أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر جابر - عصر المليشيات














المزيد.....

عصر المليشيات


عمر جابر

الحوار المتمدن-العدد: 5026 - 2015 / 12 / 27 - 15:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يعيش العراق حروبا مختلفة وعلى اصعدة عدة يحاول فيها اثبات وجوده والابقاء على كيانه من الانهيار، فالتحديات التي يواجهها العراقيون كبيرة وخطيرة خصوصا وان هذه الحروب مختلفة في طريقتها وانماطها، وعلى الرغم من انهم قد تخطوا مرحلة صعبة في السنين العشر الماضية، لكن يبقى الحفاظ على البلد متماسك قوي هو تحدي كبير يتطلب تضحيات جسيمة وبذل جهودا واموالا وثروات طائلة، لاسيما وان اغلب تلك الحروب هي داخلية متمثلة بمجاميع ارهابية متطرفة تحاول زعزعة كيان الدولة، واخرى مليشاوية تبحث عن الهيمنة على مقدرات البلد وثرواته وتحويله الى ارض خصبة للكسب الحرام والتجارة الممنوعة ذات الربح السريح والكثير في ذات الوقت.

فالارهاب وان تمكن من السيطرة على مناطق واسعة ومحافظات عدة في شمال البلاد وازهق الكثير من الارواح وهجر الكثير ايضا ودمر البنى التحتية والفوقية لتلك المحافظات، لكن مواجهته من قبل الشعب تعتبر قضية وطنية اجمع عليها كل العراقيين دون استثناء، وبات تنظيم داعش في حكم المهزوم بفضل جهود جميع العراقيين، ولا يفصلنا عن تحرير الرمادي سوى ايام لتبدأ مرحلة تحرير الموصل المعقل الاخير للارهاب في العراق.

لكن المشكلة الاكبر من الارهاب؛ خصوصا خلال المرحلة المقبلة، والتحدي الكبير للدولة العراقية وكيانها هو كيفية القضاء على المليشيات التي يرتبط جزء منها بالدولة بعدة طرق، فاما تكون منضوية تحت قيادة الحشد الشعبي والذي يدافع عن العراق مع الجيش والشرطة وابناء القبائل السنية، واخرى مرتبطة بشخصيات متنفذة في الدولة العراقية ومدعومة من قوى خارجية كبرى لذلك من الصعب استئصالها او القضاء عليها.

ان ما تقوم به هذه المليشيات يعتمد بالدرجة الاساس على مصلحتها الفئوية وما يدر عليها من اموال ومكاسب، وكذلك ما يلبي حاجة داعميها الدوليين غير آبهة بمصلحة العراق او شعبه او سيادته او استقراره، لذلك فما تقوم به هو بالتأكيد مناف للقانون وسيادة الدولة، بل وانها قد تحاول في بعض عملياتها اظهار عجز الدولة وضعفها وعلو كعب هذه المليشيات لتكون امرا واقعا لا يستطيع احد التعرض له.

وفي كثير من الاحيان ترتبط مصالح هذه المليشيات مع مصالح داعميها لتقوم بما هو اكثر جرأة من السرقة او الابتزاز، وما حصل مع العمال الاتراك قبل اشهر وخطفهم من اماكن عملهم في قلب العاصمة بغداد الا دليل واضح على ذلك، وكذلك عملية خطف الصياديين القطريين في صحراء المثنى، فقد عمدت هذه المليشيات لهذه الاعمال ليس للابتزاز فحسب، بل لاظهار الدولة العراقية وهي منهارة لا تستطيع حماية اراضيها ومواطنيها وزائريها، وللاساءة للعلاقات بين العراق وجيرانه ومحيطه العربي والاقليمي، واظهاره بانه تلك الدولة التي لا تحترم الاخرين وليس لها سلطة على اراضيها.
اما بقية الاعمال التي تقوم بها هذه المليشيات هي بلا شك تهدد الامن والاستقرار الداخلي وتهدد وحدة العراق عبر نهجها الطائفي، كما انها تحاول فرض نفسها كقوة تضاهي القوات الامنية الرسمية الدستورية المكلفة بحماية القانون والدولة، وهنا يكمن الخطر، لذلك فعلى الحكومة العراقية ان ارادت ان تعيد العراق الى جادة الصواب والوحدة وتعزيز الثقة بينها وبين الشعب فعليها ايجاد طريقة للتخلص من هذه المليشيات وانهاء وجودها.
واخير لابد من القول اننا ورغم كل ما تحثنا به بالتاكيد لا نعني الحشد الشعبي المقاتل والذائد عن حماية العراق والذي قدم تضحيات جسام في سبيل الوطن.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من هم الأفريكانرز الذين يريد ترامب منحهم الجنسية الأمريكية؟ ...
- معارضة غربية لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة
- -أوروبا تبحث عن الحرب-.. روبيو يعود بأخبار صادمة من روما
- رغم ماضيه بالسجن.. الشيوخ الأمريكي يوافق على تعيين والد صهر ...
- أول مطار رسمي للطائرات بدون طيار في روسيا يظهر في سخالين
- WSJ: دائرة بايدن المقربة عتمت على حالته الصحية خوفا من تأثير ...
- ألمانيا.. القبض على سوري بعد طعن 5 أشخاص في حانة بمدينة بيلي ...
- ما هو -مشروع إيستر- الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحما ...
- غزة.. 45 قتيلا منذ فجر اليوم
- خبير أمريكي عن فرصة زيلينسكي لإنهاء الصراع بأقل الخسائر: ليع ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر جابر - عصر المليشيات