أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد شمو - هناء















المزيد.....

هناء


عماد شمو

الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 01:33
المحور: الادب والفن
    


هناء
لا زال ذلك المقطع يتكرر في مخيلتي ,كلما ارخيت راسي على الوسادة ,لحظة انطلاق المدافع باتجاه الحدود الايرانية ,كانت اول قذيفة منها قد اصابت احلامي ,وحولتها الى امنيات ممزقة تبحث عن بصيص امل بين ظلام الخراب والضياع والقادم المبهم .
لقد كان الدمار والقتلى هم اقل الخسائر التي سببتها هذه الحرب اللعينة, لكن اعظمها كان كسر الانسان وتلطخ الكبرياء بوحل المهانة والمذلة ,والدخول في متاهة مشوهة المعالم .
سنوات جررنا انفسنا ,وزحفنا على قذارة المعانات وبؤس الحاجة واهدار الكرامة ,كانت الحرب قد حولتنا من شعب يتلذذ بارقي ما انتجه العالم من مستلزمات الحياة ,الى شعب يقف في الطوابير ليتسول طبقة بيض حقيرة ,لا تكاد ان تدوم اياما معدودات لعائلة من اب وام وخمسة افواه اخرى .
في هذه الحرب الطويلة كانت حياة عائلتي قصيرة ,اخواي عمر وعمار استشهدا في بداية الحرب ,تلاهما ابي الذي مات من الحسرة والشعور بعدم جدوى الحياة ,كان قلبه ينعصر ويصغر قليلا قليلا كلما بدأت الهلاهل والزغاريد بالانطلاق في الخارج معلنة بزفة شهيد اخر الى السماء ,كانت هذه الزغاريد لا تخفت يوما .مات ابي واخوتي .هل ابكي عليهم ام افرح لهم ,المصيبة انني كنت افرح لهم ,هم نجوا من معاناة الحياة وظلمها ,ومكتوب علي ان استمر في المعاناة وتحمل القهر والضيم الى اجل مسمى او غير مسمى.
ربت على كتفي ,شعرت بحرارة يديه ,انطلقت نشوة السعادة من مخبئها الصغير وسط مخدع الكأبة والبؤس والشقاء .كان محسن او سيد محسن كما يطلق عليه شباب الحي ,جارنا وزميلي في الكلية يطلب مني ان اناوله ورقة التموين المخصصة لقنينة الغاز ,كان الجمع غفيرا نساءا ورجالا نتموج يمينا ويسارا من اجل الفوز بقنينة لعينة ,التي كانت احدى اهم فوائدها ان تحرق نفسك بها ,ولايهمك الجحيم الذي ستحرق به لاحقا لانه لن يفرق كثيرا عن الجحيم الذي تعيشه يوميا.
اومئ لي ان اعود الى الوراء ,وقفز هو قفزة عظيمة الى داخل الجمع , لكمة من هنا ورفسة من هناك ,خرج وهو منتصر وبيده المراد وعلى وجهه كدمات كثيرة وقميص ممزق وابتسامة رائعة ,اهتزت لها احشائي ,كان ودي ان اقفز عليه وامطره بكل قبلات العالم ,احببت هذه القنينة لاول مرة في حياتي ,احببت فيه وسامته وشهامته وطيبته.
كان لقاؤنا على السطوح ,اليوم يختلف عن باقي الايام ,لقد قررت ان اكافئه على شجاعته اولا ,ولانه ايقض عندي الجزء المتفائل من شخصيتي ثانيا ,بعد ان طمرتها الاحزان وفقدان الامل .
ادار لي خده لاطبع عليها قبلة صغيرة معتادة ,لكني قررت اليوم ان تكون له الجائزة الكبرى ,ادرت له وجهه وخطفت قبلة من شفتيه اللذيذتين وسط ذهوله وسعادة طفولية بريئة ,شعرت اني قد مسكت قلبه المتراقص بيدي ,اراد المزيد لكني هربت منه مسرعة خوفا من رغبتي انا بالمزيد .
