أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام عمر النور - مدرسة فرانكفورت، القسم الثامن: إلى أين نمضي من هنا؟














المزيد.....

مدرسة فرانكفورت، القسم الثامن: إلى أين نمضي من هنا؟


هشام عمر النور

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 20:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



بيتر تومبسون


ترجمة هشام عمر النور


إن حالتنا الراهنة من التخلخل الاقتصادي وصعود تيارات أقصى اليمين تعكس مرحلتي مدرسة فرانكفورت؛ وهي حالة يجب أن نتغلب عليها بالعقل.


السؤال الأخير في هذه السلسلة من المقالات هو إذا ما كان لأي من القضايا التي أثارتها مدرسة فرانكفورت أية راهنية أو أهمية. هنالك فترتان مميزتان في أعمال مدرسة فرانكفورت. فمن جهة هنالك محاولة فهم وتفسير الفاشية أثناء فترة صعودها في جمهورية فيمار. وهذه كانت فترة تزعزع اجتماعي وسياسي واقتصادي أبرزت الاهتمامات المادية الواقعية من جانب العمال والتي يمكن تمريرها بسهولة إلى قنوات البحث التقليدي عن الضحايا والتفسيرات التبسيطية. وفي هذه المرحلة، على أية حال، استمرت حركة الطبقة العاملة القوية في الوجود في أشكال الديمقراطية الاجتماعية والشيوعية والتي كان من الممكن أن تعمل كحائط صد ضد صعود اليمين المتطرف لو أن الأولى تغلبت على ضعفها والثانية على عدم كفاءتها الاستراتيجي.




الفترة الثانية هي سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية، والتي توفر فيها اجماع اجتماعي تشكل تحت مظلة الحرب الباردة وتنامي الازدهار (ما يسميه الفرنسيون الثلاثينيات المزدهرة) والتي تم الإعلان فيها عن نهاية الطبقة والصراع الطبقي. وأحيت حركة 1968م نظريات مدرسة فرانكفورت عن التسليع والاغتراب والتشيؤ والوعي الزائف كطريقة لتفسير السلبية الظاهرة للطبقة العاملة. في الواقع، ان الطبقة العاملة في هذه الفترة بدأ النظر إليها كجزء من المشكلة أكثر من كونها الحل. فقد توقف زحف الطبقة العاملة وتم استيعاب الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية والشيوعية في الاجماع الجديد، وكما قال الفيلسوف أندريه قورز فقد كان "ذلك وداعاً للطبقة العاملة".




ومنذ منتصف السبعينات، على أية حال، أصبحنا مرة أخرى نعيش في عالم مختلف اختفى منه ذلك الازدهار والنمو التلقائيان اللذان ميزا عقود ما بعد الحرب. انخفضت الأجور الفعلية وفي نفس الوقت زادت الانتاجية ومن ثم انتقلت ثروة لا يمكن تخيلها إلى الأغنياء في المجتمع. وقدرت الأموال التي تم حجبها في حسابات خارج البلاد بمبالغ تتراوح بين 12 إلى 32 تريليون دولار أمريكي – وهي ثروة كافية لإزالة كل المشاكل الاجتماعية للفقر في ضربة واحدة إذا ما تم تأميمها واستثمرت وتم توزيعها اجتماعياً.




المشكلة الآن أن هاتين الفترتين اللتين هيئتا الميدان لمدرسة فرانكفورت عند ظهورها هما الآن توجدان معاً وفي نفس الوقت. فنحن الآن نعاني من البطالة التي ميزت فترة فيمار من قبل (وصلت نسبة البطالة في أسبانيا، مثلاً، إلى أكثر من 50% من الشباب)، وهو ما يغذي صعود أحزاب الفاشية الجديدة وأجنحة اليمين المتطرف من الفجر الذهبي إلى يوكيب. وفي نفس الوقت فشلت أحزاب يسار الوسط المقيدة بأجندة الليبرالية الجديدة والحركة الشيوعية المنقسمة والمجزءة (إذا أردنا وصفاً أقل حدة) في أن تضع معاً بديلاً مقنعاً.




لقد عرى الركود الاقتصادي الكبير منذ عام 2008م الكثير من أوهام الناس حول المجتمع الذين يعيشون فيه. وعندما تريد حكومة ما أن تعلن "أننا جميعاً معاً في هذا الأمر" فإننا ندرك وبوضوح ما هي حقيقة النص الخفي.




ولكن ربما الأكثر جدية هو أن الكوكب نفسه لم يعد يحتمل التوسع الدائم الذي تطلبه الرأسمالية. ونحن لدينا الوسائل المالية والتكنولوجية لحل كل مشاكل الإنسانية الأساسية بطريقة جيدة وجذابة. والذي نفتقده هو الإرادة السياسية. ولكن هذه نفتقدها فقط بسبب أن آمالنا للمستقبل قد تم تسليعها وخصخصتها. لقد تم شراء أحلامنا وبيعها مجدداً لنا كلحظات متوهجة واحتفالات زواج ملكية.




