أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسام محمد - وإذا الإنسانيةُ سُئلت بأي ذنب في نفوس الناس قَد قُتلت؟















المزيد.....

وإذا الإنسانيةُ سُئلت بأي ذنب في نفوس الناس قَد قُتلت؟


حسام محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 20:31
المحور: حقوق الانسان
    


الإنسانية كما نعرفها ليس لها تعريف واحد ولا مذهب واحد بل هي عدة مفاهيم تجتمع في كيان نطلق عليه لفظ انسان ومنه اشتقت الانسانية نسبة لهذا الكائن الحي العاقل المدرك المفكر المتجدد ونحن بفطرتنا لا نركز على الانسانية بمفهومها الفلسفي وأبعادها الكلامية والمنطقية والمذهبية الفكرية بل نركز على جانب واحد منها فقط وهو التعامل الرحماني بين بني البشر بكل ماتحمل كلمة الرحمانية من معنى .فلو راجعنا كتب الفلسفة وعلم النفس وعلم الإجتماع لوجدنا أن اكثر من 80% من معاني الإنسانية تصب في معنى الرحمانية في الإنسان وليس المعنى الشامل للانسانية المتشعبة المفاهيم والمصاديق ..فالكرم جانب من الرحمة والعطف على الاخرين جانب من الرحمة ومساعدة الضغفاء جانب من الرحمة والتكاتف والتكافل و التوادد والاجتماع كلها نوع من انواع الرحمة وهذا هو مايحتاجه الانسان من الانسانية التي نطلق عليها دوما بالإنسانية السمحاء أي أننا نرنوا الى جو من التسامح والعفوا والمحبة أما الإنسانية بتعاريفها المتعددة فنحن لا نحتاج اليها في واقعنا المعاش اليوم بل مانريده اليوم من مفهوم الإنسانية هو هذا التراحم والتصالح بين ذواتنا وبين مجتمعاتنا الإنسانية وعلى فرض أن الإنسانية هي بمفهوم الرحمانية والعطفية والتسامحية يأتي سؤال يتردد بقوة هذه الأيام وهو لماذا قتلت الإنسانية في مجتمعنا العربي عامة ومجتمعنا الإسلامي خاصة رغم ما يدعوا اليه الإسلام وباقي الديانات من دعوات للتراحم والتكافل الإجتماعي ؟؟ هل هنالك قصور في طرح الإسلام أو هو قصور في فهم المسلم للإنسانية الرحمانية كما أحب أن أسميها هذا إن قلنا في المجتمع الإسلامي أما إذا خاطبنا المجتمع بالمجتمع العربي خارجا عن نطاق الاديان والمذاهب فالسؤال نفسه لماذا انسلخت الانسانية من كيان هذا المجتمع المعروف بكرمه ونخوته وشجاعته وإنسانيته وتعاطفه ماهي الأدوات التي غيرت من هذا المجتمع المتراحم الى مجتمع متباغض دموي يسعى كل فرد فيه او مجموعة الى اثبات انفسهم بقهر القوة والسلاح والنفوذ ؟ لابد أن أشير قبل ان أسترسل الى حقيقة ان المجتمع آنذاك في العصور المتقدمة زمانيا لم تكن معصومة او مجتمعات انسانية بحنة ولكنها أهون شرا من مجتمع اليوم بكثير وخاصة قبل الانفتاح وعصر الانترنت .

أما ماهي الأدوات التي دخلت على مجتمع اليوم وجعلت منه مجتمع لاانساني يتعامل وفق المعايير المادية بعيدا عن مجتمع الروح الإنسانية السمحاء التي كان اجيال ماقبلنا تعيشُها فهي أدوات عديدة ابرزها اداتين هما التخلف الثقافي ويدخل ضمنه الجهل العلمي والسلوكي والاداة الأخرى هي التعصب بكل انواعه سواء الديني أو القَبلي أو العنصري وأبرزها اليوم هو التعصب الفكري الديني والذي لعب دورا أساسيا في تغيير روح هذا العالم الى روح شريرة تكدست بها أعتى معاني الكره والحقد وحين أقول بالتعصب الديني لا يُفهَم من ذلك إنني أقصد المجتمع الديني الإسلامي حصرا بل كافة الاديان والمذاهب والمعتقدات فالتعصب لا ينتمي الى دين دون آخر بل هو مشترك بين كل الاديان والمذاهب الفكرية والفلسفية . وحتى التيار الالحادي يعاني من التعصب والتمسك بالمعتقدات حد التطرف ولكن أبرز التطرفات الدينية التي نعيشها اليوم هي التطرفات الإسلامية والتي أنشأت من خلال الفراغات الفكرية التي تركها بعض علماء الإسلام مفتوحة كثغرات يدخل من خلالها سراق الفكر والعبثيون الذين يريدون لهذا المجتمع الإنساني التسافل والإنحطاط على مستوى الانسانية والاخلاق وهذه الثغرات هي في بعض النصوص لفهم ايات القران الكريم الحاثة على جهاد الكفار في زمن الرسول والخلفاء والملوك الذين حكموا دولة الإسلام بالتعاقب الزمني .

ولابد أن أشير الى ان التطرف الاسلامي الذي اصبح العدو الرسمي للانسانية في موضوع بحثي هنا هو التطرف الارهابي المتمثل بالسلفية الجهادية التي انبثقت في نهاية الثمانينيات والتي تتبنى الجهاد المسلح في فكرها وعملها لتغيير الانظمة التي تدعي انها مستبدة وظالمة وغير مطبقة للشريعة الاسلامية عبر القوانية الوضعية التي تشرعها الدول المدنية عبر الدستور العام للدولة .إيمانا منها بأن التغيير لايمكن أن يتم عبر الاصلاح الفكري والسياسي بل بالسلاح والقوة ولذا انشأت فصائل عديدة لاداعي لذكرها جميعا ونختار منها واحدة تشغل اليوم مساحة واسعة في الواقع والاعلام وهي داعش الارهابية التي تتبنى مشروع بناء دولة اسلامية على غرار دولة الخلافة الاسلامية السابقة .. وداعش عبر نظرية بناء دولة اسلامية لا تتقبل اي مشروع مدني متقدم بل تحرم كل انواع الانفتاح على الاخر وتؤمن بأن كل من ليس معها فهو ضدها وعدو لها يجب تصفيته .

اذن كيف ماتت الانسانية في نفوس الناس وكيف بدأت تنسلخ من تفكير بعض الشباب الذي انخرط بوعي او لاوعي في صفوف هذه الجماعات التكفيرية الضالة المضلة التي لاتراعي حرمة للانسان والانسانية ؟ والجواب يكمن في شقين أولهما كما قلنا قبل قليل هو الثغرات التي تركها علماء الاسلام والتي استغلت في فهم النصوص القرانية القابلة للتأويل والشق الثاني هو تقاعس المثقفين والادباء والكُتَّاب والحركات الثقافية من اداء واجبها تجاه اجتذاب طاقات الشباب الخام وتحويلها نحو الابداع في مصفى احتواء الطاقات عبر فتح مراكز لتنميتها ومعاهد لتطويرها كي لاينشغل الشاب بممارسة اعتقاده المتطرف في فراغ الساحة الفكرية في الواقع العربي لاجتذاب باقي الشباب الفارغ ذهنيا .

الانسانية تُقتل حين تشحن الافكار بالعداء نحو الاخر حسب الاختلاف في الدين والعرق او المذهب في الدين الواحد والفكر الواحد بل اصبحت انشقاقات حتى في داخل الاحزاب السياسية والديموقراطية وصلت حد الاحتراب والتقاتل فضلا عن الدينية اضافة الى هذا كله ان الانسانية تموت في الانسان اذا لم تشحن بالحب والتسامح عبر قنوات اعلامية وكتب تثقيفية ونشرات يومية وإعادة صياغة لفهم جديد للقران والسنة النبوية والاحاديث وتنقيحها من المصادر الغير موثوقة والمشحونة بالحقد والتبغيض للاخرين .

اخيرا نحن نتطلع لحياة انسانية مليئة بالرحمة والتعاطف والتوادد ونبذ العنف والاستقرار الاقتصادي والامني ولقمة العيش الهانئة والحياة المليئة بالتقدم والتطور من خلال بث الروح المنتجة في نفوس الشباب الواعي والمثقف .



#حسام_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديموقراطية الذات القدسية وحرية التعبير عن الرأي!!


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسام محمد - وإذا الإنسانيةُ سُئلت بأي ذنب في نفوس الناس قَد قُتلت؟