اصبحت الحرب للعراقيين قدر ومكتوب لايرضى ان ينفك عنا ,مارسنا حياتنا وكأن شيئا لم يكن ,تزوجنا ونحن في السنة النهائية بدون موافقة اهله وبدون علم والدتي التي كانت منهكة في تطريز الجلابيات الخليجية من اجل توفير البسيط من قوت الحياة لثلاث فتيات يكسرن الظهر .
اخذنا السيد هادي ,اخو محسن في سيارته الى السيد علي تقي المدرسي ,وعقد علينا الزواج ,كنت املك كل السعادة وكنت ارتعب من فكرة ان نتخرج من الكلية وان يلتحق هو في الجيش .
الله لا يريد ان يستجب الى دعواتنا ربما لحكمة ربانية نجهلها ,الحرب لم تتوقف ,ينهي محسن تدريبه في كلية الضباط الاحتياط وينقل الى قاطع عمليات شرق البصرة ,كانت البدلة العسكرية ونجمة ذهبية على كتفه تزيد من شعاع وسامته ,يا الله ,ياالله ,احفظ لي زوجي ,كررتها الالاف المرات ,في الامام الكاظم ,عند ابو حنيفة ,في النجف ,في كربلاء ,كفاك مني اشقائي ووالدي ,اتركه لي ولابني الذي بدأت بذرته بالنمو ,اسابيع قليلة وتضهر علي علامات الحمل ,يا ويلي لما لم افكر بهذا من قبل .
وعدني في اول اجازة دورية له ان يعلن زواجنا ,يا ربي ,هيا دع الايام تمر سريعا مثلما مرت السنون على هوجة الحرب التي لا تريد ان تنقشع .
كانت الجبهة مشتعلة ,كنا نشعر بذلك عندما يعلوا عويل النساء واصوات العدادت في المنطقة ,الله يستر, التلفزيون العام يعرض صورا من المعركة ,البيان يتحدث عن هجوم للعدو في شرق البصرة ونهر جاسم .
كان النقيب صهيب مسؤولا عن سرايا المغاوير التي تجابه العدو في ميمنة الجيش ,كان الملازم محسن امر احدى السرايا ,كان النقيب صهيب يضغط بشدة على امراء السرايا بعدم الانسحاب والصمود في مواقعهم حتى لا تنكشف مقرات الفرقة العسكرية امام العدو , كان يلح عليهم بالمقاومة والبقاء في مواقعهم حتى تصل التعزيزات والقيام بالهجوم المعاكس .كان القصف الايراني شديد وعنيف طال مقرات الفرقة وخيمة النقيب صهيف ,الذي كان على اتصال لاسلكي بالملازم محسن .
الملازم محسن : نقيب صهيب ,العدو يتحضر لهجوم كبير ,قواته تنفتح امام جبهتنا ,الهجوم وشيك
النقيب صهيب :ملازم محسن ,الجبهة كلها مشتعلة ,التعزيزات سوف تصل في اي لحظة ,طلبت من القيادة قصف مدفعي مكثف امام جبهة العمليات في قاطعك ,اذا ابتدء القصف تعطيني تصحيح للاحداثيات .
