أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الرحيمي - نقد النقد و العلوم الإنسانية بالمغرب















المزيد.....

نقد النقد و العلوم الإنسانية بالمغرب


محمد الرحيمي

الحوار المتمدن-العدد: 5060 - 2016 / 1 / 30 - 04:39
المحور: الادب والفن
    


يكتسي موضوع نقد النقد في الدراسات الأدبية الحديتة، أهمية قصوى كونه موضوع خصب و يتطلب الكثير من الدراسات لتبيان مواطن التميز،فإدا كانت بداية النقد الأدبي تميزت بكل من العفوية في إصدار الاحكام النقدية،على الخطابات عامة و النصوص الشعرية خاصة في العصر الجاهلي،و كان موضوعه هو الأدب،و تطورشيئا فشيئا،فإن نقد النقد موضعه ليس الإبداع و إنما نص نقد الإبداع،و يكون بذلك بعيد كل البعد على الإبداع،و إن كان الأمر كذلك وجب إعادة التفكير في مجموعة من القضايا التي تمس هذا الشق المتميز من الماوضيع المهمة في إعطاء الإبداع و نقده مكانة أكتر موضوعية و دقة ،من قبيل إشكال المنهج الموظف و اللغة و المفاهيم و كذلك الرواد
فمن هم رواد هذا الجانب ؟ و ما طبيعة المفاهيم المؤسسة لهذا العلم الجديد ؟ و ما هو المنهج الموظف في نقد النقد؟هل هو نفسه الموظف في النقد؟ أم أن هناك اختلاف ؟
يعد كتاب محمد الدغمومي الموسوم بنقد النقد و تنظير النقد العربي المعاصر بحق اول كتاب نظري يطرح موضوع نقد النقد بكل فعلي و صريح،ضمن سلسلة منشورات كلية الاداب و العلوم الإنسانية بالرباط؛ الذي يتكون من ثلات ناءة و وتلاثة و خمسون صفحة موزعة بين تلاثة أقسام قسمت على فصول كل فصل يعالج زاوية أصغر من الزوايا التي يضمها القسم ككل ؛كان متن نقد النقد و التنظير و مرجعياتهما عنوان للقسم الاول،عالج فيها الناقد تناول فيه في الفصل الاول علاقة نقد النقد ببعض الخطابات مثل خطاب التأريخ و التعليم و خاصة التنظير ،و تناول في الفصل الثاني المرجعيات المختلفة لمتن نقد النقد الذي يشكل المرجع اللغوي و الرجع السوسيولوجي من المرجعيات التي يستند لهما هذا العلم،أما القسم الثاني الذي اختار له الناقد عنوان المفاهيم المرجعية عنوان له فقد شكل بؤرة الحديث و أساس الغاية التي من أجلها يحوم الكاتب ففي هدا القسم عالج الكاتب بتفصيل مفهوم نقد النقد و الاختلاف الكامن بين النظرية و النقد ثم طرح سؤال المنهج الموظف في هذا المتن،أما الفصل التالث و الاخير فقد أبا الكاتب إلا أن يقف عند أهم المفاهيم المكونة لخطاب نقد النقد و علاقته ببعض العلوم ووظائفه المتابينة.هذت من جهة من جهة أخرى،ن مفهوم (نقد النقد) إلى يومنا هذا ما يزال (مفهوما) يشيد ويبنى، فهو في بدء الامر وغايته، مثل كل المفاهيم التي لها حياة تنتقل من التسميات والتصورات العامة، وتمر بمراحل الصقل والاختبار قبل أن تستقر على مدلول اصطلاحي مخصِّص)(4)

أما المفهوم و التسمية فنجد اختلافا بينا،فإن كان جل النقاد وظفوا مهوم نقد النقد،نجد عبد الملك مرتاض في كتابه الكتابة التحليلية بين الترات و الحداتة على أننا نجد من النقاد والدارسين من يستعمل مصطلح "قراءة القراءة" وهو يتحدث عن نفس مفهوم "نقد النقد":

(نريد أن نتحدث تحت عنوان (قراءة القراءة) فنقصد بهذا المصطلح إلى الابتداع الذي يساق من حول ابتداع آخر، فيكون هذا الضرب من الكتابة ماثلا في المرتبة الثالثة من حيث الترتيب الزماني التسلسلي أو التاريخي، لا من حيث المفاضلة التي نطرحها من اعتبارنا أساسا. إذ بعد الكتابة الابداعية (الكتابة أ)، تأتي الكتابة الابتداعية (الكتابة ب) لتساق من حولها كتابة ابتداعية أخراة (الكتابة ج). ولما كانت الأولى في بعض تمثلنا لسيرتها قراءة، والثانية قراءة أيضا باتفاق كل النقاد المعاصرين الجدد، فقد اقتضى أن يطرح نشاط الكتابة المنسوجة من حول الكتابة الثانية على أساس أنه قراءة القراءة)(1)

وعلى هذا الأساس دافع عبد المالك مرتاض عن مصطلح (قراءة القراءة)، لأنه من جهة أليق بالذوق المعاصر، الذي يسعى إلى الحد من تلك السلطة الصارمة القاصمة التي كان النقد يتصف بها عبر تاريخه، ولأن مصطلح (نقد النقد) من جهة ثانية لم يشع إلا بعد ترجمة سامي سويدان لكتاب تودوروف بعنوان (نقد النقد)، مع أن هذا العنوان لا ينسجم مع ما توخاه المؤلف من كتابه، إذ لم تكن غاية تودوروف حصر الكتاب في هذا المجال، وإنما كانت هي التعريف بالمدارس المعاصرة الكبرى للنقد العالمي(2).

وفي سياق تقويم المنجز العربي في (نقد النقد) أو قراءة القراءة، يقول عبد المالك مرتاض:

(إن مفهوم (قراءة القراءة) في الفكر النقدي العربي المعاصر، لا يكاد يمرق عن أحد أمرين اثنين: فإما أن يصدر عن رضا وتعاطف، أو تملق أو تقرب، وإذن فهو تقريظ ومديح. وتمثل هذه الكتابات الثناء الكاذب، والتمجيد المنافق، وغالبا ما تنصب على الكاتب على حساب الكتابة. وإما يصدر عن سخط وقلى، وإذن فهو شتم وتجريح، وتشنيع وتبكيت (...) وقلما ألفينا كتابة من جنس (قراءة القراءة) ترقى إلى ملامسة الابتداع بكفاءة وحياد)(3)

ومهما يكن من أمر، فإنه يمكن التمييز بين مرحلتين في تاريخ تطور (نقد النقد) في النقد العربي الحديث: (4)
أ– مرحلة الإرهاص:

بدأت أواخر القرن التاسع عشر، ثم تعززت بظهور كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي"، الذي يعتبر أول مشروع عملي يؤسس لبداية "نقد النقد" دون أن يستعمل المصطلح.

وخلال هذه المرحلة كان "نقد النقد" يجسد مفهوما يتشكل من مجموعة من العناصر تلح على مفاهيم "القيمة" و"الموضوعية"، ثم ظهرت في الخمسينيات من القرن الماضي مجموعة من الدراسات التي حاولت أن ترسم بداية الوعي بالاختلاف القائم بين النقد و"نقد النقد"، لكن حدود هذا الوعي لم ترسم بدقة إلا مع العقد السادس بعد ظهور خطاب "أزمة النقد" الذي أبان عن حاجة النقد إلى تجاوز نفسه.

وبهذا وقف "نقد النقد" على عتبات جديدة، جعلته أداة للتصحيح، وميزته عن النقد، وتاريخه، وتياراته.

ب – مرحلة التأسيس:

هي امتداد للمرحلة السابقة من حيث عدم تحديد موضوع "نقد النقد" وغايته بدقة، لكنها أيضا متطورة عنها من حيث تفكيرها في كيان نظري ومنهجي "لنقد النقد"، واعتبار علاقته بالادب غير مباشرة.

هكذا إذن صار من الممكن التفريق بين النقد و"نقد النقد".
أما على مستوى التطبيق فنجد قراءات عدة مند الثمانينات من الفرن الماضي نشر أصحابها مقلات مهمة في جرائئد وصحف متعددة أهمها الأهرام،و من بعدها ظهر كتاب موسوم ب مساهمة في نقد النقد الأدبي لنبيل سليمان،تلاها كتاب الرؤية البيانية عند الجاحظ لادريس بلمليح، تلاها كتاب محمد مندور وتنظير النقد العربي ، د. محمد برادة،تم نقد النقد ، رواية تعلم ، تزفيتان تودورف ، ترجمة ، د. سامي سويدان ، مراجعة د. ليليان سويدان ،نقد النقد في التراث العربي ، كتاب المثل السائر نموذجا ، خالد بن محمد بن خلفان السيابي،و غيرها من الدراسات و المقالات الحديثة التي تعنى بدراسة هدا المتن و توضيح ملامحه في الترات العربي و تبيان اهميته.

إذ أشير إلى الأهمية التاريخية التي انطوت عليها جهود الدكتور محمد الدغمومي في مجال نقد النقد، و إذ أؤكد على ما أثير حولها من ملاحظات، لا سيما عدم تخصيصه حيزا خاصا يتناول فيه الأسس النظرية لنقد النقد، لينتقل من مرحلة الدعوة الى استقلال نقد النقد، الى مرحلة التطبيق الفعلي، و أخيرا ندعو بضرورة الحاجة إلى تأسيس نظرية جديدة تدعم فكرة استقلال نقد النقد، من منطلق عوامل تاريخية قديمة، و عوامل معرفية و فنية معاصرة تتصل بتراكم الجهود المعرفية في حقل النقد الأدبي و في حقل نقد هذه الجهود.



#محمد_الرحيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الرحيمي - نقد النقد و العلوم الإنسانية بالمغرب