أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ولد الطالب - جامعاتنا تسير بروح العصور الوسطى














المزيد.....

جامعاتنا تسير بروح العصور الوسطى


محمد ولد الطالب

الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعاني بعض الكتاب من إشكال مرتبط بترجيحات المفاضلة بين خيارين يتمثل احدهما في موقف الصمت اتجاه طوفان الفساد اتقاء لشر رموزه ، لايهمهم في ذلك أن السكوت على الفساد في هذه البلاد هو سبب ديمومته بها. أما الخيار الثاني فيتجسد في الحديث عن ما يطبع واقعنا من علل و غرائب وآثام . على هذا النحو ، إذن ، تتردد مدارك و مواقف ( النخبة ) عبر أرجوحة تميل بالبعض نحو ضرورات الصمت و تفرغ على البعض صبرا يجعله يقدم فريضة استنكار أوضاع أسنة يريد المنتفعين بها أن تبقى على ماهي عليه.
و بما أن فروض الكفاية تتحول إلى فرض عين حين يودي ضعف المستوى المعرفي و العقائدي للجميع بترويض الألسنة و المواقف ، فقد قررت استئناف التحسيس ببعض أمراضنا الوراثية عبر كشف جزء من ما يجري بالجامعات (العربية ) من انحرافات عن المسار المفترض بها سلوكه ، و ذلك من خلال تقديم نماذج من أشكال التردي بجامعة نواكشوط . حيث يتبين أن ثمة فسادا ترعاه أنظمة ترى أن من مصلحتها خلق نظام (تربوي ) يجمد العقول عن التفكير الحر و يسكن الجوارح عن الجهد الايجابي، ويساهم فيه الأستاذ و الإدارة الأكاديمية/ الجامعية.
ففي جامعة نواكشوط ، على سبيل المثال ، و بالذات كلية الآداب تجد نفسك أمام وجه للفساد يحمل اسم : مركز الدراسات و البحوث ، يتعلق الأمر هنا بمركز يتكون من مجلة و جهاز حاسوب و مدير. تلك المجلة التي تجعل من الغثاء مادة صالحة للنشر واضعة بذلك حدا لكل ذلك ( الغط ) الدائر حول أصول القيمة العلمية و درجة الأصالة ، مستخدمة بذلك سلطتها في التحكيم لنشر ترهات الزبناء. و الأهم من ذلك أنها تستبيح مقالات من لا تربطه علاقات زبونية أو قرابية بالمدير و أولياء نعمته. و الأهم من هذا وذاك هو قيام مسير هذا الحانوت بسرقة الأجزاء/ الحيوية من مقالات من لاتروق شخصيته لمدير المجلة/المركز. أما المدير و جهازه المبرمج – حسب بعض جلسائه- على برامج اللعب و الغناء و أفلام العنف و ابو.. نوا- فقد ضمن مستقبله الإداري هنا بعد أن اتخذ من المكر و القرابة .. سلما و مواد سحرية للخلود الأبدي في هذا المركز.
داخل نطاق هذا الوسط المتكلس توجد أشياء أخرى عجيبة يتمثل بعضها في ميل مركز (العقل ) الإداري بكليتي هذه الجامعة نحو التمكين للأساتذة الذين عرفوا بتميع الوسط الأكاديمي عبر تزيف نتائج الطالب و إغراء الطالبات كسبيل للاستمتاع بأجسادهم. لا اعرف ، بدرجة قاطعة لماذا تعظم و تفضل هذه الشخصيات الفيروسية وتسند إليها إدارة مراكز البحث و رئاسة بعض الأقسام. لكن العارفون ببواطن الأمور هنا يقولون أن السر الذي تستمد منه هذه العينة من الأشخاص (حظوتها هنا ) يتمثل في أمرين هما : القرابة ، و قابلية تأدية كل ما تؤمر أو يومأ إليها به من قبل سادتها ، إنها باختصار العناصر المكلفة بالمهمات القذرة. تلك بعض أعراض وسط يعاني من طوفان التسيب ، يضاف لها أن ثمة رئاسة مصالح و رئاسة أقسام تبدو كما لو أنها ملكية خاصة لمن يتخذ من المكر و القرابة سلما للتسلق و البقاء في الوظائف يشهد لها بذلك طول أمد بقائهم في تلك المناصب.
سيكون من البديهي القول أن هذه العلل لا تقتصر على كلية الآداب و إنما تتعداها إلى كلية القانون و الاقتصاد ، و ربما إلى بقية مشتقات جامعة نواكشوط ، و اقصد هنا كليتي العلوم و الطب الملقبة حديثا بجامعة التكنولوجيا و الطب. ففي كلية القانون يعمل العميد بالوكالة على تعويض الخواء المعرفي و الفراغات الخدماتية بكليته من خلال عمل تنتفي معه قيم الصرامة العلمية و تتعاظم به الميوعة . تصوروا معي عميدا يجلس أمام حاسوبه و كل ما جاءه طالب/ الطالبة و ذكر له انه لم ينل نتيجته المستحقة ، قام العميد برصد النتيجة المطلوبة في قاعدة بياناته الرقمية. الله يشهد أن هذه المعطيات ليست مجرد افتراء مني على هذا العميد و إنما هي شهادات و اعترافات عفوية يتداولها بعض طلابه على وجه امتداح ما تتميز به شخصيته من عطاء. و هي باقتصار سرد لقصة بطلاها عميد بالوكالة و جموع من الطلاب و الطالبات الباحثات عن النجاح بأرخص وسيلة.
بأي حق ، إذن ، نلوم الموظف المتخرج من (جامعاتنا) على الفساد مادام انه قد حمل أثناء تكوينه الجامعي فنون الغش على يد شخصيات فيروسية ثبت أنها هي التي تفسد التعليم و الدين و الحياة العمومية.
سأختم هذه الأسطر بالإشارة إلى أن السكوت على العلاقة العاهرة بين بعض أساتذة الجامعة و بعض الطالبات – خلال تسعينيات القرن الماضي– هو الذي مهد الطريق أمام تنامي هذه الظاهرة ببلادنا إلى حد أصبحت فيه الجامعة مرادفة للجماع عند البعض.









#محمد_ولد_الطالب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيع السيادة ..بعد خمسين عاما من الاستقلال
- الكتابة في زمن حكم الباعة الغشاشين
- فريضة التحرك ..بحثا عن دواء جبن بعض المجتمعات
- عويل وطن تنهشه غربان توهمها الناس سباعا


المزيد.....




- -ما عرف يداري قلبه-.. أصالة ترثي صبحي عطري
- لضرب الحوثي.. الجيش الأمريكي ينشر 4 مقاطع فيديو من البحر
- اقتراح قانون لبناني لحظر تحويل أموال للنازحين السوريين
- متى يجب تناول مكملات فيتامين بي 12؟
- ترامب: كندا -لن تستمر في الوجود بدون الولايات المتحدة-
- روبيو ينفي صحة التقارير حول إلغاء العقوبات ضد روسيا في إطار ...
- - Insta360- تعلن عن كاميرتها الجديدة للرياضيين ومحبي المغامر ...
- ثورة في فهم أصل الحياة.. اكتشاف يُعيد كتابة التاريخ الكيميائ ...
- إيطاليا تجهّز أسطولها الحربي بسفينة متعددة الاستخدامات
- اكتشاف تمثال من العصر الحجري المتوسط في أذربيجان عمره 9000 ع ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ولد الطالب - جامعاتنا تسير بروح العصور الوسطى