أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حريري - الاسلام كديانة مقاتلة















المزيد.....

الاسلام كديانة مقاتلة


محمد حريري

الحوار المتمدن-العدد: 5050 - 2016 / 1 / 20 - 07:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاسلام کديانة مقاتلة
محمد حريري
ليس صدفة ان يمدح الزعيم النازي المقبور هتلر الاسلام و تمني لو انتصر الزحف الاسلامي في اخر معارکه عند جبال الطوروس، قائلا کان حظ اوروبا عاثرا، عندما اعتنقت الديانة الخاطئة کالمسيحية التي تتصف بالميوعة و الرقة، لان الاسلام هو دين الرجال ودين النظافة، يکافئ جنودە-;- و مجاهديه بالحوريات في الجنة، وهذه الديانة اکثر ملائمة للمزاج الالماني من القذارة اليهودية وثرثرة الكهنوتية المسيحية!
واضاف Himmler اقوي رجل عسکري بعد هتلر: ان الاسلام ديانة جذابة و عملية للجنود، فعندما يعد المجاهدين بالجنة و بالنساء الجميلات فيها مکافئة للشهداء بعد الموت، فهذه اللغة التي تتفهمها الجنود! اعتقد بان الزعماء النازيين کانوا متأثرين بنيتشة الذي وصف بدوره المسيحية بانها ديانة انثي، ووصف الاسلام بديانة الذکر!
بدأ الاسلام کديانة تبشيرية تعتمد الدعوة و الموعظة في فترتها المکية، وقد ظهرت دعوات توحيدية اخري من قبل الحنفاء من امثال [زيد بن عمرو بن نفيل] و [قُس بن ساعدة] و [أمية بن أبي الصلت] لکنها لم تصطدم مع القريش و لم تلجآ الي القتال من اجل فرض تعاليمها. ولم يتحدث القران عن نبي العرب الاشهر، اسماعيل، رغم انه يعتبر جد النبي [ص] لنجهل بذلك کيف مارس اسماعيل دعوته بين العرب، قبل ظهور الاسلام.
الاسلام في اتباعها سبيل القتال و الجهاد سلك مسلك الانبياء اليهودية او التوراتية، الذين کانوا ملوکا ومقاتلين في نفس الوقت، وقد سرد القرآن کما التوراة قصصهم بالتفاصيل ويقول بهذا الصدد:
[أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ] البقرة246
لاشك ان القرآن يحتوي علي عديد من آيات القتال و الجهاد، وحث المقاتلين و المجاهدين علي الجهاد، واعتبار من يقتل في سبيل الله شهيدا و حيا يرزق عند الرب.
[وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ] آل عمران169
[إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ....] سورة التوبة الآية 111
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *] سورة الصف الآيات 10-13

ولو نأتي الي السيرة و السنة، فعدد الغزوات 29، بالاضافة الي 38 بعثة وسرية، بالاضافة الي عدد هائل من الاحاديث التي تمجد الجهاد و المجاهدين:
عن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها، ويصام نهارها}
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا، وإن له ما على الأرض من شيء إلا الشيهد؛ فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة}
بل الغريب ان يذکر ابن خزيمة في صحيحه ان الرسول في ظلمة صلاة الليل کان يدعوا بدعاء وکانه في ارض المعرکة:
(اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذّبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق)
وقد اثر هذه الاجواء القتالية و حوادث السيرة علي التاريخ الاسلامي کله، بل اثر علي الادبيات الاسلامية، وقد ارتفع مکانة الجهاد و القتال الي درجة ان اعتبر سائر العبادات الاخري کلعبة من الالعاب مقارنة بالجهاد، فقد کتب عبدالله بن المبارك من ارض الجهاد الي فضيل بن العياض قصيدة کثيرا ما تلقي علي المنابر تقول:
يا عابدَ الحرمين لو أبصرتْـَنا ... لعلمتَ أنَّكَ في العبادةِ تلعبُ
مَنْ كانَ يخضبُ خدَّه بدموعِه ... فنحورنُـا بدمـائِنا تَتَخْضَبُ

هذه الايات و الاحاديث و اقوال السلف و الاشعار و الخطب و المحاضرات في اعلاء شأن القتال و الجهاد دينيا، جعل من هذا الدين حقا ديانة مقاتلة بامتياز، وقد ساهمت حوادث القتل الجماعي مثل غزوة بني القريظة و قتل عکل او العرنيين و غيرها من الحوادث، حتي في حالة عدم صحتها بتشکيل مزاج وعقلية عنيفة تستجيب لاول داعي الي القتال و الجهاد! وقد اصبح الدين و الانخراط في التدين لکثيرين و کأنك تدخل في منظمة عسکرية تطالبك رٶ-;-سائها بالقتال و الجهاد، بدلا ان يسمحوا لك بالعبادة و الارتقاء بالحس الانساني التعبدي کبقية الاديان. لا نجاة لهذه الامة الا ان تجد علمائها حلا للفصل بين القتال و التدين، وجعلها شأنا خاصا بالدولة، و جعلها مرحلة ماضية کانت ضرورية لتأسيس الدين و انهت بانتهائها. فقد اثرت هذه الروح حتي علي عقلية علماء الشريعة الذين يوجهون تعليماتهم بلهجة عسکرية: تفعل هذا تکفر، وتفعل هذا تٶ-;-جر، ‌هذا کفر و هذا نفاق والخ. اعتقد ان اول من تفطن الي ‌‌هذا الاشکال هو ابو حامد الغزالي الذي عايش الحروب الصليبية، توفي في 500 هـ، ولم يحفل بذکر الجهاد والمجاهدين و القتال في مشروعه لاحياء علوم الدين، حتي انه يتهم من قبل بعض المتشددين بالخنوع و الهروب من المسٶ-;-ولية! لا شك ان الغزالي اکبر ان يتهم بهذه الاوصاف، و انه بتجاهله لذکر الجهاد و القتال، کان عبقريا تفطن الي خطر عسکرة روح الاسلام وحاول مع اعلام المتصوفة الاخرين انقاذ الاسلام من احکام اقل ما يقال عنها انها مرحلية جيدة لاوانها، و لا يجني المسلمون منها حاليا غير الخراب و الدم و العلقم.



#محمد_حريري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حريري - الاسلام كديانة مقاتلة