أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ريم الماوية - ناظم الماوي و الدفاع عن علم الشيوعية و تطبيقه و تطويره















المزيد.....



ناظم الماوي و الدفاع عن علم الشيوعية و تطبيقه و تطويره


ريم الماوية

الحوار المتمدن-العدد: 5027 - 2015 / 12 / 28 - 23:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ناظم الماوي و الدفاع عن علم الشيوعية و تطبيقه و تطويره
مقدّمة :
منذ عدّة سنوات ، لم يفتأ ناظم الماوي يخطّ المقالات و يؤلّف الكتب و ينشرها شغله الشاغل هو الدفاع عن علم الشيوعية و تطبيقه و تطويره ، و تسليح المناضلات و المناضلين و الجماهير الشعبيّة العريضة بهذا العلم لتفسير العالم تفسيرا صحيحا و تغييره التغيير الثوري الذى تحتاجه الإنسانيّة لتتحرّر من كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال ببلوغ المجتمع الشيوعي العالمي . و لم نتقاعس أبدا عن الإطّلاع على كلّ ما يصدره على صفحات موقع الحوار المتمدّن . و لأكثر من مرّة جال بخاطرنا أن نكتب شيئا و لو أسطر عن ما ألّفه من مقالات و كتب و ما تنمّ عنه من مميّزااته ككاتب شيوعي إلاّ أنّنا كنّا نأجّل المشروع المرّة تلو المرّة إلى أن ألفيناه فى المدّة الأخيرة ينجز هو ذاته قراءات متنوّعة فى وثائق ماويّة تاريخيّة و أخرى حديثة ، فقرّرنا أن آن الأوان لتنفيذه و إن على عجل و بإقتضاب و دون إيفاء الموضوع كامل حقّه فعدنا إلى جملة ملاحظات كنّا ندوّنها كلّما قرأنا له مقالا أو كتابا و ذلك لتنشيط الذاكرة ثمّ عكفنا على الإشتغال على تلك المادة و على ما ألّفه ناظم الماوي لننتهي إلى جانب لا غير من الأفكار التى لا تتّصل بكافة تفاصيل مواقفه و منهجه و شكل كتاباته و مضمونها و إنّما تتّصل أساسا بميزات هذا الكاتب الشيوعي التى نعرض فى الآتى من هذا المقال .
1- كاتب ماركسي غزير الإنتاج :
إنّ أوّل ما يلفت الإنتباه هو أنّ هذا الكاتب قد أصدر ما يناهز الثلاثين عددا من نشريّة " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! " فى بضعة سنوات تعدّ على أصابع اليد الواحدة . و هذا فى حدّ ذاته إنجاز هام ( على أنّه ربّما كان بالإمكان تنقيته من شوائب بعض الأخطاء المطبعيّة و الإملائيّة ) فى زمن نفتقد فيه إلى الكتابات الشيوعيّة الثوريّة حقّا ، زمن غمرت فيه موجات التحريفيّة ، أو الماركسيّة المزيّفة ، الشيوعية الثوريّة و أغرقتها فى المياه الآسنة للديمقراطية البرجوازيّة أو القوميّة و حتّى التذيّل للأصوليّة الإسلامية .
و تعكس أعداد تلك النشريّة و قد ضمّت ما يربو عن العشرة كتب و ما يمكن أن يكون مادة لكتب بأكملها ، مدى قناعة ناظم الماوي بأهمّية و ضرورة خوض النضال على الجبهة النظريّة و الحاجة إلى تطوير خطّ إيديولوجي و سياسي شيوعي ماوي ثوري صحيح . و ما لا يرقى إليه شكّ أنّ أعمالا عميقة من ذلك القبيل تطلّبت جهدا يعزّ أو ربّما يشقّ بذله على العديد من الكتّاب الماركسيّين أو المثقّفين الذين يتبّنون أو يدّعون تبنّى الماركسية .
2- حامل هويّة شيوعيّة تعمّقت مع خوض الصراعات الإيديولوجية و السياسيّة :
من الإسم المستعار الذى إصطفاه لنفسه ، نرى أنّ ناظم الماوي أعلن من البداية هويّته الإيديولوجيّة الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة ومنذ العدد الأوّل من النشريّة المذكورى أعلاه ، صرّح بمشروعه الفكري .
و فى الوقت الذى كادت فيه الماركسية – اللينينية – الماويّة تفقد المدافعين عنها صراحة و بصوت عالِ إزاء الهجمات الرجعيّة وفى الوقت الذى مرّغ فيه المتمركسون وجه الماويّة فى التراب بإعتماد التشويه و تزوير الحقائق و الوقائع و إجتزاء الجمل و فقرات المقالات و الكتب و إخراجها من سياقها ؛ تولّى هذا الكاتب ( هو غيره طبعا و إن تميّز بجدالاته المثيرة للإنتباه ) رفع راية " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! " .
ومع صدور الأعداد المتتالية و خوض الصراعات الإيديولوجيّة و السياسيّة مع مهاجمى الماويّة أو مدّعى الماويّة محلّيا و قوميّا و عالميّا ، شاهدنا ناظم الماوي يخطو خطوة نوعيّة ليعلن على الملإ أنّ شيوعيّة اليوم أو الروح الثوريّة للماويّة اليوم ، كما يقول ، هي الخلاصة الجديدة للشيوعية التى تقدّم بها بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة . و صار مذّاك من أوائل و أبرز متبنّيها و شارحيها و المدافعين عنها و المروّجين لها ، على الصعيد العربي .


3- مدافع شرس عن علم الثورة البروليتارية العالمية :
من المقالات الأولى لنشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و من الوهلة الأولى ، يلاحظ قرّاء صفحات تلك النشريّة أنّ ناظم الماوي يصدّرها بمقولات مأثورة لقادة البروليتاريا العالميّة . فلا يصدر تقريبا أي مقال دون توشيحه بمقولة أو مقولات هي من ناحية تعبير مكثّف عن حقائق لخّصها معلّمو البروليتاريا العالميّة إنطلاقا من تجاربهم المباشرة أو من التجربة العامة للثورة البروليتارية العالمية ، و من ناحية أخرى ذات صلة بالموضوع محلّ النقاش . و بذلك يعيد هذا الكاتب إلى أذهان بعض القرّاء جملا و حقائقا ماركسيّة قد يكونوا نسوها و يقدّمها إلى من لا يعرفها علّه يستفيد من مضمونها فى تمثّل مبدأ أو أساس أو حقيقة يخوّلون له فهما أفضل للماركسية و للواقع من أجل تغييره .
وقد ساهم ناظم الماوي بهذا الشكل و بالعودة إلى فقرات و نصوص ماركسية – لينينيّة – ماوية أصيلة ، فى إبراز الآراء الصحيحة و الصائبة لعلم الثورة الشيوعيّة . و قد عثرنا على صفحات التواصل الإجتماعي وفى كتابات البعض صدى ترحيب شيوعيّين و شيوعيّات بهذا و مدى تداولهم لمقتطفات لماركس أو إنجلز أو لينين أو ستالين أو ماو أعاد هذا الكاتب إخراجها و التشديد عليها و ربطها بمجريات واقع الصراع الطبقي محلّيا و عالميّا و بصراع الخطّين سواء فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية عامة أو الحركة الماويّة العربيّة خاصة .
و ما إنفكّ ناظم الماوي يحيل القرّاء على المراجع المعتمدة و يحثّ على دراستها وهي بالعشرات أحيانا ( مثال ذلك مراجع الكتاب المخصّص للردّ على تشويهات فؤاد النمري و عبد الله خليفة للماوية ؛ " لا لتشويه الماويّة و روحها الشيوعية الثوريّة : كلّ الحقيقة للجماهير " ) ؛ و يسلّط الضوء على مفاهيم ومواقف وخلاصات ماركسية – لينينيّة – ماويّة بصدد الدولة و الثورة و الصراع الطبقي و الحزب و الجبهة و التحريفية و الإصلاحية و الأصوليّة الدينيّة و هكذا لكي ينير سبيل المبتدئين فى خوض النضال الطبقي و غير المبتدئين فى واقع يسود فيه ظلام تداخل الأفكار و المفاهيم و يقع فيه تشويه الشيوعيّة الثوريّة أيّما تشويه من طرف الرجعيّين و المتمركسين .
4 - مقاتل للتحريفية والدغمائيّة و الإصلاحية :
و بينما فى الغالب الأعمّ ، لزم الكثير من مدّعى الشيوعيّة و الماويّة الصمت المطبق تجاه التحريفية و الإصلاحيّة بذرائع لا عدّ لها ولا حصر وحتّى لا يفضحوا أنفسهم هم ذاتهم و نقاط ضعفهم إن أثير نقاش هذه القضايا نقاشا جدّيا علميّا عميقا ، إنبرى ناظم الماوي يقاتل التحريفيّة و الإصلاحيّة بداية من المقالات الأولى فى العدد الأوّل من النشريّة إيّاها إلى آخر كتاباته التى إطّلعنا عليها فى المدّة الأخيرة .
و بإستمرار سعى إلى رسم خطوط تمايز بين الماركسية و التحريفيّة . و قد خاض غمار معارك ضارية ضد ألوان من التحريفيّة والإصلاحيّة صلب " اليسار " عامة وصلب الماويّين خاصة . فساهم فى تعرية جوهر و مدى خطورة أطروحات البلاشفة الجدد و الحزب الوطني الإشتراكي الثوري و حزب الوطنيّين الديمقراطيين الموحّد و حزب العمّال التونسي كما ساهم فى إماطة اللثام عن خطّ الحركة الشيوعية الماويّة و المنظّمة الشيوعية الماويّة و حزب الكادحين الوطنيّي الديمقراطي و خطّ فؤاد النمرى البلشفيك إلخ و أجلى مدى إصلاحيّة هذه الأحزاب و المنظّمات إستراتيجيّاتها و تكتيكاتها و مواقفها و سياساتها و الخطوط المعادية للشيوعية الثوريّة .
و بيّن بالأدلّة الواضحة مدى دغمائيّة من يطلقون على أنفسهم أحيانا بلاشفة وأحيانا ستالينيّين أو ماركسيّين – لينينيّن و غالبيّتهم من الخوجيين المتستّرين و كذلك الماويّين الذين وقفوا و يقفون ضد تطوير علم الشيوعية و ذلك فى عديد المقالات و الكتب منها الجدالات ضد الحزب الوطني الإشتراكي الثوري و ضد محمّد علي الماوي و كذلك ضد آجيث .
و إلى جانب ذلك ، بذل جهدا لا بأس به فى التعريف بالتجارب العالميّة المتّصلة بقتال التحريفيّة و الدغمائيّة و الإصلاحيّة و إستخلاص الدروس منها و مقالاته الأخيرة أفضل دليل على ذلك .
5 – أممي بروليتاري حقّا :
و فى حين غرقت فرق " اليسار " العربي ، فى غالبيّتها الساحقة ، فى التقوقع والإنعزاليّة التى ترافقت مع سيادة نزعات قوميّة ضيّقة و حتّى دينيّة بمعنى التعاطى الديني مع الماركسية كدوغما وبمعنى التذيّل بشكل أو آخر للأصوليّة الإسلامية ؛ طفق ناظم الماوي يوسّع مجال رؤية الشيوعياّت والشيوعيين و يعيد ترسيخ البوصلة العالمية ، البوصلة الأمميّة البروليتاريّة .
لقد أشاعت الماركسيّة المزيّفة ، التحريفيّة ، بشتّى تلويناتها الحربائيّة ، فهما مشوّها للأمميّة البروليتاريّة على أنّها التضامن بين الشعوب ، مُحلّة هكذا مفهوما برجوازيّا محلّ المفهوم البروليتاري الشيوعي . و إثر إشباعه المسألة بحثا عميقا ( بالإعتماد على كتابات لينين و بوب أفاكيان و الجدال العالمي صلب الحركة الماويّة العالمية ) توصّل هذا الكاتب إلى كنس التراب المهال على المسألة و أعاد تسليط الضوء على أهمّ مقولات لينين بهذا الحقل مضيفا إليها مقتطفات مفاتيح من أعمال بوب أفاكيان .
و تجلّى هذا أفضل تجلّى فى كتاب " حزب الوطنيّين الديمقراطيّين الموحدّ : حزب ماركسي مزيّف " و خاصة فى الفصل الأوّل منه ، نقطة " الأمميّة البروليتاريّة أم مجرّد التضامن العالمي " .
و هكذا وضع ناظم الماوي إصبعه على آفة لطالما نخرت الحركة الشيوعية العربيّة فأعاد وضع النقاط على الحروف معيدا ألق المفهوم الشيوعي الثوري للأمميّة البروليتارية القائل بأنّ :
- " فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعيّن علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية ، فى الدعاية لها ، فى تقريبها. هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ." ( لينين )
6 - ناقد ماركسي جريئ :
أقام ناظم الماوي قسما كبيرا من مقالاته و بحوثه و كتبه على نقد مواقف و وثائق أشخاص رموز ومنظّمات و أحزاب . و قد جسّد العدد الأوّل من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " هذا التوجّه خير تجسيد . و نافح هذا الكاتب عن النقد و الفكر النقدي عامة و عن النقد الماركسي خاصة و وجّه سياط نقده لإغتيال " اليسار " للفكر النقدي فى أكثر من مقال لعلّ أهمّها ما ورد فى العدد 21 من تلك النشريّة تحت عنوان " فرق اليسار التحريفية و إغتيال روح النقد الماركسي الثوريّة ".
و لم يتردّد هذا الناقد فى إعمال سلاح النقد الماركسي فى ما إنتقاه من مواقف و وثائق لها دلالتها ولم يكن عدميّا فى نقده . ففى حين أظهر مواطن تحريف علم الشيوعية و هاجمها ، ما إنفكّ يقدّم و يعرض و يشرح و يثمّن المواقف و الوثائق التى تعكس الحقيقة ( و إن كان مصدرها أناس لا يلتقى معهم فكرا و توجّها ) حتّى و هي لا تفسّر العالم من أجل تغييره من وجهة نظر الشيوعية الثوريّة فما بالك بتلك التى تنير الطريق الشيوعي . و أفضل الأمثلة على ما نذهب إليه المقالان الإضافيّان فى كتاب " لا لتشويه الماوية و روحها الشيوعية الثوريّة : كلّ الحقيقة للجماهير " حيث تفاعل مع المعلّقين على مقالاته بشأن الخطّ التحريفي الإصلاحي لفؤاد النمري معطيا كلّ ذى حقّ حقّه .
و حدت به جرأة الناقد الماركسي إلى الإعتراف الصريح ، على خطى بوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية ، بأخطاء ماو تسى تونغ و لينين تمّ تشخيصها بفضل الدراسة العلمية و تطبيق المادية الجدلية من منظور شيوعي ثوري ، و نقدها رفاقيّا و مبدئيّا لا لشيء إلاّ لتطوير علم الشيوعية للقيام بما هو أفضل راهنا ومستقبلا خدمة للثورة البروليتارية العالمية و هدفها الأسمى الشيوعية على النطاق العالمي ، حسب صيغة لناظم الماوي .
و جدير بالذكر كذلك تحلّيه بالجرأة فى جدالاته و نقده لماويّين و وثائقهم التاريخيّة و تعرية أخطائهم و شرح مصادرها و تقديم كيفيّة تجاوزها . و لا يفوتنا طبعا تحلّيه بالجرأة على إقتحام مجال خوض الجدال على الصعيد العالمي ، ناقدا النزعة الدغمائيّة لأحد أهمّ القادة الماويين عالميّا فى كتابه " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية " . و طبعا لهذا صلة بتجرّئه على تبنّى الخلاصة الجديدة للشيوعية كأرقى ما بلغه تطوّر علم الشيوعية اليوم ، حسب قوله ، و إعتمادها منطلقا و أساسا لنظرته للعالم ونضاله بوجه خاص على الجبهة الإيديولوجية و السياسية للمساهمة فى إلحاق الهزيمة بالتحريفية بشتّى تلويناتها كمعركة لا بدّ من خوضها للمساعدة على فسح المجال لتقدّم الشيوعيّة الثوريّة فى البلدان العربيّة .
وعلى الرغم من أنّ النقد الماركسي المبدئي قد جلب له الشتائم المختلفة و التشويهات المتنوّعة من لدن مدّعى الشيوعية و حتّى مدّعى الماويّة ، ظلّ ناظم الماوي متماسكا و ثابتا لا يفرّط فى الخطّ الناقد و الفكر النقدي الماركسي و النقد و النقد الذاتي الماركسي – اللينيني - الماوي فلا يهادن حتّى المتجلببين بجلباب الماويّة وهي منهم براء ، مهما كانت التعلاّت .
7- باحث عن الحقيقة مهما كانت :
ومن اللافت أنّ ناظم الماوي لا يتطرّق للمواضيع بسطحيّة ميّزت عديد الكتابات المدّعاة ماركسيّة ( على أنّه أحيانا عن وعي تام يعالج مسائلا بإقتضاب ) فأبحاثه النقديّة تتميّز بالعمق و الشمول اللازمين وهو يقتفى أثر الحقيقة لا تعيقه فى ذلك أفكار مسبّقة و لا عوائق بحثيّة و لا الحقائق المزعجة بين الفينة و الأخرى طبقا لعبارات له ، و لا الضباب الكثيف الذى يبثّه الرجعيّون و التحريفيّون و يلفّ قضايا و وقائع و لا تعقّد الأمور و تداخلها . و له من الجرأة بحيث يقرّ بعدم الإطّلاع على مسألة أو معرفته الجزئيّة بها أو عدم تمكّنه من دراستها كما يجب كلّما كانت تلك هي الحقيقة . و لطالما كرّر مقولة لينين و مفادها أنّ الحقيقة وحدها هي الثوريّة و دعا إلى تطبيقها وطبّقها هو ذاته لأنّها تسمح بفهم العالم فهما صحيحا و من ثمّة النضال من أجل تغييره ثوريّا .
و لكي ندرك جيّدا ميزة الباحث عن الحقيقة هذه ، نشير عليكم على سبيل المثال بالردّ على كتاب محمّد الكيلاني الذى كان أحد قادة حزب العمّال الشيوعي التونسي حين كتابته " الماويّة معادية للشيوعيّة " فى أواخر ثمانينات القرن العشرين ، و المجهود البحثي الذى تطلّبه عناء العودة إلى كلّ إستشهاد على حدة و إستقصاء إطاره و مدى صحّة ترجمته و مقارنته بما صدرعن أنور خوجة و بمواقف ماو الحقيقية إلخ ، خاصة و أنّ ذلك الكاتب الدغمائي – التحريفي الخوجي توخّى أسايب مغالطة و خداع إنتهازيّة عدّد منها ناظم الماوي ثلاث و أربعين نقطة فى مقدّمة العدد الخامس من تلك النشرية التى حملت فحواها عنوان " فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية:"الماوية معادية للشيوعية" نموذجا " .
و أيضا يتأكّد السعي الحثيث وراء الحقيقة بشكل واضح فى كتاب " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية " الذى إستدعى يقينا عدّة قراءات للمرجع الواحد فما بالك بعشرات المراجع ، و فى كتاب لا لتشويه الماوية و روحها الشيوعية الثوريّة : كلّ الحقيقة للجماهير " حيث لا ظلّ للشكّ فى أنّ بلوغ الحقيقة بشأن عدّة مسائل قد إقتضى جهدا بحثيّا كبيرا و يكفى إلقاء نظرة على المراجع المعتمدة للقطع بصحّة ذلك .
و لم يخش ناظم الماوي لومة لائم ، بعدما إقتنع نتيجة البحث عن الحقيقة ، لمّا صاغ نقدا معلّلا طال مواقفا معيّنة للينين و ستالين و لماو نفسه . فهذه المناسبة و بمناسبات أخرى ، نقف على هذا الكاتب الماوي يكرّس عمليّا قناعته بمقولتي ماو تسى تونغ و بوب أفاكيان بخصوص الحقيقة وعلاقتها بالنضال الشيوعي الثوري ، و هما مقولتان حرص فى نصوص عدّة على التشديد عليهما سواء بوضعهما فى تصدير مقالاته أو فصول كتبه أو فى متنها .
8- مبادر بطرح و معالجة قضايا لم يسبق للماويّين عربيّا طرحها و معالجتها :
بلا عناء ، يرصد من يقوم بجولة فى أعمال ناظم الماوي ( و نخص بالذكرفى هذه النقطة كتبه دون سواها كي لا نطيل على القرّاء ) أنّه تطرّق لمواضيع لم يسبق للماويّين عربيّا التطرّق إليها و أحيانا نادرا ما تطرقوا إليها على عجل و دون عمق و شمول لازمين .
ويمكن إعتبار كتاب " قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة "الحديدي" و من لفّ لفّه " باكورة كتب هذا المؤلّف و دراسته لأطروحات التيّار البلشفي رائدا فعلا كما هو رائد كتابه " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية " أين نلفيه يناقش و يجادل أحد أهمّ القادة الماويّين عبر العالم حول قضايا لم يسبق أن تناولها بالبحث الماويّون عربيّا ، من مثل أخطاء لينين و ماو تسى تونغ .
و ليس أقلّ ريادة كتابه الجدالي ضد محمّدعلي الماوي ، " صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربياّ " و فيه دافع عن الخلاصة الجديدة للشيوعية و فسّر نقاط تطويرها للروح الثوريّة للماويّة ، حسب مفردات له ، و بعدئذ صار نوعا ما رمزا لأنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة على الصعيد العربي ومرجعا من مراجع صراع الخطّين بصدد هذه الخلاصة الجديدة للشيوعية .
ومن نافل القول أنّ " ضد التحريفية و الدغمائيّة ، من أجل تطوير الماويّة تطويرا ثوريّا " كتاب رائد فى بابه فما من أحد من الماويّين قبل ناظم الماوي ألّف كتابا كاملا فى الغرض و طرح و عالج تطوير الماويّة على ذلك النحو ناقدا بدقّة متناهية منمنظورشيوعي ماوي ثوري ، معلما هاما من تراث الماويّين ( " ردّا على حزب العمل الألباني " ) ومواقف و أطروحات منظّمات و حركات ماويّة و تقدّم بالبديل الثوري الكفيل بتطوير الماويّة نظريّا و ممارسة .
9- مناصر لا يلين لفتح جبهة النضال من أجل تحرير المرأة كقوّة جبّارة من أجل الثورة :
مستفيدا من دراسة تاريخ حركات التحرّر الوطني العربيّة و الحركات النسويّة عربيّا وعالميّا و مستفيدا بوجه خاص من دراسة التجارب الماويّة النيباليّة و الإيرانيّة و الخلاصة الجديدة للشيوعية ، تمكّن ناظم الماوي من تشخيص خطأ قاتل رافق نضالات الحركة الشيوعية العربيّة خاصة و حركة التحرير الوطني العربيّة عامة ، ألا وهو إرجاء النضال من أجل تحرير المرأة إلى ما بعد تحرير الأرض أو البلاد . وبهذا الصدد ، ألمح هذا الناقد الماركسي على سبيل المثال لا الحصر إلى تجربتي الفلسطينيّين و الجزائريّين اللتين أجّلتا النضال ضد كسر القيود المعيقة لتحرير النساء إلى " يوم ُيبعثون " فعاد ذلك بالبوال على النساء ، نصف السماء ، بتعبير شاعري لماو تسى تونغ له دلالته .
و قد طوّر ناظم الماوي نقده هذا بوجه خاص فى كتابه " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيّة " أين فضح تلك النزعة و نافح بحزم عن التنظيرات الثوريّة التى تقدّم بها كلّ من الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) وبوب أفاكيان فى الخلاصة الجديدة للشيوعية و الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ( وهو وثائق ترجمها شادي الشماوي و منها : الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة ! و تحرير المرأة مستحيل دون بلوغ المجتمع الشيوعي ! ؛ بيان : من أجل تحرير النساء و تحرير الإنسانية جمعاء ؛ الخلاصة الجديدة و قضية المرأة : تحرير النساء و الثورة الشيوعية – مزيدا من القفزات و القطيعة الراديكالية ) .
و النضال الدؤوب ضد الإضطهاد و الإستغلال الجندري و النظام الأبوي / البطرياركي لتحرير المرأة و من الآن فى المجتمع ككلّ و حتّى داخل صفوف الشيوعيين و منظّماتهم و أحزابهم أم تأجيل ذلك معيار دقيق آخر للتمييز بين الشيوعيين الماويين الثوريّين أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية من جهة و التحريفيين من كلّ الألوان . لذلك ما إنفكّ هذا المناصر لتطوير جبهة النضال من أجل تحرير النساء ومن الآن وعلى كافة الأصعدة يروّج لشعار أساسي هو :
- الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة ! و تحرير المرأة مستحيل دون بلوغ المجتمع الشيوعي !
10 – مطوّر لبعض المفاهيم :
و فى سياق تأكيده على الفهم الشيوعي الثوري الحقيقي للأمميّة البروليتاريّة و وحدة الطبقة العاملة العالميّة و وحدة مصيرها التاريخي و مواجهة للنزعات القوميّة الضيّقة فى صفوف حتّى الماويّين ، أخذ ناظم الماوي ، و منذ مدّة الآن ، يتحدّث عن الثورة فى المستعمرات وأشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة بقيادة البروليتاريا و الإيديولوجيا الشيوعية فيردفها فى كلّ مرّة بأنّها " جزء من الثورة البروليتارية العالمية " .
وقصد التمييز بين الطرح الماركسي – اللينيني – الماوي الثوري للثورة الوطنيّة الديمقراطية و ما لحقه من تشويهات جمّة على يد المتمركسين ، أضحى هذا الكاتب الماوي يعمد إلى إستخدام المفهوم الماوي المنتشر عالميّا ألا وهو الثورة الديمقراطية الجديدة أو يصحب مفهوم الثورة الوطنيّة الديمقراطية بالثورة الديمقراطية الجديدة ( الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة ، طبقا لنصوص له ) .
و فى ذات إطار الدفاع عن الماويّة و نشرها و مقاتلة التحريفيّة ، لجأ هذا الناقد الماركسي إلى فضح الرؤى و الأفكار الديمقراطية البرجوازية المتّصلة بالمسألة الديمقراطية فأعاد التذكير بمواقف لينين و مقولاته بهذا المضمار و أضاف إليها مقولات لبوب أفاكيان و نحت ( وربّما إستعار من أحد إستخدمه قبله ) مفهوم " الديمقراطية / الدكتاتورية " فى مصطلح واحد كتعبير ، طبقا لشرحه ، عن الفهم المادي الجدلي لوحدة الأضداد و إزدواج الواحد و الطبيعة الطبقيّة للدولة و الديمقراطية فى المجتمعات الطبقيّة .
و نظرا لكون هذا الباحث الماوي من أوائل ، إن لم يكن أوّل من إستخدم مفهوم شيوعي ماوي و شيوعيّة ماويّة ( أنظروا مقال " أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة حول الإنتفاضة الشعبيّة فى تونس " الممضى ب " شيوعي ماوي " المنشور بتاريخ 24 جانفي 2011 على الحوار المتمدّن ، و تاليا ضمن العدد الأوّل من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة !" ) و نظرا لأنّ الكثير من مدّعى الماويّة قد تبنّوا المفهوم و أنّ الماويّة إنقسمت إلى إثنين ، لمس هذا الباحث الحاجة إلى مفهوم يميّز بين أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية و جوهرها الماوي الثوري من جهة و محرّفي الماويّة من دغمائيّين وأتباع الديمقراطية البرجوازية ، فأضاف نعت الثوريّة للشيوعية الماوية لتصبح " الشيوعية الماويّة الثوريّة " .
11- متفاعل جدّي مع أعمال شادي الشماوي :
دون خشية الوقوع فى الأحكام الإطلاقيّة ، بوسعنا أن نجزم بأنّ شادي الشماوي قام و يقوم بعمل جبّار يذكر فيشكر للتعريف بالماويّة و نشرها عربيّا و مدّ المناضلات الشيوعيّات و المناضلين الشيوعيين بأسباب تعزيز الدراسة و البحث و النقاش و الصراع و بلوغ الحقيقة و الإستفادة من مختلف التجارب تاريخيّا و راهنا ، نظريّا و ممارسة . فقد نسخ كتبا و وثائقا تاريخيّة لا تقدّر قيمتها بثمن و ترجم كتبا و مقالات قيّمة للغاية لماويّين و ماويّات من أنحاء العالم قاطبة و كتب مقالات و مقدّمات و خواتم لأعداد مجلّة " الماويّة : نظرية و ممارسة " التى فاقت العشرين عددا .
و ليس بوسعنا إلاّ الإعراب عن أنّ كتب شادي الشماوي ذخيرة إيديولوجيّة و سياسيّة لمن يرنو تثقيف نفسه شيوعيّا و لمن يبحث فى تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و الحركة الماويّة و صراعات الخطّين التى عصفت وتعصف بها . و بعبارات أخرى ، هي زاد حيوي للذين يتطلّعون إلى إستيعاب علم الشيوعية اليوم و رفع رايته و تطبيقه و لما لا تطويره .
و بقدر ما هو أكيد أنّ قرّاء مؤلّفات شادي الشماوي ينحدرون من مدارس فكريّة شتّى ، بقدر ما هو أكيد أنّ جلّ إن لم يكن كلّ الماويّين الثورييّن و أيضا مدّعى الماويّة ينهلون من تلك المؤلّفات بيد أنّ غالبيّتهم لا يذكرون حتّى المرجع الذى يستقون منه الفكرة أو المقولة أو الموقف إلخ . و من العجب العجاب أنّ ممّن يطلقون على أنفسهم نعت الماويّين ( و غيرهم أيضا ) لا يعتمدون تلك المؤلّفات صراحة و علنا فى ما يخطّونه و من هنا لا يقرّون بحقيقة مصادرهم و لا يطبّقون عمليّا النزاهة العلميّة و يبخسون هذا الكاتب و المترجم حقّ قدره و جهده .
و فى مقابل هؤلاء ، وقف ناظم الماوي و لا يزال موقفا واضحا جليّا و صريحا مثمّنا أعمال شادي الشماوي الفريدة من نوعها و معتمدا إيّاها بلا تردّد ضمن أهمّ المراجع و المصادر فى ما يؤلّف من مقالات و كتب لكونها تزخر بالحقائق الشيوعية الماوية الثوريّة التى لا مناص من إعلاء رايتها إن كان المرء يجتهد للتقدّم بالنضال فى سبيل الشيوعية على الصعيد المحلّى و القومي و العالمي و يسعى بكلّ ما أوتي من طاقة من أجل القيام بالثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها لتحريرالإنسانية .
و تفصح الكثير من المؤشّرات على أنّ الناقد الماركسي مقتنع عميق الإقتناع بأنّ كتب شادي الشماوي فى طيّاتها أهمّ الكتابات الماويّة الحديثة و أرقاها و أكثرها تقدّما على النطاق العالمي و لتطوير الماويّة لا بدّ من إستيعاب ما توصّل إليه أقدر المنظّرين و القادة الماويّين عالميّا و فرز الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح و رفع رايته و تطبيقه . كما تفصح عن إعتبار تلك الكتب بقديمها و جديدها ( طبعا دون التغاضي أبدا عن ضرورة دراسة المصادر الأساسيّة للماركسية – اللينينيّة – الماوية ) جسرا لا بدّ من عبوره لمزيد التسلّح بعلم الشيوعية لبلوغ الضفّة الأخرى بفهم أفضل لهذا العلم و نظرة شيوعية للعالم و طبيعة الثورة الشيوعية و أهدافها و أساليبها بما يخوّل تفسيرا أفضل للواقع العالمي و القومي و المحلّى من أجل تغييره شيوعيّا .
12- قارئ نهم :
و بإمكان المطّلعين على مقالات و كتب ناظم الماوي أن يستشفّوا دون عناء أنّه قارئ نهم حيث يحيلنا عندما نلج عالم تلك المقالات و الكتب على مراجع و مصادر شتّى و من عدّة بلدان عبر العالم وهو يقدّم أمثلة تاريخيّة و أخرى راهنة من أكثر من بلد . و على سبيل المثال ، يوفّر لنا كتابه الجدالي ضد تشويه فؤاد النمرى و عبد الله خليفة للماوية معطيات عدّة تصبّ فى هذه الخانة . و هذا القارئ النهم لا يعود فقط إلى المصادر الأصليّة و يتفحّصها و يقلّب المعلومة و الجملة و الفقرة من عدّة أوجه متباينة و يصحّح المعلومات و التأويلات الخاطئة التى يوردها أعداء الماويّة ، بل يسوّع أيضا أفق القرّاء فيعقد المقارنات و يذكّر بآراء مؤسّسى الشيوعية و مطوّريها و بآراء أعدائهم كذلك .
و يحضرنا هنا مثال على أنّ هذا القارئ النهم لا يفوّت فرصة للإطّلاع على محاورالجدالات الماويّة على الصعيد العالمي وليس فحسب العربي و إن كانت ثانوية و ثانوية جدّا بالنسبة للجمهور الواسع للقرّاء فى البلدان العربيّة ( على أنّها تمثّل نزعة فكريّة يحتاج الشيوعيّون الحقيقيّون التعرّف عليها وفهمها و إدراك كنهها و طبيعة علاقتها بالماركسية ) ، هو مثال جاء فى كتاب " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية " أين يكشف الناقد الماركسي بإشارة مقتضبة تحريفيّة آلان باديو و يدعو القرّاء إلى الإلمام بالموضوع بكلّ جوانبه مشيرا عليهم بمرجع لا تخطئه عين الباحث أو الباحثة عن الحقيقة .
