أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بثينة تروس - ومن أجل هذا نحتفل بذكري الأستاذ محمود محمد طه!















المزيد.....

ومن أجل هذا نحتفل بذكري الأستاذ محمود محمد طه!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 5043 - 2016 / 1 / 13 - 20:07
المحور: حقوق الانسان
    


ومن أجل هذا نحتفل بذكري الأستاذ محمود محمد طه!
(إلى الشعب السوداني: الذي لا تنقصه الأصالة، وإنما تنقصهالمعلومات الوافية.. وقد تضافرت شتى العوامل لتحجبه عنها) محمود محمد طه
تحية للشعب السوداني الذي خرج من رحمه الاستاذ محمود وغيره من شهداء الحق والحريّة والكرامة، تحية لشعب مقدام صابر، يقدم كل يوم في حكومة الاخوان المسلمين مابين شهيد ومعتقل سياسي، وآخرهم شهداء قرية مولي بالجنينة اقليم دارفور.
ونحن اذ نحتفل بالذكري الواحد وثلاثين لاستشهاد الاستاذ محمود محمد طه، نحتفي بثبات رجل مقدام في وجه الموت أكد لكل أنسان حر ان من حقه ( ان يفكر كما يريد وان يقول كما يفكر وان يعمل كما يقول)،
ونحن نحتفل به لانه نموذج لكيف يعشق الأحرار السودان وشعب السودان ويسهل عليهم الموت في سبيله ( أنا زعيم بأن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم.. وأن القرآن هو قانونه.. وأن السودان، إذ يقدم ذلك القانون في صورته العملية، المحققة للتوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن، وحاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب.. ولا يهولن أحدا هذا القول، لكون السودان جاهلا، خاملا، صغيرا، فإن عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء أسباب الأرض، بأسباب السماء..) محمود محمد طه جريدة الشعب السبت 27 يناير 1951
والاحتفال بذكراه سنوياً، لهو احتفاء بقامة رجل أعزل الا من سلاح الفكر الحر، واجه سلطة العسكر وقوى الظلام والتخلف المتمثّلة في من يسمون أنفسهم برجال الدين من الفقهاء، الاخوان المسلمين ،القضاة الشرعيين،والسلفيين، الوهابية، الطائفية وائمة الجوامع الذين يقبضون رواتبهم من السلطان، وغيرهم من طوائف الهوس الديني. ثم لانه صدقنا الوعد فيهم ، (( هؤلاء المتجببون بجبب الشرف ، والمتزينون (بزي الدين) لا دين لهم!! لقد بلوناهم وخبرناهم زمنا طويلا فوجدناهم لا دين لهم!! ونحن ننصحك ضدهم: (ولا ينبئك مثل خبير)!! خذ دينك ممن استقاموا ولا تأخذه ممن قالوا!!).. من كتاب ( مهزلة محكمة الردة مكيدة سياسية) 1975 للإخوان الجمهوريين.
وهكذا قد تضافرت الأسباب والأغراض لجميع تلك التحالفات وجعلت همها ان تتخلص من الاستاذ محمود محمد طه، وتم التآمر بتقديمه الي محاكمتين شهيرتين تعدان من توابع العصور الرجعية وعصور التأخر والظلام، اذ تمت فيهما مواجهة الفكر الحر، بأحكام الردة . فكان حكم الردة الأولي في نوفمبر 1968 ،وحكم الردة الثاني في 15 يناير 1985 بعد ان قام المكاشفي قاضي محكمة الاستئناف، من تغيير الحكم من كراهية الدولة والمحاكمة بسبب منشور ( هذا او الطوفان)! الي حكم الردة، والقاسم المشترك في هذين الحكمين الشراكة في رغبة التخلص من الاستاذ محمود ، ولقد اتضح ذلك جليا في ان تلك الأحكام الخطيرة تمت في سرعة وعجلة مقصودة ، فلقد صدر الحكم الاول في غضون نصف الساعة ، وكانت محكمة غيابية قاطعها الاستاذ محمود، والمحكمة المؤامرة علي أيدي القضاة المهلاوي والمكاشفي، استغرقت أسبوعا ما بين النطق بالحكم وتحويله الي ردة وإعدام ، وبالفعل تم تنفيذ حكم الإعدام علي الاستاذ محمود محمد طه في يوم 18 يناير 1985 ، ولقد واجه حبل المشنقة بابتسامة الرضاء، وسط ( تكبير وتهليل) الاخوان المسلمين الذين هم اليوم من الوزراء والمتمكنيين في مفاصل حكومة الاخوان المسلمين.
ولقد واجه تلك المحكمة المهزلة بإهانة قضاتها وحكمها بكلمته المشهودة امام المحكمة، والتي اكبرها المفكرون والكتاب وتغني بها المبدعون من الشباب :
((أنا أعلنت رأيي مرارا ، في قوانين سبتمبر 1983م ، من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام .. أكثر من ذلك ، فإنها شوهت الشريعة وشوهت الإسلام ، ونفرت عنه .. يضاف إلي ذلك أنها وضعت ، واستغلت ، لإرهاب الشعب ، وسوقه إلي الاستكانة ، عن طريق إذلاله .. ثم إنها هددت وحدة البلاد .. هذا من حيث التنظير ..
و أما من حيث التطبيق ، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها ، غير مؤهلين فنيا ، وضعفوا أخلاقيا ، عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية ، تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب ، وتشويه الإسلام ، وإهانة الفكر والمفكرين ، وإذلال المعارضين السياسيين .. ومن أجل ذلك ، فإني غير مستعد للتعاون ، مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر ، والتنكيل بالمعارضين السياسيين)) انتهي.
