نجيحة أشناد
الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 20:14
المحور:
الادب والفن
إلى غدٍ يكفي
حمل وجع الأمس
المثقل بهموم النفس،
إلى غد يكفي
سهر مع الدجى الحالك الدامس،أنقي نفسي من نفسي
وليلُ الساهرُ مديدٌ تتثقلهُ
صبابة العين
وصروف الدهر،
والويلُ للشغوف الهائم،
في مساحيق الغواني
ثم الويل للدّمع الناجس...
المترقرق على الخدود
المترامي على صفحات العبث،
إلى غدٍ يكفي
إنارة الشموعِ على السفوحِ
المؤدية إلى الأمسِ
إلى غد يكفي
فملامحُ الماضي ظلت مع المساء
تجمع ما خلفته الظهيرة،
مع ألمٍ ووجعٍ،
وذرِف دمعٍ
وخفقان قلب، واضطراب سمعٍ
إلى غدٍ يكفي
فوجع الأمس
لن َيبُحَّ صوتي
سيؤول همساً
إلى غدٍ يكفي
أيتها السحاب الثقال
صبابة
على قلبٍ لاعجٍ
مدفون الرمال
إلى غدٍ يكفي
فالصمت عييٌّ لسانه
وإلى متى؟
إلى متى سيظل الدافن في الرماد
يرمى ويقذف بالجمر الشارد؛
باللهب الحاد
إلى متى سيظل الساهر
في ليلهِ غائباً، ذائباً، ساذجاً، حائراً
على أرصفة الشرود
حاملاً قنديلاً
يخالهُ صبحاً جميلاً
يخالهُ سماءً وأنجماً لا تغيب...
إلى غد يكفي
انتظاري لانتظار منتظرٍ لا ينتظرُ
في ظل ليلٍ يتجشأ زمهريره على صفحاتي
إلى غد يكفي
تعبُ أمٍّ شابتْ زهورها،
تهدّلت أغصانها كمداً
مع الفجر الطاغي،
ذابت ألحانُ كمانها
مع صوتِ الفجاجِ
في ظلمة اللجج
وهي ترثي الغائبين
وإلى غد يكفي
الجلوس على أرصفة الطرق
بحجة الانتظار
انتظار وحي الغائب
وطيفه الباقي
مع نسيم مدفونٍ في جوف الخريف
إلى غدٍ يكفي
انتظار الغائب القاتل
والتجذيف بالقوارب إلى الغربة
وهجر الأتراب والصحبة
إلى غدٍ يكفي...
إلى غدٍ يكفي...
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