تلتهب الجبهة امام سرايا المغاوير ,قصف مدفعي رهيب ,عندها يندفع العدو مباشرة للهجوم على المواقع العراقية ,اعداد كبيرة جدا من الايرانيين شبابا بل ممكن ان نطلق عليهم اطفالا ,وشيوخ يلتهمون الالغام باجسادهم ,تسقط المواقع الامامية لسرايا المغاوير امام اندفاع الايرانيين ,يصل الجنود الى الخط الدفاعي الثاني ,كان النقيب صهيب يصرخ في امراء السرايا ,اصمدوا ,لو وقعت السرايا سيتم تطويق الجيش العراقي
الملازم محسن : سيدي اخترقنا العدو ,اعداد كثيفة ,سقطت السرية ,ابدأ بقصف مواقعنا
النقيب صهيب : ملازم محسن ,انسحب من موقعك ,ارجع للخلفي
الملازم محسن : سيدي لا فائدة ,الايرانيين اصبحوا خلفي ,اقصف ,الجيش اهم ,اقصف
النقيب صهيب :محسن انسحب ,انسحب
يبكي النقيب صهيب ويصرخ ,محسن انسحب ,ويرتفع بكائه ويختنق صوته ,انسحب .يشعر بالفزع من القرار الذي يدور في راسه ,يشعر بالقشعريرة تهز جسده , كما تهتز خيمته من جراء القصف الايراني
الملازم محسن : سيدي اقصف انا فرد واحد ,المهم الجيش لا يسقط ,بس عندي طلب واحد
النقيب صهيب : قول ,اي شئ انا حاضر
الملازم محسن : اذا لم يكتب لي الله الحياة ,ارجوك ان توصل خوذتي وحربتي الى زوجتي هناء واطلب من اخي سيد هادي ان يعلن زواجنا
يقول كلمته هذه ويغلق الهاتف ,يتردد النقيب صهيب قليلا لكنه بعد برهة يصيح ,اقصف اقصف ,لتنطلق القذائف على مواقع السرايا الامامية .
لا يزال الملازم محسن في موقعه المحصن يتلقى القذائف العراقية والايرانية معا ,تصيبه عده شظايا في مواقع متفرقة من جسده ,ينزف كثيرا ,ابى ان ينسحب وان يترك جنب الجيش مكشوفا للعدو ,كان من مخبئه يشاهد الجنود الايرانيين الصغار ,لم تنبت لحائهم بعد ,يقف احدهم فوق راسه ,يسدد البندقية عليه ,كان شاب في عمر المراهقة ,لكنه يتردد في سحب الزناد ,هل كان خوفا من القتل او اشمئزازا منه ,ان تقتل انسان يحتاج ان تكون لا انسان ,يحني الشاب بندقتيه ويستمر في الهرولة ,كانت لحظات عجيبة للملازم محسن ,لحظات راحة وطمأنينة ,لاتزال هناك انسانية ,حتى وان كانت من جندي ايراني .
يشرد خاطره الى بغداد ,يصمت كل شئ ,هل توقف القصف ام اصيب بالصمم ,هناء ,سامحيني لم استطيع البقاء على قيد الحياه ,اشعر بالاسى لاني اغادرك ,كنت اعتقد ان الموت سيشعرني بالراحة ,واتتحرر من كل شئ ,لاقيود ولا مسافات ,لكن كم انا تعيس الان ,لن اراك بعد الان يا جميلتي ,كم انت قاسي ايها الموت
يسلم النقيب صهيب الخوذة والحربة العسكرية الى هناء .
يرفض سيد هادي توسلات هناء في ان يعترف بزواج اخيه سيد محسن من هناء ,بل يمزق عقد الزواج امام عينيها .بعدها بايام يسلم سيد هادي نفسه الى القوات الايرانية , وهناك ينظم الى صفوف قوات بدر ,ويقاتل الجيش العراقي بمساندة الايرانيين ,او يقوم بتعذيب الاسرى العراقيين الرافضيين للانظمام الى قوات بدر .
تلد هناء صبي جميل تسميه محسن ,وتقرر ان تهب حياتها كلها لمحسن الصغير كان الجزء الكبير من راتبها الصغير يذهب الى مستلزمات وليدها الصغير .
كبر محسن واصبح شابا ,يبكي امه باستمرار ,لانه كان يشبه اباه كثيرا .ذكريات الماضي لاتأبى ان تفارقها تبا للحرب التي لا تفارق بلدنا ,ثلاث حروب متتالية ,الناجي منها محظوظ في هذه الدنيا ,او تعيس بائس لانه اضطر ان يعايش كل المهانات واهدار للكرامة والقيم التي ترافق الحروب .
