الحلف الروسي- الاإيراني – الشيعي الموجود هناك منذ فترة. وهو احتمال يضع المنطقة على أبواب حرب عالمية ثالثة فعلية، بعد أن كانت مجرد افتراض بعيد.
_____________________
المراجـــــــــــــع:
1- عنصر، العياشي : "العولمــة والتطــــرف : محاولة لاستكشاف علاقة ملتبسة"، مجلة سياسات دولية، المعهد العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحــة، ( مقبول للنشـــر).
2- عنصر، العياشي : "لماذا فشل علم الاجتماع في التنبؤ بالربيع العربي"؟ ورقة مقدمة للملتقى الدولي: علماء الاجتماع العرب أمام أسئلة التحولات الراهنة، تنظيم المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية والجمعية العربية لعلم الاجتماع، وهران- الجزائر 18-20 فبراير 2014 ،
"مجلـة إضافات" مجلة الجمعية العربية لعلم الاجتماع، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، (مقبول للنشر).
3- عنصر، العياشي : "الحركات الاحتجاجية في الجزائر": مقال منشور على صفحة المعرفة، موقع الجزيرة. نت، بتاريخ 11/02/2011
http://www.aljazeera.net/opinions/pages/31e42f70-7bcb-4813-acb1-71b455bedc22 الجزء الأول
http://www.aljazeera.net/opinions/pages/79cf5027-e596-4951-8984-77a575e6e75b الجزء الثاني
4- ضياء، شبكة : سياسة الفوضى الخلاقة الامريكية: الأصول الفكرية والأبعاد الدولية والإقليمية، http://diae.net/14063 تسجيل الدخول بتاريخ 23 يناير 2016 على الساعة 22:15
5- سيف، ابراهيم : "الربيع العربي اقتصاديا... سنة مخيبة للآمال"، مركز كارنيغي للشرق الأوسط، http://carnegie-mec.org/2012/12/15/statement-on-formation-of-supreme-military-council-command-of-syria/fbke
سجل الدخول بتاريخ 30 يناير 2016 على الساعة 11:30
6- عاشي، الحسن : "خطورة تنامي القطاع غير النظامي في البلدان العربية" مركز كارنيغي للشرق الأوسط؛ في http://carnegie-mec.org/publications/?fa=47099 سجل الدخول بتاريخ 30 يناير 2016 على الساعة 11:20
7- بودلال، علي : "القطاع غير الرسمي في سوق العمل الجزائري دراسة تحليلية تقييمية للفترة (2000-2010)"، مجلة؛ بحوث اقتصادية عربية، العدد 65، شتاء 2014،
8- عبد الله البارقي، مناورات "رعد الشمال"، على "الموقع الإلكتروني: سبق" https://sabq.org/ تم الدخول بتاريخ 7/2/ 2016، الساعة 20:15
9- Heather Maher: “Muslim Protests: Has the US President, Barak Obama Helped Bring On an Anti-U.S. Islamist Spring”?, The Atlantic, 23 September 2012, in, http://www.theatlantic.com/international/archive/2012/09/muslim-protests-has-obama-helped-bring-on-an-anti-us-islamist-spring/262731/retrieved 30th. November 2015
10- Held , David and Coates Ulrichsen Kristian : «The Arab Spring and the changing balance of global power », Open Democracy, https://www.opendemocracy.net/arab-awakening/david-held-kristian-coates-ulrichsen/arab-spring-and-changing-balance-of-global-power , Retrieved 25 Jan. 2016 , at 23.1
11- Huntington , Samuel P: The Clash of Civilizations and the Remaking of World Order, Simon & Shuster Inc. 1996, NY.
12- Joseph Massad "The Arab Spring and other American seasons". Al Jazeera.net, 29th. August 2012 , Retrieved 25 November 2015
13- Krauthammer, Charles "The Arab Spring of 2005". The Seattle Times, 21 March 2005, Retrieved 27th. Dec. 2016.
14- Lynch, Marc. "Obama s Arab Spring ?". Foreign Policy, 6th. January 2016, in, http://foreignpolicy.com/2011/01/06/obamas-arab-spring/. Retrieved 20th. Jan. 2016
15- Lynch, Marc: “The Arab Uprising: The Unfinished Revolutions of the New Middle East” . New York: Public Affairs 2012. . ISBN 978-1-61039-084-2.
16- Wittes ,Tamara Cofman : « Learning to Live With the Islamist Winter” , Foreign Policy: 19 July 2012, retrieved 30 November 2012
17- Wallerstein, I. The Modern World System: Capitalist Agriculture and the Origins of the European World Economy in the Sixteenth Century, New York: Academic Press, 1974








#العياشي_عنصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - العياشي عنصر - - الربيع العربي- في الذكرى الخامسة لاختطافه