و نحن إذ نضع سطرا تحت ميزة القارئ النهم هذه فلأنّ الشيوعيّات و الشيوعيّين الحقيقيّين يحتاجون بلا إنقطاع إلى القراءة و الدراسة و النقاش و الجدال كي يكونوا واعين شيوعيّا مميّزين بين الغثّ و السمين ، بين الصحيح و الخاطئ ، بين الماركسية و التحريفيّة و لما لا منتجين لفكر شيوعي ثوري و مكرّسين له عن وعي تام و لا يتبعوا عن عمى أي إنسان يزعم الثوريّة و يلبس لبوس الشيوعية أو الماركسية أو الماركسية – اللينينية أو حتىّ الماركسية - اللينينية - الماويّة.
13- منفتح على التعلّم بإستمرار :
ربّما أصاب بعض قرّاء مقالات وكتب ناظم الماوي الذهول و هم يسمعونه يعلن لفؤاد النمري مثلا عن إستعداده للتعلّم حتّى من الأعداء إلاّ أنّ المتمّعن فى شروحه للمسألة هنا و هناك فى ثنايا ما ألّف يدرك أنّ ما قاله هو عين الصواب بالنسبة للشيوعيّات و للشيوعيّين الحقيقيين و بالنسبة لإنسان قلنا إنّه باحث عن الحقيقة الماديّة الموضوعيّة مهما كانت و التى هي وحدها الثوريّة بعبارات لينين ، و المقتدى بمقولة ماو تسى تونغ ومقولة بوب أفاكيان بهذا الصدد .
الشيوعيّات و الشيوعيين ، منظرّين كانوا أم مناضلات و مناضلين على جبهات أخرى ، لا يعرفون كلّ شيء و يحتاجون على الدوام إلى التعلّم . العالم فى حركة دائمة و فهمه يقتضى بحثه و دراسته بإستمرار . هذا وجه من وجوه المسألة و وجه آخر هو ، كما يقول لينين ما معناه ، لا يمكن للمرء أن يكون شيوعيّا ما لم يستوعب أرقى ما بلغه الفكر الإنساني و تطوّره . و الوجه الثالث للمسألة هو ما يشدّد عليه ناظم القارئ النهم مثلا فى تلخيصه لنقاط الجدال المعنون " آجيث - صورة لبقايا الماضي " من كون الحقيقة موضوعيّة تعكس ، حسب كلماته ، الواقع المادي الموضوعي و بالتالى هي ليست حكرا على أحد ، شيوعي كان أم غير شيوعي ، بروليتاري كان أم غير بروليتاري ... و واقعيّا ، تاريخيّا و حاضرا ( و مستقبلا ) يتوصّل الأعداء إلى حقائق لم يتوصّل إليها الشيوعيّون . فما العمل إذن ؟ لا مفرّ من التعلّم حتّى من الأعداء إن رغبنا فى فهم العالم فهما صحيحا و المسك بالحقيقة المادية الموضوعية لتفسير العالم تفسيرا علميّا و تغييره ثوريّا .
إنّ إمتلاك ذهن منفتح بمعنى الإنفتاح على التعلّم بإستمرار من الرفيقات و الرفاق و العلماء و العاملين فى شتّى مجالات النشاط الإنساني و حتّى من الأعداء الطبقيين خاصيّة من خاصيّات و ميزة من ميزات الشيوعيات و الشيوعيين الحقيقيين . و ليسجّل الرفاق و لتسجّل الرفيقات بأذهانهم أنّ الماركسيّة ذاتها ما كانت لتوجد ، كما أعرب عن ذلك لينين عند تناوله بالحديث الأقسام الثلاثة و المكوّنات الثلاثة للماركسية ، لولا الإقتصاد السياسي الأنجليزي و الفلسفة الألمانية و الإشتراكية الفرنسية علما و أنّ من أنتجوا تلك المكوّنات ( كمادة إشتغل عليها ماركس ) لم يكونوا بداهة ماركسيّين و لا بروليتاريّين . و ماركس نفسه ما كان ماركسيّا قبل تطويره للماركسية فى تفاعل جدلي مع تلك المصادر الثلاثة و مع تطوّر العلوم و إنفتاحه على التعلّم و البحث عن الحقيقة أينما وُجدت و مهما كان من يمسك بها و إعماله الفكر النقدي فى المواد و الأفكار المراكمة و الواقع المتحرّك أبدا . و ظلّ طوال حياته يتعلّم و يُعلّم ما يحصّله من حقائق . و كذلك كان حال إنجلز و لينين و ستالين و ماو تسى تونغ : يتعلّمون و يُعلّمون ، و يقودون الجماهير و يتعلّمون منها وهم يقودونها ، فى حركة لولبيّة متصاعدة لا تنفى إمكانيّة حدوث الأخطاء و التراجعات فى علم الشيوعية المتطوّر ككلّ علم من العلوم الإنسانية و التجريبية .
خاتمة :
نتوقّع أن يذهب البعض من ذوى التفكير المتمركس إلى إتّهامنا بأنّنا فى هذا المقال نكيل المديح لا غير لناظم الماوي ونسعى إلى خلق أيقونة ما منه . و إليكم ردّنا البسيط المتكوّن من شقّين من هذه اللحظة : ما صغناه هو رأي و جانب لا غير من جملة إستنتاجات خرجنا بها من قراءة معيّنة فى مقالات و كتب هذا الماوي و ما أبرزناه هي ميزات يعثر عليها الباحث موضوعيّا فى مؤلّفاته و لكم أن تفنّدوا هذا الرأي بالححج الملموسة و تنشروا ذلك عاجلا أم آجلا لتحصل فائدة أكبر لنا و لكم و لجميع القرّاء إن سجّلتم حقائقا موضوعيّة . و تاليا لكم و للجميع إمكانيّة نقد مواقف ناظم الماوي و منهجه وأفكاره و مضامين مؤلّفاته و فى تقديرنا وعلى حدّ ما قرأنا له ، سيرحّب هذا الناقد الماوي بذلك برحابة صدر خاصة و أنّه فى أكثر من مناسبة دعا إلى القيام بذلك و تعهّد بالتفاعل الجدّي كما إعتاد القول و لا نظنّ أنّه سيفوّت على نفسه فرصة التعلّم منكم حيثما و كلّما أصبتم كبد الحقيقة . وستعمّ حالئذ الفائدة و يكون الكثير لكم من الشاكرين .