ولكن كان هذا هو الواقع عندما بدأت مدرسة فرانكفورت. كتب أدورنو:




"الفاشي يميل إلى تحطيم نفسه ليس أقل مما يميل إلى تحطيم خصومه، لأن التحطيم هو التعويض لرغباته العميقة والمكبوتة... هو يدرك أن حله هو اللا حل وهذا يعني أن الحل على المدى الطويل هو التحطيم. وأي ملاحظ دقيق يستطيع أن يلاحظ هذا الشعور في ألمانيا النازية قبل أندلاع الحرب. فقدان الأمل يجعلنا نبحث عن طريق يائس للخروج. الإبادة هي البديل النفسي لهذا العصر – وهو اليوم الذي تغرق فيه الفروق بين الأنا والآخرين، بين الفقير والغني، بين القوي والضعيف، في وحدة واحدة كبرى غير متسقة. عندما لا تجد الجموع الأمل في تضامن حقيقي فإنها قد تتمسك بيأس بخيارها السلبي".




فقدان الأمل والتفاؤل بعالم أفضل هو النتيجة الأكثر إحباطاً للأزمة الحالية ولذلك ليس في الأمر العجب أن العديدين يبحثون عن ملجأ في نوستالجيا (حنين إلى الماضي) مزيفة عن عالم طاهر قبل أن تدنسه آثار الرأسمالية المدمرة "كل ما هو صلب سيتبخر إلى الهواء".




ولكن ليس هنالك من عودة إلى الوراء، على الأقل بسبب ان هذا العصر الذهبي لم يوجد مطلقاً وأن الفجر الذهبي لن يأتي مطلقاً. الطريق الوحيد هو أن ندفع للإمام باستخدام العلم والعقل والذكاء والأمل. قد تكون القوة الضعيفة أمراً جيداً بدرجة كافية الآن ولكن في لحظة ما فإن على أحدهم أن يشد عضلاته. دعنا نتأكد من أنهم سيكونوا الفاضلين هذه المرة وليس الفاشيست مرة أخرى.



#هشام_عمر_النور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدرسة فرانكفورت، القسم السابع: ما الذي بقي؟
- مدرسة فرانكفورت القسم السادس: إرنست بلوخ ومبدأ الأمل
- مدرسة فرانكفورت، القسم الخامس: والتر بنجامين، الفاشية والمست ...
- مدرسة فرانكفورت، القسم الرابع: هربرت ماركيوز
- مدرسة فرانكفورت، القسم الثالث: ديالكتيك التنوير
- مدرسة فرانكفورت، القسم الثاني: الديالكتيك السلبي
- مدرسة فرانكفورت، القسم الأول: لماذا يخافهم أندرز برييفيك؟
- الدين في المجال العام - يورغن هابرماس
- فلسفة إعادة بناء الحداثة
- الديالكتيك السلبي عند أدورنو أو نقد تفكير الهوية
- المثقف والسلطة
- الظاهرة الدينية من المجتمعات القديمة إلى الحداثة
- الأسس الفلسفية للثورة عند ماركيوز
- مفهوم جديد للسيادة يقوم على ديمقراطية عابرة للقوميات
- تجدّد النظرية النقدية
- هل هناك ضرورة نظرية لتخطي الماركسية؟ (3) فلسفة اللغة بديل فل ...
- هل هناك ضرورة نظرية لتخطي الماركسية؟ (2) في نقد فلسفة الهوية
- هل هناك ضرورة نظرية لتخطي الماركسية؟ (1) في ضرورة المفاهيم ا ...
- مشروع تأسيس نظري لحركة القوى الاجتماعية الجديدة
- التفكير نقدياً فى نزاع الهويات - فرانسيس دينق نموذجاً


المزيد.....




- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين أمام بورصة نيوي ...
- تركيا: تحييد عنصرين من عناصر حزب العمال الكردستاني في شمال ا ...
- رئيس حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربين: إن لم توقف مش ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين أمام بورصة نيوي ...
- من أوكرانيا إلى فلسطين.. تحديات الأممية المتسقة
- الشرطة الباكستانية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهري ...
- ترامب يهدد اليساريين المتطرفين بهذا الإجراء..وحملة هاريس ترد ...
- بلاغ السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة ...
- بيان اللجنة الوطنية لمربيات ومربي التعليم الأولي FNE التوجه ...
- س?بار?ت ب? ه??بژاردني خولي ش?ش?مي پ?رل?ماني کوردستان


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام عمر النور - مدرسة فرانكفورت، القسم الثامن: إلى أين نمضي من هنا؟