|
سقوط قناع التحالف الأميكي الدولي
بدر الدين شنن
الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 17:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أبعد من خطأ ، وأكثر من سذاجة ، اعتبار التحالف الأميركي الدولي ، الذي يضم نحو ستين دولة ، قد أقيم لمواجهة وتدمير " داعش " . , وبخاصة في سوريا والعراق . بدلالة أن الدول الداعمة للإرهاب بما فيه وأوله " داعش " تشكل أكثرية أعضائه ، وأن أميركا بالذات تقوم بقيادة هذا التحالف وتنسق ضرباته الجوية من البنتاغون مباشرة ، أو من القيادة الأميركية المركزية في أفريقيا والشرق الأوسط ، ولا غرابة أن تقوم بذلك من القاعدة الأميركية " عيديد " في قطر .
وقد كان واضحاً للكاتب في مقال سابق ، أن لهذا التحالف مهام أخرى غير مهام التصدي المزعوم " لداعش " . وقد برهنت وقائع عمل طيران التحالف على مدى أكثر من عام على ذلك . " فداعش " تحت مظلة التحالف كبر وتوسع . وكذلك كبرت وتوسعت التنظيمات الإرهابية الأخرى ، أمثال جبهة الصرة ، وجيش الإسلام ، وأحرار الشام ... بدعم أميركي وقطري وتركي وسعودي وأردني ، ولولا التدخل الروسي ، لكانت جميعها في دمشق أومدن أخرى ، أوفي بيروت ، أو قامت حرب إقليمية نسفت الاستقرار في معظم دول الإقليم وهددت السلم العالمي .
وقد تبين لكل ذي بصيرة سياسية في سوريا وحولها ، أن طيران التحالف قد جاء ليكون إسناد ناري جوي للتطورات الحربية المقبلة التي كان يجري الإعداد لها حشوداً ومقومات هجومية في شمال سوريا وجنوبها ، تشارك فيها مباشرة إسرائيل والأردن وتركيا .
بعد التدخل الروسي ، اقتحمت عوامل جديدة المشهد الحربي السوري ، وشكلت معوقات جادة لدور التحالف الأميركي الدولي ، أهمها سقوط قناع البراءة عنه ، وكشف عدم شرعيته الدولية باستباحته الأجواء السورية بذريعة " داعش " ، لفرض حظر جوي فوق سوريا ، وتمرير مخططات تركيا والأردن وإسرائيل والمملكة السعودية التوسعية ، واستكمال خريطة الشرق الأوسط الجديد .
وعلى ضوء ذلك ، ينبغي قراءة وفهم إسقاط تركيا للطائرة الروسية على خط التماس الجغرافي السوري التركي ، الذي كان يحمل خلفية متعددة الرسائل والأبعاد ، ولعل أهمها ، أن القوى الدولية المتحالفة مع تركيا ، إن في إطار " حلف الناتو " ، أو إطار التحالف الأميركي الدولي " ضد داعش " ، هي بصدد تغيير قواعد الاشتباك التي فرضها التدخل الروسي في سوريا وفي الإقليم ، وهددت جدياً بتدمير " داعش وما هو مرسوم له من أهداف نوعية إقليمية ودولية ، وقصرت زمن وجوده المادي فوق الأرض السورية . كان عليه أن ينجزها في غزواته وتوسعه ، من طرف ، وألغت السماء السورية المفتوحة أمام طيران التحالف ، وحجمت طلعاته وأهدافه من طرف آخر . وهذان الخطان المتوازيان ، تحجيم مساحة حركة وفعالية التحالف ، وتدمير داعش بشكل متسارع ومتلاحق ، عقدا المشهد الحربي السوري أمام التحالف الأميركي الدولي ووضعه في موقف سيء وحرج .
ولذلك لم يكن هجوم طيران التحالف الأميركي الدولي صباح 7 / 12 / 2015 على موقع دفاعي متقدم للجيش السوري في مواجهة " داعش " شرق دير الزور ، حيث تدور اشتباكات شرسة بين الجيش السوري و " داعش " خطاً أو مصادفة ، وإنما كا ن هجوماً استفزازياً متعمداً يحمل رسالة محددة لروسيا وسوريا والمجتمع الدولي ، ولكل مها بيل السياسة ، يقول فيها .. نحن هنا .. وسنتابع مهامنا الحقيقية التي اقتحمنا الأجواء السورية خلافاً للقانون الدولي من أجلها .. وهي تدمير الجيش السوري ، وتدمير البنى التحتية للدولة السورية .