و نربط التوقّع أعلاه بمسألة دور الفرد التى نعثر فى كتابات ناظم الماوي على ما يفيد بجلاء إستيعابه العميق للمسألة فى علاقة بالخطّ الشيوعي الثوري . و نشرح نفسنا فنقول إنّ ما قمنا به فى هذا المقال لا يعدو أن يكون إبراز ميزات شيوعية ثوريّة تجسّدت فى هذا الكاتب و يحتاج الشيوعيّون و الشيوعيّات التعلمّ منها بذهن مفتوح لأنّها تعبير عن جوانب صحيحة لخطّ إيديولوجي و سياسي يصارع من أجل تطوير علم الشيوعية و نشره و تكريسه فى الواقع بممارسة ثوريّة تقودها النظرية الثوريّة و بالتالى ما عملنا على التمسّك به و إعلاء رايته رئيسيّا هو الخطّ و ليس الشخص . وبالمناسبة يملى علينا واقع الحركة الشيوعية العربيّة عامة و الحركة الماوية العربيّة خاصة أن نبرز الحاجة إلى مثل هذه الخصال و الحاجة لا إلى مثقّفين ثوريّين و كتّاب شيوعييّن ماويين ثوريّين بالعشرات فقط بل بالمئات يكونوا فى مستوى ناظم الماوي و يتمتّعون بخصاله البحثيّة و إن كانوا أفضل منه و فاقوه فى خدمة صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي تكون الحركة الشيوعية العربيّة و العالمية كسبت كسبا عظيما و لا نخاله يكون إلاّ مبتهجا لذلك لا لشيء إلاّ لأنّ العمل على تطوير مثقّفين ثوريين يتبنّون علم الشيوعية فى أرقى حلقاته المتقدّمة ويطبّقونه ويطوّرونه قصد القيام بالثورة و تحرير الإنسانيّة ، كما يقول هو مستعيرا عبارات لبوب أفاكيان ، من صميم الأهداف التى يسعى إلى المساهمة قدر الإمكان فى تحقيقها خدمة للثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها .
و فضلا عن ذلك ، أعرب ناظم الماوي بجلاء ما بعده جلاء عن وجهة نظره بهذا المضمار فى جداله مع محمّد علي الماوي ( مرّة أخرى كتاب " صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربياّ " " ) و على وجه الضبط فى الفقرة التى نقتطف لكم منها التالي كخاتمة لخاتمتنا لهذا المقال :
" ... بإختصار شديد نجمل الأفكار مصرّحين بأنّ من واجب الشيوعيات و الشيوعيين مساندة القادة الثوريين وحمايتهم لأنهم ثوريون يحملون و يكرّسون خطّا إيديولوجيا و سياسيا صحيحا بكلّ ما أوتوا من جهد و إمكانيات خاصة إزاء هجمات العدو الطبقي و التحريفيين و القادة المرتدّين أو المنهارين ؛ و من واجبهم كذلك تكوين قيادات لا بالعشرات فقط بل بالمئات و بالآلاف حيثما و متى أمكن ذلك حتى لا تفقد الحركة الثورية قادتها الثوريين فتقع الإطاحة بالخطّ الثوري و يتغلّب خط تحريفي إصلاحي يغيّر طبيعة الحزب أو المنظّمة تغييرا تاما . ( و لن نتطرّق هنا لظروف أمثلة من هذه الردّة الذاتية منها و الموضوعية ).
و تجاه الرفيقات و الرفاق القادة المخطئين ، تثبيتا لوحدة الحزب كما أشار ماو تسى تونغ ، تمارس جدلية الصراع و الوحدة فتمدّ لهم يد الوحدة على أساس ثوري و يجري الصراع معهم بغاية تغيير وجهة نظرهم . و من لم يقدّم نقده الذاتي و يتشبّث بالخطّ التحريفي يستعصى التناقض معه و يمسى عدائيّا و تتخذ الإجراءات المناسبة حياله .
إجمالا من واجباتنا الشيوعية أن ندافع عن القادة الثوريين لكن من واجباتنا أن ندافع عن الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح أكثر و القادة الثوريون مهمّون لكنّ الخطّ أهمّ فهو المحدّد فى كلّ شيء . من هذا المنطلق المبدئي ينبغى أن نفهم شعارا عاما شائعا " مات الثوّار عاشت الثورة " . قد يموت القادة الثوريون جسديّا و قد يموتوا فكريّا بأن يرتدّوا أو ينهاروا و عندئذ ترفع راية " عاشت الثورة " أي يترتّب علينا التمسّك بالخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح . ( و تحضرنا هنا وصية محمود درويش نراها مناسبة و إن لن تعجب البعض، رفيقتى الشيوعية الثورية ، رفيقي الشيوعي الثوري ، " إن سقطت قربك فإلتقطني و إضرب عدوّك بى " )...
و هذه سياسة مبدئية تجاه الرفاق و الرفيقات جميعا بلا إستثناء . الخطّ قبل الشخص و الشخص الماسك بالخطّ الثوري و مطبّقه و مطوّره هو الذى يجب مساندته و دعمه . " ( الفقرة الأولى من نصّ " بصدد الخلاصة الجديدة للشيوعية : محمّد علي الماوي يخبط خبط عشواء " و عنوانها " الخطّ قبل الشخص " مسألة مبدأ " ).
=====================================================



#ريم_الماوية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة مباشرة إلى محمّد علي الماوي عن صراع الخطين بين ماويين.


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ريم الماوية - ناظم الماوي و الدفاع عن علم الشيوعية و تطبيقه و تطويره