ونحن نحتفل بذكري الاستاذ محمود محمد طه ، لانه بالرغم من انه اول سجين سياسي في تاريخ الحركة الوطنية يونيو 1946، لم تكن السلطة يوماً مطلبه، بل كان الشعب السوداني غايته، وقضية الوعي فيه همه الأساسي، فمن المفارقات التي وردت من ضمن حيثيات المحكمة الاولي ( وفصله ان كان موظف، ومحاربته ان كان غير موظف وتطليق زوجته المسلمة منه )!!. انتهي.. ولعمري، منذ ذلك التاريخ الباكر 68 هي نفس الوسائل في محاربة الخصوم السياسيين في الرزق، وبدعة الفصل للصالح العام وبديل التمكين!! وجهلوا ان له تاريخاً طويلاً في سجون المستعمر ومرورا بسجون مايو ، لا للمناصب ولا للمكاسب ، عاش في بيت مبني من الجالوص وسط السودانين وهو المهندس منذ الأربعينات ، اكل طعامهم وأرتدي بسيط كساهم وجد في سبيل إكمال ما نقصهم من وعي ومعلومة ، فكتب ما يقارب 35 كتابا وكتب تلاميذه حوالي 300 اخر مثلها، طاف وتلاميذه وتلميذاته أنحاء السودان شرقاً وغرباً شمالا وجنوبا، محاضرين ومقيمين للأركان ويحملون الكتاب في الاسواق والجامعات والمكاتب ، يناقشون ويحاورون ويتحملون في سبيل ذلك صنوف من الأذي والعنت والمشقة.
ونحن نحتفل به لانه قد صدق وعده في ( الاخوان المسلمين) ! لقد أقام المحاضرات وكتب الكتب لكي يباعد بين فكر تلك الجماعات وبين هذا الشعب الطيب ،و حذّر الاستاذ محمود من الأفكار الدخيلة للإخوان المسلمين، وانتهاجهم للعنف وواستقلال مفهوم الجهاد كوسيلة للتغيير، ونشر افكارهم الدينية بوسائل غريبة علي الشعب الطيب سمح الدين والاعراف. وكتب تلاميذه الجمهوريين كتابين بعنوان ( هؤلاء هم الاخوان المسلمين) 1978 ورد في جزئية فيه (أن الأخوان المسلمين، في مخططهم للوصول الى السلطة، إنما يتخذون أساليب مرحلية ملتوية من محاولات الإحتواء للسلطة الحاكمة، كتكتيك نحو الإستراتيجية الأساسية، مما يتنافى مع الأخلاقيات الدينية التي تقتضي تحرّي الصدق، في سائر الأقوال، والممارسات، وتلتزم بالجادة في سائر المواقف.. وهذه دلالة على ضعف القيمة التربوية لدى هذا التنظيم الذي يستغل الدين، استغلالا سيئا، في الأغراض السياسية..)انتهي
ونحتفل بذكراه لانه صدح بالحق والذي جد في طلبه المجددين والإسلاميين دون بلوغ غايته ، اذ اخرجنا من ما قد يبدوا ان هنالك في الدين من تناقض!! وذلك بالمعرفة التي اتي بها في ان الشريعة الاسلامية ليست هي الاسلام وإنما هي المدخل علي الاسلام ، وانه نادي بتطوير التشريع والانتقال من نص مدني ناسخ الي مكي منسوخ، مُرجي لبشرية اليوم وفيها حل لإشكالات عصرها. ووضح كيف ان الاسلام في تشريعاته متسق ، وانه جاء بفض التعارض البادي بين حاجة الفرد للحرية الفردية المطلقة وحاجة الجماعة للعدالة الاجتماعية الشاملة.
ونجدد الاحتفاء به سنوياً، كلما أستبان للعامه فشل حكومة الاخوان المسلمين وشرائعها ( المدغمسة )! في حفظ الوطن والمواطن،لقد انفصل الجنوب، والآن تثقل كاهل إنسان جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور الحروب!! ورد في منشور ( هذا او الطوفان)؟ ( إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد ، وقسمت هذا الشعب في الشمال والجنوب و ذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب .. إن من خطل الرأي أن يزعم أحد أن المسيحي لا يضار بتطبيق الشريعة .. ذلك بأن المسلم في هذه الشريعة وصي على غير المسلم ، بموجب آية السيف ، وآية الجزية .. فحقوقهما غير متساوية ..)) انتهي
ونحتفل بذكري الاستاذ محمود محمد طه لانه بتعريته للهوس الديني كشف لنا حجب المستقبل الذي نقيم به الان ( الهوس الديني يهدد وحدة وأمن الشعوب ويعوق بعث الاسلام الصحيح)!!
فلقد روع المهووسين من الجماعات المتمثّلة في داعش باسم الاسلام الآمنين في سوريا ، والعراق ،إنجلترا، وفرنسا، امريكا ونيجيريا واليمن وباكستان، وغيرها من الدول والشعوب التي تبدل حال أمنها، وتشوهت صورة الاسلام والمسلمين في اذهانهم، وسادت موجه من التعصب والكراهية قد عفي عليها الزمن وأعادتها تلك الجماعات لحاضر هذه البشرية.
(إلى الناس عامة، وإلى المسلمين خاصة، وإلى السودانيين بوجه أخص!! اعلموا: أنّ الإسلام برئ من الهوس الديني الذي يجتاح العالم الإسلامي اليوم!! وهو برئ من المهووسين الدينيين الذين يسفكون الدماء، ويفسدون في الأرض، مشوهين وجه الإسلام الحق، ومباعدين بين الناس وبين المعين الصافي!! فلا تقابلوا هذا الهوس بالسلبية، ولا بالإذعان، ولا بالرضوخ لإرهاب دعاته المضلّلين!! بل واجهوا هذه الجهالة بسلاح الفكر الديني الواعي!!) 1980
وسنظل نحتفل بذكري الاستاذ محمود محمد طه كنموذج قدم الحل لمشاكل الوطن الحبيب ( أسس دستور السودان) و( الدستور الاسلامي؟ نعم ..ولا!! ) وطرح ( الثورة الثقافية) كوسيلة للتغيير... الخ
ومن المؤكد سيظل هذا الاحتفاء بذكراه، مواسم للفرح الإنساني يجتمع فيه الأذكياء والصادقين الشرفاء من اصحاب النفوس الزاكية من المتطلعين للفهم الروحي الذي يواكب عصرهم و يفجر طاقات الإبداع الكامنة في ذواتهم، ويسهم في شفاء علل نفوسهم من القلق العصري والامراض النفسية والتناقض الديني، بعيدا عن تلك النفوس التي شوهها الهوس الديني والمصالح الدنيوية والغرض السياسي.
بثينة تروس