قد يكون لدى البعض قراءة أكثر سذاجة وبلاهة للهجوم الأميركي الدولي في دير الزور ، وهي أن هذا الهجوم قد تم دعماً لاجتماع عشرات الأشخاص في الرياض عاصمة الدولة الأكثر تآمراً على سوريا ، والداعمة الرئيسية للإرهاب التكفيرى العربي والدولي ، باسم المعارضة السورية المسلحة وغير المسلحة ، في 8و9 من الشهر الجاري ، لتشكيل لجنة تمثلهم في لقاءات قد تجري مع ممثلي الحكومة السورية .
وكما أن إسقاط الطائرة الروسية ، رغم الندم التركي الكاذب على إسقاطها ، لم يكن عبثاً أو خطأً حسابياً ، فإن العدوان على موقع للجيش السوري الوطني المكشوف والمعروف ، ليس مصادفة ولا عدم دقة في التصويب . لقد كشف هذا العدوان أنشطة التحالف الهزلية ضد " داعش " قبله ، وكشف حقيقة مهام هذا التحالف الدولي في السماء السورية بعده .
ما يتطلب وضع حد لأنشطة هذا التحالف العدوانية . وإن لم يحدث ذلك ، فإن سوريا ستتعرض لاعتداءات هذا التحالف مرات ومرات ، وربما خسائرها أكبر وأكثر ، إن في استهدافها البنى التحتية للدولة السورية ومؤسساتها كما تفعل السعودية في اليمن ، أو في استهدافها للمواقع العسكرية .
سؤال بالمناسبة .. هل هو مجرد مصادفة ، أن يتزامن تقريباً ، أن توغل قوات عسكرية تركية في شمال العراق الشقيق ، وعدوان التحالف الأميركي الدولي على موقع للجيش السوري الوطني في شرق سوريا ؟ ..
إن عدوان التحالف الأميركي الدولي مؤشر على أن الحرب على سوريا ستتوسع .. وتتصاعد . والمطلوب أن تتوسع وتتصاعد وحدة الشعب الوطنية .. ووحدة الجيش والشعب .
#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- الناتو - يزحف إلى دمشق .. وسوريا تقاتل
-
الحل السياسي بين الإرهاب والتدخل الخارجي
-
جلالة الشهيدة
-
داعش يغزو فرنسا
-
- فيينا 2 - والرهانات المتعاكسة
-
الجري وراء الحلول السياسية في زمن الحرب
-
مقومات الحل السياسي الوطني في سوريا
-
صانعو الحلول الوطنية المشرفة
-
فلسطين في القلب
-
سوريا موحدة جديدة قادمة
-
هل بدأت نهاية الإرهاب في سوريا ؟ ..
-
أيلول أسود بشع آخر
-
دفاعاً عن هوية المسجد الأقصى ووجوده
-
المؤتمر النقابي الدولي بدمشق .. توقيته وأهميته
-
لا بديل للوطن .. العودة للدار هي الحل
-
حرب البؤساء العادلة
-
بيان مجلس الأمن والتجربة السورية
-
أردوغان وسوريا المستعصية على الفتح
-
آفاق
-
المطلوب قبل فوات الأوان
المزيد.....
-
العراق.. اهتمام شعبي لافت بالجرحى الفلسطينيين القادمين من غز
...
-
بعد يوم من إعادة تشغيله.. -البنتاغون- تعلن تعليق عمليات الرص
...
-
شمال أوروبا تتحرك بعكس التيار: انتكاسة لليمين المتطرّف!
-
روغوف: القوات الروسية تعزز مواقعها في بلدة أوروجاينويه بدونِ
...
-
سكوت ريتر.. واشنطن تقيد الحريات وتدعم إسرائيل
-
تمرد واضطراب أمني داخل سجن رومية في لبنان
-
الجيش السوداني يتصدى لهجومٍ للدعم السريع ونزوح أكثر من 10 مل
...
-
حزب الله يهاجم إسرائيل بسرب مسيّرات ومدفعية الاحتلال تستهدف
...
-
-ليس لكم إلا السلخ والنار-.. مشاهد جديدة للقسام مصحوبة برسال
...
-
قيادي في حماس: تصريحات بلينكن منحازة لإسرائيل وغطاء لمحرقة غ
...
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|