أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جمال حمّور - الثورة وامكانية التحول الديمقراطي في سوريا...














المزيد.....

الثورة وامكانية التحول الديمقراطي في سوريا...


جمال حمّور

الحوار المتمدن-العدد: 5029 - 2015 / 12 / 30 - 23:57
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الثورة وامكانية التحول الديمقراطي في سوريا...
بقلم المهندس جمال حمّور 30/12/2015
ان المفاهيم التي انتجتها الثورة من مصطلحات ثورية وحقوقية وانسانية في وجه نظام دكتاتوري فاشي شمولي عسكري يعتمد القمع والقتل غيب المجتمع عن الفعل الانساني والسياسي والمدني، وحوله الى مجموعات سكانية غير متجانسة تسكن حيزا جغرافيا، ونفى عنه الانتماء وجعل ولاء السلطة المخابراتية معيار الوطنية، والحط من كرامة وهوية السوريين داخليا وخارجيا، ومارس عليهم كل اعمال التعمية الايديولوجية غير الوطنية وربطها بمشاريع قومية عروبية هو بالأساس لا يسعى لها لا بل حاربها، واستمر النظام بعد الثورة بانتهاج نفس السياسة السابقة عبر الحلف الذي يدعي المقاومة ودائما طابعه طائفي متمثلا بحزب الله الذي لم يبقى من مقاومته شيء يخفي سقوطه في الحرب اﻷ-;---;--هلية السنية-الشيعية وتحوله إلى مجرد واجهة للسياسة اﻹ-;---;--مبراطورية الفارسية وايران وتوابعها الميليشاوية الطائفية، اضافة للقتل والتشريد والتهجير والحصار والتجويع واعتقال المعارضين المدنيين السلميين كأولوية له لما يشكلونه من خطر كبير على النظام كونهم يمثلون قيم الثورة المدنية الحداثية. ثم قام بخلط الأوراق بتهيئة المناخات اللوجستية لظهور الجماعات المتطرفة الاسلامية كداعش والنصرة، ووضع العالم امام خيار الاسد او الارهاب واستثمارها اعلاميا محاولا نزع روح الثورة.
ان العودة الى عمق روح الثورة السورية يتطلب اعادة مضامينها كثورة نضالية تحررية ضد نظام استبدادي قمعي فاسد من حالتها التراجعية في الحامل الفكري ذات الطابع الديني الى مضمون وطني جامع لكل مكوناته الدينية والاثنية على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، عبر تعريفات لمفاهيم الوطن والمواطنة والسياسة والاجتماع ....الخ.
فانطلاقا من هذا نجد ان نتاج الفكر الحداثي الانسانوي وصراعه مع العقائد الدينية هو تاريخي، إذ لم يحقق الفكر الحداثي التحرري لمفاهيم العلوم الانسانية انتصارا "اي نفي" على المفاهيم الدينية ولكنه استطاع تحييدها مع قبول الاخيرة بالانحسار.
لما كانت النظرية عموما مقتصرة على النخب حيث معظم الثورات لم تحركها اساسا النظرية بل حاملها العام اقتصادي اجتماعي عفوي مضاد لسلطة استبدادية قمعية يغيب عنها الضوابط القانونية والاخلاقية، فالنظرية الماركسية التي كانت تتوقع ثورة عمالية على الرأسمالية في البلدان الصناعية لم تحصل، وعندما حاول الشيوعيون اسقاط النظرية كما حصل في روسيا القيصرية الزراعية ابان انقلابهم على القيصر تحولت الى خطاب هلامي لا ينتمي الى واقعها لا بل انتجت حول العالم دكتاتوريات خبيثة خطابها ديماغوجي كالنظام البعثي السوري.

وبمقاربة تعميم النظرية وحتى لو كانت تخص العلوم التقنية البحتة هو اعتمادها كمناهج ثقافي تربوي تعليمي ترتكز على التفاعل والمرونة والرموز والوعي الذاتي تنقل الى عموم الشعب لتصبح جزءً من ضمير جمعي تراكمي حداثي.
الفلسفة والعلوم الإنسانية والفن تمكّن ممارسيها من المثقفين والفنانين المستقلين والأحرار، فهم المشاكل الإنسانية فهما متعمقا وجليا ومتعدد الجوانب. هم الاقدر على نقل رؤيتهم وتصورهم للأحداث بشكل أكثر وضوحا في عملية انتاجية ثقافية متطورة لتحويل البنية الذهنية من الشكل التسليمي الى حالة برهانية استدلالية ينتقل فيه الذهن من قضايا مسلَّمة إلى أخرى تنتُج منها ضرورة، فمهمة المفكرين المبدعين الحداثيين المبني على التجربة والنظرية تطوير النظرية والفكر التحرري لا الدخول في صراع ماهوي مباشر مع العقائد الدينية وخاصة الاسلامية وخطابها لمصداقيته او عدمها لهو عمل غير مجدي، وهذا لا يعني مهادنتها. لا بل كشف المفاهيم الدينية والطائفية في التمييز الهوياتي الانساني الذي يكمن في طياته الطابع العنصري بالتفريق بين المرأة والرجل والمتدين وغير المتدين والمسلم وغير المسلم وتصنيفهم كأخيار وأشرار.
ان الثورة ومدرستها المهولة والتنوع الثقافي للشعب السوري بأديانه واثنياته ومذاهبه وحتى الرؤية الدولية هي الظرف النوعي الواجب علينا وبقوة عدم التفريط به للانتقال للحكم الديمقراطي بعقد اجتماعي جديد ودستور مدني علماني ديمقراطي يعتمد شرعة حقوق الانسان يدفع الدين للتنحي والانسحاب من الحياة السياسية لسوريا القادمة لنقل المجتمع الى الديقراطية، فوصول الدولة الى المفاهيم الانسانوية يمكن تحقيقه من خلال الانعتاق من الفردانية بعمل تكاملي بين جميع الاطراف الحاملة لأفكار الحداثة والتنوير والديموقراطية، والتخلي عن سياسة التخوين والاقصاء والقضية التمثيلية وتغليب الشعور الوطني.



#جمال_حمّور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جمال حمّور - الثورة وامكانية التحول الديمقراطي في سوريا...