أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال الحسين - رسالة عشق إلى الريف الأحمر














المزيد.....

رسالة عشق إلى الريف الأحمر


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 12:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إن النظام يحفر قبره وأنتم واقفون !

كان لي الشرف العظيم أن أشارك جماهير الفلاحين الفقراء بالريف الأحمر معاناتهم صبيحة يوم الإثنين 25 يناير 2016 منذ الساعة 04 و 22 دقيقة، لقد اهتزت أرض الريف الأحمر إهتزازا قويا وكأنها تعبر عن غضبها من معاناة الفلاحين الفقراء الذين قضينا معهم يوما حافلا بالدلالات يوم الأحد 24 يناير 2016، هم أناس معزولون بين جبال الريف العالية بوادي غيس بتماسينت لكنهم أحرار يرفضون الخضوع، لقد تحدوا كثيرا عن منعاناتهم وقلقهم من التهجير الذي ينتظرهم نتيجة مشروع سد سيلتهم حوضه جميع ممتلكاتهم.

لم ينسوا معاناة إعادة الإسكان بعد زلزال 2004 وانتهازية البورجوازية الصغيرة التي قادت نضالاتهم، وكأنهم يتهيؤون لليلة مرعبة تذكرهم بكارثة 2004 وفمع مسيراتهم الجماهيرية، كانوا يتذكرون جيدا كيف أصبحت البورجوازية الصغيرة انتهازية أمام أعينهم بينما جل الفلاحين الفقراء مازالت بأيديهم وصولات الإسمنت والحديد دون تنفيذ حتى اليوم !

لا أدري هل مازال هناك من يعتقد أن جماهير الفلاحين الفقراء بالريف الأحمر يفتقدون الذاكرة إن لم يكن من المغفلين الإنتهازيين المتسلقين لأدراج دواوين القصور ؟ الفلاحون الفقراء بالريف الأحمر قادرون على فك عزلتهم بإمكانياتهم الذاتية، سياراتهم الخاصةمن نوع رونو 12 و 18 قادرة على فك عزلتهم بين مسالك جبال الريف وهم يتحدثون عن قوتها وكأنها جزء منهم ولدت معهم ومن أجلهم.

ذاكرة الفلاحين الفقراء بالريف الأحمر قوية قوة جلاميد جبال الريف فهم قادرون على صياغة التاريخ مرة ثانية كما الزلزال صاغ تلك الليلة إلى الأذهان معاناة 2004، لقد خرج سكان إمزورن في ظل استمرار ارتعاش أرض الريف وهم يترقبون الأسوء رغم أن الهزة التي استمرت حوالي15 ثانية من الإرتجاج قوية حتى كادت حيطان البيوت يعانق بعضها البعض، لقد خرج السكان معتمدين على إمكانياتهم الذاتية بينما قوات القمع لم تحرك ساكنا كما تفعل عند اندلاع الإنتفاضات الشعبية، كانت سياراتهم ترقد قرب البيت الذي قضيت به تلك الليلة مع أحد رفاقي وعشنا معا ذلك الكابوس وتداعياته المرعبة والأرض في ارتعاش دائم.

كانت وجوه النساء والرجال المارين أمامنا قرب المنزل شاحبة في انتظار الأسوء وهي ترفض الموت تحت الدل دل التهميش، وهن وهم يعلمون جيدا أن النظام الملكي الدموي ينظر إليهم بعين الحقد الدفين نتيجة تاريخ الريف الأحمر، الذي يتم إعادة كتابته بانتفاضات الجماهير ودماء الشهداء وصرخات أمهات المعتقلين السياسيين بسجون الدل والعار، بينما انتهازية البورجوازيين الصغار تولول بدواوين القصور وتقول أنها انتصرت.

إنه التحدي ! الأرض ترتعش ولا يمكنك الوقوف دون أن تحس بارتعاشها وأنت جزء منها وفي نفس الوقت كل المقاهي مفتوحة في تجد لقوة الطبيعة، الكل يرحب بالأسوء ويعرف جيدا أن هناك من يستطيع إتمام المسير والتحدي، في تحد تام للتهميش المنظم للنظام الملكي الدموي.

كانت الهزة قوية وكانت إرادة الجماهير في الحياة أقوى رغم كل أساليب التدليس والغش في التعمير والإسكان، مدينة إمزورن عبارة عن صناديق من الإسمنت والحديد المكدسة بعضها ببعض دون ساحات وهي منطقة زلزال حيوي، إنها رسالة من النظام لشعب ثوري يرفض الخضوع رسالة تقول : إن النظام يحفر قبره وأنتم واقفون !

يا ريف الأحمر "ما يهزك ريح ولا يهزك زلزال"، بإصرار الجماهير على البقاء هناك من يصر على البقاء ومن يبق على قيد الحياة يتم بناء طريق الثورة.

فليبق شعب الريف واقفا صامدا كالشجر يموت واقفا !



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى تطوير النظرية الماركسية اللينينية ؟
- عن المرض الطفولي في الحركة الشيوعية المغربية
- نقد وثيقة : تناقضات العدو والأفق الثوري بالمغرب - الجزء 2
- نقد وثيقة : تناقضات العدو والأفق الثوري بالمغرب
- الأخطاء القاتلة لسياسة أنور خوجة
- مقدمة كتاب فجر الثورة الإشتراكية العالمية
- قراءة في كتاب : فجر الثورة الإشتراكية العالمية - ج 4
- قراءة في كتاب : فجر الثورة الإشتراكية العالمية - ج 3
- قراءة في كتاب : فجر الثورة الإشتراكية العالمية - ج 2
- قراءة في كتاب : فجر الثورة الإشتراكية العالمية
- الأساس الإقتصادي للنظام السياسي القائم بالمغرب وبناء الطريق ...
- الوضع السياسي الراهن بالمغرب
- كتاب 2015 : المغرب، مملكة في غليان - ترجمة الكتاب- ج10
- كتاب 2015 : المغرب، مملكة في غليان - ترجمة الكتاب- ج9
- كتاب 2015 : المغرب، مملكة في غليان - ترجمة الكتاب- ج8
- كتاب 2015 : المغرب، مملكة في غليان - ترجمة الكتاب- ج7
- كتاب 2015 : المغرب، مملكة في غليان - ترجمة الكتاب- ج6
- كتاب 2015 : المغرب، مملكة في غليان - ترجمة الكتاب- ج5
- كتاب 2015 : المغرب، مملكة في غليان - ترجمة الكتاب- ج4
- كتاب 2015 : المغرب، مملكة في غليان - ترجمة الكتاب - ج3


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال الحسين - رسالة عشق إلى الريف الأحمر