اشقندي مراد
الحوار المتمدن-العدد: 5032 - 2016 / 1 / 2 - 11:33
المحور:
الادب والفن
بينما يترقب ملايين الأطفال بداية كل عام جديد، هدايا "بابا نويل"، يضعها أهلهم خِلسة في مداخن أصبحت بلا دخان، بعد أن خمدت نارها، و نُظف رمادها، و أصبحت مداخن للتزيين و الهدايا... هناك أطفال آخرون يكتوون بنار مداخن أشعلها أهلهم عنوة ذات ربيع، حينما لم يحمل معه دفئه الطبيعي، و امتد إليه صقيع شتاء قارس، أهل أشعلوا نار من حطب أخضر و يابس، حتى غدت مساكنهم نارا تحرق كل من آمن بدفئ بعد خمودها، و أصبحت مياههم مقبرة كل من طلب برودة لتضميد حروق غير مصنفة، نار تصاعد دخانها في غفلة ممن قطعوا من كل نبتة حطب يذكي لهيبها، فأفقدهم بصرهم كرها، بعد أن فقدوا بصيرتهم اختيارا... مداخن ليست كالمداخن، و أطفال ليسوا كالأطفال، أطفال بعيون زرقاء لامعة، و شعر أشقر ناعم يصفف كل صباح استعدادا لركوب حافلة المدرسة المكيفة، و أطفال عيونهم زرقاء لامعة كذلك، لكنه لمعان دموع جمدت بين أحداقهم و هم يتوسلون من يذكر أهلهم بمشط، انشغلوا عنه ببندقية، لتصفيف شعر أشقر كذلك، كان ناعما ذات ربيع، وزرقة أعينهم لم تعد عنوانا للجمال و الحياة، و غدت عنوانا للرعب، بعد أن اختلطت زرقتها بحمرة دم الموت. أطفال فرق بينهم حظٌ و قدر، اختار لبعضهم أرحاما من لحم و دم، و اختار لآخرين أرحاما من أنابيب و زجاج، فقُطعت أرحام اللحم و لم تنكسر أرحام الزجاج، أطفال لم توحدهم براءتهم بعد ولادتهم، فبراءة سقيت بطعم الحرية و الكرامة، ليست كبراءة اتُخِذت أذرعا للحروب، تحمل برميل ماء يروي ظمأ أهل قطعوا أرحاما، و حملوا بنادق بأيدي مدت لغريب ضد قريب... أهل و غرباء تحالفوا على طفل تٓرعب أذناه من دوي قنابل الموت، بينما آذان أطفال تٓطرب لدوي شهب احتفال بعام جديد.
اشقندي مراد - ميدلت المغرب
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