أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد محمد أبو شاويش - التغيرسمة الحياة والبترودولار سمة هذا التغير














المزيد.....

التغيرسمة الحياة والبترودولار سمة هذا التغير


أحمد محمد أبو شاويش

الحوار المتمدن-العدد: 5044 - 2016 / 1 / 14 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التغيُّر سمة الحياة ..والبترودولار سمة هذا التغير
مرّت بي أيام وأنا أعيش تحت وطأة حالة من الذهول والحزن والصدمة ، وأنا أشاهد صديق الأمس الأيديولوجي ( بامتياز) ، و التقدمي الذي لم يكن يُشَق له غبار في معاداة الرجعية العربية الهاربة بأموال الأمة إلى الغرب (كما كان يردد) ، ومعاداته لأنظمة البرجوازية الصغيرة ، والتحريفية السوفياتية ، وفي مناداته بشعار نفط العرب للعرب ، وليس الغريب عن المعتقلات .. !، رأيته ، وليتني لم أره ، وقد أخذ مكانه في مؤتمر المعارضة ؛ الذي يحتوي في موزاييكه على ما يحتويه جراب الكردي ، كما يُقال، والذي كان ينعقد في بلاط الخليفة ، في عاصمة النفط ، وقد (عبَّأ) مكانه ، وتكرش حتى عاد بلا رقبة ، وعادت بي الذاكرة إلى ربع قرن من الزمان ، وتحديدا إلى سهرة صيفية ممتعة ، ضمتنا سويا مع أصدقاء آخرين ، في منزل صديق مشترك (...) ، في أطراف غوطة جوبر ، حيث الحور المايل ، كما تقول الأغنية ، والذي أستطيع أن أجزم انه قد سقط الآن أرضا ، وقد احترق بنيران القصف الطائفي المتبادل ، جاءت تلك السهرة في حضور الشاعر العظيم "مظفر النواب" ، الذي شدا تلك الليلة محلقاََ بأروع قصائده ، وكل قصائد مظفر رائعة ، مما دفع بالسهرة لأن تمتد حتى الفجر ، وما أن بلغ في إحداها مقطع "تكرش حتى عاد بلا رقبة " ، وإذ بصديق الأمس إياه وقد سيطرت عليه نوبة من الضحك الهستيري ، كاد معها أن ينقلب على قفاه ... وبعد السهرة سأله أحدهم : ما بك وقد أخذتك الحالة ..! فأجاب : "تذكرت فلانا ( الفلاح) ، الذي تبوأ منصبا رفيعا ، والذي تكرش فعلا حتى عاد بلا رقبة ، وقد رأيته قبل أيام في موكبه ، وهو يركب سيارة ( الشبح) ، التي أُهديت له من قِبَل أرباب النفط ، أسوة بسواه من المسؤولين المرموقين بعد مسخرة ( كما قال) حفر الباطن " .
والآن ما أشبه اليوم بالبارحة ، وقد فُتِحت لهم أبواب القصور الملكية ، وخزائن البترودولار ، على أنقاض انتفاضة الملايين الهادرة التي تدفقت ذات ربيع لتملأ شوارع وساحات وميادين مدن بلاد الشام ، في احتفالات ولا أروع ، وأعراس وعراضات ولا أبهج ، وتحت رايات ولا أزهى ، مبشرة بغدِِ مختلف ، وهي تهتف ملء الحناجر بسقوط الطاغية . على أنقاض تلك الظاهرة الفريدة تكالب ملوك الطوائف ، والإمبرياليين ، في الخارج ، وأمراء الحرب ،واللاهثون وراء المكاسب والمناصب ، وسماسرة المال ، في الداخل ؛ مع ذوي الامتيازات، وسماسرة الشركات العالمية ، وحديثي النعمة ، وسائر أباطرة وزعران النظام ، وشيوخ الطوائف في النظام المللي وأصحاب الأوهام الامبراطورية في الخارج المقابل ، توطؤا وتكالبوا جميعا على وأد تلك الظاهرة الواعدة ، وجندوا في سبيل ذلك كل السائرين على بلاط جهنم الطائفية ، فقسموا العباد ، ومزقوا البلاد..
وأنت يامن كنت صديقي ؛ ليتك لم تكن صديقي ، وليتك لم تكن تقدميا ، وليتك لم تكن عروبيا ، وليتك لم تكن كادحا ، وليتك لم تكن وطنيا ، وليتك..وليتك ..(أشعر بحشرجة في الصدر).... وليتك كنت( مذهبياََّ) ، لأجد لك من وراء عقلي مبررا . أعرف أن التغير هو سمة الحياة ، وأن التغير هو الثابت الوحيد في هذا الكون..ولكن يامن كنت صديقي بين الفاشية الطائفية والأصولية الطائفية ، هناك متسع لخيار آخر وطني تقدمي تاريخي .



#أحمد_محمد_أبو_شاويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية وآفاق الحل في سورية


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد محمد أبو شاويش - التغيرسمة الحياة والبترودولار سمة هذا التغير