أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا القنبر - رواية البلاد العجيبة وعدالة حكم النساء














المزيد.....

رواية البلاد العجيبة وعدالة حكم النساء


رنا القنبر

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 14:36
المحور: الادب والفن
    


رنا القنبر:
رواية البلاد العجيبة وحكم النّساء
صدرت رواية "البلاد العجيبة لليافعين" للأديب المقدسيّ جميل السلحوت في أواخر العام 2015 عن مكتبة كل شيء في حيفا، وتقع الرّواية التي صمّم غلافها شربل الياس في 83 صفحة من الحجم المتوسّط.
تدور أحداث الرّواية حول الطفل محمود الذي كان طالبا في الصف الاعدادي الأوّل، والذي كان يعشق مدينة القدس كثيرًا، على الرّغم من عدم تمكنه من شراء ما يشتهي من تلك المدينة، إلا أنّ سعادته كانت تكمن في زيارة القدس والأماكن المقدّسة فيها، كسور القدس وبوّاباتها وأسواقها القديمة، وباب العامود، وفي كلّ مرّة كانت تعتليه الدّهشة ويقفز قلبه فرحًا لرؤيتها، يرى محمود حلمًا يغيّر حياته وينقله وعائلته من حالة الفقر إلى الغنى، طار محمود على بساط الرّيح إلى البلاد العجيبة، تلك البلاد الذي يسودها العدل والسّلام والمحبّة بين النّاس واحترام الأديان، واحترام النّساء وتقديرهنّ لأنّ السّيادة لهنّ، وهناك وجد ما لذّ وطاب من المأكل والملبس والمجوهرات الثّمينة.
سافر محمود في تلك البلاد مع شيخ أشيب الشّعر كبير السّنّ أخذه حيث الجمال الأخاذ وحياة التّرف. أحضر محمود هدايا لشقيقته زينب وأمّه سعاد، وبعض الطعام الشّهيّ. لم يصدّق والداه قصّته ظنًا منهما أنّ هنالك أشرارا يطاردون محمودا، ويزرعون في رأسه أمورا لا علم لهم بها . إلى أن سافر والده إلى البلاد العجيبة.
أراد الكاتب أن يوصل من خلال الرّواية، أنّ البلاد التي تحكمها النّساء تحترم الأديان وتنتشر فيها المحبّة ويعاقب فيها من لا يحترم غيره من بني البشر بالنّفي، لأنّ حكم الرّجال القاسي أفقدنا المحبّة والتّسامح، فالمحبّة تكمن في النّفس البشريّة كما التّسامح أيضًا، وهذا السّلام الذي تنعم به تلك البلاد هو حلم الأكثرية، أو لنقل حلم البشر في هذا العالم اللا إنساني الذي نفتقد فيه احترام وجهات النّظر واختلاف الأديان وتقبّل الآخر، وهناك كانت سعاد ثانية التي تزوّجت بوالد محمود وأرادت أن تنجب منه طفلين يشبهان محمودا وشقيقته زينب، وسعاد الثّانية هي كلّ امرأة تستطيع أن تغيّر العالم بدءًا من بيتها وأطفالها، وتعليمهم الأسس والمبادىء والأخلاق الحميدة، واحترام الآخر وتزرع في نفوسهم حبّ المعرفة والعلم .
ذكر الكاتب في الرّواية الفراعنة واكتشافهم لطبّ الأسنان، ونبوخذ نصّر، وهو أحد الملوك الكلدان وهو أفضل الملوك الذين حكموا بابل وبلاد ما بين النّهرين، حيث كان له الفضل الأكبر في تعمير بابل، وبناء حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدّنيا السّبع، وبناء السّدود ونشر الثّقافة، و"حمورابي" الذي حكم بابل بين عامي 1950_1792 ق.م
كما أشار الكاتب إلى من بنى مدينة القدس وهو الملك اليبوسي العربي "ملكي صادق"
على الرغم من انكار ذلك وسط المحاولات لطمس الحقيقة، لم تكن صدفة أن يذكر الكاتب تلك الحضارات بالذّات فتلك البلاد أخذت العلم والمعرفة منها، واعتزّت بها مما جعلها غنيّة بالتّجارة والصّناعة والاقتصاد، على عكس بلادنا العربيّة التي تخلت عن حضاراتها العريقة .
أشار الكاتب أيضًا إلى قضيّة البيئة والتّعامل مع النباتات والأشجار حيث تحدّث عن احراقها وتدميرها في كوكب الأرض . أصرّ والد محمود في الرّواية على شراء بيوت وأراضي مطلّة على القدس، ربّما أراد الكاتب أن يقول لنا أنّ القدس يجب أن تكون بوصلة الغنيّ والفقير هنا,
استخدم الكاتب كلمة "هيروغلوفية" مما جعلني أبحث عن معنى الكلمة واصلها
وهي كلمة يونانية الاصل glophos جلوفوس و hieros هيروس وتعني الكتابة المقدسسة أو النّقش المقدّس وهي الحروف التي كانت تستخدم في نظام الكتابة المصريّة القديمة، ويطلق هذا الاسم أحيانا على الرّسومات المعنويّة المصوّرة التي تشبه الكتابة المصريّة القديمة .
يفتح الكاتب أفاقًا واسعة على الرّغم من صغر حجم الرّواية التي ت إلى البحث في الحضارات القديمة والمعرفة .
وأخيرًا أراد الكاتب ربّما أن يوصل للجيل اليافع أنّ بلاد العجائب ربّما لا تحتاج إلى حلم أو بساط ريح، أو شيخ، بل إلى العلم الذي يمكنه فقط أن يرتقى بنا والمعرفة والبحث، والابتعاد عن الجهل، ومركب القتل والتّكفير الذي سيغرقنا جميعًا دون استثناء، وأن لا مكان في هذه البلاد لزارعي الفتن بين الأديان، ولا لمن يحقّر النّساء ويقلل من شأنهنّ ومكانتهنّ في المجتمع، وأنّ للمرأة دورًا اساسيًا في المجتمع، وهذا حقًا ما تحتاج معرفته الأجيال في هذا الوقت بالذّات، وهي رسالة أيضًا للأهل قبل الأطفال.
وهنا أختم وأقول أنّنا نحن من نستطيع تغيير ما وصلنا إليه، لو بدأنا بأنفسنا وأسرنا وأدّينا واجبنا بإخلاص وتفانٍ في سبيل نهضة المجتمع.



#رنا_القنبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا القنبر - رواية البلاد العجيبة وعدالة حكم النساء