سقط النظام والفرحة عمت الجميع ,لكن الحرب طورت نفسها وتناغمت مع الوضع الجديد ,وتفاقم الفساد والمحسوبية ,وتعينات اعتباطية من المعارضين للنظام الذين تربوا في الدولة الجارة ايران ,كان شعار الرجل المناسب في المكان المناسب لا يناسب منظومة الحكام المتواطئين فيما بينهم على سرقة موارد العراق .
كانت ساحة التحرير ملاذا اخيرا للشباب والمثقفين الداعيين الى محاسبة الفاسدين وتاسيس دولة مدنية حديثة اصبح محسن الصغير احد الوجوه المعروفة التي تنادي بحكومة متخصصين ,ووضع حد لتدخلات رجال الدين والاحزاب الدينية في شؤون الحكم ,لعدم خبرتها اولا ولولائها الصريح الى ايران .
كان محسن قبل ان يخرج ,يحدق طويلا في خوذة ابيه الشهيد وحربته ,هل ذهب موتك سدى يا ابي ,هل حرمنا منك من اجل هولاء الانتهازيين الطفيلين الذين خانوا الشعب .شعرت الحكومة بالخطر من هولاء الناشطين ,وبدأت الميلشيات السرية للاحزاب الدينية باغتيال عدد كبير منهم ,لكن ذلك لم يهبط من عزيمة الشباب ,كان محسن قد تميز كناشط مدافع عن قيام دولة مدنية وداعي الى تحديد دور المرجعية الشيعية .
كانت هناء ترتعب كلما سمعت بمقتل احد الناشطين ,كانت تمنعه احيانا من الخروج لكنها كانت تتراجع امام فخرها به ,كان كأبيه شجاع صلب وعنيد ايضا .
كانت جمعة المناداة بالدولة المدنية العلمانية ,كانت كلمة العلمانية بذاتها تصيب الملالي بالجنون والهستيريا فتحت التلفزيون الذي كان يبث مباشرة من ساحة التحرير ,ها هو محسن مرفوع على الاكتاف ,يصرخ باعلى صوته ,ينطلق من حنجرة الماضي ,من الجبهة التي سالت دماء الملازم محسن عليها .يصرخ بوجه كل الخونة الذين حجوا الى ايران .
كانت حركة غير طبيعية في ساحة التحرير ,وجوه عابسة مقززة المنظر ,شاذة لاتنتمي الى المكان ,تترصد المتظاهرين .تتقرب هناء من التلفاز ,تركز نظرها على الشاشة ,يا الهي ,هل ممكن ان يكون هو ؟ مستحيل كانت عمامة سوداء على راسه ولحية شعثاء يعلوها الزيف والدنائة ,لكن كيف ومتى رجع من ايران .
كيف يمكن للعلوية زهرة ان يحمل رحمها ملاك وشيطان ,كان سيد هادي يحوم حول ولدها ,وفجأة تنقض مجموعة من العابسين , يقودهم سيد هادي على محسن ورفاقه ,يخرج السيد خنجرا من غمده ويطعن محسن في خاصرته ,وينسل بعيدا وسط الجموع ,مارس غدره الذي رضعه في ايران .
تصرخ هناء باعلى صوت ,سيد محسن ,محسن ,يا ويلي اخذوك مني انت ايضا ,تدور حول نفسها تولول,تلطم على صدرها ,عويلها يرج المكان ,ترمي كل ما حولها ,دموعها تطهر المكان كله , تسقط وتنهض ,تحملق في الشاشة مرة اخرى .توقف نحيبها وببكائها ,تمد جسدها وتقف شامخة ,كفى ,كفى .
تاخذ حربة زوجها الشهيد الملطخة بدمائه الطاهرة وتترك المكان .
تمت



#عماد_شمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد شمو - هناء