Sent from my iPad



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبابنا بين ( جاهزية) داعش.. ( وجهلنا ) بالدين!
- سعد أحمد سعد ( عفريت الجن) ولغة الخطاب الديني التكفيري
- رجال الدين ( يؤخرون عقارب الساعة) في قضية المرأة


المزيد.....




- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: قرار الجمعية العام ...
- خبير مصري يعلق على تصويت الأمم المتحدة لصالح فلسطين
- بالفيديو.. سفير إسرائيل يمزق نسخة من ميثاق الأمم المتحدة خلا ...
- أبرز الدول التي امتنعت عن التصويت على ضم فلسطين بعضوية كاملة ...
- ماذا بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم العضوية الك ...
- بالفيديو..ممثل الاحتلال لدى الأمم المتحدة يمزق الميثاق الأمم ...
- الأونروا تغلق مجمع مكاتبها في القدس المحتلة بعد اعتداءات الم ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت بغالبية كبرى تأييدا لطلب ع ...
- الجمعية العامة تتخذ قرارا بأحقية فلسطين بالعضوية الكاملة في ...
- غضب عارم في إسرائيل على قرار الجمعية العامة رفع مكانة فلسطين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بثينة تروس - ومن أجل هذا نحتفل بذكري الأستاذ محمود محمد طه!