عن ضبابيّة ترجمة السكيولارِزِم ب:(عِلمانيّة أوعَلمانيّة)

مجد الصاعقي

الحوار المتمدن-العدد: 5035 - 2016 / 1 / 5 - 17:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

قام المترجمين العرب في عصر النهضة -كما يُسَمّوه- بترجمة مصطلح ال(سيكيولارِزِم/secularism) ب:-عِلمانيّة و بعدَ أن أُثير على هذه الترجمة إعتراض و نقد مفادُه :" أنّ المصطلح بلغته الأجنبية الأصلية لا يُؤدي لفظاً و لامعنى لل:عِلمانيّة ؛ و نحنُ إن أرجَعنا هذه الكلمة المترجمة إلى أصلَها لوجدناها آتية من كلمة:-"عِلم" التي تصير "علميّة" على وزن فعليّة، او "علمانيّة" على وزن فعلانيّة، او "علمانويّة" على وزن فعلانويّة. و كلمة علميّة هي نفسها-من حيث المعنى النحوي أو من حيث علم العربيّة- علمانيّة و هي نفسها علمانويّة و هذه الاخيرة تُطلق على الإتجاه الذي يأخُذ العلم ك:آيديولوجيَه؛ و للخُروج من هذا المأزق قاموا ب:"فيكة لُغويّة" للخروج من هذه الحفرة؛ وهي: أنهم قاموا بتغيير إعراب "عِلْمانيّة"- بالكسرة إلى "عَلْمانيّة"- بالفتحة و هم بفيكتهُم هذه زادُوا الطين بَلَّة، ف:عَلمانيّة- لا تَدُل على العِلم و لا على أي شيء فهي كلمة بلا معنى تماماً, و أتحدى كُل جهابذة العربيّة بأن يأتون بمعنى مُحصل ل:"عَلمانيّة فهي إما أن تدل على العِلم أو لا شيء,و لو كانت "عَلَمانيّة" لقلنا هي آتية من "العَلَم" أو "عالَمانيّة" لقلنا هي آتية من "العالَم" او "عالِمانيّة" لقُلنا هي من "العالِم" ولو أنّهُم جعلوها:"عامانيّة" لهانَ الخَطب و لقُلنا هي آتية من "العامة" و هي من "الشعب" ولكن غير مطابقة تماماً و لكنهم ترجموها ب:"عَلمانيّة" فلا حصّلوا معنى "العِلم" العربي و لا معنى "السيكيولار" الاجنبي الأصلي؛ فكانوا كالتي "لا-حِظَت برجيلهة و لا خَذَت سيد علي"!..... إذن بعدَ هذا كيف صارت كلمة عَِلمانيّة -بالفتحة و الكسرة- تدل على ال(secularism)؟؟!!! و هي تعني:1-الحياد مع كل الأديان فلا تقف مع دين ضد دين أو تؤيد دين على دين بل توقف على الحياد بكل جديّة و إصرار،2-تحييد الدين أي عدم السماح لهُ ب: تسيير أمور الدولة أو التدخل في أي شأن من شؤون الدولة كالأمن و القانون و التعليم و التربية و الحقوق و الواجبات و العقوبات..يعني بعبارة واحدة ال(secularism) هي:1-حياد بالتعامل مع الدين و 2-تحييد الدين ؛ لكي لا يخرج عن حدوده أو على حدوده فيصير دين "توليتاري" يخنق الشعوب و يصلب المفكر/ين/ات و يشن حروب شاملة من اجل قمع او نشر عقيدة...و يجب أن أقول أنّ مصطلح: ال(secularism) لا يُترجم بل "يُعرّب" و "يُعرّب" فقط..هذا إذا رِدنا أن نكون منطقيين في كلامنا و لُغتنا و لكي نبتعد عن الضَبابيّة و الَتشوّشيّة في الترجمة و من ثم الكلام ف:يَتضبب و يَتشوش بذلك كلامُنا و من ثَمَ فِكرُنا,و أنا أعتقد بل أُؤمن بأن كل الشعوب الناهضة قامت بلإبقاء على المصطلح كما هو -كالتعريب عندنا- أو تَرجَموه إلى معنمى واضح ك:االحياديّة أو كذا,إلا مُترجمينا العرب سامحهم "الوضوح" فقد قاموا بتعريب ال(democracy) ب:"ديموقراطيّة" و ال(liberalism) ب:"ليبراليّة" و الظاهر أنهم عربوها عن اليونانيّة و اللاتينيّة و هذا شيء جيد و لا يؤاخَذون عليه و لكن المؤاخَذة تَمُسُهُم لأنهم توقفوا عند ال(secularism) فلم يُعربوها خوفاً أو عجزاً أو عدم فِهمَاً فقاموا بترجمتها إلى ما تعلمون, و لهذا سأقوم هنا بتعريبها لتكون:-"سيكيولاريّة" و من يَتصف بها سيكون: "سيكيولاري"... و هذه المقالة هي تطبيق لما كان يُنادي بهِ المفكر الليبرالي الذي تَعلَمونَه -أقصِد- "العفيف الأخضر" -طابَ ذكره- فقد كان يُنادي صوتاً و كتابتةً ب:"ضرورة التعريب",فهل من مُستمع؟

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل