أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - يعقوب ابراهامي - بوخارين اعترف بجرائمه















المزيد.....



بوخارين اعترف بجرائمه


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 5026 - 2015 / 12 / 27 - 16:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


"بوخارين انخرط في مؤامرات كثيرة وخلال سجنه لم يعذب وكتب أربعة كتب واعترف بجرائمه فكيف تدين ستالين بإعدام بوخارين؟" - (زينة محمد - "الحوار المتمدن" 2015 / 11 / 4)

" قبل ثلاث سنوات حذّرَنا الرفيق ستالين قائلاً: "كلما نمت قوة الدولة السوفييتية ازدادت شراسةً المقاومة التي تبديها بقايا الطبقات المحتضرة". إن الرفيق ستالين لم يتنبأ فقط بحتمية المقاومة التي ستبديها العناصر المعادية لقضية الإشتراكية - بل إنه تنبأ أيضاً بأن التكتلات التروتسكية المعادية للثورة قد تعود إلى الظهور. إن هذه المحاكمة هي البرهان القاطع على الحكمة العظيمة في هذه التنبؤات" - (فيشينسكي، المدعي العام في "محاكمات موسكو" لا يترك مجالاً للشك من هو العقل المدبر وراء "المحاكمات" وينزع كل غطاءٍ قانوني عنها. خطابه عن "الكلاب السائبة التي يجب القضاء عليها رمياُ بالرصاص" أكسبه شهرةً عالمية وعاراً أبدياً).

نهاية بولشفي:
بوخارين هو من الأباء المؤسسين للبولشفية. انضم إلى الكتلة البولشفية عام 1906 والتقى بلينين لأول مرة عام 1912.
منذ نهاية العشرينات من القرن الماضي بدأ بوخارين يعترض على سياسات ستالين الكارثية في الصناعة والزراعة وعلى محاولاته الإستيلاء على الحزب. في مرحلةٍ معينة أخذ يدعو إلى شيءٍ قريبٍ مما سيُطلق عليه في الستينات والسبعينات من القرن الماضي اسم "الإشتراكية ذات الوجه الإنساني". ولكن عندما أعدم ستالين عام 1936 رفاق بوخارين القدماء، كامينيف وزينوفييف، لم يُبدِ بوخارين أسفه أو احتجاجه. على العكس من ذلك – في رسالةٍ إلى فوروشيلوف أبدى ارتياحه من التخلص من "هذه الكلاب". "الجو الآن سيكون أكثر نقاوة" – كتب له. (فوروشيلوف، الجبان وشبه الأمي، ردّ عليه قائلاً: ابتعد عني). بوخارين كان أجبن من أن يُبدي رأيه الحقيقي لكنه كان أذكى من أن لا يعرف أن دوره سوف يأتي قريباً جداً.

27 فبراير 1937: اثناء اجتماعٍ موسع للجنة المركزية - أفرادٌ من ال- NKVD يحيطون ببوخارين ويقتادونه (مع رايكوف) ألى سيارةٍ سوداء (دائماً سوداء) تنتظره في الخارج لتنقله إلى قسم التحقيقات في لوبيانكا الرهيبة.

2 يونيو 1937: بوخارين يتكلم في التحقيقات بعد ثلاثة أشهرٍ من الصمت (ووفقاً لبعض التقارير – بعد أن هُدِّد بإدخال زوجته وطفله): "بعد تردد طويل قررتُ أن أعترف بجريمتي أمام الحزب وأمام الطبقة العاملة والشعب وأن أقطع مرةً واحدة وإلى الأبد كل صلةٍ تربطني بماضيِّ المعادي للثورة. أنا أعترف بأنني شاركتُ، حتى إلى زمنٍ متأخر، في تنظيم لليمينيين وكنتُ عضواَ في مركز هذا التنظيم مع رايكوف وتومسكي. أنا أعترف إن هدف هذا التنظيم كان الإطاحة بالقوة بالنظام السوفييتي (إنقلاب، إنتفاضة، إرهاب)، وإن هذا التنظيم كان جزءً من تكتلٍ مع التنظيم التروتسكي-الزينوفييفي".

ديسمبر 1937: بوخارين في رسالة إلى ستالين من سجنه: "أنا بريءٌ من الجرائم التي اعترفتُ بها".

5 مارس 1938: بوخارين في الجلسة الأولى للمحاكمة يؤكد الإعترافات التي أدلى بها اثناء التحقيق:
رئيس المحكمة: السؤال الأول للمتهم بوخارين: هل تؤكد الشهادة التي أدليت بها في التحقيقات الأولية حول نشاطاتك المعادية للسوفييت؟
بوخارين: أنا أؤكد شهادتي بصورةٍ تامة وكاملة.

12 مارس 1938: بوخارين في محاولةٍ أخيرة للإفلات من حبل المشنقة (محاولة كان مكتوباً لها الفشل منذ البداية. هو نفسه تنبأ عام 1928: "إن هذا الجنكيز خان سوف يقتلنا جميعاً"): "الشعب كله يقف وراء ستالين. أنه أمل العالم. أنه الخلّاق."

13 مارس 1938: بوخارين (المحكوم عليه بالإعدام) يطلب الرحمة من رئاسة مجلس السوفييت الأعلى: "أنا أعتبر حكم المحكمة جزاءً عادلاً على الجرائم الفضيعة التي اقترفتها بحق الوطن الإشتراكي والشعب السوفييتي، وبحق الحزب والحكومة. لا أحمل في نفسي ذرةً من الضغينة (على هذا الحكم). يجب قتلي رمياً بالرصاص عشرة مرات جزاء جرائمي . . . أنا مقتنعٌ تمام الإقتناع أن آفاقاً تاريخية واسعة سوف تُفتح في السنوات القادمة تحت قيادة ستالين، وسوف لا تندمون على عمل الشفقة والرحمة الذي أرجو أن تقومون به تجاهي. سأجاهد بكل ما أوتيتُ من قوة لكي أثبت لكم أن هذه اللفتة الطيبة من الكرم البروليتاري لن تذهب هباءً".

15 مارس 1938: بوخارين، في التاسعة والأربعين من عمره، يُقتل كما تُقتل "الكلاب السائبة" رمياً بالرصاص بطلقة في مؤخرة الرأس. (ستالين لم يستجب لطلب بوخارين أن يُسمح له بالموت بتناول السم. بدل ذلك أعد ستالين انتقاماً بربرياً من الشخص الذي كان يصفه ب"الأسيوي": بوخارين أُعطِيَ كرسياً كي يجلس عليه ويشاهد مقتل ستة عشر المُدانين الآخرين قبل أن يأتي دوره هو. بوخارين كان رقم 17 والأخير. إشاعة غير مؤكدة تقول إن بوخارين في لحظاته الأخيرة لم يركع ولم ينحنِ بل مات واقفاً على قدميه رافع الرأس وهو يلعن ستالين. كذلك، حسب الإشاعة، فعل رايكوف).
هكذا أنتهت حياة شيوعي بولشفي وصفه لينين في "وصيته" بأنه "حبيب الحزب كله".

بعد 77 سنة سوف تكتب أرملته آنا لارينا: " إن أكثر ما يثير الدهشة هو أن الأمال الزاهرة لم تفارقه رغم كل شيء. سوف يدفع رأسه ثمناً لهذه الآمال. بل أن هذه الآمال هي التي دفعته إلى الإدلاء باعترافاتٍ وهمية وغير معقولة إثناء المحاكمة. فقد كان لا يزال يأمل أن الأفكار التي كرس حياته من أجلها سوف تنتصر".
(آنا لارينا علمت بخبر إعدام زوجها عندما كانت تقضي عشرين سنوات الإعتقال في معسكرات الغولاغ. التهمة الوحيدة التي وُجِهت لها هي أنها زوجة بوخارين . زوجة بوخارين الأولى ماتت في الغولاغ).

نيقولاي بوخارين هو ليس الوحيد الذي اعترف. كلهم اعترفوا.
في السنوات 1936-1938 وقف العالم مذهولاً أمام مناظر لم يشهد لها مثيلاً من قبل.
في سلسلة من المحاكماتٍ العلنية، وسط هستيريا جماهيرية مُفتعلة وتظاهرات شعبية "تلقائية" تطالب بإعدام "أعداء الشعب" (نظم بعضها خروشوف لا غير)، اعترف المتهمون (كلهم بلاشفة قدماء، مقربون للينين، قادة بارزون في الحزب الشيوعي والدولة السوفييتية وذوو تاريخ ثوري مجيد) بجرائم لم يرتكبوها. في هذه المحاكمات التي دخلت التاريخ باسم "محاكمات موسكو" ("محاكمة ال-16" عام 1936، "محاكمة ال-17" عام 1937 ومحاكمة ال-21" عام 1938) صدرت أحكام إعدام بالجملة على عشرات الشيوعيين استناداً فقط إلى اعترافات المتهمين أنفسهم، دون أن يقدم الإدعاء دليلاً مادياً واحداً يعزز شهادة أحدٍ من المتهمين. أحكام الإعدام رمياً بالرصاص نُفِذَت فور صدورها.
"محاكمات موسكو" العلنية رافقتها محاكمات سرية عام 1937 للمارشال توخاشفسكي ونخبة من أبرز جنرالات الجيش الأحمر. أوامر الإعدام التي صدرت ونُفِذت بحق المتهمين أفقدت الجيش الأحمر أمهر قياداته العسكرية.

لوائح الإتهام في "محاكمات موسكو" احتوت خليطاً عجيباً من كل الجرئم الخيالية الممكنة وغير الممكنة: التخطيط للقبض على لينين وقتله عام 1918، التخطيط لاغتيال ستالين، سفيردلوف، فوروشيلوف، كاغانوفيش، جدانوف وآخرين، اغتيال كيروف وعددٍ آخر من قادة الحزب والدولة، قتل مكسيم غوركي، التآمر على تحطيم القوة الإقتصادية والعسكرية للدولة السوفييتية، العمل منذ الأيام الأولى للثورة لصالح وكالات التجسس البريطانية، الفرنسية، اليابانية والألمانية، عقد اتفاقاتٍ سرية مع هتلر وميكادو (امبراطور اليابان) من أجل اقتطاع أرجاءٍ من الإتحاد السوفييتي وضمها إلى ألمانيا واليابان، التورط في أعمالٍ ارهابية وتنظيم انتفاضاتٍ كولاكية ضد السلطة السوفييتية، العمل لصالح القوات البيضاء وجيوش التدخل الأجنبي في الحرب الأهلية . . . الخ.
حتى لو أن جزءً صغيراً فقط من هذه الإتهامات كان صحيحاً فإن ذلك كان يعني إن كل أعضاء المكتب السياسي اللينيني الذي أنجز ثورة اكتوبر (باستثناء ستالين) وكل الزعماء البلاشفة الذين حققوا النصر في الحرب الأهلية، دحروا التدخل الأجنبي وأقاموا السلطة السوفييتية، كانوا في واقع الأمر إمّا قتلة محترفين، أو خونة، أو قطاع طرق، أو سرسرية، أو جواسيس.

وكلهم اعترفوا.
كامينيف (بولشفي قديم. انضم إلى الحزب عام 1901 وانتمى إلى الكتلة البولشفية منذ تشكيلها عام 1903. عضو المكتب السياسي اللينيني. نائب رئيس مجلس مفوضي الشعب في السنوات 1923-1926 والرئيس الفعلي للمجلس في السنة الأخيرة من حياة لينين) قال في شهادته أمام المحكمة: "هكذا خدمنا الفاشية. هكذا خططنا للثورة المضادة ضد الإشتراكية. هكذا مهدنا وهيئنا السبيل للتدخل الأجنبي. تلك كانت الطريق التي سلكناها إلى أن وقعنا في حفرة الخيانة الحقيرة المليئة بكل ما هو قذر".

زينوفييف (بولشفي قديم. رافق لينين في رحلة "القاطرة المغلقة" من سويسرا إلى بتروغراد الثائرة عام 1917. عضو المكتب السياسي اللينيني. زعيم الكومنترن): "أريد أن أكرر مرة أخرى أنني أعترف اعترافاُ كاملاُ بصحة كل التهم الموجهة لي. أنا أعترف بأنني كنتُ المنظم للتكتل التروتسكي-الزينوفييفي الذي وضع نصب عينيه هدف اغتيال ستالين، فوروشيلوف وعددٍ آخر من قادة الحزب والحكومة. أنا أعترف بأنني كنتُ المدبر الرئيسي لاغتيال كيروف. . . إن بولشفيتي الناقصة قد تحولت إلى معاداة البولشفية، وعن طريق التروتسكية وصلتُ إلى الفاشية. أن التروتسكية هي نوعٌ من الفاشية والزينوفييفية هي نوعٌ من التروتسكية".

سيرجي مارخكوفسكي (بولشفي قديم): " لقد انتهى بي الأمر أن أكون خائناً لحزبي – خائناً يجب إعدامه رمياً بالرصاص".

إنسان عاقل لا يصدق إن شيوعيين ناضلوا كل حياتهم من أجل نجاح الثورة الإشتراكية، ومن أجل إقامة السلطة السوفييتية، يتحولون بين عشية وضحاها إلى خونة يتعاونون مع عدو أجنبي (وبالتحديد مع ألمانيا النازية التي كانت تقمع الشيوعيين وتقتلهم) بهدف الإطاحة بدولة سوفييتية أقاموها هم أنفسهم بأيديهم. هل هذا أمرٌ يقبله العقل؟
ومع هذا يبقى السؤال المحيِّر: لماذا اعترفوا إذن؟ لماذا كذبوا؟
بيفديكوف أتُهِم بعددٍ من الجرائم من بينها طبعاً التآمر لاغتيال كيروف (من لم يتآمر على اغتيال كيروف؟ من لم يُعدم بتهمة قتل كيروف؟ لم يسبق في التاريخ أن تآمر عددٌ كبيرٌ من الناس على اغتيال شخصٍ واحد كعدد الذين تآمروا على اغتيال كيروف الذي مات في نهاية الأمر برصاصة مسدس أطلقها نحوه زوجٌ غيور). بيفديكوف اعترف، حُكِم عليه بالإعدام وأُعدِم.
لِمَن وجه بيفديكوف كلامه عندما سأل في المحكمة: "من سيصدق كلمة واحدة من كل ما نقوله؟ من سيصدقنا ونحن نقف أمام المحكمة كعصابةٍ من قطاع الطرق، معادين للثورة، حلفاء للفاشية وللجستابو؟ من سيصدق هذه الإعترافات؟"
وهذا صحيح. من هو الساذج (أو الأحمق) الذي صدق أو يصدق هذه الإعترافات؟ كيف نجحوا في انتزاع "اعترافات" غير معقولة من أناسٍ عُرفوا بصلابتهم الثورية؟

* * *
" في الآونة الأخيرة خفت وتيرة التعذيب بالضرب. أكثر فأكثر أخذ التعذيب يتخذ شكل التهديد بالعودة إلى الضرب إذا كانت إجاباته غير مرضية. محققوه هم الآن ليسوا جلاوزة أوغاد يرتدون بزاتٍ سوداء بل مثقفين حزبيين، صغار القامة كرويي الشكل، سريعي الحركة ويضعون على أعينهم نظاراتٍ لامعة. كانوا يتناوبون العمل على استجوابه في نوبات تستغرق الواحدة منها (أو هكذا خُيل له – لكنه لم يكن متأكًداً) عشرة أو اثنتي عشر ساعة. هؤلاء المحققون الجدد كانوا يحرصون على أن يشعر دائماً بألمٍ جسدي لكن الألم الجسدي لم يكن وسيلتهم الرئيسية لانتزاع الإعترافات. كانوا يصفعونه على وجهه، يلوون أذنيه، يجرونه من شعره، يرغمونه على الوقوف على ساقٍ واحدة، لا يسمحون له بالخروج لقضاء حاجته، يسلطون أضواءً قوية على وجهه حتى تدمع عيناه – لكن هدفهم من وراء ذلك لم يكن إلاّ إذلاله، سحق إرادته وتحطيم قدرته على التعبير عن أفكاره. سلاحهم الحقيقي كان الإستجواب المتواصل ساعاتٍ تلو ساعات بلا هوادة وبلا رحمة: كانوا ينصبون له الشباك ويتعمدون إيقاعه فيها، يشوهون ما قاله، لا يتورعون عن اتهامه بالكذب وبمناقضة نفسه، حتى تنهار أعصابه ويجهش في البكاء من شدة الخجل. كثيراً ما كان يجهش في البكاء عدة مراتٍ خلال جلسة استجواب واحدة. ["أنا أبكي وأنا أكتب لك هذه الرسالة" - كتب بوخارين لستالين من سجنه – ي. أ.]. أحياناً كانوا يقذفون بوجهه أقذع الشتائم، وكلما بدا أنه يتلكأ في الإجابة على أسئلتهم كانوا يهددونه بتسليمه إلى الحراس مرةً ثانية. لكنهم في أحيانٍ أخرى كانوا يغيرون لهجتهم فجأةً وينادونه بالرفيق، يناشدونه باسم السوصانغ [الإديولوجيا الرسمية - وبلغتنا نحن: "الإشتراكية العلمية" – ي. أ.] وباسم الأخ الكبير [ستالين –ي. أ.] ويسألونه، والأسى البالغ بادٍ على وجوههم: ألم تبق لديك ذرة واحدة من الإخلاص للحزب لكي تصحح ما اقترفته أيديك من آثامٍ؟ وفي حين كانت أعصابه المنهارة أشبه بخرقة بالية - فإن مجرد هذا النداء كان يدفعه إلى الإجهاش في البكاء. هذا النداء حطمه أكثر مما حطمته الركلات من أحذية الحراس والضربات من قبضاتهم. ["هذا في نهاية الأمر هو الذي جردني من سلاحي نهائياً ودفعني إلى أن أركع أمام الحزب والدولة." – قال بوخارين في كلمته الأخيرة أمام المحكمة – ي. أ.]. خارت كل قواه واصبح مجرد فمٍ ينطق ويدٍ توقع على كل ما يُطلب منه. كان همه الوحيد أن يعرف بماذا يريدونه أن يعترف لكي يسارع بالإعتراف قبل أن يتجدد التعذيب. [في أحد تعليقاتها على سلسلة مقالات الزميل ماجد الشمري في "الحوار المتمدن" عن "مآثر ستالين" تسأل الزميلة زينة محمد: لماذا اعترفوا؟ لماذا لم يدافعوا عن قضيتهم؟ - هذا ربما هو جزءٌ من الجواب – ي. أ.].
إعترَف باغتيال أعضاء بارزين في الحزب. اعترف بتوزيع نشراتٍ تحرض على الشغب. إعترَف باختلاس الأموالٍ العامة، ببيع أسرار عسكرية وبتنفيذ أعمالٍ تخريبية من شتى الأنواع. اعترف بأنه كان جاسوساً لصالح دولةٍ أجنبية منذ عام 1936 [الرواية تجري أحداثها عام 1984 – ي. أ.]. اعترف أنه تقي ورع متزمت في الدين، معجبٌ بالرأسمالية ومصاب بشذوذ جنسي. اعترف أنه قتل زوجته رغم أنه كان يعرف، ومحققوه كانوا بالتأكيد يعرفون ، أن زوجته لا زالت على قيد الحياة. اعترف بأنه كان منذ سنواتٍ عديدة على اتصالٍ شخصي بغولدشتاين [تروتسكي – ي. أ.] وبأنه كان عضواً في منظمة سرية ضمت في صفوفها كل شخصٍ التقى به ولو مرةً واحدة في حياته. كان من الأسهل عليه أن يعترف بكل شيء وأن يورط الجميع. أضف ألى ذلك أنه، لو نظرنا إلى الأمور من وجهة نظرٍ معينة، يمكن القول أن ما اعترف به كان صحيحاً. فقد كان معارضاً للحزب. ومن وجهة نظر الحزب لا فرق بين التفكير والتنفيذ.
. . . سُمِع وقع أقدامٍ ثقيلة في الممر. فُتِح الباب الحديدي مُحدِثاً صوتاً عالياً ليدخل منه إلى الزنزانة أوبراين يتبعه الضابط الشاب ذو الوجه الكالح والحراس ذوو البزات السوداء.
انهض وتعال إلى هنا – قال أوبراين لوينستون.
وقف وينستون أمام أوبريان وأوبريان أمسك كتفي وينستون بيديه القويتين ونظر إليه متأملاً. . .
قل لي ما هي مشاعرك الحقيقية تجاه الأخ الكبير؟ - سأله.
أنا أكرهه - أجاب وينستون.
تكرهه. حسناً - قال أوبريان - آن الأوان إذن للخطوة التالية والأخيرة. يجب عليك أن تحب الأخ الكبير. لا يكفي أن تطيعه فقط. يجب عليك أن تحبه أيضاً. ["لقد تعلمتُ أن أحبك وأعتز بك" – كتب بوخارين إلى ستالين من سجنه قبل إعدامه. - ي. أ.]
الى غرفة رقم 101 – أومأ أوبريان برأسه للحراس مشيراً إلى وينستون."
(عن جورج أورويل في رواية "1984")
* * *

لماذا اعترفوا؟
بعد مرور أكثر من سبعين عاماً على مقتل "الحرس البولشفي القديم"، وحتى بعد أن زال الغطاء عن معظم الملفات السرية المتعلقة بفترة "الإرهاب الكبير"، لا زال هذا السؤال دون جوابٍ مقنع.
في كلمته الأخيرة أمام المحكمة قذف بوخارين في وجه العالم السؤال نفسه: " لمدة ثلاثة أشهر رفضتُ أن أفوه بشيء. بعد ذلك أخذتُ أعترف. لماذا؟"
نعم! لماذا؟ ماذا أراد أن يقول لنا بوخارين من على منصة المحكمة، من وراء ظهر الحاكم ومن وراء ظهر المدعي العام، بهذا السؤال المحرج؟
وإذا كان بوخارين قد احتاج إلى ثلاثة أشهر لكي "يعترف" فإن ليلة واحدة كانت كافية لكريستينسكي.
نيقولاي كريستينسكي، بولشفي قديم، واحدٌ من خمسة أعضاء أول مكتب سياسي ألفه لينين بعد الثورة، ولفترةٍ ما سكرتيراللجنة المركزية، وجد نفسه في قفص الإتهام (مع بوخارين، رايكوف وآخرين) في الثالثة والأخيرة من "محاكمات موسكو". وكما جرت العادة في كل التمثيليات التي سبقتها، فإن المتهمين في التمثيلية الثالثة، لدهشة العالم وحيرته وفزعه، قاموا بدورهم كما كان يُراد منهم. كل المتهمين أدوا دورهم المطلوب كما يجب باستثناء نيقولاي كريستينسكي.
لنستمع إلى الحوار الذي دار في قاعة المحكمة بين رئيس المحكمة والمتهم كريستينسكي في الجلسة الأولى يوم 2 آذار 1938. في هذه الجلسة يسأل رئيس المحكمة كل متهمٍ على حدة إذا كان يعترف بالتهم الموجهة له. كلهم أجابوا: نعم - إلى أن جاء دور كريستينسكي:
رئيس المحكمة: أيها المتهم كريستينسكي – هل تعترف بالتهم الموجهة لك؟
كريستينسكي: كلا. أنا لا أعترف بالتهم الموجهة لي. أنا لستُ تروتسكياً, لم أكن في يومٍ من الأيام عضواً في كتلة اليمينيين والتروتسكيين التي لم أكن أعرف بوجودها أصلاً. أنا لم أقترف أيّاً من الجرائم الموجهة لي شخصياً، وأنا أنكر بصورةٍ خاصة أية علاقةٍ لي بالمخابرات الألمانية.
رئيس المحكمة: هل صحيح أنك اعترفتَ في التحقيقات الأولية؟
كريستينسكي: نعم. اعترفتُ في التحقيقات الأولية لكنني لم أكن أبداً تروتسكياً.
رئيس المحكمة: أعيد السؤال ثانيةً – هل تعترف بالتهم الموجهة لك؟
كريستينسكي: قبل اعتقالي كنتُ عضواً في الحزب الشيوعي للإتحاد السوفييتي (البلاشفة) وأنا لا أزال عضواً في الحزب الشيوعي حتى هذه اللحظة.
رئيس المحكمة: هل تقر بتهمة الإشتراك في أعمال تجسسية والتورط في نشاطاتٍ إرهابية؟
كريستينسكي: لم أكن تروتسكياً في يومٍ من الأيام، لم أنتمِ أبداً إلى كتلة اليمينيين والتروتسكيين ولم أقترف أبداً أية جريمة.
هنا توقفت الجلسة. ماذا جرى في الليلة بين الثاني والثالث من آذار عام 1938 - قد لا نعرف ألى الأبد. كريستينسكي أخذ السر معه إلى القبر. في جلسة اليوم التالي، في 3 آذار، "أعترف" نيقولاي كريستينسكي بأنه كان يعمل لصالح المخابرات الألمانية بهدف تحطيم الدولة السوفييتية الذي كان هو أحد الذين أقاموها (هل هناك عاقل واحد يصدق ذلك؟):
كريستينسكي: أمس، من شدة الشعور بالخجل الزائف . . . لم أجرأ على قول الحقيقة. لم استطع أن أقول أنني مجرم. وبدلاً من أن أقول: "نعم. أنا مُذنب" أجبت بصورةٍ شبه ميكانيكية: "كلا. أنا لستُ مذنباً". أرجو من المحكمة أن تُسجل أمامها شهادتي بأنني أعترف بصورةٍ كاملة ونهائية بصحة كل التهم الخطيرة الموجهة لي شخصياً، كما أعترف بمسؤوليتي الكاملة عن الأعمال الخيانية التي ارتكبتها."
ما الذي جعل كريستينسكي يغير شهادته بين عشيةٍ وضحاها؟
نستطيع طبعاً أن نفترض أن كريستينسكي لم يقض الليلة المرعبة بين الثاني والثالث من آذار في فندق خمسة نجوم. لكننا قد لا نعرف الحقيقة أبداً.
الحقيقة الوحيدة التي نعرفها بكل تأكيد هي أن نيقولاي كريستينسكي، العضو في الحزب الشيوعي البولشفي والرفيق المقرب للينين، الذي أنكر في الجلسة الأولى من المحاكمة الإعترافات التي انتُزعت منه إثناء التحقيق ثم عاد واعترف ب"خيانته" في اليوم التالي، أُعدِم رمياً بالرصاص عام 1938 وبريء (بعد فوات الأوان) عام 1965.

أكثر من مرةٍ واحدة قرأتُ كلمة بوخارين الأخيرة أمام المحكمة التي حكمت عليه بالإعدام، وفي كل مرة يزداد الأمر غموضاً بالنسبة لي. (أريد أن أقول بين قوسين أن من يقرأ محاضر جلسات محاكمة بوخارين لا يمكنه إلاّ أن يعجب برباطة جأش بوخارين وهدوئه وإجاباته الساخرة وهو يرد على استفزازات فيشنسكي وعلى محاولات إهانته وإذلاله. من المدهش إن بوخارين نفسه يشير إلى هذه النقطة بالذات عند محاولته، في كلمته الأخيرة أمام المحكمة، تفنيد "نظرية التنويم المغناطيسي" التي كان اصدقاؤه المثقفون اليساريون في الغرب يحاولون أن يجدوا فيها تفسيراً ل"اعترافاته". كم سخرية ب-"المواطن المدعي العام" واستهزاء به يوجد في "الدرس" الذي يلقيه بوخارين على فيشنسكي حول هيغل!. "أرجو من المحكمة أن توضح للمتهم بوخارين أنه هنا ليس في موقع الفيلسوف بل في موقع المجرم" – صاح فيشنسكي غاضباً ثم أضاف وهو يدرك أن بوخارين يريد أن يجعل منه اضحوكة: "من الأفضل له أن يكف عن الفلسفة".)
متى رأيتم إنساناً يشعر بحبل المشنقة يلتف حول عنقه ("أنا أقف على حافة الموت") وفي كلمته الأخيرة أمام المحكمة، بعد أن يعلن عن ندمه عمّا اقترفت يداه من آثام ("نحن نادمون على جرائمنا الفضيعة") لا يطلب الرحمة بل يلقي أمام القضاة محاضرة عن . . . دستويفسكي، مقرونةً بتحليل سايكولوجي لنفسية بطل رواية "الأبله" والإخوة كارامازوف ؟ هل هكذا يتكلم جاسوس؟
دعوكم من فيشنسكي خادم ستالين الذليل. أي نوع قضاةٍ هؤلاء الذين يحكمون على شخصٍ كهذا بالإعدام؟ وبدون أي دليلٍ مادي واحد يعزز اعترافاته هو أو اعترافات الشهود المتهمين الآخرين؟
ولماذا يكتب بوخارين من سجنه إلى ستالين: "أنا بريءٌ من الجرائم التي اعترفتُ بها"؟ هل نصدق هذه الرسالة أم نصدق "اعترافاته"؟
لنفترض أنه أذنب حقاً. لماذا لم يعفوا عنه؟ من يستحق العفو أكثر من إنسانٍ يندم على ما فعل ويقول أنه يستحق الموت رمياً بالرصاص عشرات المرات جزاء ما فعل؟
"ليس هناك شيءٌ إنسانيٌ غريبٌ عني" – كان كارل ماركس يقول. أما ستالين فقد جرد الماركسية من كل محتوى إنساني، وقاموس الماركسية الستالينية بات خالياً من كلماتٍ كالرأفة والشفقة والعفو.
أنا أقول هذا بافتراض أن بوخارين أذنب حقاً.
"إعفوا عنه حتى إذا كان مذنباً . . . بوخارين هو كنزٌ لبلاده" - كتب رومان رولان ("ضمير أوربا" - ستيفان تسفايج) إلى ستالين يناشده أن يُبقي بوخارين على قيد الحياة – "أنا أتوسل إليك باسم مكسيم غوركي أن تبدي الرحمة تجاهه".
ستالين لم يستجب لنداء الكاتب الفرنسي حائز جائزة نوبل. لكنه، بعد أن قتل البلاشفة القدماء وعقد الحلف المشين مع هتلر، إستجاب لنداء هتلر وريبنتروب وسلّم إلى الجستابو شيوعيين وأعداءً للفاشية التجأوا إلى الإتحاد السوفييتي هرباً من الفاشية أو جاؤوا إلى وطن الإشتراكية لكي يساعدوا في بناء الإشتراكية. من بين هؤلاء الذين خانهم ستالين كان عالما الفيزياء الكسندر وايسبرغ (Alexander Weissberg) وفريدريك هوترمانس (Friedrich Houtermans) اللذين قبضت عليهما شرطة ستالين السرية عام 1937، أتُهِما بالتروتسكية وبعلاقاتٍ مع بوخارين، عُذِبا و"اعترفا" بأنهما كانا يعملان لصالح المخابرات الألمانية. نداءات فريدريك جوليو كوري، ألبرت آينشتاين وجون بيرنال لإطلاق سراحهما لم تجد إذناً صاغية لدى ستالين. نداءات هتلر كانت أكثر نجاحاً: الجستابو الستاليني سلّم العالمين الشيوعيين إلى الجستابو الهتلري عام 1940. (هذه المعلومات منقولة عن كتاب الباحثة الأكاديمية الماركسية هيلينا شيهان: "الماركسية وفلسفة العلوم").

ماذا فعلوا لبوخارين بحيث جعلوه "يعترف" بعد ثلاثة أشهرٍ من الصمت؟
هل عذبوه؟ هل غرروا به؟ هل خدعوه؟ هل وعدوه بإطلاق سراحه إذا اعترف بما يريدون؟ هل أسقوه سموماً مخدرة؟ هل استغلوا إخلاصه للحزب؟ هل وعدوه بالرأفة بزوجته وبأولاده؟ (لم يكن يعرف المسكين إن النظام الستاليني لا يقتل عادةً زوجات "أعداء الشعب" بل يكتفي بإبعادهن في المنافي أو زجهن في معسكرات الإعتقال). هل أقنعوه إن اعترافاته هي آخر خدمة يمكنه أن يقدمها للقضية التي أفنى حياته من أجلها؟ هل اقنعوه، واقتنع إن لم يكن مقتنعاً سلفاً، أن لا معنى للحياة خارج الحزب وأن مصلحة الحزب هي أن يعترف بما يريدون؟
قد لا نعرف الإجابة على هذه الأسئلة إلى الأبد. وهذه الأسئلة تُسأل لا بشأن بوخارين فقط بل بشأن كل الأخرين الذين اعترفوا بجرائم لم يرتكبوها.
لماذا أقول: لم يرتكبوها؟ لأن إنسانٌ عاقل لا يتحول بين عشية وضحاها، بدون سببٍ معقول، من ماركسي ثوري إلى خائنٍ وجاسوس يتآمر على تهديم ما بنته يداه وما عمل كل حياته من أجله. هذا أمرٌ لا يقبله العقل. هذا يتنافى مع كل شيءٍ نعرفه عن طبيعة الإنسان.
ستالين ذو الذهنية الإجرامية (صاحب النظرية الإجرامية حول اشتداد حدة الصراع الطبقي كلما تقدم بناء الإشتراكية) هو الذي فسّر كل خلافٍ فكري أو اديولوجي أو سياسي بأنه خيانة وتجسس وعملٌ تخريبي. وهو الذي حوّل كل معارضٍ لسياسته إلى جاسوسٍ ومخربٍ وخائن.

غيمة سوداء خيمت على الإتحاد السوفييتي عام 1936 لم تنقشع إلاّ بعد وفاة ستالين.
"محاكمات موسكو"، العلنية والسرية، سبقتها، رافقتها وأعقبتها حملة تطهيرٍ واسعة شملت كل شرائح المجتمع السوفييتي: أعضاء الحزب، أفراد القوات المسلحة، زعماء الكومنترن، شيوعيين أجانب، مثقفين، موظفين في جهاز الدولة، عمالاً وفلاحين من عامة الشعب. ستالين اعتقل أو قتل كل شخصية بولشفية هامة شاركت في ثورة اكتوبر وعملت مع لينين.
بعد زيارةٍ قام بها للإتحاد السوفييتي عام 1936 كتب أندريه جيد: ليس هناك في نظري دولةٌ في العالم بلغ فيها قمع روح الإنسان وإخضاعها وإذلالها الدرجة التي بلغها في الإتحاد السوفييتي، حتى لا في ألمانيا الهتلرية.
لكن ستالين (مع كل ذهنية "الطاغية الأسيوي" التي يحملها) لم يكن يستطيع أن يحول بلد الإشتراكية الى بلدة رعبٍ واعترافاتٍ منتزعة ووشاياتٍ وسجونٍ وإعدامات لولا أنه عمل على أساس نظام حكمٍ قائمٍ على مبدأ الحزب الواحد والإديولوجيا الواحدة. نظام الحكم هذا وضع قواعده لينين باسم "دكتاتورية البروليتاريا". وستالين لم يكن يستطيع أن يفعل ما فعل دون الغطاء الذي زودته به "دكتاتورية البروليتاريا" بمفهومها اللينيني: عنف الدولة المنظم. بهذا المعنى، وبهذا المعنى فقط، كان ستالين على حق عندما كان يقول أنه "تلميذ لينين".
هل كان لينين، لو بقى على قيد الحياة، يفعل ما فعله ستالين ويقتل رفاقه في الحزب؟ هل كان لينين، مثلاً، يوقع على حكمٍ بإعدام رفاقه في المكتب السياسي؟
تصعب الإجابة على هذا السؤال. أنا شخصياً لا أعتقد ذلك، أو بالأحرى: لا يمكنني أن أتصور ذلك. لينين كان مثقفاُ ماركسياً وقائداً ثورياً حقيقياً وليس "جنكيز خان".
(يُقال إن آخر ما تفوه به لينين قبل وفاته كان كلمات حنينٍ إلى صديقه القديم وخصمه العنيد، الزعيم المنشفي مارتوف، الذي كان هو الآخر يلفظ أنفاسه الأخيرة في منفاه في برلين).
ربما كان من حسن حظ لينين تاريخياٌ أنه لم يعش ليرى النهاية المنطقية لمشروعه: من يبدأ بقمع حرية الصحافة "البرجوازية" (راجع "مرسوم الصحافة" الذي يحمل توقيع لينين) ينتهي بإعدام رفاقه المعارضين داخل الحزب. ليس من قبيل الصدفة أن كامينيف وزينوفييف، اللذين عارضا "مرسوم الصحافة" واستقالا بسبب ذلك من اللجنة المركزية (ثم عادا)، كانا من أوائل من أدركتهم يد الجزار عندما عبرت "دكتاتورية البروليتاريا" من مرحلة غلق الصحف "البرجوازية" إلى مرحلة إعدام المعارضين الشيوعيين داخل الحزب.

نختم بجورج أورويل: "ما من أحد يمسك بزمام السلطة وهو ينوي التخلي عنها. إن السلطة ليست وسيلة بل غاية , فالمرء لا يقيم دكتاتورية من أجل حماية الثورة , وإنما يشعل الثورة من أجل أن يقيم دكتاتورية".





#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوسي سريد
- اكاذيب عن جورج أورويل-3
- ديالكتيك، ميركل وأفلام هندية
- اكاذيب عن جورج اورويل-2
- طلال الربيعي ضد المستشارة الألمانية ميركيل
- أكاذيب عن جورج أورويل
- كيف اكتشف طلال الربيعي مؤامرة صهيونية لتقسيم العراق
- طلال الربيعي يترجم بتصرف
- خرافات وأوهام ديالكتيكية
- فقر الديالكتيك
- الإنحطاط السياسي للحزب الشيوعي العربي في اسرائيل
- الاضطرابات النفسية كملجأ أخير
- ماركسية الفول والشعير كعقيدة دينية
- هكذا تخرصتُ على ماركس : جوابي لسلام كبة
- ماركسيو الفول والشعير
- ستالين والفلسفة
- الفول والماركسية
- أسئلة محيِّرة
- من أخبار العدو الصهيوني
- الإختطاف


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - يعقوب ابراهامي - بوخارين اعترف بجرائمه