هل يستفيد العراق من حضارته وتراثه لبناء مستقبله؟

محمد الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5056 - 2016 / 1 / 26 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل يستفيد العراق من حضارته وتراثه لبناء مستقبله؟
تعد حضارة وادي الرافدين من اقدم الحضارات التي عرفتها المعموره , ويختلف بعض المؤرخون في اسبقيتها هي وحضارة وادي النيل, وتعد ذا فضل كبير على البشرية.
يُعلل ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع نشوء الحضارة نتيجة لسيطرة القبائل البدوية على القبائل الزراعية , فالبدوية تختلف في طريقة عيشها وطبيعة حياة ونزعه الفرد فيها , اذ يعتبر البدوي المهنة مشتقة من المهانة والعمل شيء معيب فلا يعملون بالزراعة او الحدادة او غيرها.
اما الزراعية فهي تعيش على الزراعة و تربية المواشي , فسيطرت القبائل البدوية على الزراعية واخذت منها خراج وضرائب مما تزرع , فاستحسنت الامر وبدأت تنظم شؤونها من اجل ادامة سيطرتها وحكمها فدعمت حركة العلم والعلماء.
حيث ولدت في العراق حضارة سومر و بابل و آشور , وتميزت الحضارة السومرية بطريقة معيشتها التي كانت تتخذ من الزراعة و صيد الاسماك مصدر اساسي لموارها , نتيجة لطبيعة ارضها و اجوائها و وجود الاهوار , و خُطَ اول حرف عرفته البشرية , على الالواح الطينية, واخترعت العجلة , وقسمت الوقت الى ساعات ودقائق.
اما الحضارة البابلية والتي تعرف بالاكدية (بوابة الاله) , والتي اسسها حمورابي 1763 ق.م. وعَرّفت الانسانية باول مسلة قانوينة عرفت بـ (شريعة حمورابي ) , وبعد الغزو الاشوري حكمها نبوخذ نصر بعد ثورة داخلية قام بها البابليون , لتزدهر من جديد وتمتد الى فلسطين وحدود مصر, واشتهرت ايضاً بانجازاتها العظيمة في الفلك والرياضيات والطب والموسيقى.
وصولا الى الحضارة الآشورية التي كانت تعيش حالة المد والجزر في السيطرة على بابل وبالعكس , حيث نشأت شمال العراق في نينوى, واختلفت طرق معيشتها عن سومر وبابل نتيجة لطبيعة اجوائها و ارضها , فتمتهن الصيد , وتتميز بالطابع العسكري الذي يقوم على العبيد, و اشهر مخطوطاتها هي ملحمة كلكامش وكانت علومها مرتبطة بالزراعة ونظام العد الحساب السومري الستيني , وعرفوا الكسور والمربع والمكعب والجذر التربيعي , وتقدموا في الفلك وحسبوا محيط خمسة كواكب.
بلد مثل العراق بتاريخه وحضارته وتراثه , عَلم البشرية الكتابة والرياضيات وعلم الفلك , من الممكن ان يُنشئ جيلا عارفاَ بتاريخه وحضارته ليبني مستقبله مع توافر امكانية النهضة لو اُستثمرت بالشكل الصحيح لخدمة البلاد والعباد.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل