هل يخدم العراقيين اذا حكمهم الحزب الشيوعي ؟؟؟

ميري عطية

الحوار المتمدن-العدد: 5066 - 2016 / 2 / 5 - 22:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يتحرك الحزب الشيوعي اليوم ضمن رقعه ضيقه جدا في الساحة العراقية ويتدثر بدثار الشعارات من تنسيق القول لمنهجية مثالية وانتقاد الوضع المر الذي يعيشه الشعب العراقي .. مشاركة فاعله في التظاهرات الى تدابير الفعل لوطن حر وشعب سعيد كما يدعون ,, واستراق السمع من هواجس المواطنين وحاجتهم الى الاستقرار لتمرير إستراتيجية جدلها التاريخي لحظي وآني .. صور شتى لا تلتقي مع بعضها إلا من خلال فقهائها ,, منها مستوحى من ثقافات رومانسية وضع أساسها فيور باخ وكانت وهيكل في مرحلة الرفاه الفكري الأوربي قبل الحروب الكونية لم تتنفس حتى في كعبة الحزب الشيوعي في روسيا فخلقت دكتاتورية أفنت جثث معتنقيها
قبل مناوئيها .. أن الحزب الشيوعي عندما عبث برؤوس معتنقيه العقائديين صار عقيدة مزاجية اعتمدت على سطر مكتوب بحبكه لم يجد النور في بال الذي فرض عليهم في روسيا والصين وكوبا ورومانيا فصار عقيدة راديكالية اعقد من اي دين يعتمد الوصول الى ألعامه بواسطة الدعوة البسيطة الواضحة ويستغل ولائهم فهي اي العقيده الشيوعية صعب معقد لم ينال ولاء ألعامه في شعوب متطورة ثقافيا ومتقدمه على العراق .. لا يستطيع احد ان ينكر أن الفكر الشيوعي صار كابوس على الدول الذي فرض عليها بدكتاتورية المتحمسين له والمروجين لسلطته التي انتفع منها الخاصة وتضرر منها العامة .. كيف يصبح الحزب الشيوعي بكل عقائده الفلسفية المعقدة متبنى فكري من قبل عراقيين يؤمنون به ويوالونه ؟؟؟ أشك بأنهم سيفقهون كنه تلك الفكرة ببعدها الأدبي فكيف ينشروها بسلوك عملي من منهج أيدلوجي يضع للشعب العراقي على طريق الخلاص من نفسه وعقله المتأخر مئات السنين عن بقية الشعوب .. نظره طوبائية غير قابله للتطبيق من يعتقد ان الحزب الشيوعي سيكون فكر ملائم الى شخصية العربي العراقي بكل تركيباتها الفكرية الدينية والعشائرية وعندها سيأخذ منحى آخر لتعزيز قدراته لتعزيز سلطته بعسكرة الفكر الحر وجعله سلطه باطشة مستبدة هدفها دوام السلطة وليس دوام الإنسان .. ان الفكر الشيوعي يؤمن بالحتمية التاريخية والجدلية التاريخية معا ولهذا يجب ان يكون معتنقيه واقعيين بخلق بيروسترويكا احدث من التي خلقها غورباتشوف لروسيا عندما كانت ند للولايات المتحدة الأمريكية هذا على صعيد العالم .. أما بالعراق فلا توجد بيروسترويكا أكثر ملائمة من تبديل اسم الحزب نفسه وخلق تنظيم ليبرالي لا يعتمد على عقيدة مكتوبة تكون مقدسة ودكتاتورية بالاعتناق .. لا ادري كيف يفكر الشيوعيين العراقيين بإبدال فكرة الإسلام بالشيوعية وكأننا نرجع الى آلاف السنين الى الخلف .. اذا كان الإسلام يحمل فكرة الاجتهاد في بعض مذاهبه والضرورات تبيح المحظورات وهو يعاني من ركود أفكاره .. فان الفكر الشيوعي جدلياته التاريخية لن تسمح بفتح إقفال عقيدته وقدسيتها .. نحن مللنا في العراق من زخم الشعارات والنظيرات حتى صار الذي يسمع منا من متحمس الى عقيدة يصيبه الغثيان .. القانون والتبادل التجاري والعولمة وكسر الحدود الاقتصادية للبلدان والاتصالات السريعة لن تسمح لعقيدة بعينها ان تلمع من نفسها لأن العقل البشري اليوم لا يحتمل الثوابت الفكرية والعقائدية ... تحياتي

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات