أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غسان المرابط - قراءة مختصرة لفيلم -حُب- (Love) للمخرج الفرنسي Gaspar Noé














المزيد.....

قراءة مختصرة لفيلم -حُب- (Love) للمخرج الفرنسي Gaspar Noé


غسان المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 5036 - 2016 / 1 / 6 - 19:32
المحور: الادب والفن
    


حين ظهرت Monica Bellucci عارية و هي تلاعب زوجها Vincent Cassel في فيلم "Irréversible"، لم يكن المشهد مستفزا بقدر ما كان جميلا، و جماله تمثل في بساطته و صدقه و وفائه للواقع الموصوف. و حين وقفت Paz de la Huerta بجسدها المهيب، عارية أيضا، في فيلم "Into the Void"، لم تثر في المُشاهد أكثر من شبقية بريئة. هذا العري الصريح عمِل، لحد ما، لصالح Gaspar Noé، مخرج الشريطين السابقي الذكر. فجميع المشاهد التي تضمنت ممثلين في حالة الطبيعة، اندرجت بشكل أو بآخر في إطار تعبيري أو سردي. ذلك أن الجسد، بحركته أو سكونه، يعكس لنا نفسية الشخصية، و يخبرنا عن ماضيها و علاقتها بالمحيط و باقي الشخوص. غير أن فيلمه الأخير "Love" استبدل الجسد العاري كوسيلة للحكي بجثامين جميلة لكنها خالية من أي عمق وجداني، فسقط بذلك في إباحية تكاد تكون مجانية.
كعادته، يبني Noé شريطه (الفرنسي الإنتاج و الصادر في يوليوز من هذا العام) حول شخوص عاديين تدفع بهم صدف تافهة و خيارات مرتبكة لنهايات عنيفة و غير متوقعة. هنا، يحكي لنا قصة شاب و شابة (Karl Glusman و Aomi Muyock) يتحابان بعنف و شغف. لكن العلاقة تسوء بعد دعوتهما جارتهما الجميلة (Klara Kristin) لتشاركهما الفراش. تجربة كان من المفترض أن تكون عابرة، لكن الشاب طرق باب الجارة (لوحده هذه المرة) ليجدد اللقاء، فنتج عن ذلك حمل.
انفصل العشيقان و ارتبط الشاب بالجارة التي أنجبت له طفلة. لكن ذكريات حبيبته السابقة ما زالت تلاحقه. ذكريات تفنن المخرج في تصويرها، فأخذت بذلك حصة الأسد من مدة العرض.
من الواضح أن القصة ليست على قدر كبير من التعقيد، و لا يمكن أن تجذب المشاهد إلا من خلال شخصيات مركبة و إخراج متفان. و هذا ما غاب تماما عن شريطنا. فالشخصيات بسيطة و ذات بعد وحيد، و لا تملك خصائص مميزة أو سلوكات تجعلها ذات أهمية تمكن المُشاهد من التماهي مع إحداها. كما أن الحوار لم يصغ بإحكام، و اتكل بتكاسل على الصيغ المعتادة التي تعج بها أفلام هوليوود الاستهلاكية. أما الإخراج، فلم يرق لما عهدناه من Noé، لا توليف يخدم الحوار، و لا تأطير للكاميرا يزيد من حدة التوتر أو يترجم ارتباك الأبطال. أما الممثلون، أو أشباه الممثلين، فقد افتقدوا لأدنى مقومات الحرفة، لذلك تجدهم كلما تبادلوا حوارا خرج بليدا و ساذجا حد الإزعاج. و أكاد أقسم أن ما يتقنونه هو مشاهد الجنس.
و كم كان الجنس كثيرا و مجانيا. كل مشهد أو حوار كان فقط عذرا لتصوير علاقة حميمية بالتفاصيل المملة، في محاولة يائسة مستميتة لجذب انتباه المشاهد و إلهائه عن القصة المفرغة من أي محتوى. فإن نقَلْتُ لكم جزءا من السيناريو، لكنتم حسبتموني أصف فيلما بورنوغرافيا. و الحق أن أفلام البورنو أكثر صدقا و صراحة و تواضعا من هذه المهزلة، فالفيلم الإباحي لا يضيع وقت المُشاهد و لا يتصنع بعدا فنيا أو عمقا فلسفيا.
لست عادة بمثل هذه القسوة. لكنني أمام مُخرجا من عيار Noé، مخرج عودني الحدة و التحدي و التطرف و الجمال في أعماله، و إذا به يرتكب في حقنا هذه الحماقة. لذلك وجب التعامل معه بالصرامة اللازمة.
لكل جواد كبوة. فأَفِقْ من كبوتك سريعا يا Noé!



#غسان_المرابط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غسان المرابط - قراءة مختصرة لفيلم -حُب- (Love) للمخرج الفرنسي Gaspar Noé