ماذا ينتظر السوريين من جنيف القادم ؟

قيس الشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 10:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تزداد الأزمة السورية سوءاً كلما ازدادت رفاهية المتفاوضين المتفقين فقط على استمرار النزف والدمار والنهب والتجارة بدماء ومآسي السوريين .
جميل أن نبحث عن التعددية السياسية والتشاركية في الحكم كي يخلق جو من التنافس لخدمة مصالح الجماهير؛
تلك المصالح التي تحولت بعد الأزمة من البحث عن التنمية والحرية الفكرية والمادية الى أبسط الحقوق وهي حق الحياة
.
يطلب الشعبُ اليوم الأمان المسلوب منه كأولوية ومن الطبيعي أن تكون تلك المهمة مهمة المؤسسة العسكرية.
الجيش العربي السوري صاحب الشرعية بالدفاع عن سوريا وشعبها ووحدة أراضيها، ولا يمكن لأي دولة تجاوز هذه الشرعية خاصة بعد ظهور تنظيمات إرهابية تهدد أمن الدولة وأمن المواطنين.
تمكن النظام من تحويل الصراع من دفاع عن كرسي الحكم إلى دفاع عن وحدة الأراضي السورية وأمن مواطنيها لعدة أسباب أهمها دخول العامل الديني والمذهبي في صُلب الأزمة من أيامها الأولى، حيث ظهر السلاح وتوجه ضد الجيش والشعب والممتلكات الخاصة والعامة، هذا ما جعل أغلب السوريين يصطفون بصف الجيش ومؤسسات الدولة مجبرين على التخلي عن حقوقهم السياسية والفكرية بشكل مؤقت لأن حق الحياة أهم من أي حقوق أخرى .
في بداية الأزمة كان المؤتمرون يبحثون عن استبدال الحاكم وحاشيته بحاكم آخر دون التطرق إلى مصالح الشعب وبعد استمرار العنف شعر السوريين من جميع الأطراف أن المستهدف هو الهوية السورية وهنا يظهر ثلاثة فرق مختلفة تماماً بالإديولوجية وهي:
- هوية الدولة الدينية المتمثلة "بالمعارضة المتشددة"من ائتلاف إلى هيئة التنسيق إلى تيار بناء الدولة وغيرهم من المؤتمرين في مؤتمر الرياض .
- هوية الدولة العربية الإسلامية المتمثلة بحزب البعث وحلفاؤه.
- هوية الدولة السورية المتمثلة بالسوريين الباحثين عن دولة مدنية دولة القانون والحريات، وهم عدة أحزاب وتيارات من المجتمع المدني .
جنيف القادم سيكون صراعاً متعدد الأقطاب، حيث يسعى كل منهم لكسب اعتراف دولي مؤقت بقطعة أرض تعطيه حق تمثيل الشعب في حكومة وحدة وطنية أو أحد مراكز الدولة بما فيها رئاسة الجمهوية وقيادة الجيش .
في المؤتمر الدولي يسعى الجميع من دول وأفراد للإتفاق على الأولويات وأولها مكافحة الأرهاب الدولي المنظم المتمثل بداعش والنصرة والعصابات المتمردة التي تنتهج نهج وإسلوب القاعدة وجميعهم لا يختلفون بالإديولوجية حيث هدفهم الأول هو سلب هوية الدولة لإنشاء دولة إسلامية على أراضي سوريا .

كل هذا استغله نظام الحكم مدعوماً بفئة كبيرة من الشعب وهذا حق يراه أغلب السورين الذين يسعون لتحرير أراضيهم من إحتلال يكرر نفسه بالإسلوب الإجرامي كأي احتلال آخر.
لذلك إذا لم تدرك المعارضات المتعددة مطالب الفئة الأكثر تمسكاً بمدنية الدولة لن يعطي النظام أي تنازلات، رغم أن الرئيس الأسد ذكر في أحد خطاباته السابقة منذ أعوام أغلب البنود التي نص عليها مؤتمر فيينا الأخير وهنا لا نستطيع أن ننكر أي إيجابيات من الأطراف المتنازعة .
تبقى الأمنيات التي نبحث عنها في أحلامنا:
دولة مدنية يسودها القانون الحامي لكل فئات المجتمع من قوميات وطوائف ومجتمع مدني، من خلال دستور جديد يحقق التعددية السياسية والتشاركية بالحكم إضافة إلى فصل الدين عن الدولة وفصل الجيش والقضاء عن رئاسة الجمهورية ..

تحيا سوريا المدنية
قيس الشاعر
تيار طريق التغيير السلمي

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل