أسامة اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 5016 - 2015 / 12 / 17 - 08:45
المحور:
الادب والفن
كلنا نيرون وكل الطرق تؤدي إلى بلاد العُرب المُكتَوِية بنيراننا التي أوقدها منسيٌّ في مثل هذا اليوم من تلك السنة.. فيوم رحل الطاغي تركناها ملتهبة لتأْكُل اليابس –لا وجود للأخضر في هذه الرقعة القاحلة-.. هبّات النسيم الأولى حملت معها عَبَدَة الظلام وسيدهم, سيّد الدجالين, فقاتلوا كل ما يستحق الحياة.. تواصل اللهيب مشتعلا لدرجة أنه أحيى أسطورة الزومبي فبعث بزعيم لهم من عصور غابرة يحكم ولا يحكم, فكيف للميت أن يحكم الموتى؟.
قبل ذلك اِنتشر اللهيب شرقا حاملا معه الظلام –هو هكذا لهيب نيراننا لا يضيء فهو معادي للجمال وفيٌّ لذكرى إلَهِهِ هيفيستوس أقبح الآلهة القديمة- مفتّنَا, قاتلاَ,مشَرِّدًا.. مُطَأطِئًا لِقوات حفظ السلام أو هذا ما قيل عنهم ربما سلامهم يكمن في اِنهاء شعوب اُغتصب حقها في التقرير –ربما لأنها لست أهلا لذلك-
دعنا من فتنة الشرق فهي موضوع يَصعُبُ وَصْفُه.. لنعود إلى اِفريقية نعم لمنْ يسأل هي لا زالت كما كانت بلد الوفاق والنفاق والهجرة لمن اِستطاع التي طاب فيها الوِئَام على ما يبدو بين الزومبي والدجّال فهما ورثا هذا العرش وما عليه من غنائم سلَّم فيها شعبٌ مُرْتَعِبٌ من اِرهابَيْهِ اللذيْنِ لم يُنتِجْهُما سواه: الفكر الأسود والزيّ الأسود..
حرب كتلك التي نخوضها ضدنا ستنتهي باِنهزامنا أو اِنهزامنا.. اِرتزقنا قتلنا فأفلتنا غُزَاتنا بل وخُضنا حربهم ضدّنا ثم طبّلنا لاِنتصاراتهم التي حققناها علينا..
اِحترفنا الاِنكسار وعشقنا ترشّف كأس الأوهام ففشلنا في تحقيق الهدف حتى أمام الشباك الخالية أو أظن أننا عمدنا ترك الهدف ونحن شعب كما قيل نُصوّرُ الفواجع والاِنكسارات على أنّها اِنتصارات –نصف اِنتصار هو اِنكسار- وكتب التاريخ علّمتنا أن ذلك لا يدوم ولم يدُومْ..
كانت أيام جميلة عشنا فيها أجمل الأحلام واِقتربنا فيها أكثر من أي وقت آخر من البئر لكن لا يمكنا أن نحتفل إلاّ إذا شربنا منه... ربما 17 ديسمبر ستصبح في يوم ما أحلى الذكريات فهي القطرة التي أفاضت إحدى الكؤوس وهي نقطة الاِنطلاق لمسار ليست له بداية ولا نهاية ...
#أسامة_اسكندر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